موسكو رداً على الضغوط الأوروبية لوقف النار: لغة الإنذارات «غير مقبولة»

الكرملين: روسيا تبحث بجدية عن سبل تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد للملف الأوكراني

الكرملين في وسط موسكو 4 مايو 2023 (رويترز)
الكرملين في وسط موسكو 4 مايو 2023 (رويترز)
TT

موسكو رداً على الضغوط الأوروبية لوقف النار: لغة الإنذارات «غير مقبولة»

الكرملين في وسط موسكو 4 مايو 2023 (رويترز)
الكرملين في وسط موسكو 4 مايو 2023 (رويترز)

قال الكرملين، الاثنين، إن روسيا عازمة على البحث بجدية عن سبل تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد للملف الأوكراني. وأضاف في بيان نشرته وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدد موقفه بشكل واضح ولا لبس فيه بشأن استئناف المفاوضات مع أوكرانيا دون شروط مسبقة. وتابع البيان: «موقف بوتين بشأن استئناف المفاوضات حول التسوية في أوكرانيا لاقى تفهماً ودعماً من قادة كثير من الدول».

ورأى الكرملين أن «لغة الإنذارات غير مقبولة» بعدما حضّت كييف وحليفاتها الأوروبية موسكو على قبول وقف لإطلاق النار لمدّة 30 يوماً قبل محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا حول تسوية النزاع بينهما.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إحاطته الإعلامية إن «لغة الإنذارات غير مقبولة لموسكو وغير لائقة، ولا تجوز مخاطبة روسيا بهذه الطريقة».

واقترح بوتين أمس الأحد إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا بهدف إنهاء الحرب.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدلي بتصريح لوسائل الإعلام في الكرملين في موسكو يوم 11 مايو 2025 (إ.ب.أ)

وبعد أن طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب علناً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبولها، قال زيلينسكي إنه سيوافق، لكن على بوتين الحضور شخصياً.

وقال المتحدث باسم الكرملين للصحافيين: «نحن ملتزمون بالبحث الجاد عن سبل لتسوية سلمية طويلة الأمد»؛ في إشارة إلى فشل محادثات عام 2022 بين روسيا وأوكرانيا. وأكد أن العديد من القادة رحبوا بنهج بوتين.

وأضاف: «هذا النهج، الذي يهدف تحديداً إلى إيجاد حل دبلوماسي حقيقي للأزمة الأوكرانية، والقضاء على الأسباب الجذرية للصراع، وإرساء سلام دائم، لاقى تفهماً ودعماً من قادة العديد من الدول».

وأشار إلى ردود فعل إيجابية من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وكذلك من دول مجموعة البريكس، ومن دول الاتحاد السوفياتي السابق.

وقبل أن يتمكن الصحافيون من طرح أي أسئلة أخرى بشأن المحادثات المقترحة، قال بيسكوف: «هذا كل شيء. لقد قلت كل ما بوسعي بشأن هذه القصة».

ولم يلتق بوتين وزيلينسكي منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، ولا يخفيان ازدراءهما المتبادل.

وجاء اقتراح بوتين لإجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا بعد ساعات من مطالبة القوى الأوروبية الكبرى له، يوم السبت في كييف، بالموافقة على وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً، وإلا سيواجه عقوبات جديدة «واسعة النطاق».

وأفادت الحكومة الألمانية، الاثنين، بأن الدول الأوروبية ستبدأ في إعداد عقوبات جديدة على روسيا ما لم يبدأ الكرملين، بحلول نهاية اليوم الاثنين، بالالتزام بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.


مقالات ذات صلة

كالاس: روسيا لا يهمها إحلال سلام في أوكرانيا

أوروبا الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس تتحدث في قمة كوبنهاغن للديمقراطية... الدنمارك 13 مايو 2025 (أ.ف.ب)

كالاس: روسيا لا يهمها إحلال سلام في أوكرانيا

قالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إنها لا تعتقد أن روسيا مهتمة حقا بإحلال السلام في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
أوروبا صورة مركبة تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب) play-circle

روسيا: مستعدون لعقد محادثات جادة بشأن أوكرانيا

نقلت وكالات أنباء رسمية روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله اليوم الثلاثاء إن موسكو مستعدة لإجراء محادثات جادة بشأن الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القاضي الرئيسي هندريك ستينهاوس وقضاة آخرون ومحامون يشاهدون حطام طائرة الخطوط الماليزية الرحلة «MH17» في قاعدة «جيلز-رين» الجوية العسكرية جنوب هولندا في 26 مايو 2021 (أ.ب)

روسيا ترفض «الاستنتاجات المنحازة» لتقرير أممي بشأن إسقاط طائرة «إم إتش 17»

رفض الكرملين «الاستنتاجات المنحازة» لتقرير صدر عن هيئة الطيران التابعة للأمم المتحدة، وحمَّل روسيا مسؤولية إسقاط طائرة فوق أوكرانيا عام 2014.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: روسيا تواصل هجماتها ولا ترد على اقتراح المحادثات المباشرة

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الاثنين)، إن روسيا تواصل هجماتها على أوكرانيا وإنها لم ترد على اقتراح إجراء محادثات مباشرة في تركيا هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا علما بريطانيا وروسيا (رويترز)

الحكم بالسجن على زعيم خلية تجسس روسية في بريطانيا

صدر حكم بالسجن أكثر من عشر سنوات، الاثنين، على زعيم خلية تجسس روسية في بريطانيا يحمل الجنسية البلغارية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الرئيس إيمانويل ماكرون والفرنسيون في مواجهة تلفزيونية مباشرة

الرئيس الفرنسي يدشن مختبر شركة البصريات الفرنسية - الإيطالية «أيسيلور- لوكسوتيكا» في بلدة سيسو جنوب باريس (رويترز)
الرئيس الفرنسي يدشن مختبر شركة البصريات الفرنسية - الإيطالية «أيسيلور- لوكسوتيكا» في بلدة سيسو جنوب باريس (رويترز)
TT

الرئيس إيمانويل ماكرون والفرنسيون في مواجهة تلفزيونية مباشرة

الرئيس الفرنسي يدشن مختبر شركة البصريات الفرنسية - الإيطالية «أيسيلور- لوكسوتيكا» في بلدة سيسو جنوب باريس (رويترز)
الرئيس الفرنسي يدشن مختبر شركة البصريات الفرنسية - الإيطالية «أيسيلور- لوكسوتيكا» في بلدة سيسو جنوب باريس (رويترز)

الفرنسيون على موعد تلفزيوني هذا المساء مع رئيسهم إيمانويل ماكرون في حوار استثنائي مباشر، سيفيض على الساعتين، يُذكّر بالحوارات السنوية التي يجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة في العام، وتدوم عدة ساعات.

وماكرون اختار القناة الأولى الخاصة التي تمتلكها شركة «بويغ» الناشطة في قطاع الهاتف الجوال والإنشاءات، والمتمتعة بأقوى مشاهدة من بين كل القنوات، بما فيها القناة العامة «فرنس 2».

ووفق ما تسرّب عن القناة المعنية نفسها، وعن دوائر الإليزيه، فإن الحوار «مفتوح»، وسيتناول قضايا الخارج كما قضايا الداخل. والجديد في هذه المقابلة المطولة صيغتها، إذ إن ماكرون لن يجد بوجهه صحافيين ممتهنين، بل نقابية معروفة، صوفي بينيه، أمينة عام «الفيدرالية العامة للشغل» القريبة من الحزب الشيوعي، وروبير مينار، الصحافي السابق رئيس بلدية مدينة بيزيه (جنوب فرنسا) القريب من اليمين المتطرف و«المؤثر» على «يوتيوب»، تيبو إنشاب، والخبيرة الاقتصادية أنياس فيرديه - مولينيه، ورئيسة منظمة «أوكسفام»، الوزيرة السابقة سيسيل دوفلو... والحلقة أفردت مساحة لتلقي أسئلة الجمهور مباشرة، في حين يدير الحلقة الصحافي المخضرم في القناة جيل بولو.

رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا بايرو في البرلمان أثناء مشاركته في جلسة استجواب نيابية (أ.ف.ب)

اختار المنظمون، بالاتفاق مع الإليزيه، عنواناً شاملاً للحوار، وهو «التحديات التي تواجه فرنسا»، ما يفتح الباب على مصراعيه لطرح كل أنواع الأسئلة التي تتناول السياسة الخارجية، والدور الذي تلعبه باريس والرئيس ماكرون تحديداً، وكذلك المسائل الداخلية التي تتناول الوضعين السياسي والاقتصادي، والوضع المالي، والديون والميزانية، والعجز الذي تعاني منه، فضلاً عن المسائل المجتمعية، مثل الهجرات وطريقة التعاطي معها، ونهاية الحياة والموت الرحيم.

وحسب تحقيق أجري لمصلحة القناة الأولى، التي نشرت نتائجه، فإن نسبة 83 في المائة من الفرنسيين تريد أولاً تناول ملف الديون والصعوبات المالية، يليه وضع فرنسا الحالي لجهة انعدام الأمن وعالم الجريمة، بالتساوي مع مطلب التعرف على «التوجهات الرئيسية للحكومة» (82 في المائة). تتبع ذلك رغبة الفرنسيين في التعرف على أولويات ماكرون للعامين المتبقيين من ولايته الثانية التي تنتهي في 2027، والموضوعات التي يتمنّى أن يتناولها أي استفتاء يريد إجراءه (78 في المائة). ويريد 72 في المائة من الفرنسيين أن يبادر ماكرون إلى مراجعة نقدية لسنوات حكمه الثماني. وأخيراً يرغب 71 في المائة من المواطنين في أن يتناول سياسة فرنسا الخارجية. ويبين الاستطلاع أن 60 في المائة من الفرنسيين «قلقون» بشأن مستقبل بلادهم بالنسبة للوضع الدولي (حربا أوكرانيا وغزة، وحرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية)، وبالتالي ستكون من بين أهداف ماكرون «طمأنة» مواطنيه وإبراز مكمن القوة الذي تتمتع بها فرنسا، بما في ذلك حضورها على المستوى الدولي.

الرئيس ماكرون (الثاني من اليسار) في كييف وإلى جانبه الرئيس زيلينسكي ثم رئيس الوزراء البريطاني ستارمر ونظيره البولندي تاسك وإلى يمينه المستشار الألماني ميرتس يوم 10 مايو (إ.ب.أ)

حقيقة الأمر أن مشكلة ماكرون الداخلية في أن حكومة فرنسوا بايرو لا تتمتع بالأكثرية المطلقة في البرلمان، وبالتالي هي بالغة الهشاشة، ويمكن أن تسقط في أي يوم. ولذا، فإن بايرو يراوح مكانه، بمعنى أنه لا يطرح خطة لفرنسا، ويكتفي بالإدارة العادية لشؤون البلاد.

وقد شبهه أحد فريق ماكرون بأنه «يحكم كما لو أنه يقوم بتصريف الأعمال»؛ ولذا، ماكرون بحاجة لأن يتوجه للفرنسيين ليقول لهم إلى أين تسير بلادهم، وما الأهداف التي يسعى لتحقيقها في العامين المقبلين؟ ويأخذ عليه العديد من الفرنسيين أنه يكرس الكثير من وقته للأزمات الدولية، خصوصاً الحرب الأوكرانية والعلاقة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ومن هنا، فإن حوار الليلة سيوفر الفرصة للرئيس الفرنسي من أجل «العودة إلى الداخل»، ومن أجل استعادة ثقة مواطنيه، خصوصاً أن نسبة قليلة منهم (11 في المائة) يشعرون بالتفاؤل بخصوص المستقبل. ويومياً يقلق الفرنسيون من حالة الخدمات العامة، مثل المدارس والمستشفيات، وكذلك الديون التي ترزح تحت ثقلها البلاد، وتهريب وتجارة المخدرات المتزايدان بما يرافقهما من عنف، وأيضاً ارتفاع مستويات الهجرة غير الشرعية والتوترات الدولية، وأخيراً التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي.

OSZAR »