دشّن وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، يوم الاثنين، مبادرتَيْن للإمداد الطبي باستخدام الطائرات العمودية و«الدرونز»، اللتَيْن تُسهمان في تقليص زمن توصيل الأدوية الطبية للمناطق ذات الكثافة العالية داخل المشاعر المقدسة من 90 دقيقة إلى 6 دقائق، ودعم سرعة الاستجابة للحالات الطارئة.
وجاء تدشين المبادرتَيْن خلال زيارة الوزير المركز اللوجيستي للشركة الوطنية للشراء الموحد «نوبكو» في مشعر عرفات، حيث أجرى جولة تفقدية، واطلع على جاهزيته التشغيلية لموسم حج هذا العام.
وتُعدّ «الدرونز» من أبرز الابتكارات الداعمة لتقديم الرعاية الصحية خلال موسم الحج في المناطق الأكثر ازدحاماً، وستستفيد منهما 6 مرافق طبية في عرفات ومزدلفة ومنى، في حين تخدم الطائرات العمودية المرافق الصحية المجهزة بمهابط، مما يُقلِّل من أوقات التسليم الإجمالية، ويُسهم في تقديم الخدمات الطبية العاجلة.
وأكد الجلاجل، في تصريحات للصحافيين، الجاهزية العالية للمنظومة الصحية ومختلف الجهات ذات العلاقة لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتقديم الغالي والنفيس إلى صحة الحجيج، وقال إنه تمّت زيادة القدرة السريرية بنسبة 60 في المائة مقارنة بالعام الماضي، فضلاً عن إنشاء مستشفيات ميدانية جديدة بالتعاون مع مختلف الشركاء، وسيشارك خلال هذا الموسم 50 ألفاً من الكوادر الطبية والفنية والإدارية.
وتحدّث عن تعزيز التقنية في الحج، حيث أوضح الوزير أن «الدرونز» ستقدّم خدمة سريعة في إيصال الأدوية من خلال «نوبكو». كما أجرت مدينة الملك عبد الله الطبية هذا الموسم عمليات جراحية بالروبوت التي تختصر الوقت بشكل كبير، وقدّم مستشفى الملك فيصل التخصصي وحدة متقدمة جداً لعلاج الجلطات والسكتات الدماغية خلال مدة قياسية، وظهرت نتائجها في وقت مبكر داخل مستشفى الحرم.
وأضاف الجلاجل أن الوزارة وضعت مع «نوبكو» خطة مبكرة لمعرفة الأوبئة الموجودة والأمراض المحتملة للحاج، وبناءً عليها جرى توفير جميع الأدوية اللازمة، وتخزينها بشكل جيد، وإمداد المستشفيات بها. كذلك جرى العمل على خزن استراتيجي بالقرب من المشاعر المقدسة لإيصال أي أدوية طارئة خلال أقل من ساعة، منوهاً بأن هيئة الغذاء والدواء السعودية تأكدت من سلامة النقل بعملية تبريد مصاحبة لـ«الدرونز».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ«نوبكو»، فهد الشبل، في حديث للصحافيين، إن تجارب نقل الأدوية تمت بنجاح، حيث جرى تحديد مسارات لتغذية المستشفيات في الحالات الطارئة من خلال المستودع؛ لضمان وصولها في وقت قياسي إلى المستفيد، بما يضمن سلامة الجميع وإنقاذ الأرواح.
بدوره، أكّد الرئيس التنفيذي لقطاع سلاسل الإمداد والتشغيل في «نوبكو»، فهد البطحي، الجاهزية الكاملة لمراكز الشركة اللوجيستية وطاقتها الاستيعابية، وكفاءة الحلول التقنية، بما يضمن استمرارية نقل الإمدادات الطبية إلى جميع أنحاء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتوفير الدعم اللازم لكل المنشآت، وتلبية أي احتياجات قد تطرأ خلال الموسم، بسلاسة ودون انقطاع من خلال مراقبة مستويات المخزون، وتجديده باستمرار للحفاظ على الحد الأدنى المطلوب، باستخدام أنظمة التتبع الآلي وآليات الاستجابة السريعة.
وأسهمت «نوبكو» في تفعيل مبادرة «السوار الذكي» التي تعمل على متابعة الحالة الصحية لرجال الأمن في الميدان، ومراقبة مؤشراتهم الحيوية، وإرسال تنبيهات فورية للقيادة عند الحاجة إلى التدخل، مما يعزّز الجاهزية الطبية لمنظومة الرعاية الطبية الأوسع المسؤولة عن حماية الحجاج.
وفي ضوء إطلاقها تقنيات التوصيل الجديدة والمبتكرة، تستهدف الشركة خلال هذا الموسم، توفير الإمدادات الطبية لأكثر من 136 منشأة صحية في المشاعر المقدسة، ونقل وتوزيع نحو 2000 بند طبي، بكميات يتوقع أن يتجاوز إجماليها 90 مليون وحدة عبر أكثر من 800 رحلة توصيل من مراكز «نوبكو» اللوجيستية إلى المواقع والمرافق الصحية لرفع الجاهزية داخلها.
وسيشرف فريق متخصص يضم أكثر من 180 موظفاً ميدانياً على التوزيع النهائي، والاستجابة لحالات الطوارئ، بما في ذلك نشر وحدات دعم طبي متنقلة، ضماناً لسرعة تقديم الخدمة.