تصاعدت الدعوات الرسمية اللبنانية لتحييد لبنان عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، حيث شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها، بينما دعا رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، إلى عدم «توريط لبنان بالحرب الدائرة» منذ يوم الجمعة الماضي.
وجاء تصريحا عون وسلام خلال جلسة الحكومة التي انعقدت، الاثنين، في القصر الجمهوري في بعبدا، وأقر فيها مجلس الوزراء التشكيلات الدبلوماسية، حسبما أعلن وزير الإعلام بول مرقص في تلاوته لمقررات جلسة مجلس الوزراء.
وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن عون «شدد على دقة الوضع في المنطقة، ونوّه بمواقف الفعاليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، خصوصاً مع بداية موسم صيف واعد». وأعرب عن أسفه «لإقفال مطار بيروت من وقت إلى آخر نتيجة الظروف الأمنية». وأشار إلى «الجهود التي يبذلها وزير الأشغال العامة والنقل لمعالجة أوضاع الطيران».
ووفقاً للرئاسة اللبنانية، شدد عون «على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها»، و«عبّر عن أمله في ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان».
كلام الرئيس عون خلال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في قصر بعبدا:- جدد الرئيس عون تهانيه بعيد الأضحى المبارك، مع التمنيات بأن تحمل المرحلة المقبلة الخير للبنان.- التشديد على دقة الوضع في المنطقة، والتنويه بمواقف الفعاليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، خاصة مع بداية... pic.twitter.com/7jxMZQXopw
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) June 16, 2025
رئيس الحكومة
في السياق نفسه، لفت وزير الإعلام، بول مرقص، إلى أن سلام شدد في خلال الجلسة على «ضرورة الحيلولة دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها».
وقال: «ذكر الرئيس سلام أنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ»، موضحاً أنه لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح.
وأشار مرقص إلى أن «وزير الخارجية شرح لمجلس الوزراء وضعية مئات اللبنانيين العالقين في المطارات حول العالم وسبل معالجة أمورهم. كما أخذ المجلس علماً من وزير الأشغال بشأن حركة المطار.
وأوضح «أن الحديث جرى بشأن التعديلات المرجوة على قانون الانتخاب. وتم تشكيل لجنة وزارية للبحث فيها».
كذلك، أشار مرقص إلى أن مجلس الوزراء درس اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري بشأن خطة عودة النازحين السوريين، ووافق عليها.
وقرر مجلس الوزراء إعادة درس اقتراح إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
كما وافق على إبرام اتفاقية مع صندوق النقد الدولي لإنشاء مكتب ممثل الصندوق المقيم في لبنان. كما تمت الموافقة على رفع قيمة الإسكان للمستفيد الواحد من 50 إلى 100 ألف دولار، إضافة إلى موافقته على العديد من طلبات الوزارات وعلى هبات ورفض هبة مشروطة.
التشكيلات الدبلوماسية
رأت مصادر في وزارة الخارجية أن التشكيلات «جاءت شاملة، وأعادت الانتظام إلى السلك الدبلوماسي بعد 8 سنوات من تعثر إجرائها». ونقلت وكالة الأنباء «المركزية» عن مصادر «الخارجية» قولها إن «التشكيلات تميزت بضخّ دمٍ في السفارات اللبنانية لمواكبة العهد والحكومة الجديدة»، لافتة إلى أن «الوزير يوسف رجي وضع المسودة من دون أي تدخلات سياسية، وأدخل إليها تعديلات، آخذاً ببعض الملاحظات ورافضاً ما لم يقتنع به». وشددت على أن كل المسؤولين المعنيين أبدوا تجاوباً وتعاوناً ومرونة، وجرى نقاش هادئ وبنّاء عندما قدم رجي مسودته. ووصفت التشكيلات بأنها «أفضل الممكن»، لافتة إلى أن التشكيلات الجديدة «تخطو خطوة في اتجاه إبعاد السلك الدبلوماسي عن الزبائنية، وهو ما يطمح إليه رجي الذي وجه رسالة إلى السفراء الجدد قال فيها إن لبنان يدخل مرحلة جديدة، وعليهم مواكبتها لنكون على مستوى المسؤولية».