أصول جهاز الاستثمار العماني ترتفع 7 % إلى نحو 50 مليار دولار في 2023

سدّد أكثر من 6.2 مليار دولار من المديونية وينوي تنفيذ 5 عمليات تخارج هذا العام

لقاء إعلامي يجمع جهاز الاستثمار العماني ومجموعة من الصحافيين (أونا)
لقاء إعلامي يجمع جهاز الاستثمار العماني ومجموعة من الصحافيين (أونا)
TT

أصول جهاز الاستثمار العماني ترتفع 7 % إلى نحو 50 مليار دولار في 2023

لقاء إعلامي يجمع جهاز الاستثمار العماني ومجموعة من الصحافيين (أونا)
لقاء إعلامي يجمع جهاز الاستثمار العماني ومجموعة من الصحافيين (أونا)

ارتفعت الأصول الإجمالية لجهاز الاستثمار العماني، صندوق الثروة السيادية في السلطنة، بنسبة 7 في المائة العام الماضي، إلى 19.240 مليار ريال (49.98 مليار دولار) من 17.9 مليار ريال (46.6 مليار دولار) في العام الذي سبقه، مع عائد على الاستثمار قدره 9.95 في المائة.

وحقق الصندوق أرباحاً تجاوزت 1.7 مليار ريال العام الماضي، مما أسهم في تعزيز الموازنة العامة للدولة بمبالغ تجاوزت 6 مليارات ريال خلال الفترة من 2016 حتى نهاية 2023، وفق التقرير السنوي الصادر عن جهاز الاستثمار، الثلاثاء.

ونقلت «وكالة الأنباء العمانية» عن نائب رئيس الجهاز للعمليات ناصر الحارثي، قوله إن الجهاز يستهدف خلال العام الجاري تنفيذ خمس عمليات تخارج، ثلاث منها في قطاع الطاقة، وتخارُج واحد في قطاع اللوجيستيات، وآخر في قطاع الخدمات.

نائب رئيس الجهاز للعمليات ناصر الحارثي في أثناء اللقاء الإعلامي (أونا)

ونقلت الوكالة عن مسؤولي الجهاز خلال لقاء إعلامي عُقد في العاصمة مسقط، أن الجهاز يركز في استثماراته الخارجية والمحلية الجديدة على تنويعها جغرافياً وفي قطاعات متنوعة، وربط بعض الاستثمارات الخارجية بالقطاعات المحلية المستهدفة عبر نقل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة إليها.

وقال الجهاز إن محفظة الأجيال التي تدير استثمارات الجهاز بالخارج استثمرت في 13 صندوقاً عالمياً تعمل في قطاعات متعددة، بالإضافة إلى دخوله في استثمارات مباشرة متنوعة. وأشار مسؤولو الجهاز إلى أن أبرز استثمارات الصندوق الخارجية المباشرة تتضمن الاستثمار في كل من شركة «إلكتريك هيدروجين» و«أور نكست إنرجي» الأميركيتين، و«هايساتا الأسترالية»، و«صندوق بلاتينيوم الاستثماري»، و«صندوق البنية الأساسية العالمية»، و«صندوق فايف واي الصيني».

وكشف مسؤولو الجهاز الاستثماري عن أنه سدَّد أكثر من 2.4 مليار ريال (6.2 مليار دولار) من المديونية، منها 300 مليون ريال قبل موعد استحقاقها العام الماضي، في إطار استمرار الجهود لخفض مديونية الشركات التابعة للجهاز، للحد من المخاطر المالية. وأوضح المسؤولون خلال المؤتمر أن الإنفاق الاستثماري في القطاعات المحلية لمحفظة التنمية الوطنية (الداخلية) ارتفع إلى نحو 2.1 مليار ريال من أصل مستهدف بلغ 1.9 مليار ريال عبر توسعة وتعزيز مشروعات حالية واستكمال تشييد مشروعات قيد التنفيذ واعتماد وتطوير مشروعات جديدة.

وأضافوا أن قطاع الأسواق العامة بمحفظة الأجيال يواصل الاستثمار في عدد من الدول حول العالم، محققاً متوسط عائد بلغ 9.8 في المائة بما يفوق المعدل المستهدف وهو 5 في المائة.

وذكروا أن الشركات التابعة له تمكنت من إتمام 9 عمليات تخارج مخطَّط لها ما بين بيع مباشر وطروحات عامة في بورصة مسقط، مما انعكس إيجاباً على حجم التداول في البورصة من جهة والإسهام في جذب استثمارات خارجية من جهة أخرى.​


مقالات ذات صلة

مصر تبحث جاهزية القطاع الخاص لتطبيق آلية الكربون الأوروبية

الاقتصاد بنوك ومؤسسات مالية في أبراج شاهقة تطل على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر تبحث جاهزية القطاع الخاص لتطبيق آلية الكربون الأوروبية

أكدت مصر أن إدماج معايير الاستدامة في استراتيجيات الأعمال لم يعد مجرد التزام بيئي، بل أصبح عاملاً رئيسياً لزيادة معدلات النمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد شعار «أمازون» يظهر في مخزنها للشحن ببريطانيا (رويترز)

«أمازون» تستثمر 54 مليار دولار في بريطانيا

تعتزم شركة «أمازون» العملاقة بمجال التجارة الإلكترونية، استثمار 40 مليار جنيه إسترليني (54.4 مليار دولار) في المملكة المتحدة، في التزام ضخم عُدّ دعماً للحكومة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة يعلن عن المجموعة الثانية من الحوافز المعيارية (وزارة الصناعة)

السعودية تطلق المجموعة الثانية من برنامج الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي

أطلقت وزارتا الصناعة والثروة المعدنية، والاستثمار، المجموعة الثانية من الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي في السعودية، بهدف توسيع نطاق الحوافز.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مدير عام الخدمات الفنية لـ«شركة المياه الوطنية» بندر الشمري (الشرق الأوسط)

السعودية تضخ استثمارات بـ25 مليار دولار في مشروعات الصرف الصحي

كشفت شركة المياه الوطنية السعودية عن أن حجم الإنفاق التراكمي على مشروعات البنية التحتية لمياه الصرف الصحي خلال السنوات الخمس الماضية تجاوز 25.8 مليار دولار.

أسماء الغابري (جدة)
الاقتصاد العاصمة العمانية مسقط (الشرق الأوسط)

الاقتصاد العماني... إصلاحات جريئة تعزز الاستدامة المالية

أحرزت سلطنة عُمان تقدماً ملحوظاً في تعزيز مرونة اقتصادها ووضع الأسس لمستقبل أكثر استدامة، في وقت تواجه فيه تحديات تقليص الاعتماد على عائدات النفط.

«الشرق الأوسط» (مسقط)

250 مليون دولار من البنك الدولي لدعم إعادة إعمار لبنان بعد الصراع

TT

250 مليون دولار من البنك الدولي لدعم إعادة إعمار لبنان بعد الصراع

سيارات ودراجات نارية تسير بالقرب من مبانٍ متضررة في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
سيارات ودراجات نارية تسير بالقرب من مبانٍ متضررة في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، أمس، على تمويل بقيمة 250 مليون دولار للبنان لدعم ترميم وإعادة إعمار البنية التحتية الأساسية المتضررة على نحو طارئ، واستعادة الخدمات الحيوية، بالإضافة إلى تعزيز الإدارة المستدامة للركام والأنقاض في المناطق المتضررة من الصراع الذي شهده لبنان.

ويهدف مشروع المساعدة الطارئة للبنان إلى تعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي لعملية إعادة الإعمار بأسرع وتيرة ممكنة، عبر ترتيب الأولويات وتحديد تسلسلها الزمني، وذلك باعتماد نهج تدريجي للاستجابة والتعافي، وفق بيان للبنك الدولي.

وكان التقييم السريع للأضرار والاحتياجات الناجمة عن آثار الصراع، الذي أجراه البنك الدولي خلال الفترة من 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 20 ديسمبر (كانون الأول) 2024، قد أظهر أن إجمالي الأضرار المباشرة في 10 قطاعات رئيسية بلغ نحو 7.2 مليار دولار، في حين قُدِّرت احتياجات التعافي وإعادة الإعمار بنحو 11 مليار دولار أميركي.

كما قُدِّرت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمرافق الحيوية -التي تُمثِّل ركائز أساسية للنشاط الاقتصادي، وصحة وسلامة المجتمعات المحلية- بنحو 1.1 مليار دولار، شملت قطاعات النقل، والمياه، والطاقة، والخدمات البلدية، والتعليم، والرعاية الصحية. ونظراً للحجم الكبير للاحتياجات في قطاع البنية التحتية الأساسية والمرافق العامة، فقد صُمِّم المشروع ليُسهم في ترميمها واستعادة خدماتها، كون ذلك شرطاً أساسياً مُسبقاً لتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي.

وفي هذا السياق، قال جان كريستوف كاريه، المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي: «نظراً لضخامة احتياجات إعادة الإعمار التي يواجهها لبنان، فقد صُمِّم هذا المشروع ليكون بمثابة إطار قابل للتوسّع، بقيمة تصل إلى مليار دولار، مع مساهمة أولية قدرها 250 مليون دولار من البنك الدولي. ويتيح هذا الإطار استيعاب تمويلات إضافية -سواء على شكل هبات أو قروض- من خلال هيكل تنفيذي موحّد تديره الحكومة، ويُركّز على الشفافية، والمساءلة، وتحقيق النتائج».

وأضاف: «يُقدّم هذا الإطار أداةً موثوقة تتيح لشركاء التنمية تنسيق دعمهم، بالتوازي مع استمرار التقدم في أجندة الإصلاح الحكومية، بما يُسهم في تعزيز الأثر الجماعي لجهود التعافي وإعادة الإعمار في لبنان على المدى الطويل».

ويُسهم التمويل المقدَّم من البنك الدولي في تنفيذ أنشطة الاستجابة الفورية اللازمة لتسريع وتيرة التعافي، وتهيئة الظروف الملائمة للعودة إلى الحياة الطبيعية، لا سيما من خلال الإدارة الآمنة والتخطيط السليم للركام والأنقاض، بما يُعزز إعادة استخدامها وإعادة تدويرها.

كما سيدعم التمويل جهود الإصلاح والتعافي السريع في الخدمات الأساسية، مثل المياه، والطاقة، والنقل، والصحة العامة، والتعليم، والخدمات البلدية. وأخيراً، سيدعم المشروع عمليةَ إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة بشدّة، بدءاً بالتصاميم والتقييمات البيئية والاجتماعية التي يتم تمويلها عبر المساهمة الأولية من البنك الدولي.

لبنانيون يتفقدون الدمار الناتج جرّاء قصف إسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية (أ.ب)

وذكر البيان أنه «استناداً إلى الدروس المستفادة من مشروعات إعادة الإعمار في مختلف أنحاء العالم، يعتمد هذا المشروع منهجيةً شفّافة أقرها مجلس الوزراء، تعتمد على البيانات لتحديد الأولويات وفقاً للمناطق. ومن خلال هذه المنهجية، يوفر المشروع حزمة متكاملة من الاستثمارات العامة في مجالي التعافي وإعادة الإعمار لاستعادة الخدمات الاجتماعية، وتعزيز التعافي الاقتصادي، فضلاً عن تحفيز النمو في المناطق المتضررة من الصراع في لبنان».

مجلس الإنماء والإعمار

وأشار البيان إلى أن لبنان أدخل إصلاحات في مجلس الإنماء والإعمار، وهو الهيئة المسؤولة عن إدارة تنفيذ المشروع، شملت إنشاء مجلس إدارة متكامل وفعّال، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وآليات اتخاذ القرار، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية المعتمدة في تنفيذ المشروعات الطارئة.

وأوضح أن هذه التدابير تأتي ضمن أجندة إصلاح مؤسسي أوسع نطاقاً؛ حيث تهدف إلى تمكين مجلس الإنماء والإعمار من إدارة الحجم الكبير لجهود التعافي، وإعادة الإعمار الملحة في لبنان بفاعلية، واستناداً إلى مبادئ الشفافية، والكفاءة، والمساءلة.

وكانت الحكومة اللبنانية قد عيّنت مؤخراً محمد قباني رئيساً لمجلس الإنماء والإعمار، في ظل إصرار الدول المانحة على اعتماد أعلى معايير الشفافية في عملية التعيين، كون هذا المجلس مسؤولاً عن عملية الإعمار في لبنان.

وسوف يتم تنفيذ المشروع تحت الإشراف الاستراتيجي لمكتب رئيس مجلس الوزراء، بالتنسيق مع الوزارات المعنية على مستوى مجلس الوزراء، على أن تتولى وزارة الأشغال العامة والنقل قيادة المشروع والمسؤولية الكاملة عن تنفيذه بشكل عام، في حين تُشرف وزارة البيئة على الجوانب البيئية والاجتماعية التي تشمل إدارة الركام والأنقاض.

كما سيقوم البنك الدولي بدعم المشروع، عن طريق تعزيز تدابير التنفيذ والإشراف بالتعاقد مع شركة هندسية دولية مستقلة، تُقدّم تقاريرها إلى الجهة المقرضة، ويُناط بها التطبيق الدقيق لإجراءات العناية الواجبة طوال فترة تنفيذ المشروع، فضلاً عن الإشراف على الجوانب الفنية، والبيئية، والاجتماعية، والمالية، والتعاقدية للمشروع، ومكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

وستُسهم هذه الآلية في ضمان تنفيذ المشروع وفقاً لأعلى معايير الامتثال والنزاهة والكفاءة والفاعلية.

OSZAR »