يقف النصر السعودي أمام منعطف فني غامض يتمثل في تحركات إيطالية جادة حول مدربه بيولي، والمرشح لقيادة منتخب بلاده في المرحلة المقبلة من تصفيات أوروبا المونديالية.
ولا يبدو النصر مستعداً للبحث عن مدرب جديد وتحمل عناء فترة التجربة والتعرف على اللاعبين مرة أخرى، كون تعاقب المدربين على العالمي خلال السنتين الأخيرتين لم تأت بثمارها، بل شكلت ردة فعل سلبية للفريق على الصعيد المحلي والخارجي.
ويواجه الاتحاد الإيطالي لكرة القدم سلسلة من الأزمات المتتالية في ملف المدير الفني للمنتخب الوطني، بعد الخسارة المفاجئة أمام النرويج في أوسلو، والإقالة «الحتمية» للمدرب لوتشيانو سباليتي، ثم انسحاب كلاوديو رانييري غير المتوقع من سباق العودة إلى دكة الآزوري.
وبات الاتحاد الإيطالي مطالباً بحسم هوية المدرب الجديد قبل مواجهة إستونيا المقررة في 5 سبتمبر (أيلول) المقبل بمدينة بيرغامو الإيطالية، رغم أن الوقت المتبقي يبلغ نحو 3 أشهر. والهدف من التحرك المبكر هو إيصال رسالة بأن «الاتحاد» قادر على إدارة الأزمات سريعاً وبشكل فعّال، خصوصاً بعد تعقّد المشهد الأخير مع رانييري، الذي تراجع عن موافقته إثر محادثات جمعته بمُلاك نادي روما (عائلة فريدكين).
في ظل هذه التطورات، عاد اسم ستيفانو بيولي ليتصدّر الترشيحات. لكن المدرب السابق لميلان مرتبط بعقد مع نادي النصر السعودي يمتد حتى عام 2026؛ مما يشكل أحد أبرز التحديات أمام الاتحاد الإيطالي، إلى جانب دخول فيورنتينا بقوة في مفاوضات لاستعادته.
بيولي، الذي يُفضّل العودة إلى أوروبا لتدريب منتخب وطني، يحتاج إلى البقاء مع النصر حتى 10 يوليو (تموز) لأسباب ضريبية، كما أن فسخ عقده يتطلب تسوية مالية معقدة نظراً إلى الشرط الجزائي المرتفع الذي يفرضه النادي السعودي.
«لا غازيتا ديلو سبورت» الإيطالية أشارت إلى أن الاتحاد الإيطالي كان قد وضع بيولي ضمن خياراته، قبل أن يمنح رانييري الأولوية. ومع عودة الملف إلى نقطة الصفر، يجد الاتحاد نفسه مضطراً إلى منافسة الأندية في السوق، بما في ذلك النصر وفيورنتينا، وهي معركة مالية وإدارية ليست بالسهلة.
من جهة ثانية وفي خطوة قد تهز سوق الانتقالات الصيفية لعام 2025، كشفت تقارير صحافية عن نية نادي النصر التقدم بعرض يتجاوز 80 مليون يورو للتعاقد مع النجم البرتغالي رافاييل لياو، جناح نادي ميلان الإيطالي.
ووفقاً لما أورده الصحافي المتخصص، بن جاكوبس، فإن إدارة ميلان لا تمانع في دراسة العروض التي تفوق 70 مليون يورو لبيع اللاعب، رغم أن عقده يمتد حتى صيف 2028، ويتضمن شرطاً جزائياً ضخماً يبلغ 175 مليون يورو.
لياو قدم موسماً مميزاً مع الروسونيري خلال 2025 - 2024، وسجل 12 هدفاً وصنع 13 هدفاً في 50 مباراة، ما جعله هدفاً لعدد من الأندية الأوروبية الكبرى، أبرزها بايرن ميونيخ. إلا أن القوة المالية للنصر قد تقلب الموازين لصالحه.
وبينما لم يُعرف بعد موقف اللاعب من الانتقال إلى الدوري السعودي، تؤكد المصادر أن اسمه يندرج ضمن قائمة مستهدفة من قبل النصر، تضم أيضاً الكولومبي لويس دياز، جناح ليفربول. وسبق أن أبلغ «الريدز» نادي برشلونة برفض التخلي عن دياز، لكن النصر يستعد لتقديم عرض مغرٍ يتجاوز 85 مليون يورو.
وبلغ لياو عامه الـ26، الثلاثاء، حيث ولد بمدينة المادا البرتغالية في 10 يونيو (حزيران) 1999، وبدأ مشواره الكروي من نادي سبورتنغ لشبونة العريق، قبل أن يلعب لموسم واحد في فريق ليل الفرنسي، ومنه انتقل لميلان في صيف 2019 مقابل 34 مليون يورو، إذ لعب للروسونيري 260 مباراة سجل فيها 70 هدفاً، وساهم في إحراز لقب السكوديتو 2022، بالإضافة للقب السوبر الإيطالي الأخير الذي أقيم بالرياض.
من جانب آخر، وفي ظل ازدياد التكهنات حول مستقبله، أكد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أنه يخطط للبقاء مع نادي النصر الموسم المقبل، رغم انتهاء عقده الحالي في 30 يونيو (حزيران)، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».
وكانت تقارير قد أشارت الشهر الماضي إلى دخول إدارة النصر في مفاوضات مع اللاعب البالغ من العمر 40 عاماً لتجديد عقده، بعد موسمه اللافت الذي توّجه بالحذاء الذهبي في الدوري السعودي بتسجيله 25 هدفاً.
وجاءت تصريحات رونالدو بعد فوز منتخب بلاده على إسبانيا في نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث قال: «عملياً، لا شيء سيتغير»، وعند سؤاله بشكل مباشر عمَّا إذا كان يقصد النصر، رد قائلاً: «نعم».
وقبل النهائي بيوم، كان رونالدو قد استبعد في مؤتمر صحافي فكرة مغادرة النصر من أجل اللعب في كأس العالم للأندية، رغم تلقيه عروضاً للانضمام إلى فرق مشاركة.
وقال حينها: «لا يمكنك الذهاب إلى كل البطولات. لقد اتخذت قراري بشكل شبه نهائي بعدم المشاركة في كأس العالم للأندية».
ومنذ انضمامه إلى النصر في ديسمبر (كانون الأول) 2022 عقب رحيله عن مانشستر يونايتد، فاز رونالدو بثلاث بطولات مع منتخب بلاده، آخرها يوم الأحد عندما سجل الهدف الثاني لمنتخب البرتغال في الدقيقة 61 ضد إسبانيا، ليرفع رصيده الدولي إلى 138 هدفاً، ويقود المباراة إلى الأشواط الإضافية ثم ركلات الترجيح التي حسمها «سيليساو» بنتيجة 5-3.