بدأت أجهزة أمنية في غرب ليبيا التحقيق من احتمال وجود «مقابر جماعية» في منتجع كان يمتلكه عبد الغني الككلي، رئيس جهاز «دعم الاستقرار» في منطقة أبو سليم بالعاصمة طرابلس.
مشاهد صادمة من السجن السري المعروف بسجن المضغوط في #أبوسليم نشرها جهاز دعم مديريات الأمن بالمناطق.يظهر الفيديو مدى سوء السجن الذي يتضمن غرفة البلانكو المستخدمة في عمليات التعذيب. pic.twitter.com/SoKjhUW8Im
— Mohammed Ali (@M_abdusa) May 13, 2025
ومنذ مقتل الككلي، المعروف بـ«غنيوة»، الأسبوع الماضي، داخل معسكر التكبالي، مقر اللواء «444 قتال»، في عملية وصفتها حكومة «الوحدة» المؤقتة، بـ«الأمنية المعقدة»، والأجهزة الأمنية التابعة لها تفتش في مقار الجهاز، الذي يتخذ من أبو سليم معقلاً، ويضم أيضاً حديقة حيوان شهيرة.
وقالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في طرابلس، إنها «تلقت خلال الأيام الماضية عدداً من البلاغات من أسر مفقودين، تفيد باحتمال وجود مقابر جماعية داخل موقع سابق تابع لأحد التشكيلات الأمنية، يقع ضمن نطاق حديقة الحيوان ببلدية أبو سليم. في إشارة إلى جهاز «دعم الاستقرار».
ودعت الهيئة، اليوم لجمعة، أهالي المفقودين إلى تقديم بلاغاتهم إلى النيابات المختصة، وإحالتها إلى الهيئة، «قصد تمكينها من مباشرة أعمالها بعد تكليفها، بدءاً من الأسبوع المقبل، للقيام بأعمال البحث والكشف الميداني في الموقع، باستخدام الفرق المتخصصة وأجهزة المسح اللازمة».
وأوضحت أن «البلاغات الأولية من أسر الضحايا تشير إلى وجود مؤشرات جدية على احتمال وجود مقابر جماعية، مما يستدعي التعامل مع الأمر بأقصى درجات الحذر والمسؤولية القانونية والإنسانية».
كما دعت الهيئة «أهالي المفقودين كافة، الذين لم يتواصلوا معها بعد، إلى تقديم بياناتهم وبلاغاتهم بهذا الشأن عبر القنوات الرسمية، دعماً لجهود البحث والتحقيق، وتمكيناً للهيئة من توسيع دائرة العمل، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الحالات».
وأكدت الهيئة «التزامها الكامل بحق الضحايا وذويهم في معرفة مصير أبنائهم»، وقالت إنها ستوافي الرأي العام بنتائج الأعمال، فور استكمال الإجراءات القانونية والفنية».
من جهته، تحدث «جهاز دعم مديريات الأمن بالمناطق» بغرب ليبيا، خلال اليومين الماضيين، عن «مشاهد صادمة» من سجونٍ قال إنها «توثّق أساليب التعذيب والانتهاكات، التي تعرّض لها بعض المواطنين الأبرياء، الذين تم خطفهم، وبعضهم قد قضى داخل هذا السجن ظلماً وعدواناً»، ورأى أن «هذه الجرائم تكشف جانباً من بشاعة ما كان يُمارس في الخفاء، وحجم المعاناة التي عاشها الضحايا خلف القضبان».
وعرفت ليبيا ظاهرة «المقابر الجماعية» على مستويات مختلفة، تتعلق أحياناً بالمعارضين على خلفيات سياسية وثأرية، أو المهاجرين غير النظاميين.
وكان سكان ترهونة قد عثروا على «مقابر جماعية»، عقب انتهاء الحرب على طرابلس مطلع يونيو (حزيران) 2020، ضمّت مئات الجثث من مختلف الأعمار. كما تم انتشال عشرات الجثث لأشخاص، بعضهم مكبل اليدين من مواقع بصحراء ترهونة، وبحاوية حديدية، وبئر معطلة بالقرب منها، بينهم أطفال.
وقالت «الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين»، نهاية الأسبوع الماضي، إنها تلقت بلاغاً من نيابة مصراتة بشأن العثور على 30 جثماناً مجهول الهوية على شاطئ البحر، مشيرة إلى أن الفرق المختصة شرعت في اتخاذ التدابير اللازمة، وأخذ عينات من الجثامين لمطابقتها بقاعدة البيانات المسجلة لديها، بعدما تم دفن 17 جثماناً بمقبرة أبو قرين بالمدينة، وأوضحت أنه سيتم إحالة تقرير المطابقة النهائية إلى مكتب النائب العام.