«فوضى» و«إطلاق نار» مع توزيع مساعدات «إغاثة غزة» على الفلسطينيين

المؤسسة أكدت أن الإقبال الكبير وراء الحادث

شخص يلوّح بيده وهو يحمل صندوقاً بينما يتجمع الفلسطينيون بالقرب من موقع توزيع المساعدات الذي تديره مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة في رفح (رويترز)
شخص يلوّح بيده وهو يحمل صندوقاً بينما يتجمع الفلسطينيون بالقرب من موقع توزيع المساعدات الذي تديره مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة في رفح (رويترز)
TT

«فوضى» و«إطلاق نار» مع توزيع مساعدات «إغاثة غزة» على الفلسطينيين

شخص يلوّح بيده وهو يحمل صندوقاً بينما يتجمع الفلسطينيون بالقرب من موقع توزيع المساعدات الذي تديره مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة في رفح (رويترز)
شخص يلوّح بيده وهو يحمل صندوقاً بينما يتجمع الفلسطينيون بالقرب من موقع توزيع المساعدات الذي تديره مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة في رفح (رويترز)

قالت «مؤسسة إغاثة غزة»، المدعومة من الولايات المتحدة، إن عدد طالبي المساعدات في موقع توزيعها كان في لحظة ما كبيراً جداً، اليوم الثلاثاء، مما اضطر فريقها إلى التراجع للسماح للناس «بالحصول على المساعدات بأمان وتوزيعها» وتجنب الإصابات.

ووفقاً لـ«رويترز»، أضافت المؤسسة أن «سكان غزة واجهوا تأخيراً لعدة ساعات في الوصول إلى الموقع بسبب الحصار الذي تفرضه حركة (حماس)».

وذكرت المؤسسة أنها وزّعت حتى الآن نحو 8000 صندوق غذائي، بإجمالي 462000 وجبة.

وتدافع آلاف الفلسطينيين إلى مركز لتوزيع المساعدات الغذائية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في أول أيام تطبيق الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات، ما أدى إلى فوضى شاملة وفرار عناصر شركة أمنية أميركية خاصة كانت تشرف على الموقع.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن حشود المواطنين الذين وصلوا للحصول على المساعدات من مركز توزيع أنشأه الجيش الإسرائيلي تحت إدارة شركة أمنية خاصة أميركية، اقتحموا المركز واستولوا على المساعدات بعد تدافع واسع وفقدان السيطرة.

وأضافت المصادر أن قوات الشركة الأمنية فقدت السيطرة على المكان في أول يوم من بدء عملها داخل قطاع غزة، مما استدعى تدخل الجيش الإسرائيلي لإجلاء أفرادها.

إطلاق نار وقذائف دبابة

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن قوات الجيش تدخلت بالفعل لإنقاذ وإجلاء عناصر الشركة الأمنية الخاصة بعد إخفاقهم في التعامل مع الحشود.

وذكر صحافي تابع لوكالة «أسوشييتد برس» أنه تم سماع دوي إطلاق النار وقذائف من دبابة إسرائيلية لدى محاولة حشود من الفلسطينيين الوصول إلى مركز تم فتحه لتوزيع المساعدات جنوب قطاع غزة. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.

طفل فلسطيني يحمل مساعدات بالقرب من مركز توزيع مساعدات تديره «مؤسسة إغاثة غزة» المدعومة من الولايات المتحدة في رفح بجنوب قطاع غزة... 27 مايو 2025 (رويترز)

«فشل ذريع»

وفي تعليق على الحادث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي «فشل فشلاً ذريعاً في مشروع توزيع المساعدات ضمن مناطق العزل العنصرية، وسط انهيار المسار الإنساني وتصاعد جريمة التجويع».

وأضاف المكتب في بيان: «اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ نحو 90 يوماً، إلى تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار، وإصابة عدد من المواطنين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال».

وتابع المكتب: «ما حدث اليوم هو دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي خلقه عمداً من خلال سياسة التجويع والحصار والقصف، وهو ما يشكل استمراراً لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، لا سيما المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948».

فلسطينيون يحملون مساعدات بالقرب من مركز توزيع مساعدات تديره «مؤسسة إغاثة غزة» المدعومة من الولايات المتحدة في رفح بجنوب قطاع غزة... 27 مايو 2025 (رويترز)

وحمّل المكتب إسرائيل المسؤولية المباشرة عن «حالة الانهيار الغذائي في غزة، واستخدام المساعدات سلاح حرب وأداة ابتزاز سياسي»، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ«التحرك الفوري لإيقاف هذه الجريمة وفتح المعابر بشكل عاجل ودون قيود».

وفي المقابل، تتهم إسرائيل حركة «حماس» مراراً وتكراراً بالاستيلاء على المساعدات التي تمر إلى قطاع غزة، وهو ما تنفيه الحركة. وتؤكد إسرائيل أن الآلية الجديدة تهدف إلى منع «حماس» من السيطرة على تلك المساعدات.

كان نظام المساعدات الجديد في غزة من خلال «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة بدأ عمله أمس الاثنين من خلال افتتاح أولى نقاط التوزيع.

في سياق متصل، أفاد تلفزيون (الأقصى) الفلسطيني بمقتل 3 أشخاص بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات الذي تديره الشركة الأميركية (مؤسسة إغاثة غزة) في رفح، ولم يذكر التلفزيون تفاصيل أخرى.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته أطلقت أعيرة تحذيرية خارج مركز توزيع المساعدات الإنسانية في رفح، وتمت السيطرة على الوضع وإنه يتوقع استمرار عمليات توزيع الأغذية كما هو مخطط.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعزل غزة رقمياً

المشرق العربي فلسطينيات يبكين أحد أحبائهن بعد قتله في قصف إسرائيلي يوم الخميس بمدينة غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل تعزل غزة رقمياً

أحكمت إسرائيل حصارها لقطاع غزة وعزلتها رقمياً، أمس، بعدما استهدفت آخر خط للألياف الضوئية في القطاع، ما تسبب في انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن (ا.ف.ب)

«الأمم المتحدة» تدعو للضغط على إسرائيل لوقف النار في غزة

صوتت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الخميس، بأغلبية ساحقة لصالح المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وتوفير الغذاء لجميع الفلسطينيين. 

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية النائبة الأوروبية ريما حسن (أ.ف.ب) play-circle 01:32

6 من ركاب السفينة «مادلين» بينهم ريما حسن بصدد مغادرة إسرائيل جواً

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء الخميس، أن ستة من ركاب السفينة «مادلين» بينهم النائبة الأوروبية ريما حسن، بصدد مغادرة إسرائيل جواً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينية تبكي شقيقها الذي قتل في أثناء محاولته تلقي مساعدات غذائية في رفح جنوب غزة يوم الأربعاء (أ.ب)

تحليل إخباري ​«هدنة غزة»: محادثات متواصلة للوسطاء وسط توترات إيرانية - أميركية

اتصالات جديدة وأفكار تطرح على طاولة محادثات الوسطاء بشأن إبرام اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

السيسي يؤكد للمستشار الألماني ضرورة الضغط لوقف العمليات العسكرية في غزة فوراً

قالت الرئاسة المصرية اليوم الخميس إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد للمستشار الألماني فريدريش ميرتس ضرورة الضغط لوقف العمليات العسكرية في غزة فوراً.


غروندبرغ: توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن

هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن (الأمم المتحدة)
هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ: توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن

هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن (الأمم المتحدة)
هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن (الأمم المتحدة)

بينما اتهم اليمن الجماعة الحوثية بتعمد إفشال جهود السلام، وتعمد إطالة أمد الصراع ومفاقمة معاناة الشعب اليمني، أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن وجود توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن، محذراً من زيادة في الأعمال القتالية، خاصة في مأرب، والتوترات في البحر الأحمر.

وقال غروندبرغ، في إحاطته لمجلس الأمن، الخميس، إنه تم التعبير عن وجود توافق إقليمي واسع خلال مشاورات أجراها مع ممثلين عن مصر وإيران وعُمان والسعودية والإمارات، مفادها أن الحلّ التفاوضي هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في اليمن، وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة.

وحذّر من التصعيد في الأعمال القتالية، خاصة في مأرب، خصوصاً مع ورود تقارير متكررة عن تحركات عسكرية واندلاع اشتباكات، وحثّ جميع الأطراف على تحمل مسؤوليتها في استئناف مناقشات وقف إطلاق النار.

وذكر في إحاطته التي قدّمها في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن، أن التقدم في جهود الوساطة بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية ما زال بطيئاً ومتعثراً، رغم وجود توافق إقليمي على أن التسوية التفاوضية هي الحل الوحيد للنزاع.

ودعا إلى السماح للحكومة اليمنية باستئناف تصدير النفط وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد، لأهمية ذلك في التخفيف من الأزمة المعيشية، مبدياً مخاوفه من تكلفة عدم التحرك لإنقاذ الاقتصاد اليمني، التي قال إنها ستكون باهظة للغاية.

دعوة لتحسين المعيشة

أكّد المبعوث الأممي أن «اليمنيين يعانون من انهيار اقتصادي حادّ»، منوهاً إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تمكين الحكومة اليمنية من استعادة مصادر تمويلها الأساسية، بما في ذلك صادرات النفط.

وناقشت الجلسة الوضع الإنساني والاقتصادي، وتعثر عملية السلام، واختطاف موظفي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني.

وعدّ إعادة فتح طريق الضالع نموذجاً إيجابيّاً لما يمكن تحقيقه على الأرض، وحثّ على العمل على فتح مزيد من الطرقات، لما من شأنه إنعاش الاقتصاد المنهار.

جلسة مجلس الأمن ناقشت الأوضاع المعيشية في اليمن واختطاف موظفي الوكالات الأممية (أ.ف.ب)

وتعرض المبعوث الأممي إلى استمرار الجماعة الحوثية في قمع الأصوات المدنية واعتقال الصحافيين والشخصيات العامة، وللهجمات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة ومطار صنعاء، مطالباً باحترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

كما انتقد استمرار اعتقال الجماعة الحوثية عشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، متعهداً بمواصلة جهوده من أجل ذلك، والالتزام بالوعد الذي قطعه لأهالي المحتجزين.

من يعرقل السلام؟

من جهته، اتهم مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، الجماعة الحوثية بتعمد إفشال كل مساعي وجهود السلام، وممارسة التعنت في التعامل مع المبادرات الإقليمية والدولية كافة، بهدف إطالة أمد الصراع ومفاقمة معاناة الشعب اليمني.

المبعوث الأممي طالب بالسماح للحكومة اليمنية بإعادة تصدير النفط (أرشيفية - رويترز)

وحمّل السعدي، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته بشأن اليمن، الجماعة الحوثية المسؤولية المباشرة عن تدمير البنية التحتية في البلاد وإعاقة جهود إعادة الإعمار، وتهديد أمن واستقرار البلاد. وضرب مثلاً باحتجاز الحوثيين الطائرات المدنية التابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، رغم علمهم المسبق بنية إسرائيل قصف المطار واستهدافها، ما يعكس استهتارهم بأرواح المدنيين وعدم اكتراثهم بالنتائج الكارثية لأعمالهم، حسب تعبيره.

وقال السعدي إن جميع محاولات الوصول إلى تسوية سياسية شاملة باءت بالفشل نتيجة تعنت الجماعة الحوثية التي «لا ترغب في الحلّ»، وعدم جديتها في الانخراط في أي عملية سياسية حقيقية.

السعدي مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة (إعلام حكومي)

وجدّد المندوب اليمني دعوة المجتمع الدولي لدعم الحكومة اليمنية الشرعية، ومساندتها في استعادة سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء معاناة اليمنيين.

وشهدت الجلسة دعوات لتكثيف المساعي من أجل الوصول إلى سلام شامل ومستدام في اليمن بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب.

وإثر انتهاء الجلسة المفتوحة، عقد مجلس الأمن مشاورات مغلقة لاستعراض نتائج إحاطة المبعوث الأممي، وبحث الخطوات المقبلة بشأن الأزمة اليمنية.

OSZAR »