الحكومة المصرية تستنفر لاحتواء تداعيات التصعيد الإسرائيلي - الإيراني

«لجنة الأزمات» تبحث إمدادات الوقود وزيادة مخزون السلع

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في الاجتماع الأسبوعي للحكومة (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في الاجتماع الأسبوعي للحكومة (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تستنفر لاحتواء تداعيات التصعيد الإسرائيلي - الإيراني

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في الاجتماع الأسبوعي للحكومة (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في الاجتماع الأسبوعي للحكومة (مجلس الوزراء المصري)

تستنفر الحكومة المصرية لاحتواء تداعيات التصعيد الإسرائيلي - الإيراني، حيث بحثت «لجنة الأزمات» إمدادات الوقود وزيادة مخزون السلع الاستراتيجية. وطمأن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الأربعاء، المواطنين، إلى توافر مختلف السلع بالأسواق، مؤكداً أن «الاحتياطي الاستراتيجي يكفي لعدة أشهر».

ودفعت الضربات الإسرائيلية - الإيرانية نحو زيادة المخاوف المصرية من «موجة غلاء جديدة»، لا سيما مع ارتباك الأسواق.

وترأس مدبولي، الأربعاء، الاجتماع الأسبوعي للحكومة المصرية، وتحدث عن تفاقم الأوضاع والتوترات في المنطقة خلال الأيام الماضية، وموقف مصر الرافض تماماً لتوسيع دائرة الصراع، وضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على مختلف الجبهات الإقليمية، والتأكيد على أن «استمرار هذا التصعيد ستكون له أضراره الجسيمة على شعوب المنطقة كافة دون استثناء، بل والعالم بأسره».

وأشار مدبولي إلى تشديد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقاءاته واتصالاته الهاتفية مع عدد من قادة العالم، على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدور أكثر فاعلية في دفع الأطراف الإقليمية للتحلي بالمسؤولية، وتأكيده أن «الحلول السلمية تبقى الوحيدة القادرة على ضمان الأمن والاستقرار بالإقليم».

وطمأن رئيس الوزراء المصري، المواطنين، إلى توافر مختلف السلع بالأسواق، مشيراً إلى أن الحكومة تحركت على الفور لمناقشة تداعيات الأزمة الحالية على مختلف الأصعدة، ولا سيما فيما يتعلق بإمدادات الوقود، وزيادة مخزون البلاد من جميع السلع الاستراتيجية الأساسية، لافتاً في هذا السياق إلى القرار الذي أصدره بتشكيل «لجنة أزمات» برئاسته؛ لمتابعة تداعيات العمليات العسكرية الإيرانية – الإسرائيلية، بما يُسهم في الاستعداد لأي مُستجدات بمختلف القطاعات.

سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)

وقال رئيس الوزراء إنه سيجتمع دورياً مع أعضاء «اللجنة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه يُكثف حالياً من اجتماعاته مع اللجان الاستشارية المختلفة بهدف بحث تداعيات الأحداث الأخيرة، وتأثيراتها على مختلف قطاعات الدولة.

وقرر رئيس الوزراء المصري، الاثنين الماضي، تشكيل «لجنة أزمات» برئاسته، لمتابعة تداعيات العمليات العسكرية الإيرانية - الإسرائيلية. وتضم في عضويتها، محافظ البنك المركزي، ووزراء الصناعة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والكهرباء والطاقة المتجددة، والمالية، والتموين والتجارة الداخلية، والبترول والثروة المعدنية، بالإضافة إلى ممثلين لوزارتي الدفاع، والداخلية، وجهاز المخابرات العامة، وهيئة الرقابة الإدارية، وفق بيان للمتحدث الرسمي باسم «رئاسة مجلس الوزراء».

وطالب مدبولي خلال اجتماع الحكومة، الأربعاء، المواطنين، بـ«الحرص الشديد على ترشيد استهلاك الكهرباء؛ في ظل هذه الظروف الاستثنائية، مع التأكيد على التزام الحكومة بالعمل على إمداد محطات الكهرباء بالوقود اللازم لتشغيلها بالكفاءة المطلوبة».

وفعَّلت وزارة البترول المصرية «خطة طوارئ» عقب توقُّف إمدادات الغاز من الشرق (الغاز الإسرائيلي)، وشملت الخطة «إيقاف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية».

منطقة المقطم في القاهرة خلال انقطاع الكهرباء في وقت سابق (أرشيفية - أ.ف.ب)

وتتعهد الحكومة المصرية بعدم «العودة إلى تخفيف أحمال الكهرباء»، التي طبقتها في العامين الماضيين خلال أشهر الصيف؛ بعدما لجأت وقتها إلى خطة لقطع الكهرباء بالتناوب؛ على وقع أزمة في نقص الوقود والغاز اللازمين لتشغيل محطات الكهرباء، في ظل زيادة الاستهلاك نتيجة موجات الحر.

وبحسب رئيس الوزراء المصري، الأربعاء، فإنه «ليست هناك حاجة تدعو للقلق فيما يخص توافر أي سلعة من السلع الأساسية، فلدينا احتياطيات استراتيجية منها ما يكفي حاجة الاستهلاك المحلي، كما تعمل الحكومة على متابعة جميع المستجدات على مختلف المستويات، وهناك عدة سيناريوهات يتم وضعها للتعامل مع مختلف هذه المستجدات»، معرباً عن تطلعه إلى «عودة الاستقرار للمنطقة في أقرب وقت ممكن».

وقال مدبولي، السبت الماضي، إن «معظم القراءات تشير إلى أن الصراع الدائر حالياً يتوقع أن يستمر فترة أطول، لا أن ينتهي خلال بضعة أيام، وهذا ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها».


مقالات ذات صلة

حمض نووي قديم يكشف عن صلة جينية بين حضارتي مصر وبلاد الرافدين

يوميات الشرق إعادة بناء وجه رجل تم العثور عليه في مقبرة بالنويرات في مصر (أ.ب)

حمض نووي قديم يكشف عن صلة جينية بين حضارتي مصر وبلاد الرافدين

كشف حمض نووي قديم عن صلة وراثية بين حضارتي مصر القديمة وبلاد الرافدين، وفقاً لبحث نُشر الأربعاء في مجلة «نيتشر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مسؤولون مصريون قرب الحدود مع إسرائيل نهاية العام الماضي (المتحدث العسكري)

تجاهل مصري لحديث إسرائيلي جديد عن إسقاط «مُسيَّرة»

أعلن الجيش الإسرائيلي إسقاط لواء باران الإقليمي طائرة مُسيَّرة قال إنها كانت قادمة من مصر إلى إسرائيل، الثلاثاء، في محاولة لتهريب أسلحة.

هشام المياني (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من مناقشات قانون «الإيجار القديم» داخل مجلس النواب المصري يوم الأربعاء (مجلس النواب)

البرلمان المصري يقر تعديلات «الإيجار القديم» رغم الاعتراضات

أقر مجلس النواب المصري، الأربعاء، تعديلات قانون «الإيجار القديم» بعد أسابيع من المناقشات والسجالات بين الحكومة وأعضاء بالمجلس.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا بعض السفن المارة في قناة السويس (مجلس الوزراء المصري)

مصر تؤكد عدم تأثر حركة الملاحة في قناة السويس بانقلاب حفّار بحري

بينما تحقق السلطات المصرية في حادثة انقلاب حفَّار بحري بخليج السويس للوقوف على أسبابه، أكد مسؤولون عدم تأثر حركة قناة السويس.

هشام المياني (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من جلسة مجلس النواب المصري الثلاثاء (مجلس النواب)

«نقص البيانات» يُعطل إقرار مجلس النواب المصري قانون «الإيجار القديم»

أرجأ مجلس النواب المصري موافقته على مشروع قانون «الإيجار القديم» لجلسة الأربعاء، وسط انتقادات من «المجلس» للحكومة.

أحمد عدلي (القاهرة )

تجاهل مصري لحديث إسرائيلي جديد عن إسقاط «مُسيَّرة»

مسؤولون مصريون قرب الحدود مع إسرائيل نهاية العام الماضي (المتحدث العسكري)
مسؤولون مصريون قرب الحدود مع إسرائيل نهاية العام الماضي (المتحدث العسكري)
TT

تجاهل مصري لحديث إسرائيلي جديد عن إسقاط «مُسيَّرة»

مسؤولون مصريون قرب الحدود مع إسرائيل نهاية العام الماضي (المتحدث العسكري)
مسؤولون مصريون قرب الحدود مع إسرائيل نهاية العام الماضي (المتحدث العسكري)

بينما تُكرر إسرائيل إعلاناتها عن إحباط ما تصفه بـ«محاولات تهريب أسلحة من الحدود المصرية»، اعتبر مصدر مصري مطلع أن الأمر لا يعدو كونه «محاولات بائسة لجر مصر إلى التورط فيما تدعيه تل أبيب من أن هناك دعماً بالسلاح لـ(حماس)».

وقال المصدر، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «مصر تعي هذا الأمر جيداً، ولا تعلّق عليه، لأنه غير مقبول وغير منطقي؛ فالقاهرة تؤمّن حدودها جيداً».

وأضاف: «إسرائيل تزعم أن هذه المُسيَّرات خرجت من مصر وعبرت إليها دون رصدها من الجانب المصري، وهذا كلام غير حقيقي».

وأعلن الجيش الإسرائيلي قيام لواء باران الإقليمي، الثلاثاء، بإسقاط طائرة مُسيَّرة قال إنها «قادمة من مصر إلى إسرائيل في محاولة لتهريب أسلحة».

وبحسب الإعلان الإسرائيلي، عثر جنود اللواء على الطائرة المُسيَّرة، التي قيل إنها كانت تحمل 10 أسلحة، وصادروها؛ كما رصدوا، الأربعاء، «مركبة مشبوهة» في المنطقة وطاردوها.

ووفق إسرائيل، عثر الجنود على 14 سلاحاً داخل المركبة، وألقوا القبض على المشتبه به الذي كان يقودها، وتم تسليمه والأسلحة إلى قوات الأمن لاستكمال الإجراءات.

و«باران» أو «اللواء 512» هو لواء مشاة إقليمي نظامي في الجيش الإسرائيلي يتبع الفرقة 80 في القيادة الجنوبية المسؤولة عن الجبهة مع مصر.

«محاولة إلصاق»

الخبير المصري في الأمن القومي اللواء محمد عبد الواحد قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن إسرائيل تهدف من وراء ما تدعيه بشأن إحباط أسلحة مهربة من مصر إلى «محاولة تبرير احتلالها للمنطقة الحدودية مع مصر بالمخالفة لكل الاتفاقيات والمعاهدات السابقة، وأيضاً محاولة تبرير فشلها أمام (حماس) التي باتت تنفذ عمليات نوعية بأسلحة متطورة، وتحاول تل أبيب إلصاق تهمة توصيل تلك الأسلحة لمصر».

ونوَّه بأنه على الرغم من ذلك، «فإن كل الإعلانات الإسرائيلية لم تتحدث عن ضبط أسلحة مما تستخدمها (حماس) على متن المُسيَّرات التي تدعي تل أبيب ضبطها، ما يعني أنها لا تستطيع إثبات محاولة إلصاق دعم (حماس) بالأسلحة إلى مصر».

لقطة أرشيفية لـ«محور فيلادلفيا» على الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر (أ.ف.ب)

وعلى مدى أكثر من عام، كررت إسرائيل الإعلان عن «إسقاط مُسيّرات اخترقت الأجواء من مصر وتحمل أسلحة»؛ وفي كل مرة تتجاهل السلطات المصرية الرد رسمياً.

ادعاءات مكررة

تحدّث الجيش الإسرائيلي، في 29 أبريل (نيسان) الماضي، عن «إحباط محاولة تهريب أسلحة من مصر إلى إسرائيل»، وقال: «تم رصد طائرة مُسيَّرة كانت تحاول تهريب أسلحة من الأراضي المصرية إلى الأراضي الإسرائيلية في منطقة لواء باران».

وأضاف حينها، في منشور عبر حسابه بمنصة «إكس»: «تم إسقاط الطائرة من دون طيار من قِبل قوات الجيش الإسرائيلي»، وقال إنها كانت «تحمل 10 أسلحة من نوع (إم 16) وذخيرة». واختتم بالقول: «تم تسليم الأسلحة المصادرة إلى قوات الأمن لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة».

وقال الجيش الإسرائيلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن قواته «أسقطت طائرة مُسيّرة عبَرت من الأراضي المصرية إلى الأراضي الإسرائيلية في منطقة لواء باران». وفي الشهر التالي، أعلن مجدداً، في بيان، «رصد وإسقاط مُسيَّرة عبرت من الأراضي المصرية»، مضيفاً أنها «كانت تحمل 4 بنادق و5 خراطيش والمئات من الرصاصات... وتم نقل الأسلحة والذخيرة إلى قوات الأمن لمزيد من التحقيق».

أيضاً في فبراير (شباط) الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط طائرة مُسيَّرة تُهرّب أسلحة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل، وإنه عثر على 4 بنادق ومسدس بعد إسقاطها.

وفي منتصف أبريل الماضي، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه «تم رصد طائرة مسيّرة حاولت تهريب أسلحة من الأراضي المصرية إلى داخل إسرائيل وتم إسقاط المسيرة».

OSZAR »