التضخم في منطقة اليورو دون المستهدف... والأنظار تتجه نحو خفض وشيك للفائدة

متسوقة في سوبرماركت في مدينة نيس (رويترز)
متسوقة في سوبرماركت في مدينة نيس (رويترز)
TT

التضخم في منطقة اليورو دون المستهدف... والأنظار تتجه نحو خفض وشيك للفائدة

متسوقة في سوبرماركت في مدينة نيس (رويترز)
متسوقة في سوبرماركت في مدينة نيس (رويترز)

تراجع معدل التضخم في منطقة اليورو إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي خلال الشهر الماضي، مما يعزز التوقعات بإجراء خفض جديد لأسعار الفائدة هذا الأسبوع، رغم تصاعد التوترات التجارية العالمية والضغوط السعرية على المدى الطويل.

وتباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الدول العشرين الأعضاء بمنطقة اليورو إلى 1.9 في المائة في مايو (أيار)، مقارنة بـ2.2 في المائة في الشهر السابق، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 2 في المائة، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار الطاقة وتراجع حاد في تضخم قطاع الخدمات، وفق «رويترز».

وفي الوقت نفسه، أفاد مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات) بأن التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الوقود والمواد الغذائية المتقلبة ويُعد مقياساً أكثر دقة، تباطأ إلى 2.3 في المائة من 2.7 في المائة، مدفوعاً بتراجع نمو أسعار الخدمات إلى 3.2 في المائة من 4 في المائة.

وقد خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة سبع مرات منذ يونيو (حزيران) من العام الماضي، مع احتمال أن يُعتمد قراره المرتقب يوم الخميس بشكل كبير على ضعف نمو الأجور، وانخفاض أسعار الطاقة، وقوة اليورو، وضعف النمو الاقتصادي، وهي عوامل تشير جميعها إلى تراجع مستمر في معدل التضخم.

وتُظهر ضغوط الأسعار الحالية ضعفاً ملحوظاً، حيث يتوقع بعض الاقتصاديين استمرار انخفاض التضخم دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة خلال العام الجاري، وعدم انتعاشه حتى عام 2026.

اتجاهات متعارضة

تشكل هذه التطورات تحدياً للبنك المركزي الأوروبي؛ نظراً لاختلاف توقعات الأسعار قصيرة وطويلة الأجل بشكل كبير، إذ قد تشهد الأسعار ضغوطاً تصاعدية من عدة عوامل مستقبلية.

وبناءً عليه، يعتقد المستثمرون أن البنك المركزي الأوروبي سيوقف خفض أسعار الفائدة بعد يونيو، مع توقع خفض واحد فقط خلال العام، ربما في فصل الخريف.

كما أن أسعار الفائدة الحالية مستقرة في نطاق «محايد» لا يبطئ النمو الاقتصادي ولا يسرّعه، وهو ما يدفع بعض المحللين إلى مراجعة توقعاتهم، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تفرضها السياسات التجارية الأميركية المتقلبة على النمو والأسعار.

في المقابل، حذر صقور السياسة من احتمال ارتفاع التضخم قريباً، في ظل التوترات الجيوسياسية غير المسبوقة.

ومن المتوقع أن تؤدي الحرب التجارية، وارتفاع الرسوم الجمركية، وتراجع العولمة، وإعادة هيكلة سلاسل التوريد إلى دفع الأسعار إلى الارتفاع.

بالإضافة إلى ذلك، قد تسهم عوامل أخرى مثل انخفاض عدد السكان في سن العمل، وزيادة الاستثمارات في مجالات الدفاع وتغير المناخ، في تصعيد ضغوط الأسعار.

ولا تزال آثار هذه الاتجاهات المتضاربة على سياسة البنك المركزي الأوروبي غير واضحة حتى الآن، إلا أن البنك يميل إلى التركيز على تقلبات الأسعار قصيرة الأجل، حيث يستهدف التضخم على المدى المتوسط، وهو مفهوم غير محدد بدقة ويُشير عادة إلى فترة تتراوح بين عام إلى عامين.

ومع ذلك، قد يضطر صناع القرار إلى التدخل إذا رأوا أن انخفاض الأسعار يؤثر سلباً على توقعات التضخم طويلة الأجل أو يهدد استقرارها.


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» تتراجع وسط تباطؤ الزخم وحادث «بوينغ»

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تتراجع وسط تباطؤ الزخم وحادث «بوينغ»

شهدت الأسهم الأميركية تراجعاً يوم الخميس وسط تباطؤ الزخم بعد ارتفاعات كبيرة أوصلتها إلى مشارف تسجيل أعلى مستوياتها على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عمال يجهزون الطرود في مركز أمازون بنيوجيرسي خلال «سايبر مانداي» (رويترز)

أسعار المنتجين في أميركا ترتفع 2.6 في المائة سنوياً خلال مايو

أظهرت بيانات وزارة العمل، الصادرة يوم الخميس، أن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس تكاليف الجملة قبل أن تصل إلى المستهلكين، ارتفع بنسبة 2.6 في المائة خلال مايو.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد فرنسوا فيليروي دي غالهاو في مؤتمر صحافي حول الاقتصاد الفرنسي وتحديات الرسوم أبريل 2025 (رويترز)

محافظ «بنك فرنسا» يؤكد توافق عجز الموازنة مع الهدف عند 5.4 % في 2025

قال محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالهاو، يوم الخميس، إن عجز الموازنة الفرنسية سيصل إلى 5.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد مارة أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر نيكي في طوكيو (أ.ب)

الأسواق تتراجع وسط فتور تجاري وتصاعد توتر الشرق الأوسط

تراجعت الأسهم العالمية والدولار مع استمرار المستثمرين في تقييم نتائج تقرير التضخم الأميركي الإيجابية والهدنة التجارية الهشة بين الولايات المتحدة والصين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الرئيس دونالد ترمب يحمل البطاقة الذهبية بقيمة 5 ملايين دولار أثناء حديثه مع الصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية (أ.ف.ب)

بعد بيانات التضخم... ترمب يحض «الفيدرالي» مجدداً على خفض الفائدة «نقطة كاملة»

كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعوته لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للمضي قدماً في خفض كبير لأسعار الفائدة بعد بيانات التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

انخفاضات حادة في الأسواق الناشئة مع الهجوم الإسرائيلي على إيران

مشاة في أحد الشوارع التجارية وسط العاصمة البولندية وارسو (رويترز)
مشاة في أحد الشوارع التجارية وسط العاصمة البولندية وارسو (رويترز)
TT

انخفاضات حادة في الأسواق الناشئة مع الهجوم الإسرائيلي على إيران

مشاة في أحد الشوارع التجارية وسط العاصمة البولندية وارسو (رويترز)
مشاة في أحد الشوارع التجارية وسط العاصمة البولندية وارسو (رويترز)

انضمت أسهم الأسواق الناشئة إلى موجة البيع العالمية يوم الجمعة، حيث أثار الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران حالة من العزوف عن المخاطرة، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن.

وانخفض مؤشر «إم إس سي آي» لأسهم الأسواق الناشئة بأكثر من 0.9 في المائة يوم الجمعة، مما يعكس تراجع المعنويات في الأسواق العالمية. في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة التي تتبع مؤشرات وول ستريت الرئيسية بشكل حاد.

وشنت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران، مهاجمةً منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين لمنع طهران من صنع سلاح نووي. وأعلنت تل أبيب حالة الطوارئ تحسباً لرد فعل انتقامي من طهران، التي تقول إنها أطلقت حوالي 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل.

وزاد الصراع العسكري من الضغط على السندات الإسرائيلية. وانخفض إصدارها، الذي يستحق عام 2054، بأكثر من 1.3 سنت مقابل الدولار.

وفي الأسواق الناشئة، انخفض مؤشر العملات الأوسع نطاقاً بنسبة 0.2 في المائة يوم الجمعة، على الرغم من أنه كان يتطلع إلى تحقيق مكاسب أسبوعية قوية على خلفية اتجاه هبوطي أوسع نطاقاً للدولار. وفي سوق الصرف الأجنبي، يُعزز ضعف الدولار قوة عملات دول وسط وشرق أوروبا.

ومن ناحية أخرى، شهدت الأسواق يوم الخميس تصحيحاً طفيفاً في أسعار الفائدة بعد ارتفاع حاد في الأيام السابقة، وهي خطوة قلصت أيضاً من مكاسب العملات الأجنبية الأخيرة. ومع ذلك، لا تزال صورة عملات دول وسط وشرق أوروبا تبدو أكثر تفاؤلاً، وفقاً لمذكرة المحللين في بنك «آي إن جي».

وانخفضت العملة البولندية الزلوتي بنسبة 0.25 في المائة مقابل اليورو. وأظهرت بيانات حديثة أن التضخم السنوي في البلاد قد تباطأ قليلاً إلى 4 في المائة في مايو (أيار)، مما أفسح المجال لخفض أسعار الفائدة. وبالإضافة إلى ذلك، أشار أحد صانعي السياسات في بولندا إلى احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في عام 2026. وعلى الرغم من خسائرها يوم الجمعة، تفوقت العملة البولندية على نظيراتها هذا الأسبوع بارتفاعها بنسبة 0.3 في المائة.

كما انخفض الليو الروماني بنسبة 0.1 في المائة خلال التعاملات، لكنه كان يُتداول على ارتفاع خلال الأسبوع، حيث تحاول العملة التعافي من أدنى مستوياتها القياسية التي سجلتها في أوائل مايو على خلفية تزايد المخاوف المالية.

وتُعاني رومانيا من أعلى عجز في الاتحاد الأوروبي، حيث تُصنّف وكالات التصنيف الائتماني ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا الوسطى عند أدنى مستوى من درجة الاستثمار مع نظرة مستقبلية سلبية، وتدعو إلى زيادات ضريبية وخفض الإنفاق. وانخفضت أسهم بوخارست بنسبة 2.4 في المائة خلال الأسبوع، وهي الأسوأ بين نظيراتها المحلية. وفي تعاملات يوم الجمعة، خسرت حوالي 0.7 في المائة.

في الوقت نفسه، انصبّ التركيز أيضاً على الأزمة السياسية المتفاقمة في جمهورية التشيك بعد أن دعا حزب المعارضة الرئيسي يوم الخميس إلى تصويت على حجب الثقة عن الحكومة. ومن المقرر إجراء التصويت الأسبوع المقبل. واتهمت المعارضة الحكومة الحاكمة بالفساد بسبب قبولها دفعة بتكوين بقيمة 45 مليون دولار للدولة من قِبل مُدان سابق.

وانخفضت الكرونة التشيكية بنسبة 0.2 في المائة، وهي على وشك تسجيل خسائر أسبوعية، حيث أظهرت بيانات البنك المركزي الأخيرة فائضاً في الحساب الجاري أقل من المتوقع في أبريل (نيسان).

وصرح عضو بمجلس إدارة البنك المركزي التشيكي بأنه من المرجح جداً أن يُبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير في يونيو (حزيران)، لكنه قد يُناقش خفضاً إضافياً في اجتماعه في أغسطس. وانخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في براغ بنسبة 0.7 في المائة، بينما انخفض بنسبة 1.7 في المائة خلال الأسبوع.

كما انخفض الفورنت المجري بنسبة 0.5 في المائة، لكنه كان من المتوقع أن ينهي الأسبوع على ارتفاع، حيث أدت بيانات التضخم الأسبوعية التي فاقت التوقعات إلى استبعاد توقعات خفض أسعار الفائدة هذا العام. بينما انخفضت أسهم بودابست للجلسة الثالثة على التوالي، بنسبة 0.8 في المائة، لتصل خسائرها الأسبوعية إلى حوالي 2.3 في المائة.

OSZAR »