مصر تدين استهداف البنى التحتية في بورتسودان... وتوقف رحلات الطيران

عبد العاطي يؤكد ضرورة تجاوز التصعيد الخطير وتحقيق التهدئة

وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر يتفقد مستودعات الوقود في بورتسودان بعد استهدافها صباح الثلاثاء (حساب الوزير على إكس)
وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر يتفقد مستودعات الوقود في بورتسودان بعد استهدافها صباح الثلاثاء (حساب الوزير على إكس)
TT

مصر تدين استهداف البنى التحتية في بورتسودان... وتوقف رحلات الطيران

وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر يتفقد مستودعات الوقود في بورتسودان بعد استهدافها صباح الثلاثاء (حساب الوزير على إكس)
وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر يتفقد مستودعات الوقود في بورتسودان بعد استهدافها صباح الثلاثاء (حساب الوزير على إكس)

أدانت مصر الاستهداف المكثف لمدينة بورتسودان، وحذرت من «تأثيراته السلبية على جهود وقف إطلاق النار»، في وقت أعلنت فيه شركة «مصر للطيران» إلغاء رحلتها إلى مطار بورتسودان، بسبب الأوضاع الأمنية.

وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً، الثلاثاء، مع وزير خارجية السودان عمر صديق، أعرب فيه عن تضامن مصر مع السودان إزاء الاستهداف الأخير للبنى التحتية المدنية والمنشآت الحيوية في بورتسودان.

وأكد عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، ضرورة تجاوز التصعيد الخطير الحالي وتحقيق التهدئة، وصولاً إلى وقف إطلاق النار المنشود، وبما يسهم في تعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية لأبناء السودان الشقيق.

ونقل البيان المصري عن وزير خارجية السودان «تقديره للدعم المصري الواضح للسودان»، معرباً عن «التطلع لتعزيز التنسيق والتشاور مع مصر خلال الفترة المقبلة».

وفور وقوع الهجمات، أدانت الخارجية المصرية «الاستهداف المكثف للمنشآت المدنية والبنى التحتية في بورتسودان»، وشددت في إفادة لها، الثلاثاء، على «خطورة التصعيد الأخير في السودان».

وحذرت الخارجية المصرية من تأثير التصعيد الشديد في بورتسودان على «جهود وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية للمحتاجين في السودان».

ويأتي الهجوم الذي تعرضت له بورتسودان، الثلاثاء، ضمن هجمات وقعت منذ ثلاثة أيام بالطائرات المسيرة على المدينة، التي تعدّ العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، ومقر الحكومة وقادة الجيش والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، منذ اندلاع الحرب الداخلية.

ودخلت الحرب الداخلية في السودان، التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان) 2023، عامها الثالث، وسط استمرار القتال بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، وتسببت في نزوح نحو 14 مليون شخص داخل وخارج البلاد، حسب تقديرات أممية.

وأمام هذا التصعيد، جددت القاهرة رفضها القاطع لأي استهداف للمنشآت المدنية بالمخالفة لأحكام القانون الإنساني الدولي، وقالت إن ذلك «يضر بمقدرات الدولة والحياة اليومية للمواطنين»، حسب الخارجية المصرية.

وكانت الخارجية المصرية، أدانت، الأحد، الهجوم الذي تعرضت له مدينتا بورتسودان وكسلا، وشددت في إفادة لها على «ضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب السوداني، وعدم استهداف البنى الأساسية، والمرافق المدنية المختلفة، والحفاظ على وحدة واستقرار السودان»، ودعت إلى ضرورة «وقف إطلاق النار».

وبموازاة ذلك، أعلنت شركة «مصر للطيران» «إلغاء رحلتها المتجهة من مطار القاهرة إلى مدينة بورتسودان»، التي كانت مقررة، الثلاثاء، نتيجة «للأحداث والاضطرابات» التي تشهدها المدينة، وأشارت في إفادة لها، مساء الاثنين، إلى أن «الإلغاء لحين استقرار الأوضاع».

ومع استهداف المسيرات مطار بورتسودان، سارعت السلطات السودانية، لإخلال المطار من المسافرين، وتعليق الرحلات الجوية، لحين استقرار الأوضاع.


مقالات ذات صلة

لليوم السادس... مسيّرات تهاجم بورتسودان ومدناً أخرى

شمال افريقيا صورة قمر اصطناعي لدخان يتصاعد من مستودع وقود بعد هجوم بالمسيّرات في بورتسودان في 6 مايو 2025 (رويترز)

لليوم السادس... مسيّرات تهاجم بورتسودان ومدناً أخرى

على مدار الأيام الماضية كثفت «قوات الدعم السريع» هجماتها بالمسيّرات على بورتسودان، وركزت على مقار عسكرية ومستودعات الوقود الرئيسية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج الإمارات ترفض مزاعم تسليح أطراف النزاع في السودان

الإمارات ترفض مزاعم تسليح أطراف النزاع في السودان

أكدت الإمارات رفضها القاطع لما ورد في تقرير نشرته منظمة غير حكومية بشأن مزاعم تتعلق بوجود أنظمة مدفعية من طراز «AH-4» في السودان.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي أعمدة الدخان تتصاعد بعد غارات بطائرات من دون طيار على الميناء الشمالي في مدينة بورتسودان (أ.ب) play-circle

الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر في شمال دارفور

اتهم الجيش السوداني، الجمعة، «قوات الدعم السريع» بقصف أحياء مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، الخميس.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا تصاعد دخان كثيف بعد غارات بمسيَّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» استهدفت الميناء الشمالي بمدينة بورتسودان (أ.ب)

هجوم خامس على بورتسودان... وهلع ونزوح للسكان

سادت بورتسودان حالة من الهلع والنزوح إثر تعرض المدينة ومناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان وجنوبه لضربات جديدة بالمسيّرات، لليوم الخامس على التوالي.

وجدان طلحة (بورتسودان) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا النيران تشتعل بمستودع وقود في بورتسودان بالسودان (رويترز) play-circle

ضربات جديدة بمسيّرات على قاعدة بحرية في بورتسودان

شهد السودان، اليوم الخميس، هجمات بطائرات مسيّرة، استهدفت إحداها قاعدة بورتسودان (شرق) الرئيسية في البلاد للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

السفارة الأميركية تدخل على خط السخرية من مزاعم النصر الحوثية

الحوثيون فرضوا قبضة مشددة على السكان في مناطق سيطرتهم واعتقلوا المئات بذريعة التخابر مع واشنطن (إ.ب.أ)
الحوثيون فرضوا قبضة مشددة على السكان في مناطق سيطرتهم واعتقلوا المئات بذريعة التخابر مع واشنطن (إ.ب.أ)
TT

السفارة الأميركية تدخل على خط السخرية من مزاعم النصر الحوثية

الحوثيون فرضوا قبضة مشددة على السكان في مناطق سيطرتهم واعتقلوا المئات بذريعة التخابر مع واشنطن (إ.ب.أ)
الحوثيون فرضوا قبضة مشددة على السكان في مناطق سيطرتهم واعتقلوا المئات بذريعة التخابر مع واشنطن (إ.ب.أ)

نفى زعيم الجماعة الحوثية في اليمن، عبد الملك الحوثي، الاستسلام للولايات المتحدة، داعياً أتباعه للتظاهر، الجمعة، احتفالاً بما وصفه بـ«الفشل» الأميركي، وذلك بعد يومين من توقف حملة ترمب ضد الجماعة بناءً على وساطة عمانية.

وفي حين يزعم قادة الجماعة الحوثية بانتصارهم في مواجهة أميركا، دخلت سفارة واشنطن لدى اليمن على خط السخرية على حسابها في منصة «إكس» تأكيداً للضربات الموجعة التي تكبدتها الجماعة، وأجبرتها على الالتزام بعدم تهديد الملاحة.

ونشرت السفارة رسماً كاريكاتيرياً يظهر سيارة علقت في الوحل، وشخصاً يرتدي الزي اليمني يسأل سائقها عما إذا كانت سيارته عالقة، فيرد السائق بالقول «مدري» (لا أدري)، وهي الكلمة التي فرضتها الجماعة على السكان في مناطقها أيام الضربات ضمن سياسة التعتيم على خسائرها.

وعلّقت السفارة تحت الرسم الكاريكاتيري بالقول: «في بعض الأحيان تكون الحقيقة واضحة جداً، ولا يمكن إخفاؤها».

وبعد نحو 8 أسابيع من الضربات، أعلن ترمب، الثلاثاء الماضي، استسلام الحوثيين، ووقف الضربات عليهم، وقال: «تلقينا أخباراً جيدة جداً الليلة الماضية. أعلن الحوثيون أنهم لم يعودوا يريدون القتال أو على الأقل أعلنوا لنا أنهم لا يريدون القتال بعد الآن».

وأضاف ترمب: «سنوقف القصف، وقد استسلموا. والأهم من ذلك أننا سنصدق كلمتهم، وهم يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن، وهذا هو الهدف الذي نريده مما كنا نفعله».

وعلى أثر تصريحات ترمب، أعلنت سلطنة عمان أن جهودها أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والجماعة الحوثية، وأن الاتفاق جاء بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها مع الجانبين بهدف تحقيق خفض التصعيد.

دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة إسرائيلية على محطة كهرباء خاضعة للحوثيين (رويترز)

وأوضح البيان العماني بالقول: «في المستقبل، لن يستهدف أي من الطرفين الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة، وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي».

ولقي وقف النار ترحيباً سعودياً وخليجياً وعربياً، في حين أكد الحوثيون استثناء إسرائيل من الاتفاق، وهو ما يُنذر بردود انتقامية من تل أبيب في حال تعرضت لأي هجمات جديدة، على غرار ما حدث من تدمير لميناء الحديدة ومطار صنعاء وبقية منشآت الطاقة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.

عشرات الهجمات

وادّعى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه، الخميس، أن قوات جماعته نفذت 131 عملية عسكرية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل منذ منتصف مارس (آذار) الماضي في سياق ما تقول الجماعة إنه «إسناد للفلسطينيين في غزة».

وقال الحوثي «إن عمليات جماعته المساندة لغزة بلغت منذ منتصف مارس (آذار) أكثر من 131 عملية نفذت بـ253 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة». كما زعم مهاجمة إسرائيل هذا الأسبوع بـ10 صواريخ وطائرات مسيرة.

حفرة ضخمة قرب مطار بن غوريون الإسرائيلي إثر انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (أ.ب)

واعترف زعيم الجماعة المدعومة من إيران باستقبال 1712 ضربة جوية وبحرية على جماعته منذ أطلق ترمب حملته، وقال: «كان هناك تصعيد واضح (...) لإسناد العدو الإسرائيلي، ولكنه فشل فشلاً ذريعاً، ولم يؤثر على قدراتنا العسكرية، ولم يوقف العمليات، ولم يؤثر على الإرادة الشعبية».

ونفى الحوثي الاستسلام لأميركا عقب إعلان وقف إطلاق النار، ووصف تصريحات ترمب حول هذا الخصوص بأنها في سياق «التهريج الذي يُعرف عن ترمب»، وقال: «إزاء الفشل وصل الأميركي إلى خيار أن يوقف هذا الإسناد حسبما أعلن عنه وأبلغ به أشقاءنا في سلطنة عمان».

وكان ترمب قد أمر ببدء الحملة ضد الحوثيين، وتوعدهم بـ«القوة المميتة» لإرغامهم على وقف تهديد الملاحة ومهاجمة السفن.

دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة إسرائيلية على محطة كهرباء خاضعة للحوثيين (رويترز)

وشملت الضربات بدرجة أولى صعدة؛ حيث معقل الجماعة الرئيس وصنعاء ومحيطها والحديدة، ثم الجوف ومأرب وعمران في المقام الثاني، إلى جانب ضربات استهدفت بشكل أقل ذمار والبيضاء وإب وتعز والمحويت وحجة.

ووفق مراقبين يمنيين وبيانات للجيش الأميركي، تمكنت الضربات من تكبيد الحوثيين خسائر ضخمة في العتاد، ومئات العناصر، بينهم قادة ميدانيون، غير أن الجماعة فرضت تعتيماً كبيراً على خسائرها في سياق سعيها للحفاظ على معنويات أتباعها.

OSZAR »