توتنهام... العودة للأساسيات أم خطة جديدة؟

لاعبو توتنهام خلال الحصة التدريبية قبيل المباراة ضد بودو غليمت في إياب نصف النهائي (أ.ف.ب)
لاعبو توتنهام خلال الحصة التدريبية قبيل المباراة ضد بودو غليمت في إياب نصف النهائي (أ.ف.ب)
TT

توتنهام... العودة للأساسيات أم خطة جديدة؟

لاعبو توتنهام خلال الحصة التدريبية قبيل المباراة ضد بودو غليمت في إياب نصف النهائي (أ.ف.ب)
لاعبو توتنهام خلال الحصة التدريبية قبيل المباراة ضد بودو غليمت في إياب نصف النهائي (أ.ف.ب)

مع اقتراب مواجهة الإياب أمام آينتراخت فرنكفورت في ربع نهائي الدوري الأوروبي الشهر الماضي، كان الحديث الدائر حول نادي توتنهام هوتسبير يتركز على اختبار الفريق في أجواء ملعب «دويتشه بنك بارك» الصاخبة.

جماهير الفريق الألماني أظهرت قوتها منذ مباراة الذهاب في لندن، حين هيمنت أصواتهم القادمة من الركن الشمالي الشرقي على المدرجات، وكأنهم ينذرون توتنهام بما ينتظرهم في فرنكفورت.

المدرب الألماني دينو توبمولر لم يُخفِ ثقته، وردّ بعبارة أشبه بما يقوله أشرار أفلام جيمس بوند: «سيشعرون بذلك غداً»، في إشارة إلى الضغط الجماهيري. لكن الأسترالي أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام، كان يُحضّر لمفاجأة مختلفة تماماً، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

رغم الانتقادات التي طالته على مدار نحو عامين مع الفريق، بسبب أسلوبه الهجومي الذي يفتقر أحياناً للصلابة الدفاعية، غيّر بوستيكوغلو من خطته بشكل لافت في لقاء الإياب. وبعد سلسلة من عشر مباريات دون أي شباك نظيفة، اختار المدرب نهجاً أكثر تحفظاً، ما فاجأ فرنكفورت وأربك الحسابات، ليخطف توتنهام فوزاً ثميناً بهدف دون رد ويتأهل إلى نصف النهائي بمجموع 2 - 1.

بوستيكوغلو أوضح لاحقاً أن كرة القدم في البطولات الإقصائية تختلف عن الدوري: «في مثل هذه المواجهات، كل لحظة لها ثقلها. طبيعة البطولات تفرض عقلية أكثر تحفظاً»، وأضاف أن تجربته الطويلة في مثل هذه المسابقات منحته فهماً عميقاً لهذا السياق.

لاعبو توتنهام في خضم التحضيرات في بودو (إ.ب.أ)

مرحلة المجموعات: مختبر التجربة

في دور المجموعات، استغل بوستيكوغلو المساحة الآمنة في النظام الجديد للبطولة، حيث يُقصى فقط ثمانية فرق من أصل 36، لإجراء التجارب، وتدوير اللاعبين. المدافع كريستيان روميرو، على سبيل المثال، شارك مرة واحدة فقط في أول ثلاث مباريات، وغاب عن الخمس الأخيرة بسبب الإصابة، لكن المدرب كان يُخطط بعناية لإدارة دقائق لعبه، وكذلك الحال مع ميكي فان دي فين، وسون هيونغ-مين، ودومينيك سولانكي.

في المقابل، حصل الحارسان البديلان فريزر فورستر، وبراندون أوستن على فرصتهما، بفضل غياب الحارس الأساسي فيكارو لشهرين بسبب الإصابة. أما المواجهة أمام فسبورغ السويدي في يناير (كانون الثاني)، فانتهت بثلاثية سجلها شبان من أكاديمية النادي: ميكي مور، دين سكارليت، ودامولا أجايي.

لكن هذه الحرية التكتيكية لم تكن بلا عثرات. ففي الخسارة 3-2 أمام غلطة سراي في إسطنبول، ارتكب رادو دراجوسين أخطاء فنية فادحة تحت الضغط، وأظهر صعوبة في بناء اللعب مقارنة بروميرو. ورغم أن الشاب ويل لانكشير سجل هدفه الأول مع الفريق، فإنه طُرد لاحقاً، بينما بدا الوافد السويدي لوكاس بيرغفال تائهاً. لكن بعد خمسة أشهر، في مواجهة فرنكفورت، أظهر بيرغفال نضجاً لافتاً، حيث تصدى للضغط الجماهيري بثبات، وقدم أداءً دفاعياً صلباً.

بوستيكوغلو (رويترز)

تصحيح المسار في الأدوار الإقصائية

مع دخول البطولة مراحلها المتقدمة، بدأ بوستيكوغلو يُظهر وجهاً أكثر واقعية. وأظهرت البيانات تحولاً في فلسفة الضغط. ففي حين كان توتنهام في الموسم الماضي أكثر فرق البريمرليغ ضغطاً، بمتوسط 8.8 تمريرة قبل محاولة افتكاك الكرة، وصل هذا الرقم إلى 18.3 أمام فرنكفورت، ما يعكس رغبة في التراجع المنظم بدلاً من الضغط العشوائي. وبلغ الرقم 17 في ذهاب نصف النهائي أمام بودو/ غليمت النرويجي، وهي نسبة بعيدة عن معدلهم المحلي (9.7).

ويقول بوستيكوغلو: «لا نغيّر أسلوبنا، لكن طبيعة المباراة تفرض علينا بعض التعديلات. الخصم، والمناسبة، والظروف... كل ذلك يخلق تحولات طفيفة في أسلوبنا المعتاد».

أحد تلك التعديلات كان في الرسم التكتيكي؛ فبينما يعتمد في الدوري على خطة 4 - 3 - 3 بظهيرين متقدمين، وخط وسط نشط، لجأ في المواجهات الأوروبية الأخيرة إلى 4 - 2 - 3 - 1، لتوفير توازن أكبر أمام الضغط المرتد، خاصة بعد غياب بيرغفال بسبب الإصابة. في هذا السياق، تألق ييفس بيسوما أمام غليمت بدور مزدوج في كسر الهجمات، والانطلاق في لحظات مناسبة.

ريتشارليسون (د.ب.أ)

منهج مختلف... وتمريرات أطول

وفي مفارقة لافتة، لعب توتنهام في البطولة الأوروبية بعدد أكبر من الكرات الطويلة مقارنة بالدوري. ففي الدوري الإنجليزي، هم ثاني أقل فريق يعتمد على التمريرات الطويلة، بعد مانشستر سيتي. لكن في اليوروباليغ، أظهر المدافعون والحارس رغبة في تجاوز خط الوسط، وتمرير الكرات نحو ماديسون أو سولانكي مباشرة.

ولعل أبرز ما يثبت أن نهج «الهجمات المرتدة» هو الأنسب لتوتنهام، أن انتصاراته الكبرى على مانشستر سيتي، وليفربول، ومانشستر يونايتد في الكأس جاءت عندما امتلك الكرة بنسبة أقل من الخصم. كما فاز على سيتي 4 - 0 في نوفمبر (تشرين الثاني) بالدوري وهو يملك فقط 42 في المائة من الاستحواذ، بينما خسر 10 من أصل 14 مباراة حين سيطر على الكرة بنسبة تفوق 60 في المائة.

غولييملو فيكارو (أ.ب)

العودة للجذور أم خطة جديدة؟

يبدو أن بوستيكوغلو لم يغيّر فلسفة توتنهام بشكل جذري بقدر ما عاد إلى الأساسيات التي قادته للنجاح في بداية الموسم، قبل أن تعصف الإصابات باستقراره. وبفضل تلك التعديلات المدروسة، بات الفريق أقرب من أي وقت مضى إلى التتويج الأوروبي.

لكن مع غياب بيرغفال، واحتمالية غياب ماديسون، تبقى الليلة في النرويج فاصلة ليس فقط في مشوار الفريق، بل في إثبات ما إذا كانت هذه النسخة من توتنهام قادرة على التتويج بأسلوب جديد... أو بعودة محسوبة إلى ما بدأه أنجي بوستيكوغلو قبل عام.


مقالات ذات صلة

إنتر ما بين سباق اللحاق بنابولي المتصدر والتركيز على النهائي الأوروبي

رياضة عالمية البديل فراتيزي بطل الإنتر في موقعة برشلونة مرشح للعب أساسيا أمام تورينو (رويترز)

إنتر ما بين سباق اللحاق بنابولي المتصدر والتركيز على النهائي الأوروبي

بعد تأهله الخاطف للأنفاس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب برشلونة الإسباني، يحوّل إنتر تركيزه إلى معركة الدوري الإيطالي لكرة القدم حين يحل، الأحد،

«الشرق الأوسط» ( ميلانو)
رياضة عالمية أموريم خلال حديثه للصحافيين (إ.ب.أ)

أموريم عن رحيل برونو للهلال: نحتاج إليه... إنه القائد

رد روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، على تساؤلات الصحافيين بشأن لاعب الوسط البرتغالي برونو فرنانديز، الذي كان موضع تكهنات في الأيام الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية يوليان ناغلسمان (رويترز)

ناغلسمان يعلن تشكيلة ألمانيا 22 مايو الحالي

أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم، اليوم الأربعاء، أن يوليان ناغلسمان، المدير الفني للمنتخب الأول، سيعلن قائمة الفريق التي ستخوض منافسات الدور الرباعية.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
رياضة عالمية تمريرة مغواير تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي (إ.ب.أ)

مغواير يستمتع بلقب «هاريدينيو» بعد فوز يونايتد في «الدوري الأوروبي»

تلقّى هاري مغواير، لاعب مانشستر يونايتد، إشادات إيجابية، بعد أدائه الهجومي الرائع في الفوز بذهاب ما قبل نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم، الخميس.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم يعطي التوجيهات للاعبي اليونايتد خلال مواجهة بلباو (أ.ف.ب)

أموريم بعد الفوز على بلباو: لم نصل إلى النهائي حتى الآن

أكد روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، أن ناديه لم يصعد بعد للمباراة النهائية في بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المغربي الزلزولي يحلق بريال بيتيس إلى نهائي «المؤتمر الأوروبي»

 الزلزولي محتفلا بهدفه الثمين (إ.ب.أ)
الزلزولي محتفلا بهدفه الثمين (إ.ب.أ)
TT

المغربي الزلزولي يحلق بريال بيتيس إلى نهائي «المؤتمر الأوروبي»

 الزلزولي محتفلا بهدفه الثمين (إ.ب.أ)
الزلزولي محتفلا بهدفه الثمين (إ.ب.أ)

ضرب ريال بيتيس الإسباني موعدا مع تشيلسي الإنجليزي في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، وذلك بعد تعادله مع مضيفه فيورنتينا الإيطالي 2/2، مساء الخميس، في إياب قبل نهائي المسابقة.

وسيلتقي بيتيس مع تشيلسي في المباراة النهائية للبطولة والتي تستضيفها مدينة فورتسلاف البولندية يوم 28 مايو (آيار) الجاري.

وكان بيتيس قد فاز ذهابا 1/2 ليتأهل للنهائي على حساب فيورنتينا ، وذلك بعد تفوقه 3/4 بمجموع المباراتين.

وتقدم أنتوني لريال بيتيس في الدقيقة 30، وبعده بأربع دقائق سجل فيورنتينا هدف التعادل عن طريق روبن جوسينس.

وعاد جوسينس ليسجل هدفا ثانيا لفيورنتينا قبل نهاية الوقت الأصلي للشوط الأول بثلاث دقائق، ليتم اللجوء إلى شوطين إضافيين بعد نهاية المباراة بفوز فيورنتينا بنفس نتيجة مباراة الذهاب.

وفي الدقيقة السابعة من الشوط الإضافي الأول، سجل ريال بيتيس الهدف الثاني عن طريق عبد الصمد الزلزولي ليبلغ المباراة النهائية للبطولة.

وتأهل تشيلسي بعد فوزه 1-صفر على ديورغاردن السويدي ليحقق انتصارا إجماليا 5-1.وجاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 38 من توقيع كيرنان ديوسبري-هول الذي استغل تمريرة متقنة من تيريك جورج وراوغ اثنين من المدافعين قبل أن يطلق تسديدة بيسراه إلى داخل الشباك.

OSZAR »