يستعد بنك إنجلترا لتمديد سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة البطيئة اليوم الخميس، حيث يترقب المستثمرون أي مؤشرات على إمكانية تسريع وتيرة التخفيض قريباً في ظل تأثير رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمركية على الاقتصاد العالمي.
لطالما أكد المحافظ أندرو بيلي وزملاؤه في بنك إنجلترا على ضرورة اتباع نهج تدريجي وحذر لخفض تكاليف الاقتراض، وهو أمر يتوقع معظم المحللين استمراره نظراً لحجم عدم اليقين بشأن التوقعات.
وخفّض بنك إنجلترا أسعار الفائدة ثلاث مرات فقط حتى الآن منذ أغسطس (آب) الماضي، بوتيرة أبطأ من «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي» والبنك المركزي الأوروبي بسبب مخاوفه من ارتفاع التضخم في سوق العمل.
على الرغم من أن الاقتصاد البريطاني بعيد كل البعد عن القوة، فإن نموه هذا العام يبدو أسرع من نمو ألمانيا وفرنسا. لكن بيلي شدد مؤخراً على المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد نتيجة تصاعد التوترات التجارية العالمية.
يوم الأربعاء، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، وقال إن حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية قد ازدادت مع ارتفاع مخاطر ارتفاع كل من البطالة والتضخم.
من المتوقع على نطاق واسع أن يُجري بنك إنجلترا تخفيضاً جديداً بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس، ويضع المستثمرون في الحسبان تقريباً ثلاثة تخفيضات أخرى بحلول نهاية عام 2025، مما سيرفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 3.5 في المائة من 4.5 في المائة حالياً.
وتوقع معظم الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم الشهر الماضي أن يُبقي بنك إنجلترا على إيقاعه ربع السنوي، مما سيبقي سعر الفائدة عند 3.75 في المائة بنهاية العام. لكن محللي «بنك أوف أميريا غلوبال ريسيرش» قالوا إنهم يتوقعون الآن أربعة تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا هذا العام، مع توقعات بارتفاع التضخم في المملكة المتحدة بنسبة أقل مما كان متوقعاً سابقاً، ويعزى ذلك جزئياً إلى انخفاض أسعار الواردات من الصين التي تم استبعادها فعلياً من الولايات المتحدة.
ومع ذلك، ربما كان من السابق لأوانه أن يغير بنك إنجلترا موقفه بشأن المضي قدماً.
وقال محللو «بنك أوف أميركا»: «في الوقت الحالي، نتوقع أن يحتفظ بنك إنجلترا بتوجيهاته الحذرة والتدريجية، والتي تُطبق كل اجتماع على حدة، في خضم حالة عدم اليقين».
وتوقعت داني ستويلوفا، الخبيرة الاقتصادية في بنك «بي إن بي باريبا أوروبا»، أن تُظهر التوقعات الجديدة لبنك إنجلترا عودة التضخم إلى هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة بنهاية عام 2026، أي قبل عام من توقعات بنك إنجلترا السابقة.
ومع ذلك، قالت بيلي وبقية أعضاء لجنة السياسة النقدية إنهم على الأرجح يرغبون في الانتظار لمعرفة ما إذا كانت رسوم ترمب الجمركية ورد الصين ودول أخرى ستؤدي في النهاية إلى ارتفاع التضخم من خلال الإضرار بسلاسل التوريد. من المقرر أن يعلن بنك إنجلترا قراره بشأن أسعار الفائدة لشهر مايو (أيار) وآخر توقعاته الاقتصادية في الساعة 11:02 بتوقيت غرينتش - متأخراً دقيقتين عن المعتاد لتجنب مقاطعة دقيقة صمت إحياءً للذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
ومن المقرر أن يعقد بيلي ومسؤولون كبار آخرون مؤتمراً صحافياً في الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش.