دعوة أممية للتحقيق بمقتل فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على غذاء بغزة

قالت إن «الهجمات القاتلة» في محيط مركز توزيع مساعدات بغزة «جريمة حرب»

TT

دعوة أممية للتحقيق بمقتل فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على غذاء بغزة

فلسطينيون يحملون أكياساً مليئة بالطعام والمساعدات الإنسانية المقدمة من «مؤسسة غزة الإنسانية» في خان يونس اليوم (أ.ب)
فلسطينيون يحملون أكياساً مليئة بالطعام والمساعدات الإنسانية المقدمة من «مؤسسة غزة الإنسانية» في خان يونس اليوم (أ.ب)

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، الثلاثاء، إنه من غير المقبول أن يخاطر المدنيون بحياتهم ويخسروها لمجرد محاولتهم الحصول على الطعام في غزة، وذلك بعد أن قال مسؤولو الصحة إن 27 فلسطينيا على الأقل قُتلوا وأصيب عشرات في أثناء محاولتهم الوصول إلى موقع لتوزيع المساعدات.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك للصحافيين: «يواصل الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) الدعوة إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث ومحاسبة الجناة».

في سياق متصل، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الثلاثاء، أن «الهجمات القاتلة» على مدنيين حول مواقع لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، تشكل «جريمة حرب».

وقال تورك في بيان قرأه متحدث باسمه خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «الهجمات القاتلة على مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من المساعدات الغذائية في غزة، غير مقبولة».

وتابع تورك: «الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة حرب».

وأضاف: «لليوم الثالث على التوالي، قُتل أشخاص حول مركز توزيع مساعدات تديره (مؤسسة غزة الإنسانية). هذا الصباح، أُبلغنا بمقتل وإصابة عشرات».

وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 27 فلسطينياً، اليوم، بنيران الجيش الإسرائيلي، قرب مركز لتوزيع المساعدات في رفح، جنوب القطاع.

وبدأت «مؤسسة غزة الإنسانية» التي تديرها شركة أمن خاصة أميركية ومتعاقدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل توزيع المساعدات في قطاع غزة، منذ يوم 26 مايو (أيار) السابق.

وأعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية»، اليوم، أنها وزعت 7 ملايين وجبة منذ بدء عملياتها قبل أسبوع، ولكن اتسم توفيرها بمشاهد فوضوية وتقارير عن سقوط ضحايا بنيران إسرائيلية، قرب مراكز التوزيع.

ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية.

وقال تورك: «يواجه الفلسطينيون أصعب الخيارات: إما الموت جوعاً وإما المجازفة بأن يُقتلوا في أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء الشحيح الذي توفره آلية المساعدة الإنسانية الإسرائيلية المُسلَّحة».

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن كل هجوم وقع قرب مراكز المساعدات «يجب أن يخضع لتحقيق فوري ونزيه»، مؤكداً أن «المسؤولين يجب أن يُحاسبوا».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، إلى إجراء تحقيق مستقل في حوادث إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات، الأحد، قرب مركز مساعدات إنسانية تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل في جنوب قطاع غزة.

وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، الذي تحوَّل إلى ركام، بينما تقول الأمم المتحدة إن كل سكان القطاع المحاصر معرَّضون للمجاعة، معتبرة أن المساعدات التي سُمح بدخولها منذ أيام بعد حصار مطبق استمرَّ أكثر من شهرين، ليست سوى «قطرة في محيط».

وحذَّرت الأمم المتحدة في وقت سابق من أعمال نهب للمساعدات من قبل أفراد مسلحين.


مقالات ذات صلة

التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يفتح نافذة للتهدئة في غزة

تحليل إخباري فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)

التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يفتح نافذة للتهدئة في غزة

دعوة جديدة من إسرائيل بتسريع مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، جاءت بشكل مفاجئ تزامناً مع تواصل التصعيد ضد إيران، منذ مواجهاتهما التي بدأت، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)

المجازر مستمرة في غزة رغم احتدام الحرب الإسرائيلية – الإيرانية

منذ فجر الجمعة الماضي، خطفت الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الأنظار من مشهد الحرب في غزة، لكن المجازر الإسرائيلية، وخاصة بحق منتظري المساعدات في القطاع، لم تتوقف.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص عناصر من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» داخل أنفاق في غزة (غيتي)

خاص مصادر: «الجهاد» تعاني أزمة مالية... وتخشى تداعيات حرب إيران

كشفت مصادر في حركة «الجهاد» الفلسطينية أن الحركة تعاني ضائقة مالية حادة، معربة عن قلقها من تفاقم الأزمة جراء الحرب التي تخوضها إيران باعتبارها أكبر مموليها.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا عميد بلدية مصراتة يزور «قافلة الصمود» عند حدود المدينة (بلدية مصراتة)

«قافلة الصمود» عالقة بين سرت ومصراتة... وتثير غضباً في ليبيا

«أينما يتم إيقافنا فتلك حدود إسرائيل»، مقولة رددها بعض أفراد «قافلة الصمود» العالقة في ليبيا بين سرت ومصراتة، ما أوجب اعتذار القائمين عليها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون أكياساً تحتوي على مساعدات غذائية وإنسانية قدّمتها «مؤسسة غزة الإنسانية» في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ب)

38 فلسطينياً قتلوا في عمليات إطلاق نار في منطقة مراكز توزيع الغذاء

 قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 38 فلسطينيا قتلوا في عمليات إطلاق نار جديدة في منطقة مراكز توزيع المساعدات الغذائية.  

«الشرق الأوسط» (غزة)

التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يفتح نافذة للتهدئة في غزة

فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يفتح نافذة للتهدئة في غزة

فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)

دعوة جديدة من إسرائيل بتسريع مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، جاءت بشكل مفاجئ تزامناً مع تواصل التصعيد ضد إيران، منذ مواجهاتهما التي بدأت الجمعة، بينما يتحدث الوسيط المصري عن «جهود حثيثة» لوقف إطلاق النار بالقطاع.

عودة مفاوضات غزة لحجز مقعد بالأحداث في ظل التصعيد بين إسرائيل وإيران، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» تحمل سيناريوهين، إما أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يناور ويراوغ لتخفيف الضغوط الدولية المتصاعدة ضده، أو يريد تهدئة جبهة غزة وحشد جنوده لمواجهة التصعيد الإيراني غير المتوقع، و«الصعب».

وبحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الاثنين، مع رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين، محمد مصطفى «تقييم تطورات الأوضاع في قطاع غزة وتداعيات الهجمات الإسرائيلية على إيران على المنطقة»، مستعرضاً «مستجدات الجهود المصرية الحثيثة الرامية لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية، وذلك بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية.

وشدد عبد العاطي على أن «استمرار التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط والمواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران سيؤدى إلى تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار المنطقة»، مشيراً إلى أن «الاتصالات التي تقوم بها مصر سعياً للحد من التصعيد العسكري، واحتواء الموقف واللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية».

فلسطينيون يحملون جثمان أحد أقاربهم قُتل في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وجاء ذلك التأكيد المصري، غداة إعلان نتنياهو في مقطع فيديو مصور أنه أوعز «بتسريع» مفاوضات إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بعدما رأى «فرصة» لتحقيق ذلك مع الهجوم على إيران، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

كما جرى اتصال هاتفي، الأحد، بين عبد العاطي، ومبعوث واشنطن للشرق الأوسط، سيتف ويتكوف الذي كان مقترحه بشأن وقف إطلاق النار على طاولة المحادثات غير المباشرة، قبل اندلاع الهجوم الإسرائيلي على إيران والذي سبقه بيوم حديث مصادر في وفد «حماس» المفاوض بقطر خلال تصريحات صحافية عن أنه «تم تداول عدد من الأفكار الأيام الماضية مع الوسطاء بشأن اتفاق وقف إطلاق النار»، وتأكيد المكتب الإعلامي الدولي القطري في بيان، الأسبوع الماضي، وجود مفاوضات واقتراب من «تقدم حقيقي».

وتناول اتصال عبد العاطي وويتكوف بحسب بيان لـ«الخارجية» المصرية «التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط على خلفية المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران وما تمثله من خطورة بالغة على أمن واستقرار المنطقة»، مؤكداً «ضرورة الحد من التصعيد العسكري واحتواء الموقف واللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية».

وانهارت الهدنة الثانية في 18 مارس (آذار) الماضي بعد شهرَيْن من انطلاقها، ولم تحقق مفاوضات مباشرة بين «حماس» وواشنطن في الدوحة مطلع الشهر الحالي أي اختراق.

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، يرى أن تصريحات نتنياهو تأتي في ظل سيناريوهين محتملين الأول، أنه مراوغة ومناورة منه كعادته لكسب مزيد من الدعم وتخفيف الضغط عليه وتشتيت الانتباه للأوضاع الصعبة التي تواجهها إسرائيل مع تجاوز الرد الإيراني سقف توقعاته، والثاني أنه ربما التصعيد بين إسرائيل وإيران فتح نافذة تهدئة في غزة وتبريد جبهتها قليلاً لتفرغ قواته لمواجهة التصعيد المحتمل أن يستمر على الأقل أسبوعين.

وباعتقاد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، فإن نتنياهو يريد تقليل وتيرة العمليات في غزة لصالح جبهة إيران المفتوحة السيناريوهات، وطرحه محاولة لتضليل العالم لا أكثر رغم حاجة القطاع لهذه الهدنة في أقرب وقت في ظل الظروف الإنسانية الصعبة الحالية بالقطاع والاهتمام الدولي المتراجع نسيباً بوقف الحرب بغزة.

ولا يزال الصوت الدولي خافت بشأن وقف إطلاق النار في غزة في ظل تطورات إيران، وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن نتنياهو تعهد لها خلال اتصال هاتفي، الأحد، ببذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات إلى غزة التي يعاني سكانها من نقص الغذاء، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي هذا الصدد، أكد وزير خارجية الأردن وهو أحد أعضاء اللجنة العربية بشأن غزة، أيمن الصفدي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تياني، ضرورة تكاتف كل الجهود لإنهاء التصعيد الإقليمي الذي يدفع المنطقة نحو مزيد من الصراع والتوتر.

وشدد الصفدي على «ضرورة ألّا تتراجع أولوية إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وما يسببه من كارثة إنسانية نتيجة تركيز المجتمع الدولي على إنهاء التصعيد الذي سببه العدوان الإسرائيلي على إيران»، وفق بيان لـ«الخارجية» الأردنية، الأحد.

وفي ظل تلك التطورات، استمر التصعيد الإسرائيلي بالقطاع، وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان، الاثنين، إن 40 شخصاً على الأقل قُتلوا بنيران إسرائيلية نصفهم قرب موقع لتوزيع المساعدات تشغله مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في وقت ندد فيه مسؤولون في الأمم المتحدة بأساليب توزيع المساعدات التي تدعمها إسرائيل.

ولا يعتقد رخا أن نتنياهو جاد في ما يطرحه من التوصل لهدنة، خصوصاً في ظل عدم وجود ضغوط دولية كبيرة في ملف غزة واستمرار قتله وتجويعه للفلسطينيين، متوقعاً ألا تقبل «حماس» إلا بصفقة شاملة وألا تكون تسوية إيران مرتبطة بتسوية غزة على الأقل في هذه المرحلة على طاولة المفاوضات.

بينما يرى الرقب أن التهدئة أقرب من أي وقت مضى بوصفها فرصة إسرائيلية للتركيز أكثر في ظل التصعيد تجاه إيران رغم ما يحدث من تراجع اهتمام دولي بالحرب في غزة نظراً لتطورات إيران، متوقعاً أن تقبل «حماس» بأي مقترح يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار من باب تخفيف الضغوط على الشعب الفلسطيني.

OSZAR »