ويتكوف: رد «حماس» على مقترح وقف النار «غير مقبول تماماً»

طالبها بقبول الإطار الزمني الموضوع كأساس لمحادثات غير مباشرة

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (رويترز)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (رويترز)
TT

ويتكوف: رد «حماس» على مقترح وقف النار «غير مقبول تماماً»

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (رويترز)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (رويترز)

انتقد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، السبت، رد حركة «حماس» على المقترح الذي قدمه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووصفه بأنه «غير مقبول تماماً»، وطالبها بقبول الإطار الزمني الموضوع كأساس لمحادثات غير مباشرة يمكن الشروع بها خلال أسبوع.

وقال ويتكوف، عبر منصة «إكس»، إن قبول الحركة للمقترح هو السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً خلال الأيام المقبلة وبمقتضاه تطلق «حماس» سراح نصف المحتجزين الأحياء لديها ونصف الجثث التي بحوزتها.

وأضاف: «وعندئذٍ يمكن إجراء مباحثات غير مباشرة بنوايا حسنة من أجل محاولة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار».

كان موقع «واي نت» الإخباري قد نقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن «حماس» طلبت وقفاً لإطلاق النار لمدة 7 سنوات وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي احتلها منذ مارس (آذار)، بالإضافة إلى إلغاء آلية المساعدات الإنسانية عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» والعودة لنظام توزيع المساعدات القديم.

وأضاف المسؤول: «هذا ليس رداً... إنهم يغلقون باب المفاوضات».

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن مصدر مطلع على المفاوضات، القول إن رد «حماس» على مقترح المبعوث الأميركي يتضمن مطلباً يصعب على إسرائيل استئناف القتال إذا لم تكتمل المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار بنهاية الهدنة التي تستمر 60 يوماً.

وأضاف المصدر أن «حماس» أجرت تعديلات أخرى على مقترح ويتكوف، ما يتطلب إجراء مفاوضات أكثر تعقيداً.

وأشار المصدر إلى أن التعديل الذي تريده «حماس» يستهدف منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الانسحاب من مباحثات وقف إطلاق النار الدائم بعد إطلاق سراح المحتجزين العشرة أو رفضه المحتمل خوض المباحثات مثلما فعل أثناء وقف إطلاق النار السابق في يناير (كانون الثاني) الماضي.

رد «حماس»

كانت حركة «حماس» أعلنت اليوم أنها ستطلق سراح 10 من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء وتسلم 18 جثماناً مقابل وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة وعدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وهو ما اعتبرته إسرائيل رفضاً للمقترح.

وقالت «حماس» في بيان: «بعد إجراء جولة مشاورات وطنية، سلّمت (حماس) اليوم ردّها على مقترح ويتكوف الأخير إلى الإخوة الوسطاء، بما يحقّق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزة، وضمان تدفّق المساعدات إلى شعبنا وأهلنا في القطاع».

وفي أول رد فعل إسرائيلي، نقل موقع «واي نت» الإخباري عن مسؤول قوله إن رد «حماس» يعني فعلياً رفض المقترح ووضع شروط جديدة.

ونقل الموقع عن المسؤول الذي لم تسمه قوله: «(حماس) في الواقع رفضت مقترح ويتكوف وقدمت اقتراحاً جديداً بشروطها الخاصة»، مضيفاً أن بيان «حماس» يوضح تمسكها بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة والوقف الدائم لإطلاق النار.

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال، أمس الجمعة، إن الأطراف قريبة من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفقاً لمقترح ويتكوف، مشيراً إلى أنه سيتحدث عن هذا الأمر «اليوم أو غداً».


مقالات ذات صلة

كيف تؤثر خسائر الرهائن في مفاوضات «هدنة غزة»؟

تحليل إخباري فلسطينيون وسط غزة يترقّبون إمدادات إغاثية من مؤسسة غزة الإنسانية قرب مركز توزيع مساعدات (أ.ف.ب)

كيف تؤثر خسائر الرهائن في مفاوضات «هدنة غزة»؟

وصول السلطات الإسرائيلية إلى مكان رابع رهينة في قطاع غزة، خلال نحو 3 أيام منذ تعثر مفاوضاتها غير المباشرة مع «حماس»، فتح تساؤلات بشأن مستقبل مسار التهدئة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي لافتة على الطريق المؤدية من العاصمة السورية إلى ريف دمشق الغربي تشير إلى بيت جن (متداولة)

تضارب حول هوية المستهدف بالغارة الإسرائيلية على ريف دمشق

إسرائيل أعلنت استهداف «عنصر بارز» من «حماس» بمسيَّرة... ومصدر محلي يؤكد أنه مقاتل سوري من «فصائل الثورة» انضم إلى الجيش.

موفق محمد (دمشق)
المشرق العربي صورة وزَّعها الجيش الإسرائيلي ديسمبر الماضي لمحمد السنوار في سيارة داخل أحد أنفاق «حماس» شمال غزة (الجيش الإسرائيلي - رويترز) play-circle 02:53

إسرائيل تتعرف على جثة محمد السنوار

أعلنت السلطات الإسرائيلية، الأحد، أنها تأكدت بشكل قاطع من عثورها على جثة محمد السنوار أحد أبرز قادة «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون إمدادات إغاثية من «مؤسسة غزة الإنسانية» (أ.ف.ب)

«حماس»: مراكز توزيع المساعدات الأميركية هدفها تسريع تهجير سكان غزة

قالت حركة «حماس»، الأحد، إن الهدف الرئيسي لمراكز توزيع المساعدات الأميركية هو إنهاء مهمة «أونروا» وتصفية القضية الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي تعرَّض فلسطينيون كانوا في طريقهم إلى موقع لتوزيع المساعدات بجنوب قطاع غزة لإطلاق نار (أ.ف.ب)

مسعفون: الجيش الإسرائيلي يقتل 4 بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات في غزة

قال مسعفون فلسطينيون إن أربعة أشخاص قُتلوا وأُصيب آخرون برصاص القوات الإسرائيلية، الأحد، عندما تعرَّض فلسطينيون كانوا في طريقهم إلى موقع لتوزيع المساعدات.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«وول ستريت جورنال»: نظام الأسد اختطف مئات الأطفال السوريين وفصلهم عن ذويهم قسراً

نجاح والدة رانيا العباسي تحمل صورة لابنتها وعائلتها... ولم تملّ البحث عنهم ومعرفة مصيرهم (أ.ف.ب)
نجاح والدة رانيا العباسي تحمل صورة لابنتها وعائلتها... ولم تملّ البحث عنهم ومعرفة مصيرهم (أ.ف.ب)
TT

«وول ستريت جورنال»: نظام الأسد اختطف مئات الأطفال السوريين وفصلهم عن ذويهم قسراً

نجاح والدة رانيا العباسي تحمل صورة لابنتها وعائلتها... ولم تملّ البحث عنهم ومعرفة مصيرهم (أ.ف.ب)
نجاح والدة رانيا العباسي تحمل صورة لابنتها وعائلتها... ولم تملّ البحث عنهم ومعرفة مصيرهم (أ.ف.ب)

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في تحقيق موسّع، أن نظام الأسد اختطف مئات الأطفال السّوريين، وفصلهم عمداً عن عائلاتهم وذويهم على مدى سنوات عدة، وخلال مداهمات واعتقالات جماعية.

وأظهر التحقيق الذي استندت فيه الصحيفة الأميركية إلى وثائق سرية وشهادات لضحايا ومعتقلين سابقين في سجون النظام، وبتعاون مع الحكومة السّورية الجديدة، أن نحو 3700 طفل ما زالوا في عداد المفقودين بعد اختطافهم من قبل أجهزة النظام التي قامت باحتجازهم مع عائلاتهم أو خضعوا لعمليات فصل قسري أثناء مداهمات واعتقالات جماعية.

كما أظهر التحقيق أن ما لا يقل عن 300 طفل نُقلوا إلى دور الأيتام بين عامَي 2014 و2018، مشيراً إلى عائلة ياسين التي اختفت عام 2013، بعد أن اعتقلت قوات نظام الأسد، الأم رانيا العباسي، وهي طبيبة أسنان وبطلة سوريا السابقة في الشطرنج، مع أطفالها الستة من منزلهم في حي دمر بدمشق.

وأوضح التحقيق أن زوج رانيا كان اعتُقل في وقت سابق، وقُتل تحت التعذيب، وظهر اسمه ضمن صور الضحايا المسرّبة من المعتقلات في العام ذاته، في حين ظل مصير الأطفال ووالدتهم مجهولاً لأكثر من عقد، قبل أن تشير أدلة جديدة إلى احتمال وجودهم داخل دور الأيتام.

طبيبة الأسنان رانيا العباسي وزوجها عبد الرحمن ياسين وأطفالهما الستة في آخر صورة جمعتهم معاً كعائلة قبل اختفائهم في سجون نظام الأسد عام 2013 (أمنيستي)

وبالاستعانة بتسجيلات قديمة وبرامج الذكاء الاصطناعي، أظهرت إحدى محاولات التعرف على ملامح الأطفال بعد سنوات من اختفائهم، تشابهاً بين فتاة ظهرت في فيديو دعائي وديما، إحدى بنات رانيا العباسي، لكن منظمة «SOS» لرعاية الأطفال في سوريا، نفت وجود أي صلة بينهما. وفي حالة أخرى، تعرفت عائلة العباسي على فتى يُدعى عمر عبد الرحمن يشبه ابنهم أحمد، إلا أن اختبار الحمض النووي أثبت أنه ليس هو.

وأعلنت منظمة «SOS» في وقت سابق أنها استقبلت 139 طفلاً من دون أوراق رسمية خلال فترة حكم النظام، مشيرة إلى أنها طالبت بوقف هذه الإحالات منذ عام 2018، وأوضحت، بحسب الوكالة الرسمية «سانا»، أن معظم الأطفال أُعيدوا لاحقاً إلى سلطات النظام، من دون توضيح مصيرهم النهائي.

وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أطلقت بعد سقوط النظام دعوة لذوي الأطفال المفقودين والمعتقلين ‏للتوجه إلى مديرياتها في المحافظات، لتزويدها بكل المعلومات المتعلقة ‏بأسمائهم وأماكن فقدانهم، أو أي تفاصيل قد تساعد في البحث وتقصي الحقائق ‏حولهم.

ووفقاً لمتحدث باسم وزارة الشؤون الاجتماعية، تشير وثائق الأمن إلى نقل نحو 300 طفل إلى 4 دور أيتام في دمشق وحدها، من دون تحديد مصيرهم لاحقاً. وتقول الوزارة إن كثيراً من الملفات فُقدت أو أُتلفت.

OSZAR »