بعد 48 ساعة على تصاعد المواجهة الكلامية الحادّة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومستشاره المقرّب سابقاً إيلون ماسك، حذف الأخير بعض أسوأ اتّهاماته لسيد البيت الأبيض في خطوة رحّب بها أنصار الإدارة، مُتمسّكاً في الوقت ذاته بفكرة تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتّحدة.
وقال ماسك، الذي كان يرأس إدارة الكفاءة الحكومية (دوج) حتى نهاية مايو (أيار)، إن هناك حاجة إلى حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة، يلبّي تطلّعات الناخبين، ويمثل «80 في المائة في الوسط».
تغريدة «إبستين»
وحذف ماسك، مالك منصّة «إكس»، وشركتي «سبيس إكس» و«تسلا»، منشوراً أشار فيه إلى ورود اسم الرئيس دونالد ترمب في ملفات جيفري إبستين، المتّهم باستغلال قاصرات جنسياً.
وكان ماسك ادعى، الخميس، أن اسم ترمب يرد في ملفات حكومية غير منشورة على صلة بقضية إبستين، الذي انتحر في سجنه في عام 2019 قبل محاكمته. وأقرّت إدارة ترمب بأنها تجري مراجعة لعشرات آلاف الوثائق والفيديوهات ومواد التحقيق، فيما قالت حركة «ماغا» نسبة إلى شعار ترمب «لنجعل أميركا عظيمة من جديد»، إن المستندات ستكشف ضلوع شخصيات عامة في جرائم إبستين. وورد اسم ترمب بالفعل في مجموعة من الاستجوابات والبيانات المرتبطة بإبستين، كشف عنها قاضٍ بنيويورك في أوائل عام 2024، إلا أنها لم تدلّ على أي تورّط للرئيس أو غيره من الشخصيات البارزة التي نُشرت أسماؤهم ضمن هذه البيانات في جرائم إبستين. وجاء في منشور لماسك على منصته «إكس»: «حان الوقت لإلقاء القنبلة الكبرى: (اسم ترمب) يرد في ملفات إبستين»، وذلك في خضم سجال حاد بينه وبين الرئيس الجمهوري على خلفية مشروع قانون الميزانية. وتابع: «هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشر» الملفات. ولم يوضح ماسك ما هي بالتحديد الملفات التي يشير إليها، وكتب في منشور لاحق: «احفظوا هذا المنشور للمستقبل. الحقيقة ستظهر». لكن صباح السبت بدا أنه حذف المنشورين. ويدّعي مناصرون لترمب في حركة «ماغا» أن مسؤولين حكوميين وجهات أخرى أدّوا دوراً في التستر على ضلوع شركاء لإبستين في جرائمه. وهم يتّهمون في ذلك ديمقراطيين ومشاهير هوليوود. ولم يؤكد أي مصدر رسمي ورود اسم الرئيس في أي من المواد غير المنشورة. وكانت هناك علاقة بين ترمب وإبستين وكان يلتقيه، لكنه نفى تمضية أوقات في جزيرة «ليتل سانت جيمس» في أرخبيل جزر العذراء (فيرجن آيلاندز) الأميركي، حيث يقول مدّعون إن إبستين كان يرتكب جرائم استغلال قاصرات.
«خطأ كبير»
قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، إن ماسك يرتكب «خطأً كبيراً» بمهاجمة الرئيس ترمب، في عاصفة من المنشورات اللاذعة والتحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي. وحاول نائب الرئيس، في مقابلة نشرت الجمعة، بعد المواجهة العلنية بين أغنى رجل في العالم والرئيس الأوسع نفوذاً في العالم، أن يُقلّل من أهمية الهجمات اللاذعة لماسك بوصفه «رجلاً عاطفياً» أصيب بإحباط.
وقال فانس: «آمل أن يعود ماسك مجدداً (ضمن الفريق). ربما يكون هذا غير محتمل الآن، لأنه كان عنيفاً للغاية». وجاءت تصريحات فانس فيما حث جمهوريون آخرون ترمب وماسك اللذين كانا حليفين مقربين قبل شهور وكانا يمضيان معاً وقتاً طويلاً، على إصلاح علاقتهما. وأضاف فانس: «أعتقد أنه إذا هدأ إيلون قليلاً، فسوف تكون كل الأمور على ما يرام».
وفي الأسبوع الماضي، أقام ترمب حفلاً وداعياً لماسك في البيت الأبيض تقديراً لجهود بذلها على رأس هيئة الكفاءة الحكومية التي غادرها من أجل التفرغ لإدارة شركاته. وتدهورت العلاقات بُعيد ذلك على خلفية انتقاد ماسك مشروع قانون الميزانية الذي يصفه الرئيس الأميركي بأنه «كبير وجميل»، في حين يعده ماسك «رجساً يثير الاشمئزاز»، ويحذر من تداعياته «الكارثية» على الدين العام الأميركي. ورد ترمب بتوجيه انتقادات حادة خلال مؤتمر صحافي في المكتب البيضاوي. لكن مذّاك، يبدو أن الرجلين قررا احتواء التصعيد، إذ قال ترمب في تصريح لصحافيين: «أتمنى له الخير»، ليرد ماسك في منشور على «إكس»: «وأنا كذلك».