أحزاب مصرية تستغل تجمعات العيد للترويج لمرشحيها البرلمانيين

حزب «حماة الوطن» المصري يوزع هدايا على المواطنين خلال صلاة العيد (صفحة الحزب - فيسبوك)
حزب «حماة الوطن» المصري يوزع هدايا على المواطنين خلال صلاة العيد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

أحزاب مصرية تستغل تجمعات العيد للترويج لمرشحيها البرلمانيين

حزب «حماة الوطن» المصري يوزع هدايا على المواطنين خلال صلاة العيد (صفحة الحزب - فيسبوك)
حزب «حماة الوطن» المصري يوزع هدايا على المواطنين خلال صلاة العيد (صفحة الحزب - فيسبوك)

استغلت أحزاب سياسية مصرية تجمعات صلاة عيد الأضحى، الجمعة، للترويج لمرشحيها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر توزيع الهدايا، وتعليق لافتات تهنئة من المرشحين المحتملين بالقرب من المساجد الكبرى. بينما جاءت التجمعات بوقت لا تزال قوى المعارضة منقسمة بشأن المشاركة في انتخابات مجلسي «النواب» و«الشيوخ»، والمقرر إجراؤها في الربع الأخير من العام الحالي.

ووزعت أحزاب من بينها «مستقبل وطن» و«حماة الوطن» هدايا على المواطنين بمناسبة العيد مع التقاط صور تذكارية ونشرها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما قدم حزب «مستقبل وطن» الهدايا للمواطنين باسم «هدية الرئيس»، وهو الحزب صاحب الأغلبية بمجلس النواب (البرلمان) الحالي.

حزب «مستقبل وطن» صاحب الأغلبية البرلمانية يقيم احتفالية للمواطنين بمناسبة العيد ومع قرب الانتخابات (الحزب - فيسبوك)

ويقضي الدستور المصري بإجراء انتخابات البرلمان بغرفتيه قبل 60 يوماً من انتهاء مدة ولايته، وهو ما يعني الدعوة لانتخابات مجلس الشيوخ في أغسطس (آب) المقبل، يلي ذلك إجراء انتخابات مجلس النواب في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ولم تتخذ معظم أحزاب المعارضة حتى الآن قراراً نهائياً بالموقف من الانتخابات سواء بالمشاركة أم المقاطعة وسط نقاشات وتصورات عدة يُفترض أن تُحسم قريباً، بينما كان لافتاً غياب غالبية أحزاب المعارضة عن تنظيم فعاليات عقب الصلاة.

وعدَّ رئيس حزب «الإصلاح والنهضة» هشام عبد العزيز تحركات الأحزاب طبيعية بوصفها جزءاً من مشاركتها في المناسبات الاجتماعية المختلفة، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأمر قد يكون بارزاً بشكل أكبر خلال العيد الحالي كونه آخر عيد قبل الانتخابات البرلمانية لمجلسي النواب والشيوخ نهاية العام الحالي.

وأضاف أن النشاط الحزبي يهدف لتعريف المواطنين بالأنشطة التي تقوم بها الأحزاب المختلفة، وهو نوع من أنواع الأنشطة الاجتماعية التي تعد جزءاً من طبيعة النشاط الحزبي، لافتاً إلى أنهم يستغلون التجمعات للتعريف بأفكار الحزب وأنشطته المختلفة.

لكن أمين الشؤون السياسية المركزية بحزب «حماة الوطن» سماء سليمان تقول لـ«الشرق الأوسط» إن النشاط الحزبي عقب صلاة العيد يتكرر كل عام ومنذ سنوات من دون وجود أي ارتباط بالانتخابات، لافتة إلى حرصهم على التواجد مع المواطنين بالعديد من المناسبات والفعاليات بوصفها فرصة للحوار المباشر.

وأضافت أن الحزب يحرص على التواجد في مثل هذه المناسبات عادة بوصفها مواعيد تجمع للجمهور الذي يستهدفه، وبالتالي وجودهم وتجهيزاتهم لها أصبحا جزءاً من برنامج سنوي يعد للفعاليات التي سيكونون حاضرين خلالها.

مواطنون يحملون هدايا الأحزاب (حزب حماة الوطن)

رأي يعارضه الخبير بمركز «الأهرام للدراسات» عاطف سعداوي، والذي يرى أن حجم الفعاليات التي جرى تنظيمها هذا العيد أكبر بكثير إذا ما تمت مقارنتها بالأعياد السابقة، الأمر الذي يرى أنه مرتبط بالعملية الانتخابية المرتقبة بشكل مباشر، منتقداً اكتفاء الأحزاب بتوزيع الهدايا والمساعدات بدلاً من إجراء مناقشات سياسية حول القضايا التي تهم المواطنين.

وأضاف سعداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «الأحزاب السياسية في مصر تحاول الظهور في المناسبات عبر توزيع المساعدات، وهو أمر لا يرتبط بدورها الأساسي الذي يُفترض أن تقوم بالتركيز عليه، والمرتبط بالأوضاع السياسية والاجتماعية، وإحداث حراك سياسي فاعل»، لافتاً إلى أن «النشاط الاستثنائي مؤخراً مرتبط بقرب الانتخابات، وبعدها ستتراجع مثل هذه الفعاليات».

ولا يرى رئيس حزب «الإصلاح والنهضة» مشكلة في قيام الأحزاب بتوزيع الهدايا على المواطنين على أساس أن الأمر يأتي في إطار مناسبة وأجواء تسيطر عليها الاحتفالات المختلفة ما دامت هذه الهدايا البسيطة تقدَّم بكرامة ومن دون استغلال احتياج المواطنين.

وهنا تشير سماء سليمان، وهي عضو بمجلس الشيوخ أيضاً، إلى أن الأنشطة الحزبية متنوعة، ولا تقتصر فقط على التواجد بصلاة العيد، أو توزيع المساعدات، لكن ربما ربطها البعض، هذه المرة، بمناسبة قرب الانتخابات، لافتة إلى أن المواطنين تكون لديهم القدرة على الاختيار بشكل صحيح لمرشحيهم في الانتخابات، ويتذكرون من تواجد معهم باستمرار، ومن يظهر فقط أيام الانتخابات.


مقالات ذات صلة

مصر: مقترح جديد لتعديل «الإيجار القديم» لا يهدئ «المخاوف الاجتماعية»

شمال افريقيا تحديد الشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها قاطنو العقارات في مصر إحدى عقبات تعديل قانون الإيجار القديم (الشرق الأوسط)

مصر: مقترح جديد لتعديل «الإيجار القديم» لا يهدئ «المخاوف الاجتماعية»

يخشى مصريون من آثار اجتماعية متوقعة بعد تعديل قانون الإيجار القديم

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا مجلس النواب المصري يمرر الموازنة العامة للعام المالي 2025 - 2026 وسط ظروف إقليمية استثنائية (وزارة الشؤون النيابية)

البرلمان المصري يمرر موازنة الدولة وسط شكوى الحكومة من «تعقيدات إقليمية»

وسط شكوى حكومية من «تعقيدات» بالأوضاع الإقليمية تزيد من حالة «عدم اليقين»، مرر مجلس النواب (البرلمان) المصري، الثلاثاء، مشروع الموازنة العامة للدولة.

رحاب عليوة (القاهرة)
الاقتصاد مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة له في مايو 2025 (مجلس النواب المصري)

مصر: مناقشات برلمانية «ساخنة» لمشروع «الموازنة العامة»

شهد مجلس النواب (البرلمان) المصري، الاثنين، مناقشات ساخنة خلال عرض مشروع الموازنة العامة للدولة (2025 - 2026)، وسط جدل بشأن سياسة الحكومة في الاقتراض.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري يناقش في لقاء افتراضي مع الجالية المصرية بالمملكة المتحدة استعدادات الانتخابات البرلمانية المقبلة (الخارجية المصرية)

استعدادات مصرية لانتخابات البرلمان... ونفي «شائعة» التأجيل بسبب توترات المنطقة

تستعد الحكومة المصرية لإجراء الانتخابات البرلمانية نهاية العام الجاري، في وقت نفت مصادر مقربة «شائعة» تأجيلها بسبب التوترات السياسية والأمنية بالمنطقة.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا مجلس النواب المصري (وزارة الشؤون النيابية والقانونية)

مصر: ضعف التمويل واتساع الدوائر يدفعان الأحزاب للتحالف في انتخابات البرلمان

تتجه أحزاب سياسية في مصر لخيار «التحالفات الانتخابية» مع أحزاب أخرى لمواجهة تحديات ضعف التمويل واتساع الدوائر الانتخابية بالاستحقاق النيابي المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

رسائل حميدتي الودية «لا تلقى اهتماماً» في مصر

السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل حميدتي الودية «لا تلقى اهتماماً» في مصر

السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)

يبدو أن الرسائل الودية الأخيرة لقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (الشهير بـ«حميدتي»)، تجاه مصر، لم تجد لها صدى في القاهرة، التي عادة ما تؤكد «احترامها للشرعية والمؤسسات الرسمية السودانية».

ولأول مرة منذ نحو عام ظهر حميدتي، وسط جنوده فيما يبدو أنه معسكر تدريب ميداني يُرجح أنه في إحدى ولايات إقليم دارفور بغرب البلاد، متحدثاً بنبرة تصالحية تجاه مصر، رغم أنه من أسبوعين فقط ظهر عبر مقطع فيديو مكرراً اتهامات سابقة لها بمساندة الجيش السوداني عسكرياً، وهو ما نفته مصر بشدة.

وفي خطاب مسجل بُث مساء الأحد على قناته بمنصة «تلغرام» قال حميدتي: «راجعنا حساباتنا، وتوصلنا إلى أنه يمكن أن نحل مشكلاتنا مع مصر عبر طاولة الحوار والنقاش، وليس بالمشاحنات». وأكد أن «قوات الدعم السريع» ليست ضد أي دولة، وترغب في التعاون مع جميع دول الجوار لتأمين الحدود.

ورداً على تصريحات حميدتي، قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «سياسة مصر تجاه السودان ثابتة، وتتلخص في السعي إلى تحقيق الاستقرار والسلم الأهلي في هذا البلد الشقيق، واحترام سيادته وعدم التدخل في شؤونه، إضافة إلى احترام الشرعية والمؤسسات الرسمية السودانية، وأنها تواصل تعاملها في الملف السوداني انطلاقاً من هذه المبادئ والمعايير».

وجاء خطاب حميدتي بعد نحو أسبوع من سيطرة قواته على منطقة المثلث الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، بعدما أعلن الجيش إخلاء قواته من المنطقة في إطار «ترتيبات دفاعية».

وفي كلمته، قال حميدتي: «دخول المثلث، لو ما كان إضافة للجيران فلن يكون خصماً عليهم»، مضيفاً: «ذهابنا إلى الصحراء أمن لجيراننا المصريين والليبيين والتشاديين، كلهم جيراننا، نحترمهم ونحترم حدودهم، ونحن ما عندنا مشكلة مع أي دولة».

من جانبه، قال عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري لـ«الشرق الأوسط» إنه «بغض النظر عن نيات حميدتي من وراء هذا الكلام، خاصة أنه كان دائم الإساءة لمصر ويكيل الاتهامات غير المسؤولة لها بأنها تدعم الجيش السوداني بالسلاح والطيران، فإن سياسة مصر هي التعامل مع السلطات الشرعية فقط»، منوهاً بأنه «لا يعتقد أن السلطات المصرية تهتم بحديث حميدتي كثيراً لأنه يثبت تضاربه بنفسه».

وأكد بكري أن «مصر ضد تقسيم السودان، ومعنى أن تتعاون مع دقلو، أي تضر وحدة البلاد هناك، وهذا يمثل تهديداً للأمن القومي المصري الذي تتحدد سياستها وفقاً له ومن أجل الحفاظ عليه».

بدوره، قال وكيل جهاز المخابرات المصرية سابقاً اللواء محمد رشاد لـ«الشرق الأوسط» إن «حميدتي يرغب من وراء هذا الحديث الزج بمصر طرفاً في الصراع بالسودان، وهي مناورة منه لمحاولة تأكيد ما نفته القاهرة».

وشدد على أن «مصر ليست طرفاً في الصراع السوداني، لكنها تتعامل وتدعم سياسياً السلطة الشرعية»، موضحاً أن «مصر تستطيع الحفاظ على أمنها وحدودها جيداً... ولا تنتظر وعوداً منه أو من أي خارج على الشرعية».

OSZAR »