الضوضاء لا تؤثر على دقة قياس ضغط الدم

قياس ضغط الدّم يعد أمراً حيوياً للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم (جامعة ميشيغان)
قياس ضغط الدّم يعد أمراً حيوياً للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم (جامعة ميشيغان)
TT

الضوضاء لا تؤثر على دقة قياس ضغط الدم

قياس ضغط الدّم يعد أمراً حيوياً للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم (جامعة ميشيغان)
قياس ضغط الدّم يعد أمراً حيوياً للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم (جامعة ميشيغان)

كشفت دراسة أميركية أن قياس ضغط الدم في الأماكن العامة أو الصاخبة، لا يؤدي إلى اختلافات ملحوظة في القراءات مقارنة بالأماكن الخاصة والهادئة.

وأوضح باحثون من جامعة «جونز هوبكنز» أن هذه النتائج تدعم تنفيذ برامج فحص ضغط الدم في الأماكن العامة، مما يُسهل الوصول إلى الفحص لكثير من الناس في حياتهم اليومية. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Annals of Internal Medicine).

ويُعدّ قياس ضغط الدم أمراً حيوياً للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم، وهو مرض شائع قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب، إذا لم يعالَج.

وارتفاع ضغط الدم من عوامل الخطر الرئيسية المسببة للأمراض القلبية الوعائية، التي تُعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالمياً.

ومن خلال قياس ضغط الدم بانتظام، يمكن للأفراد تقييم حالتهم الصحية بدقة، واتخاذ التدابير الوقائية أو العلاجية المناسبة، مما يُسهم في تقليل المخاطر الصحية وتحسين جودة الحياة.

وخلال الدراسة، وزّع الباحثون 108 بالغين عشوائياً في مدينة بالتيمور على 3 بيئات مختلفة، لقياس ضغط الدم 3 مرات: الأولى في مكتب خاص هادئ، والثانية في مكان عام صاخب، والثالثة في مكان عام صاخب مع استخدام سدّادات الأذن (عام هادئ).

وقيس مستوى الضوضاء في البيئة الخاصة بـ37 ديسيبل، في حين بلغ مستوى الضوضاء في الأماكن العامة نحو 74 ديسيبل.

ووجد الباحثون أنه في البيئة الخاصة الهادئة، كانت قراءة ضغط الدم الانقباضي 128.9 ملّم زئبق، والانبساطي 74.2 ملّم زئبق. أما في البيئة العامة الصاخبة، فقد كانت القراءات 128.3 ملّم زئبق و75.9 ملّم زئبق على التوالي. وفي البيئة العامة الهادئة مع سدادات الأذن، كانت القراءات 129.0 ملّم زئبق و75.7 ملّم زئبق.

وأظهرت النتائج أن الفروقات بين القراءات في الأماكن العامة الصاخبة مقارنة بالأماكن الهادئة كانت صغيرة، وغير ذات دلالة سريرية.

وأكد فريق البحث أن هذه النتائج تدعم تنفيذ برامج فحص ضغط الدم في الأماكن العامة، مثل الأسواق، ودور العبادة، والمدارس؛ مما يُتيح الوصول إلى عددٍ أكبر من الأفراد الذين قد لا يزورون العيادات بانتظام.

وأضاف الفريق أن النتائج تتحدى التوصيات السابقة التي تُفضّل قياس ضغط الدم في بيئات هادئة وخاصة، مما يفتح المجال لتوسيع نطاق الفحوصات.

وأشار الباحثون إلى أن قياسات ضغط الدم في الأماكن العامة، حتى في ظل الضوضاء، تُعد دقيقة بدرجة كافية لدعم برامج الفحص الجماعي لارتفاع ضغط الدم، ومن شأن هذه البرامج أن تُحدِث تحوّلاً إيجابياً في الصحة العامة، عبر الكشف المبكر عن الحالات غير المُشخّصة.


مقالات ذات صلة

طريقة فعّالة لتقليل التهابات جذور الأسنان

يوميات الشرق التهابات جذور الأسنان تنشأ نتيجة تسوس الأسنان غير المُعالج (جامعة نبراسكا)

طريقة فعّالة لتقليل التهابات جذور الأسنان

عدّت دراسة برازيلية الجمع بين ممارسة التمارين البدنية وتناول مكملات «أوميغا-3» طريقة علاجية فعّالة يُمكنها أن تُخفف بشكل كبير من التهابات جذور الأسنان المزمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الكافيين المُستهلك في أثناء الحمل أو الذي يمر عبر حليب الأم قد يوفر حماية للرضيع (جامعة مانيتوبا)

الكافيين قد يكون وسيلة لوقاية الرضّع من «الموت المفاجئ»

أورد بحث علمي جديد أن للكافيين دوراً وقائياً محتملاً ضد متلازمة موت الرضع المفاجئ، من خلال تعويض نقص الأكسجة المتقطع، ما يمثل تحولاً في فهم أسباب هذه الظاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلاج الجديد يعتمد على تقنية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (جامعة طوكيو)

تكنولوجيا غير جراحية لتحسين تفاعل المصابين بالتوحد

كشفت دراسة يابانية عن إمكانية استخدام علاج غير جراحي لتحسين التفاعل الاجتماعي والمرونة الذهنية لدى المصابين بالتوحد، من خلال تحفيز الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق راحة أم خطر على الحياة؟ (غيتي)

«قيلولة قاتلة؟»... دراسة تُحذّر من النوم قبل الغروب

توصَّل فريق من الباحثين إلى أنّ الحصول على قسط من النوم قبل غروب الشمس ربما يرتبط بزيادة احتمالات الوفاة للأشخاص في منتصف العمر وكبار السنّ.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
صحتك تزداد الحاجة لاختبارات سهلة وفعالة وقليلة التكلفة لتشخيص المرض في وقت مبكر (مايو كلينك)

اختبار للدم يشخِّص ألزهايمر بدقة تصل إلى 95 %

أكدت دراسة جديدة، قادها باحثون من مستشفى «مايو كلينك» الأميركية، دقة فحص دم مُعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

طريقة جديدة لزراعة أسنان بديلة تحاكي الطبيعية

أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)
أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)
TT

طريقة جديدة لزراعة أسنان بديلة تحاكي الطبيعية

أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)
أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)

طوّر باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة تافتس الأميركية طريقة جديدة في مجال زراعة الأسنان توفر تجربة أقرب إلى الإحساس الطبيعي للأسنان من حيث الشعور والوظيفة.

وأوضح الباحثون أن الغرسات «الذكية» الجديدة قادرة على محاكاة الإحساس الطبيعي للأسنان بشكل غير مسبوق، بفضل تقنيات بيولوجية وهندسية متقدمة. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية Scientific Reports.

وزراعة الأسنان هي إجراء طبي يُستخدم لتعويض الأسنان المفقودة، يجري خلاله غرس دعامة معدنية، عادةً من التيتانيوم، داخل عظم الفك، تُثبّت عليها لاحقاً سنٌّ صناعية تُشبه السن الطبيعي في الشكل والوظيفة.

ورغم فعالية هذا الإجراء في تحسين القدرة على المضغ والنطق واستعادة المظهر الجمالي للفم، فإنه لا يُعوِّض الإحساس الطبيعي؛ نظراً لعدم ارتباط الغرسات بالجهاز العصبي، كما في الأسنان الطبيعية.

ولتجاوزِ هذه العقبة، ابتكر فريق البحث غرسة تجري زراعتها عبر إجراء جراحي أقل توغلاً، وتُمهد لإمكانية التواصل العصبي مع الدماغ، على نحو يُحاكي الأسنان الحقيقية.

وشرح الباحثون أن الغرسات الجديدة مغطاة بطبقة قابلة للتحلل الحيوي تحتوي على خلايا جذعية وبروتين خاص يُساعد على تكاثرها وتحولها إلى أنسجة عصبية. ومع تفكك هذه الطبقة، خلال عملية الشفاء، يجري إطلاق الخلايا والبروتينات التي تُحفّز نمو نسيج عصبي جديد حول الغرسة.

كما تحتوي هذه الطبقة على جزيئات مطاطية صغيرة تعمل كالإسفنج المرن، ما يسمح للغرسة بأن تنضغط لتكون أصغر حجماً عند الزرع، ثم تتمدد تدريجياً لتأخذ شكل السن المفقودة بدقة. وتتيح هذه الميزة إجراء جراحياً أقل توغلاً يحمي الأنسجة العصبية المحيطة دون إتلافها.

واختبر الفريق هذه التقنية على فئران تجارب، وأظهرت النتائج، بعد ستة أسابيع من الزرع، أن الغرسات بقيت ثابتة دون ظهور علامات التهاب، أو رفض من الجهاز المناعي. كما أظهرت صور الأشعة وجود فراغ مميز بين الغرسة والعظم، ما يشير إلى اندماجها مع الأنسجة الرخوة، بدلاً من العظم مباشرة، وهو ما يُعزز احتمال استعادة الإحساس العصبي حولها.

تجارب جديدة

وأشار الباحثون إلى أن الخطوة التالية تتمثل في إجراء دراسات ما قبل سريرية على حيوانات أكبر حجماً لتقييم أمان وفعالية التقنية، إلى جانب اختبار ما إذا كانت الإشارات العصبية الناتجة عن الغرسة تصل فعلياً إلى الدماغ.

ويرى الفريق أن هذه التقنية قد تُستخدم مستقبلاً في غرسات عظام الورك أو إصلاح كسور العظام، ما يفتح آفاقاً واسعة لتحسين جودة الحياة في مجالات متعددة من الطب.

ونوه الباحثون بأن هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو تصميم غرسات ذكية قادرة على التفاعل مع الجهاز العصبي، بما يعزز التوجه العالمي نحو الطب التجديدي والتكنولوجيا الحيوية الذكية.

OSZAR »