ليبيا تحقق في احتمال وجود «مقابر جماعية» بمنتجع للككلي

بعد تلقي بلاغات من أسر مفقودين عن موقع تابع لأحد التشكيلات المسلحة

عناصر هيئة البحث عن المفقودين خلال عملية سابقة للكشف عن هويات جثث تم العثور عليها بضواحي ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)
عناصر هيئة البحث عن المفقودين خلال عملية سابقة للكشف عن هويات جثث تم العثور عليها بضواحي ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)
TT

ليبيا تحقق في احتمال وجود «مقابر جماعية» بمنتجع للككلي

عناصر هيئة البحث عن المفقودين خلال عملية سابقة للكشف عن هويات جثث تم العثور عليها بضواحي ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)
عناصر هيئة البحث عن المفقودين خلال عملية سابقة للكشف عن هويات جثث تم العثور عليها بضواحي ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

بدأت أجهزة أمنية في غرب ليبيا التحقيق من احتمال وجود «مقابر جماعية» في منتجع كان يمتلكه عبد الغني الككلي، رئيس جهاز «دعم الاستقرار» في منطقة أبو سليم بالعاصمة طرابلس.

ومنذ مقتل الككلي، المعروف بـ«غنيوة»، الأسبوع الماضي، داخل معسكر التكبالي، مقر اللواء «444 قتال»، في عملية وصفتها حكومة «الوحدة» المؤقتة، بـ«الأمنية المعقدة»، والأجهزة الأمنية التابعة لها تفتش في مقار الجهاز، الذي يتخذ من أبو سليم معقلاً، ويضم أيضاً حديقة حيوان شهيرة.

وقالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في طرابلس، إنها «تلقت خلال الأيام الماضية عدداً من البلاغات من أسر مفقودين، تفيد باحتمال وجود مقابر جماعية داخل موقع سابق تابع لأحد التشكيلات الأمنية، يقع ضمن نطاق حديقة الحيوان ببلدية أبو سليم. في إشارة إلى جهاز «دعم الاستقرار».

ودعت الهيئة، اليوم لجمعة، أهالي المفقودين إلى تقديم بلاغاتهم إلى النيابات المختصة، وإحالتها إلى الهيئة، «قصد تمكينها من مباشرة أعمالها بعد تكليفها، بدءاً من الأسبوع المقبل، للقيام بأعمال البحث والكشف الميداني في الموقع، باستخدام الفرق المتخصصة وأجهزة المسح اللازمة».

وأوضحت أن «البلاغات الأولية من أسر الضحايا تشير إلى وجود مؤشرات جدية على احتمال وجود مقابر جماعية، مما يستدعي التعامل مع الأمر بأقصى درجات الحذر والمسؤولية القانونية والإنسانية».

دوريات أمنية بمجمع ريكسوس في طرابلس (جهاز دعم المديريات)

كما دعت الهيئة «أهالي المفقودين كافة، الذين لم يتواصلوا معها بعد، إلى تقديم بياناتهم وبلاغاتهم بهذا الشأن عبر القنوات الرسمية، دعماً لجهود البحث والتحقيق، وتمكيناً للهيئة من توسيع دائرة العمل، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الحالات».

وأكدت الهيئة «التزامها الكامل بحق الضحايا وذويهم في معرفة مصير أبنائهم»، وقالت إنها ستوافي الرأي العام بنتائج الأعمال، فور استكمال الإجراءات القانونية والفنية».

من جهته، تحدث «جهاز دعم مديريات الأمن بالمناطق» بغرب ليبيا، خلال اليومين الماضيين، عن «مشاهد صادمة» من سجونٍ قال إنها «توثّق أساليب التعذيب والانتهاكات، التي تعرّض لها بعض المواطنين الأبرياء، الذين تم خطفهم، وبعضهم قد قضى داخل هذا السجن ظلماً وعدواناً»، ورأى أن «هذه الجرائم تكشف جانباً من بشاعة ما كان يُمارس في الخفاء، وحجم المعاناة التي عاشها الضحايا خلف القضبان».

وعرفت ليبيا ظاهرة «المقابر الجماعية» على مستويات مختلفة، تتعلق أحياناً بالمعارضين على خلفيات سياسية وثأرية، أو المهاجرين غير النظاميين.

وكان سكان ترهونة قد عثروا على «مقابر جماعية»، عقب انتهاء الحرب على طرابلس مطلع يونيو (حزيران) 2020، ضمّت مئات الجثث من مختلف الأعمار. كما تم انتشال عشرات الجثث لأشخاص، بعضهم مكبل اليدين من مواقع بصحراء ترهونة، وبحاوية حديدية، وبئر معطلة بالقرب منها، بينهم أطفال.

وقالت «الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين»، نهاية الأسبوع الماضي، إنها تلقت بلاغاً من نيابة مصراتة بشأن العثور على 30 جثماناً مجهول الهوية على شاطئ البحر، مشيرة إلى أن الفرق المختصة شرعت في اتخاذ التدابير اللازمة، وأخذ عينات من الجثامين لمطابقتها بقاعدة البيانات المسجلة لديها، بعدما تم دفن 17 جثماناً بمقبرة أبو قرين بالمدينة، وأوضحت أنه سيتم إحالة تقرير المطابقة النهائية إلى مكتب النائب العام.


مقالات ذات صلة

استقالة 7 وزراء من حكومة الدبيبة والمدرعات تغلق الطرق المؤدية لمقرها

شمال افريقيا محتجون يطالبون برحيل حكومة الدبيبة (صفحات مناهضة لحكومة «الوحدة»)

استقالة 7 وزراء من حكومة الدبيبة والمدرعات تغلق الطرق المؤدية لمقرها

أفادت وسائل إعلام ليبية اليوم الجمعة باستقالة سبعة وزراء من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، في الوقت الذي احتشد فيه آلاف المتظاهرين في ميدان الشهداء بالعاصمة.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا أشخاص يتجمعون للتوجه إلى العاصمة طرابلس والتظاهر فيها (صفحات لمواطنين من ورشفانة)

مظاهرات في مدن بغرب ليبيا للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة

حثت دار الإفتاء بغرب ليبيا المواطنين على التزام بيوتهم وعدم المشاركة في «المظاهرات المشبوهة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حكومة شرق ليبيا اتهمت مدعي «الجنائية الدولية» بـ«الانحياز» لعبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

حكومة شرق ليبيا تتهم مدعي «الجنائية الدولية» بـ«الانحياز» للدبيبة

تباينت آراء الأفرقاء في ليبيا بشأن إحاطة المدعي العام لـ«الجنائية الدولية» أمام مجلس الأمن الدولي التي أشاد فيها بقرار للدبيبة وتحدث خلالها عن قضية الدرسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)

العاصمة الليبية تختبر «هدنة هشة»... والأمم المتحدة تترقب تفعيلها

بدأت 7 كتائب وألوية مسلحة المشاركة في الفصل بين المتقاتلين عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية خلال تفقد مواقع «المقابر الجماعية» في ترهونة (الهيئة العامة للبحث عن المفقودين)

ليبيا تعترف باختصاص «الجنائية الدولية» بالنظر في جرائم مفترضة منذ 2011

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إن ليبيا باتت تعترف باختصاص هيئته التي تحقّق في جرائم ضد الإنسانية يُشتبه بأنها ارتُكبت على أراضيها.


العاصمة الليبية تختبر «هدنة هشة»

عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)
عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)
TT

العاصمة الليبية تختبر «هدنة هشة»

عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)
عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)

تختبر العاصمة الليبية طرابلس «هدنة هشة» توافقت عليها السلطات الأمنية والسياسية لاستعادة الاستقرار، بعد قتال عنيف بين قوات موالية لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، وعناصر مسلحة تابعة لجهاز «قوة الردع الخاصة»، وموالين له.

وبدأت 7 كتائب وألوية مسلحة المشاركة في فصل المتقاتلين عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس. وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنها تراقب عن كثب «الهدنة الهشة» في طرابلس، مكررة دعوتها العاجلة للتشكيلات المسلحة كافة للعودة إلى ثكناتها «دون أي تأخير»، وأكدت «أهمية الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار»، وحثّت جميع الأطراف على الامتناع عن «أي أعمال أو تصريحات من شأنها تصعيد التوترات».

وشاركت «شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب»، برئاسة مختار الجحاوي، ضمن القوات التي دخلت كقوة فضّ نزاع وسط العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى 6 كتائب وألوية مسلحة أخرى.

OSZAR »