اتهم عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، خصومه السياسيين، عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وخالد المشري المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، بالإضافة إلى المشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني»، بالوقوف خلف ما وصفها بـ«محاولة انقلابية» لإدخال العاصمة طرابلس في حالة فوضى جديدة، مؤكداً بقاءه في السلطة، واستمرار مشروعه «إخلاء البلاد من الميليشيات المسلحة والفساد».
وقال الدبيبة، في كلمة متلفزة مساء السبت، إن صالح هو مَن «رفع راية الدمار لطرابلس»، واتهمه بـ«محاولة تدمير العاصمة، وتشجيع مَن يسعى لتخريبها». وأضاف أنه «سبق واتخذ قرارات ضدها ومسحها بالكامل. طرابلس بريئة منك يا عقيلة».
كما هاجم الدبيبة، خالد المشري أحد المتنازعين على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، قائلاً إنه «لا يمثل حتى جماعة الإخوان التي يدعي الانتماء لها». وأضاف متسائلاً: «كيف لنا أن نبني طرابلس وهناك مَن يسعى لهدمها من الداخل؟!... هذا الشخص لا ينتمي حتى إلى الجماعة التي يدعيها».
وانتقد الدبيبة، ما جرى في الرجمة، مقر قائد «الجيش الوطني»، في إشارة للفيديو الذي أظهر معاملةً مهينةً للبرلماني المخطوف إبراهيم الدرسي، قائلاً: «ما حدث فقدنا فيه حتى إنسانيتنا، مهما اختلفنا، لا يمكن أن نقبل أن يُهان ليبي بهذه الطريقة».
واتهم الدبيبة، الأطراف الثلاثة، بالسعي لإبقاء الليبيين «تحت رحمة الميليشيات»، وقال: «يريدونكم أن تبقوا تحت سيطرة المجموعات المسلحة، ليتمكَّنوا من تحريكهم وفق مصالحهم. لا يريدون دولة، وهذه هي الحقيقة».
واعترف الدبيبة، بأن الميليشيات «أصبحت أكبر حتى من الدولة». وقال إن حكومته اصطدمت بهذا الواقع. وروى أن عبد الغني الككلي، الشهير بـ«غنيوة»، رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، الذى اغتيل أخيراً فى العاصمة، «كان يسيطر على 6 مصارف في الدولة، ومَن يخالفه يدخله إلى السجون أو إلى المقبرة».
ورأى أن ما حدث في منطقة أبوسليم، في إشارة إلى مقتل غنيوة، كان «عملية ناجحة في وقت سريع ودون أي أضرار»، رغم اكتظاظ المنطقة بالسكان، مشيراً إلى أنه «أصدر قرارات عدة على رأسها تعيين رئيس جديد لجهاز الأمن الداخلي، لا يمكن أن يُظلَم أحدٌ بعد اليوم معه»، على حد قوله.
وسعى الدبيبة، لتبرئة نفسه وميليشياته، وعدّ أن «ما وقع في اليوم التالي لعملية أبوسليم، كان خطأ مشتركاً، واستعجالاً في تنفيذ القرارات التي صدرت لفرض سلطة الدولة». وأضاف: «لو كنت أنوي الحرب، كنت خرجت من منزلي في بن عاشور، منطقة الاشتباكات».
وبعدما استعرض ما حقَّقها مما وصفها بـ«خدمات كبيرة جداً»، خلال 4 سنوات في طرابلس، عدّ الدبيبة أن «هناك أملاً حقيقياً في التخلص من سطوة الميليشيات». وقال: «إن حلم دولة القانون والمؤسسات بات قريباً من التحقق».
ودعا الميليشيات «للانضمام إلى مؤسسات الدولة، وأن تأخذ ما ينقصها بالحق»، لافتاً إلى أنه سيرحِّب بأي طرف ينحاز إلى الدولة، وتعهَّد بملاحقة «أي طرف يستمر في الابتزاز والفساد».
واكتفى أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان، بالإعراب عن قلقهم العميق إزاء تصاعد العنف في طرابلس خلال الأيام الأخيرة، مع ورود تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين، وطالبوا جميع الأطراف بحماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات ضدهم.
وبعدما رحَّب البيان الذي نشرته البعثة الأممية، الأحد، بالتقارير التي تفيد بالتوصُّل إلى اتفاقات هدنة، ودعا إلى احترامها دون قيد أو شرط، وإلى التوصُّل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، أكد أعضاء مجلس الأمن التزامهم القوي بعملية سياسية شاملة، يقودها الليبيون ويملكون زمامها، بتيسير من الأمم المتحدة، وبتوحيد جميع المؤسسات، بما في ذلك المؤسسات العسكرية والأمنية، وشدَّدوا على أهمية إحراز تقدم عاجل لتحقيق سلام دائم، وتوفير الاستقرار والأمن للشعب الليبي.
وأكدوا دعمهم للبعثة الأممية وجهود رئيستها، واحترامهم لسيادة ليبيا واستقلالها، وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.