أعرب الكرملين، الاثنين، عن سعيه لتعزيز علاقات التعاون العسكري مع بلدان القارة الأفريقية بعد مرور أيام قليلة على إعلان مجموعة «فاغنر» الروسية إنهاء نشاطها في مالي.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إيجازه اليومي: «يواصل الوجود الروسي في أفريقيا نموه، وننوي تعزيز تعاوننا في كل المجالات مع الدول الأفريقية».
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان الوجود الروسي في أفريقيا سيبقى على حاله بعد انسحاب مجموعة «فاغنر» من مالي، تجنب الناطق الرئاسي الرد مباشرة على الشق المتعلق بمجموعة المرتزقة الروس الذين كان لهم دور قوي في مالي وفي عدد من البلدان الأفريقية خلال السنوات الماضية، واكتفى بإشارة عامة إلى أن «التركيز سيكون منصباً على الاستثمارات، وهذا التعاون يتضمن أيضاً مجالات حساسة تتعلق بالدفاع والأمن».
وشدد على أن غياب «فاغنر» لا يعني انحسار الحضور الروسي، مؤكداً أن «الوجود الروسي في أفريقيا آخذ في التنامي. روسيا تعتزم تطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية بشكل شامل، لا سيما في مجالي الاقتصاد والاستثمار».
وأوضح بيسكوف: «يمتد هذا التعاون أيضاً إلى مجالات حساسة تتعلق بالدفاع والأمن (...) روسيا ستواصل في هذا الصدد التفاعل والتعاون مع الدول الأفريقية».
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الشركة العسكرية الخاصة أن مقاتليها يغادرون مالي. كانت «فاغنر» نشطت بقوة في هذا البلد الأفريقي منذ عام 2021.
وذكرت قناة «فاغنر أنلودينغ»، المقربة من الشركات العسكرية الخاصة على «تلغرام»: «على مدى ثلاث سنوات ونصف سنة، ناضل أعضاء المجموعة جنباً إلى جنب مع شعب مالي ضد الإرهاب. قضينا على آلاف المسلحين وقادتهم الذين كانوا يروعون السكان المدنيين لسنوات».
وقال مصدر دبلوماسي في منطقة الساحل الأفريقي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأحد، إن عناصر «فاغنر» سيدمجون في «فيلق أفريقيا»، وهي مجموعة أخرى تنشط تحت مظلة وزارة الدفاع الروسية.
وعقب انقلابين في 2020 و2021 وتولي المجلس العسكري بقيادة الجنرال أسيمي غويتا الحكم، فكّت مالي تحالفها مع القوة المستعمرة السابقة فرنسا، واتجهت سياسياً وعسكرياً نحو روسيا، لا سيما عبر اللجوء إلى خدمات منظمة «فاغنر».
من جهتها، تحوّلت روسيا بشكل جذري نحو شركائها في آسيا وأفريقيا والعرب منذ بدء هجومها على أوكرانيا في 2022 الذي تسبب في فرض عقوبات غربية شديدة على اقتصادها.
ومنذ سنوات، تعمل روسيا، اللاعب الرئيسي في أفريقيا إبان الحقبة السوفياتية، على تكريس وجودها لا سيما في الدول الأفريقية، حيث يلقى خطابها المناهض «للاستعمار الجديد» والداعي إلى «نظام عالمي أكثر إنصافاً» قبولاً واسعاً لدى القادة الأفارقة.