تشديد مصري-إماراتي على «حل الدولتين» ونفاذ المساعدات لغزة

السيسي وبن زايد أكدا أهمية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين

السيسي وبن زايد أكدا أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة (الرئاسة المصرية)
السيسي وبن زايد أكدا أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة (الرئاسة المصرية)
TT

تشديد مصري-إماراتي على «حل الدولتين» ونفاذ المساعدات لغزة

السيسي وبن زايد أكدا أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة (الرئاسة المصرية)
السيسي وبن زايد أكدا أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة (الرئاسة المصرية)

شددت مصر والإمارات على «ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد نحو سلام دائم واستقرار شامل في الشرق الأوسط». وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال محادثات مع نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، في أبو ظبي، الأربعاء، «أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين».

وتناولت محادثات مصرية-إماراتية في القاهرة، مارس (آذار) الماضي، بين السيسي وبن زايد تعزيز التعاون في مختلف المجالات. كما التقى الرئيس الإماراتي نظيره المصري خلال محادثات عُقدت في أبوظبي، يناير (كانون الثاني) الماضي، تناولت الأوضاع الإقليمية وسُبل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

الشيخ محمد بن زايد خلال استقبال الرئيس المصري في مطار أبوظبي الدولي (الرئاسة المصرية)

واستقبل الشيخ محمد بن زايد، الأربعاء، السيسي، في مطار أبوظبي الدولي، وعقب مراسم الاستقبال، توجه الرئيسان إلى قصر الشاطئ. ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن المحادثات «تناولت مناقشة الأوضاع الإقليمية وسبل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكد الرئيسان ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالكميات اللازمة ودون عراقيل، لإنقاذ أهالي القطاع من الأوضاع الإنسانية الصعبة».

وأشاد بن زايد «بالجهود المصرية المتواصلة منذ بدء الأزمة، في إطار الوساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع ولحماية أهالي غزة والسعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يواجهونها».

وأضاف متحدث الرئاسة المصرية أن «اللقاء تناول الأوضاع في لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن والصومال ومجمل الأوضاع الإقليمية، حيث أكد الجانبان أهمية حماية أمن وسيادة تلك الدول الشقيقة بما يحقق مصالح وتطلعات شعوبها نحو الاستقرار والرخاء».

محادثات السيسي وبن زايد تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يحقق مصالح الدولتين (الرئاسة المصرية)

وتؤكد مصر أن «استمرار العمليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي سيؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء وتفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية التي يشهدها الشعب الفلسطيني». وتشدد على أن «السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام، هو التمسك بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وبحسب متحدث الرئاسة المصرية، الأربعاء، تناولت محادثات السيسي وبن زايد أيضاً «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يحقق مصالح الدولتين وتطلعات شعبيهما الشقيقين، وبشكل خاص في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية».

ووقعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) 2024، بـ«استثمارات قُدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع». (الدولار الأميركي يساوي 49.6 جنيه في البنوك المصرية).

ودشّن الرئيس المصري ونظيره الإماراتي، في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مشروع مدينة «رأس الحكمة» (على الساحل الشمالي المصري)؛ وشهد الرئيسان إطلاق المشروع الذي تم وصفه بأنه يُمثل «نموذجاً للشراكة التنموية البنّاءة بين البلدين».

ورأس الحكمة، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ونهاية الشهر الماضي تناولت محادثات وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، ووزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي، ثاني بن أحمد الزيودي، في الإمارات، تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، حينها، «ناقش اللقاء تطورات المفاوضات الخاصة باتفاق (الشراكة الاستراتيجية) بين مصر والإمارات». واستعرض الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الدولة المصرية لتهيئة بيئة استثمارية مناسبة لتشجيع المستثمرين على جذب المزيد من الاستثمارات، في ظل صدور عدة قوانين متعلقة بهذا الشأن.

وأشاد الخطيب بالاستثمارات الإماراتية في مصر، في ظل وجود العديد من تجارب النجاح لعدد من الشركات، داعياً الجانب الإماراتي إلى توجيه الجهات الحكومية المعنية ودوائر الأعمال لتعزيز استثماراتها في مصر. وأكد حرص «وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية على توفير أوجه الدعم كافة للشركات الإماراتية المستثمرة في مصر، والعمل على إزالة المعوقات التي قد تواجهها، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المصرية المعنية».


مقالات ذات صلة

«حكايات الشتا»... دراما فلسفية تبرز تضارب المشاعر الإنسانية

يوميات الشرق المسرحية المصرية بطلتها لا تكذب لكنها تتجمّل (الشرق الأوسط)

«حكايات الشتا»... دراما فلسفية تبرز تضارب المشاعر الإنسانية

يقدم العرض مقاربة درامية كثيفة تُعيد التنقل بين عوالمَ من الحب والغضب والكراهية، مجسدة مشاعر مختلطة تبرز الصراع بين الواقع والخيال.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق السائق الراحل خالد شوقي (دار الإفتاء المصرية)

احتفاء مصري بسائق ضحى بنفسه لمنع «انفجار كبير»

كرمت مصر رسمياً سائقاً ضحى بحياته لمنع انفجار كبير، بعدما، أبعد شاحنة وقود مشتعلة عن «محطة بنزين»، مما جنب المنطقة «كارثة» محققة.

عصام فضل (القاهرة )
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل وزير الخارجية الإيراني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

هل تصبح السياحة مدخلاً لتنشيط العلاقات بين مصر وإيران؟

جددت إيران الحديث عن رغبتها في تعزيز العلاقات مع مصر، متطلعة إلى توقيع مذكرة تفاهم لتسهيل الرحلات السياحية بين البلدين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
العالم العربي سفينة الإغاثة «مادلين» التابعة لأسطول الحرية المتجهة إلى غزة (أ.ب)

سفينة الإغاثة المتجهة إلى غزة ستواصل مهمتها «حتى اللحظة الأخيرة»

أكد ناشطون على متن سفينة أسطول الحرية المتجهة إلى غزة، عزمهم على مواصلة مهمتهم «حتى اللحظة الأخيرة»، بعدما أمرت إسرائيل جيشها بمنعها من الوصول إلى القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي طالبات داخل إحدى لجان الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم)

إجراءات مشددة لمراقبة امتحانات «الثانوية المصرية»... فهل تواكب حيل «الغش»؟

تواجه وزارة التربية والتعليم في مصر تحدياً مع بدء امتحانات شهادة الثانوية العامة منتصف يونيو (حزيران) الحالي، في ظل انتشار صفحات للغش عبر «السوشيال ميديا».

رحاب عليوة (القاهرة)

حرب السودان تحتدم في إقليم كردفان الغني بالنفط

الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» دمرت الكثير من البنية التحتية في السودان (أ.ف.ب)
الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» دمرت الكثير من البنية التحتية في السودان (أ.ف.ب)
TT

حرب السودان تحتدم في إقليم كردفان الغني بالنفط

الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» دمرت الكثير من البنية التحتية في السودان (أ.ف.ب)
الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» دمرت الكثير من البنية التحتية في السودان (أ.ف.ب)

احتدمت حرب السودان، المشتعلة منذ أكثر من عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في الآونة الأخيرة على إقليم كردفان، بولاياته الثلاث، حيث معظم حقول النفط، مثل هجليج وأبو جابرة وبليلة.

وتعرضت مدينة الأُبيّض، أكبر مدن الإقليم في وسط السودان، مجدداً لهجوم شنته طائرات مسيرة في وقت باكر من يوم الاثنين، مستهدفة مواقع عدة في المدينة، مما أثار حالة من الخوف والذعر الشديدين بين السكان. ويأتي الهجوم على عاصمة شمال كردفان بالتزامن مع عمليات تحشيد ومعارك عنيفة تشهدها ولايات كردفان الثلاث.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المسيرات استهدفت حي الرديف شرق المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات متفاوتة بين المدنيين. وقال أحد المصادر إن إحدى المسيرات شوهدت تحلق فوق مقر قيادة «الفرقة الخامسة - الهجانة» التابعة للجيش السوداني.

وعقب بسط الجيش سيطرته على العاصمة الخرطوم بشكل كامل انتقلت المعارك مع «قوات الدعم السريع» غرباً نحو ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان.

محاصرة الأُبيّض

دورية لـ«قوات الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (أرشيفية - رويترز)

ويجيء استهداف «قوات الدعم السريع» للمدينة ضمن سلسلة الهجمات ضد الجيش والقوات المساندة له بعد انسحابهم من بلدات الخوي والدبيبيات والحمادي المحيطة بمدينة الأًبيّض، مما مهد لـ«قوات الدعم السريع» محاصرة الأُبيّض من ثلاثة محاور.

ويكشف الهجوم عن ثغرات كبيرة في أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش في المدينة. وكشفت تقارير إعلامية في وقت سابق عن حصول «الدعم السريع» على طائرات مسيرة متطورة، تم استخدامها في المعارك الأخيرة التي جرت في مناطق عدة بولايات كردفان الثلاث.

وأوضحت مصادر أن أقرب منطقة تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، هي مدينة بارا التي تبعد أقل من 50 كيلومتراً شمال شرقي الأُبيّض، بالإضافة إلى انتشار قواتها بأعداد كبيرة في بلدات الخوي والحمادي وكازقيل، وهي أيضاً مواقع قريبة من مدينة الأُبيّض.

وفي غرب كردفان تتواصل المواجهات العنيفة بين الطرفين في مدينة بابنوسة، حيث توجد قيادة «الفرقة 22 مشاة» التابعة للجيش، والتي فقدت في وقت سابق ثلاث من حامياتها العسكرية المهمة في كل من بلدات النهود والفولة وهجليج، لصالح «قوات الدعم السريع».

طريق «الإنقاذ الغربي»

نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال إقليم كردفان يونيو 2024 (أ.ف.ب)

وأفادت مصادر في «قوات الدعم السريع» بأن قواتها تسيطر على كافة أنحاء بابنوسة، وتحاصر في الوقت نفسه قيادة الفرقة العسكرية للجيش من محاور عدة، مضيفة أن «سقوط المدينة بالكامل أصبح مسألة وقت وفقط».

ويمثل طريق «الإنقاذ الغربي» الرابط بين العاصمة الخرطوم وولايات كردفان قبل أن ينتهي في ولايات إقليم دارفور، أهمية بالغة في المعارك بين الجيش و«الدعم السريع» والذي يهدف الجيش ليكون مدخلاً لتوغل قواته في إقليم دارفور، بينما تعده «قوات الدعم السريع» خط دفاع متقدماً عن الإقليم ومرتكزاً لطموحها بالتوغل في العاصمة الخرطوم مجدداً.

وتضم ولاية غرب كردفان الحدودية مع دولة جنوب السودان نحو 15 محلية ومعظم حقول النفط في السودان، وباتت تشهد معارك هي الأعنف بين طرفي الحرب.

وتشهد ولاية شمال كردفان معارك متقطعة إلا أن «قوات الدعم السريع» صعدت من هجماتها عبر المسيرات على العاصمة الأبيض ومدينة الرهد. وإذ تسعى «الدعم السريع» للتقدم نحو الأُبيّض من مناطق سيطرتها الواقعة شمال الولاية وعلى رأسها مدينة بارا، يسعى الجيش لإنهاء وجود «الدعم السريع» في شمال الولاية وبعض المناطق جنوبها، تمهيداً لفك الحصار عن جنوب كردفان.

كما تشهد ولاية جنوب كردفان أيضاً، آخر ولايات كردفان الثلاث، معارك عنيفة بين الجيش من جهة و«قوات الدعم السريع» و«الحركة الشعبية» بقيادة عبد العزيز الحلو، من جهة أخرى. ودارت معارك سيطر فيها الجيش على منطقتي الدبيبات والحمادي بهدف فك الحصار عن مدينتي الدلنج وكادقلي قبل أن تستعيدهما «قوات الدعم السريع».

مدينة الفاشر

النيران تلتهم سوقاً في عاصمة ولاية شمال دارفور الملاصقة لمنطقة كردفان نتيجة معارك سابقة (أ.ف.ب)

من جهة ثانية، أكد محمد أحمد الخضر، قائد قيادة «الفرقة السادسة مشاة» في الفاشر، وهي أكبر مدن إقليم دارفور، أن الجيش يتصدى لمحاولة «قوات الدعم السريع» لاقتحام المدينة على مدى أكثر من عام. لكن شهود عيان أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن قوات من الجيش تنفذ عمليات نوعية ضد «الدعم السريع» حول المناطق المحيطة بالمدينة.

بدورها، قالت «حركة تحرير السودان» بقيادة الهادي إدريس، إن قواتها تتعاون مع «الدعم السريع» في إجلاء المدنيين من الفاشر، والمخيمات المجاورة لها إلى معسكر «سلك» بمنطقة كورما.

ويشهد السودان حرباً منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، التي اندلعت بسبب خلاف بينهما قبل الانتقال إلى الحكم المدني. وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أدى إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ودفع نصف السكان إلى براثن الجوع الحاد.

وبعد عامين من نشوب الحرب، نجح الجيش في طرد «قوات الدعم السريع» من معظم أنحاء وسط السودان، وحولت هذه القوات أسلوبها من التوغلات البرية إلى شن هجمات بطائرات مسيرة تستهدف محطات الطاقة وغيرها من المرافق في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش. ويواصل الجيش شن غارات جوية في إقليم دارفور، معقل «قوات الدعم السريع»، بينما يخوض الجانبان معارك برية للسيطرة على مدينة الفاشر الاستراتيجية.

OSZAR »