هجوم بمسيّرات يستهدف سفينة مساعدات لغزة قبالة سواحل مالطا

ضرر لحق سفينة «الضمير» التابعة لـ«تحالف أسطول الحرية» نتيجة تعرضها للقصف خارج المياه الإقليمية لمالطا (رويترز-أسطول الحرية)
ضرر لحق سفينة «الضمير» التابعة لـ«تحالف أسطول الحرية» نتيجة تعرضها للقصف خارج المياه الإقليمية لمالطا (رويترز-أسطول الحرية)
TT

هجوم بمسيّرات يستهدف سفينة مساعدات لغزة قبالة سواحل مالطا

ضرر لحق سفينة «الضمير» التابعة لـ«تحالف أسطول الحرية» نتيجة تعرضها للقصف خارج المياه الإقليمية لمالطا (رويترز-أسطول الحرية)
ضرر لحق سفينة «الضمير» التابعة لـ«تحالف أسطول الحرية» نتيجة تعرضها للقصف خارج المياه الإقليمية لمالطا (رويترز-أسطول الحرية)

قال أسطول إغاثي متجه إلى قطاع غزة، الجمعة، إن إحدى سفنه تعرضت لهجوم بالطيران المسيّر في المياه الدولية، قبالة سواحل مالطا، في الليلة الماضية.

وذكر الأسطول، الذي يُدعى «تحالف أسطول الحرية»، في بيان، أن السفينة أصدرت إشارة استغاثة، فور وقوع الهجوم الذي قال إنه تسبَّب في «اندلاع حريق وخرق كبير في هيكلها».

وأضاف التحالف أن الهجوم أسفر أيضاً عن تعطيل اتصالاته مع السفينة، لكنه قال إن آخِر اتصال معها «أشار إلى أن الطائرات المُسيّرة لا تزال تُحلق فوق السفينة». وأوضح البيان أن الغارة استهدفت مولِّد الكهرباء في السفينة «مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن طاقمها، وعرّض السفينة لخطر الغرق». وتابع: «يوجد على متن السفينة نُشطاء دوليون في مجال حقوق الإنسان في مهمة إنسانية سلمية لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني والقاتل على غزة، ولإيصال المساعدات الضرورية للحياة، التي تشتد الحاجة إليها في غزة».

وأشار نشطاء إلى أنهم يشتبهون بوقوف إسرائيل وراء الواقعة، في حين قال جهاز الإنقاذ القبرصي إن وزارة الخارجية القبرصية أبلغته بضربة إسرائيلية بواسطة مُسيّرة.

ودعا تحالف أسطول الحرية إلى «استدعاء السفراء الإسرائيليين ومساءلتهم عن انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك الحصار المستمر (على قطاع غزة)، وقصف سفينتنا المدنية في المياه الدولية».

وعند سؤال التحالف عما إذا كان يعتقد أن إسرائيل وراء الهجوم، قالت هاي شا ويا، المتحدثة باسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنهم «يشتبهون» في ذلك.

وأضافت: «رغم أننا لا نستطيع التأكيد بنسبة 100 في المائة، فإننا نشتبه في أن إسرائيل هي المسؤولة»، وعَدَّت أن الدولة العبرية هي «الجهة الرئيسية التي لديها مصلحة في إبقائنا وأي مساعدات خارج غزة».

وكثيراً ما تُنفّذ إسرائيل عمليات استخبارية خارج حدودها، ولا سيما منذ بدء الحرب في غزة، إلا أنها لا تقر بذلك إلا لاحقاً.

وعلى الرغم من أن إسرائيل الرسمية حافظت على موقف ضبابي إزاء الهجوم على السفينة، ورفضت التعليق على إعلان منظمي «أسطول الحرية» المتجه إلى غزة، لكن الإعلام الإسرائيلي طفح بالأنباء عن العملية، فأكدوا أن هذا الهجوم هو هجوم دولة ذات جيش قوي جداً.

وأكدت «الوكالة» أن السفينة تعرّضت للهجوم مرتين، بطائرات مسيّرة قبالة سواحل مالطا، في المياه الدولية، فجر الجمعة، وأن هذه الطائرات متطورة بشكل خاص، وقادرة على التحليق لفترات طويلة، وأنها صوّبت نيرانها نحو المولِّدات في مقدمتها كانت هدفاً مباشراً، ما تسبَّب باندلاع النيران فيها وغرقها الجزئي. وحتى بعد أن أطلق الطاقم نداء استغاثة، جرى ضربها مجدداً.

وكتب معلِّق الشؤون الاستراتيجية في موقع «واي نت»، رون بن يشاي، يقول إن إسرائيل تعلمت من تجربتها في قضية سفينة مرمرة في سنة 2010.

ففي حينه أيضاً أطلقت جمعية تركية أسطول الحرية لفك الحصار عن قطاع غزة، وتورطت إسرائيل، إذ هاجمت السفينة وقتلت تسعة من الركاب، وخطفت السفينة وتسببت في أزمة مع تركيا وشوّهت سُمعتها في العالم. أما اليوم فإن إسرائيل لا تسارع إلى تحمُّل مسؤولية العملية ولا تنتظر حتى تصل السفينة إلى قبالة شواطئ غزة، فتشلّ حركتها وهي في قلب البحر على بُعد ألفيْ كيلومتر ولم تقتل أحداً.

وأدانت «الخارجية» التركية، الجمعة، الهجوم على سفينة إغاثة في المياه الدولية كانت في طريقها إلى غزة. وذكرت «الخارجية» التركية أن سفينة الإغاثة المستهدَفة قبالة مالطا كانت تُقل عدداً من المواطنين الأتراك، مؤكدة نجاة طاقم وركاب السفينة، وأنها تعمل على نقل مواطنيها إلى مكان آمن.

وشددت «الخارجية» التركية على أن الهجوم على سفينة مدنية هو «تهديد لحرية الملاحة والأمن البحري بالمياه الدولية». وسبق أن هاجمت إسرائيل، عام 2010، سفينة «مافي مرمرة»، التي انطلقت من جنوب تركيا، ضمن أسطول دولي كان يحمل مساعدات لغزة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، وإصابة 28 آخرين.

حاجة ماسة إلى المساعدات

بدورها، أرسلت قبرص سفينة استجابة لنداء الاستغاثة. وجاء، في بيان لهيئة الإنقاذ القبرصية، أن «وزارة الخارجية في جمهورية قبرص أبلغت مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في لارنكا، بأن سفينة يُحتمل أن تكون تنقل مساعدات إنسانية إلى غزة، تعرّضت لهجوم صاروخي بطائرة إسرائيلية دون طيار، أثناء إبحارها داخل منطقة البحث والإنقاذ في مالطا».

وقالت الهيئة إن سفينة قبرصية كانت موجودة في الموقع «شاركت في عمليات إخماد النيران».

وقال النشطاء إن السفينة في «مهمة لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني والمُميت لغزة، وإدخال مساعدات منقذة للحياة هناك حاجة ماسة إليها».

وتحظر إسرائيل، منذ 2 مارس (آذار) الماضي، دخول أي مساعدات إلى غزة، واستأنفت عملياتها العسكرية في القطاع منذ 18 مارس، مُنهية الهدنة التي استمرت نحو شهرين في الحرب مع حركة «حماس».

والجمعة، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أنّ العمليات الإنسانية في قطاع غزة «على وشك الانهيار التام».


مقالات ذات صلة

بوتين يستعرض أسلحة استخدمت في حرب أوكرانيا خلال عرض عسكري

أوروبا الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين يصافح قادة عسكريين خلال العرض العسكري في ذكرى يوم النصر (أ.ف.ب)

بوتين يستعرض أسلحة استخدمت في حرب أوكرانيا خلال عرض عسكري

احتفلت روسيا بانتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية بعرضها العسكري المعتاد لكن هذه المرة شملت الأسلحة المعروضة طائرات مسيرة مستخدمة في حرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا سكان يقفون خارج منزلهم الذي دمره القصف الباكستاني في أثناء استعدادهم للإخلاء في قرية على بعد نحو 100 كيلومتر من سريناغار في 9 مايو (أ.ف.ب) play-circle

باكستان والهند تواصلان تبادل القصف في أسوأ تصعيد منذ عقود

تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة، الجمعة، باستخدام طائرات مسيرة ومدفعية لليوم الثالث على التوالي.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - نيودلهي)
الولايات المتحدة​ جانب من الدمار الذي خلّفه الهجوم الهندي على موقع في كشمير (أ.ف.ب) play-circle

«مسيّرات إسرائيلية» و«مقاتلات صينية» تدخل خط التصعيد الهندي - الباكستاني

تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بتنفيذ هجمات بطائرات مُسيّرة، الأمر الذي يثير قلق المجتمع الدولي الذي يدعو القوتين النوويتين إلى خفض التصعيد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا تصاعد دخان كثيف بعد غارات بطائرات من دون طيار شنتها «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية واستهدفت الميناء الشمالي بمدينة بورتسودان (أ.ب) play-circle

«الدعم السريع» تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان

تعرضت مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان وجنوبه لضربات جديدة بالطائرات المسيّرة، الخميس، لليوم الخامس على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان )
شمال افريقيا النيران تشتعل بمستودع وقود في بورتسودان بالسودان (رويترز) play-circle

ضربات جديدة بمسيّرات على قاعدة بحرية في بورتسودان

شهد السودان، اليوم الخميس، هجمات بطائرات مسيّرة، استهدفت إحداها قاعدة بورتسودان (شرق) الرئيسية في البلاد للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مليون طفل يمني يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها

الإناث أكثر الفئات حرماناً من الالتحاق بالتعليم والوصول إلى الخدمات (الأمم المتحدة)
الإناث أكثر الفئات حرماناً من الالتحاق بالتعليم والوصول إلى الخدمات (الأمم المتحدة)
TT

مليون طفل يمني يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها

الإناث أكثر الفئات حرماناً من الالتحاق بالتعليم والوصول إلى الخدمات (الأمم المتحدة)
الإناث أكثر الفئات حرماناً من الالتحاق بالتعليم والوصول إلى الخدمات (الأمم المتحدة)

يواجه اليمن، في عامه العاشر من الصراع، أزمة حادة على صعيد الحماية والجوانب الإنسانية، تفاقمت بسبب الصدمات الاقتصادية المتكررة، وضعف الخدمات الأساسية، ومخاطر المناخ، والصراع الإقليمي، ونقص التمويل المزمن، في وقت تُضاعف فيه التضاريس الوعرة من صعوبة الوصول إلى الخدمات.

وفي ظل هذه الأوضاع، يستمر تدهور الوصول إلى الخدمات الأساسية (الرعاية الصحية والمدارس وشبكات إمدادات المياه)، ومن المتوقع أن تزداد حالات تفشي الأمراض، في حين لا يزال 3.2 مليون طفل (من 6 إلى 17 عاماً) خارج المدرسة، ويعيش ثلثاهم في مناطق من البلاد يصعب الوصول إليها بسبب الصراع أو الجغرافيا.

ومع هذه التعقيدات، أطلقت مؤسسة «جميع الفتيات للتنمية» مبادرة وُصفت بـ«الجريئة» بهدف الوصول إلى بعض أكثر المجتمعات النائية في البلاد، بدعم من صندوق اليمن الإنساني.

وقامت من خلال هذه المبادرة بإعادة تأهيل وتوسعة أربع مدارس حكومية في مديرية الجعفرية، وهي مديرية تقع في أعلى قمم محافظة ريمة غرب البلاد، ومن بين هذه المنشآت التعليمية مدرسة الصديق.

3.2 مليون طفل يمني خارج التعليم (الأمم المتحدة)

وشمل المشروع إصلاح بعض الفصول الدراسية القائمة وبناء فصول جديدة، مما حسّن وصول أكثر من ألف طالب إلى التعليم. كما حسّن المشروع دورات المياه المدرسية وخزانات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية.

وحصل الطلاب أنفسهم على الكتب المدرسية وغيرها من اللوازم، كما قُدمت حوافز للمعلمين بسبب استمرار الحوثيين في قطع رواتب الموظفين العموميين في مناطق سيطرتهم منذ نهاية عام 2016م.

جهد شاق

تذكر المنظمة أن جهود البناء كانت هائلة، وتستشهد بما حدث في قرية «نعمة» حيث تم إيصال مواد البناء على ثلاث مراحل؛ في الأولى تم نقل هذه المواد بالشاحنات من مدينة الحديدة المجاورة، وفي المرحلة الثانية تم توزيع مواد البناء على مركبات أصغر قادرة على الانتقال عبر التضاريس الوعرة، لكن في المرحلة الثالثة لم تكن هناك إمكانية لإيصال هذه المواد إلى القرية بأي وسيلة سوى أن تُحمل يدوياً أو على الحمير.

الجبال الشاهقة في محافظة ريمة حرمت الكثيرين من الخدمات (إعلام محلي)

ونتيجة لصعوبة التضاريس في المنطقة؛ فقد أدت الأمطار الغزيرة والانهيارات الصخرية في بعض الأوقات إلى إغلاق الطرق بالكامل، مما أجبر العمال على قطع مسافة تزيد على أربعة كيلومترات سيراً على الأقدام لنقل المواد. لكن القائمين على المشروع اعتبروه اختباراً لمدى التزام مؤسسة التمويل الدولية الراسخ بتقديم حلول عملية محلية للمجتمعات المحرومة، حيث تعمل المؤسسة منذ عام 2003 على توسيع نطاق الوصول الآمن والعادل إلى التعليم في جميع أنحاء اليمن، مع التركيز على تمكين المرأة والشباب.

أشد الأزمات

يعمل صندوق اليمن الإنساني الذي أُنشئ عام 2015 كآلية تمويل سريعة ومرنة تدعم المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ووكالات الأمم المتحدة، للاستجابة لأكثر حالات الطوارئ إلحاحاً وحرجاً في بيئة سريعة التغيّر، بقيادة منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، وتُخصص موارد المانحين وتُوزع لتلبية أكثر الاحتياجات الإنسانية إلحاحاً.

ووفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن الأزمة الإنسانية في اليمن لا تزال من بين أشد الأزمات في العالم؛ فقد أدى النزاع المسلح المطول، والأزمة الاقتصادية المستمرة، وتعطل الخدمات العامة في البلاد، إلى انزلاقها إلى أزمة إنسانية مدمرة لا تزال تؤثر على ملايين الأشخاص.

ومثل جميع صناديق التمويل المشتركة القُطرية، صُمم صندوق التمويل الإنساني ليُكمّل مصادر التمويل الإنساني الأخرى، مثل التمويل الثنائي والصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ.

OSZAR »