الملا ضعيف يُحذر البشتون من استخدامهم في الصراع الهندي الباكستاني

السفير السابق للملا عمر في إسلام آباد

الملا عبد السلام ضعيف سفير «طالبان» السابق لدى باكستان بعد قضائه عقوبة السجن الأميركية (منصة «إكس»)
الملا عبد السلام ضعيف سفير «طالبان» السابق لدى باكستان بعد قضائه عقوبة السجن الأميركية (منصة «إكس»)
TT

الملا ضعيف يُحذر البشتون من استخدامهم في الصراع الهندي الباكستاني

الملا عبد السلام ضعيف سفير «طالبان» السابق لدى باكستان بعد قضائه عقوبة السجن الأميركية (منصة «إكس»)
الملا عبد السلام ضعيف سفير «طالبان» السابق لدى باكستان بعد قضائه عقوبة السجن الأميركية (منصة «إكس»)

حذّر الملا عبد السلام ضعيف، سفير «طالبان» السابق لدى إسلام آباد، البشتون من استخدامهم في الصراع الهندي الباكستاني.

يأتي تحذير ضعيف في خضم تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، حيث شنّت الهند ضربات صاروخية ضد باكستان، مما أسفر عن مقتل إرهابيين وإصابات، مما أدى إلى تصعيد الأعمال العدائية الإقليمية.

الملا عبد السلام ضعيف (أرشيفية-متداولة)

وفي تدوينةٍ شديدة اللهجة على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، نقلتها الصحافة الأفغانية، حذّر ضعيف من أن باكستان قد تحاول تحريض مجتمعات البشتون باسم الجهاد. ونهى عن الانجرار إلى الحرب بين الهند وباكستان.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد خطير في الأعمال العدائية بين الهند وباكستان عبر الحدود. فقد شنت الهند غارات صاروخية، ليلة الثلاثاء، على الأراضي الباكستانية، مما أسفر عن مقتل 100 إرهابي، وإصابة 26 آخرين. وترتبط حركة «طالبان»، التي يغلب عليها البشتون، بعلاقة معقدة مع كل من الهند وباكستان.

يقف أفراد أمن «طالبان» حراساً بينما يصل اللاجئون الأفغان العائدون من باكستان المجاورة إلى مخيم طبي تابع لجمعية الهلال الأحمر الأفغاني بالقرب من الحدود في قندهار بأفغانستان 3 مايو 2025 (إ.ب.أ)

وتاريخياً، كانت الحركة حليفاً لباكستان. وقد أثار تصريحُ ضعيف جدلاً كبيراً داخل الأوساط السياسية الإقليمية، مسلِّطاً الضوء على المخاوف المتزايدة بين مجتمعات البشتون في أفغانستان بشأن احتمال قيام باكستان بتعبئة المقاتلين من العِرق البشتوني في نزاعها مع الهند. ويمكن اعتبار ذلك اعترافاً صريحاً بالانقسام الداخلي والمناورات الجيوسياسية في جنوب آسيا.

ويمكن أن تكون رغبة حركة «طالبان» في تجنب استخدامها سلاحاً في النزاع بين الهند وباكستان نابعة من حرصها على تجنب مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة والحفاظ على شرعيتها بصفتها هيئة حاكمة لأفغانستان.

مسؤولون من «طالبان» تابعون لوزارة الصحة العامة يحضرون مؤتمراً صحافياً لنور جلال جلالي وزير الصحة في «طالبان» بكابل بأفغانستان 30 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

ووفقاً للتقارير الواردة من صحيفة «إنديا توداي» الهندية، فإنه بسبب الأعمال العدائية المتزايدة بين الهند وباكستان، فإن حاويات المواد المصدرة من أفغانستان عالقة على حدود واغاه. وقال نقيب الله صافي، رئيس غرفة التجارة المشتركة بين أفغانستان وباكستان: «سيكون لهذا الأمر عواقب طويلة الأجل على التجارة الأفغانية. معبر واغاه مهم للغاية لصادراتنا إلى الهند، فكثير من شاحنات الفاكهة المجففة عالقة حالياً في انتظار التخليص الجمركي».

وعبد السلام ضعيف هو أحد الأعضاء المؤسسين لإمارة «طالبان»، انتقل برفقة عائلته إلى باكستان، في أوائل الثمانينيات، عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً. وبعد تلقيه تدريبات عسكرية في معسكرات الاستخبارات الباكستانية، انضم إلى مجموعة من المجاهدين وذهب إلى قندهار للقتال ضد القوات الحكومية الجمهورية.

وفي كتاب «حياتي مع طالبان»، الصادر عام 2009، والذي كتبه عدد من الكتاب والباحثين الأميركيين، ذُكر أن ضعيف كان يُنسق مع الملا عمر قبل تشكيل حركة «طالبان». وكان مع الملا عمر خلال الحرب بين القوات السوفياتية وأفغانستان. كما حضر الاجتماعات الأولى لمن تولوا القيادة في قندهار. شغل مناصب مختلفة في حكومة «طالبان»، مثل رئيس البنوك الحكومية في هرات، ورئيس وزارة الدفاع، وممثل في المفاوضات مع أحمد شاه مسعود خلال الجولة الأولى من حكومة «طالبان».

كما شغل الملا ضعيف منصب نائب وزير المعادن والصناعات وسفير «طالبان» في إسلام آباد. وفي عام 2002، نُقل إلى غوانتانامو، وأُطلق سراحه في عام 2005. ومنذ ذلك الحين، ظهر ضعيف في المؤسسات التعليمية، وتولّى دور الكاتب والمحلل والمؤسس.

وفي لقاء سابق مع «الشرق الأوسط»، قبل عدة سنوات بمنزله في ضاحية خوشحال خان، غرب العاصمة كابل، قدم الملا عبد السلام ضعيف «صوت الملا عمر» تجربته منذ اعتقاله في منزله بإسلام آباد، وترحيله إلى قاعدة باغرام، ثم في الحبس الانفرادي على متن سفينة حربية، قبل أن ينقل إلى غوانتانامو، حيث قضى في الحبس نحو 4 سنوات عَدَّها، في حديثه مع «الشرق الأوسط»، عبادة في سبيل الله، أتم الله فيها عليه حفظ كتابه الكريم كاملاً.

وفي منزل متواضع للغاية من دورين في شارع يمتلئ بالحُفر والمطبات، ويحرسه مسلّحون أشدّاء من المخابرات الأفغانية لحراسته ومراقبته ليل نهار - على حد قوله بعربية سليمة «لهم ولنا» - يقيم الملا عبد السلام ضعيف، سفير «طالبان» السابق في إسلام آباد، يعيش مع زوجتيه وأطفاله العشرة، أكبرهم عبد المنال، طالب ثانوي في الـ18 عاماً من العمر.

وكان العالم قبل عشر سنوات ينتظر يومياً كل كلمة من الملا ضعيف، في مؤتمره الصحافي اليومي نيابة عن حكومة الملا محمد عمر، حاكم الحركة الأصولية المخلوعة. فقد أدار ضعيف، من مقر سفارته في إسلام آباد، الآلة الإعلامية للحركة الأصولية، بمساعدة مترجم بشتوني الأصل بعين واحدة، في مواجهة الآلة الحربية الضخمة التي شنتها قوات التحالف من باكستان على «طالبان».


مقالات ذات صلة

ترقب تركي لإعلان حزب «العمال الكردستاني» حلّ نفسه وإلقاء أسلحته

شؤون إقليمية أكراد يعبّرون عن فرحتهم بنداء زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بحل الحزب ويطالبون بإطلاق سراحه (أ.ف.ب)

ترقب تركي لإعلان حزب «العمال الكردستاني» حلّ نفسه وإلقاء أسلحته

كشف حزب «العمال الكردستاني» عن عقد مؤتمر يهدف إلى الاستجابة لدعوة زعيمه السجين في تركيا عبد الله أوجلان لإعلان حل نفسه وإلقاء أسلحته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا نجينا خليلي في صورة سابقة لها بانتظار انتهاء أوراق الهجرة إلى أميركا (أ.ب)

لاجئون أفغان عالقون في انتظار انفراجة برحلة الهجرة

باعت عائلة نجينة خليلي منزلها وممتلكاتها في أفغانستان، وسافرت إلى قاعدة أميركية في قطر خلال يناير (كانون الثاني)، استعداداً لرحلة الهجرة إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا جنود ومدنيون في جنازة الجندي محمد كاشف الذي قُتل بانفجار عبوة ناسفة بإقليم بلوشستان المضطرب في باكستان يوم 7 مايو 2025 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل 7 جنود في انفجار عبوة ناسفة على جانب طريق

صرح الجيش الباكستاني بأن قنبلة قوية كانت مزروعة على جانب طريق استهدفت مركبة أمنية في جنوب غربي باكستان الثلاثاء؛ ما أسفر عن مقتل 7 جنود.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا قائد الجيش الجزائري  مع وزيري الداخلية (يمين) والخارجية في مؤتمر حول الإرهاب (وزارة الدفاع)

الجزائر: اعتقال 11 داعماً لـ«الإرهاب»

ألقت قوات الأمن الجزائرية القبض على 11 عنصراً داعماً للجماعات الإرهابية، في عمليات متفرقة عبر البلاد، وسلّم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
آسيا زلماي خليل زاد في اللقاء السنوي عام 2008 في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا (متداولة)

مسؤول أميركي: الصراع بين الهند وباكستان يثبت العواقب المدمرة لدعم الإرهاب

حذر زلماي خليل زاد، المبعوث الأميركي السابق لدى أفغانستان، من أن الصراع بين الهند وباكستان يثبت العواقب المدمرة لدعم الإرهاب

«الشرق الأوسط» (كابل )

باكستان والهند تواصلان تبادل القصف في أسوأ تصعيد منذ عقود

رجال أمن باكستانيون في حراسة ميناء كراتشي بعد تصعيد عسكري بين الهند وباكستان (إ.ب.أ)
رجال أمن باكستانيون في حراسة ميناء كراتشي بعد تصعيد عسكري بين الهند وباكستان (إ.ب.أ)
TT

باكستان والهند تواصلان تبادل القصف في أسوأ تصعيد منذ عقود

رجال أمن باكستانيون في حراسة ميناء كراتشي بعد تصعيد عسكري بين الهند وباكستان (إ.ب.أ)
رجال أمن باكستانيون في حراسة ميناء كراتشي بعد تصعيد عسكري بين الهند وباكستان (إ.ب.أ)

تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشنّ هجمات جديدة، أمس، باستخدام طائرات مُسيّرة ومدفعية لليوم الثالث على التوالي، في أعنف موجة قتال بين الجارتين منذ صراع محدود بين البلدين في منطقة كارجيل بكشمير في عام 1999.

واستهدفت الهند، الأربعاء، مُدناً في أقاليم البر الرئيسي الباكستاني خارج الشطر الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير. فيما نفّذت باكستان، أمس، هجوماً بطائرات مسيّرة على الشطر الهندي من كشمير، حسبما أفاد مصدر في وزارة الدفاع الهندية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ورغم الدعوات الدولية للتهدئة، أكّد المتحدث باسم الجيش الباكستاني الليفتنانت جنرال أحمد شودري، تمسّك بلاده بحقها في الرد «في اللحظة التي نختارها». بينما عدّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان أن «الهيستيريا الحربية للهند ينبغي أن تكون مصدر قلق كبير للعالم».

OSZAR »