«اللوتس الأبيض» في طريقه إلى تايلند... وكذلك السياح

كوه ساموي جوهرة من صنع الطبيعة

شواطئ تايلاند الجميلة (نيويوك تايمز)
شواطئ تايلاند الجميلة (نيويوك تايمز)
TT

«اللوتس الأبيض» في طريقه إلى تايلند... وكذلك السياح

شواطئ تايلاند الجميلة (نيويوك تايمز)
شواطئ تايلاند الجميلة (نيويوك تايمز)

مع انطلاق حلقات الموسم الثالث من مسلسل «اللوتس الأبيض» (The White Lotus)، على قناة «إتش بي أو»، الأحد، انتقل المشاهدون إلى جزيرة كوه ساموي الاستوائية في تايلند. وإذا استرشدنا بما حدث في المواسم السابقة، فإن هذا يعني أن الكثيرين ربما يشرعون في حجز إجازات لهم هناك قريباً.

ويدور المسلسل الذي تجري أحداثه داخل منتجع فاخر خيالي مختلف في كل موسم، حول مجموعة من السياح الأثرياء، ودراما حياتهم الشخصية، والتوتر الحتمي بينهم وبين الموظفين العاملين تحت إمرتهم، كل ذلك على خلفية الجزيرة الأقرب إلى الجنة التي يعيشون عليها.

وداخل أروقة صناعة السفر، ترقبت الأنظار الموسم الجديد بقدر ما كان المشجعون ينتظرونه. وبفضل ما يُسمّى تأثير «اللوتس الأبيض»، برزت كوه ساموي وتايلند بالفعل بصفتهما وجهتَيْن سياحتَيْن رئيسيتَيْن. وجاءت كوه ساموي من بين 52 مكاناً تنبغي زيارتها خلال عام 2025، حسب تقييم «نيويورك تايمز». وشكّلت تايلند وجهة عام 2025، حسب مجلة «ترافيل بلس ليجر» (Travel + Leisure).

مع انطلاق الموسم الثالث من «اللوتس الأبيض» السياح يستعدون للذهاب إلى تايلاند (نيويورك تايمز)

وبالنظر إلى موجة السياح الذين يستعدون للوصول إلى الشاطئ، يبدو سكان كوه ساموي، البالغ عددهم قرابة 68 ألف نسمة، على وشك أن يعتادوا على تأثير «اللوتس الأبيض».

في إحدى الأمسيات القريبة على الرمال البيضاء النقية لشاطئ تشاوينغ، قال تي، 46 عاماً، نجار محلي رفض ذكر اسمه الأخير، إنه لا يعرف الكثير عن المسلسل، لكن بعد لحظات قلائل بدأ يتعرف عليه.

وقال: «نعم، نعم. جرى تصوير مسلسل ليزا هنا».

جدير بالذكر أن ليزا، أو لاليسا مانوبال، عضوة تايلندية في فرقة البوب الكورية «بلاك بينك»، وشاركت في التمثيل للمرة الأولى في هذا الموسم من «اللوتس الأبيض».

هل سمع أي شيء آخر عن المسلسل؟ هز تي رأسه بالنفي.

رياضات مائية عديدة (نيويورك تايمز)

بيع الفخامة

كوه ساموي، جوهرة من صنع الطبيعة تبلغ مساحتها 88 ميلاً مربعاً في خليج تايلند، على بُعد قرابة 470 ميلاً جنوب بانكوك، ولطالما سحرت زوارها بشواطئها الممتدة على مسافة أميال، ومياهها الهادئة، وتلالها المغطاة بالغابات، ومطاعمها، وحياتها الليلية.

وقد ارتفعت الحجوزات في منتجع «فور سيزونز كوه ساموي»، البالغ تكلفة الليلة فيه 2000 دولار، حيث جرى تصوير جزء كبير من الموسم الثالث، بنسبة 40 في المائة بالفعل. وبمجرد بدء بث الموسم الجديد، صرّح مارك سبيتشرت، نائب الرئيس التنفيذي والمدير التجاري لشركة «فور سيزونز للفنادق والمنتجعات»، بأنه يتوقع زيادة الطلب «بشكل كبير».

وقال سبيتشرت، في إشارة إلى منتجعات «فور سيزونز» في هاواي وصقلية، حيث جرى تصوير معظم الموسمَيْن الأول والثاني من المسلسل: «لقد شهدنا زيادة قدرها 10 أضعاف في الإقبال على العقارات في ماوي وتاورمينا».

وكشفت شبكة «فيرتوسو»، المعنية بالسفر الفاخر، عن أن بياناتها أظهرت ارتفاعاً بنسبة 424 في المائة في المبيعات إلى صقلية بعد الموسم الثاني.

وحول زوار كوه ساموي الراغبين في تذوّق حياة «اللوتس الأبيض» الحلوة، لكنهم يفتقرون إلى أرصدة بنكية تتناسب معها، يتيح «فور سيزونز» تذاكر يومية تسمح باستخدام الشاطئ والدخول إلى المطاعم والحانات إذا أنفقت 5 آلاف بات على الأقل (نحو 150 دولاراً)، حسب المدير العام للمنتجع، جاسجيت آسي.

كما تراهن الشركات الأخرى، المحلية والعالمية، على ازدهار القطاع السياحي بالجزيرة. من جهتها، تقدّم «أميركان إكسبريس» باقة تجربة «وايت لوتس» تايلند لبعض حاملي البطاقات، وتتضمّن ثلاثة أيام في منتجع «فور سيزونز» وحفل اكتمال القمر.

وحتى على بُعد قرابة 200 ميل غرب جزيرة بوكيت الشهيرة، حيث يجري تصوير بعض أجزاء الموسم الثالث، تحاول الفنادق الاستفادة من «اللوتس الأبيض». على سبيل المثال، تفتخر فيلات «أنانتارا ماي كاو بوكيت» بأنها تقدم مستوى من الفخامة مماثلاً لذلك الموجود في فندق «فور سيزونز». وعلى عكس كوه ساموي، فإن بوكيت تُعد موطناً لمطعم «برو»، الحائز على نجمة «ميشلان».

فوكيت وبانكوك وكوه ساموي تشكل جميعها محطات في رحلة «اللوتس الأبيض» في تايلند، التي تستمر سبع ليالٍ، والتي تقدمها شركة «أنفورغيتابل ترافيل»، وهي شركة رحلات سياحية فاخرة، مقابل أقل من 8 آلاف دولار للشخص الواحد. وتتضمن الرحلة جولات خاصة في بانكوك ورحلات بحرية عند غروب الشمس في بانكوك وكوه ساموي.

من جهته، قال مايكل برازيير، مالك ومدير مطعم «نام»، وهو مطعم فسيح يقع فوق الماء بالقرب من مطار كوه ساموي: «أعتقد أنها ستكون ضخمة بالنسبة إلى ساموي». وقد استفاد برازيير بالفعل من نعمة «اللوتس الأبيض» الخاصة به، مضيفاً: «فقد زارت مجموعة من الممثلين، من بينهم والتون جوجينز، الذي يلعب دور أحد ضيوف المنتجع، نام عدة مرات في الأسبوع في أثناء التصوير، وكان بحوزته الصور التي تثبت ذلك».

من ناحية أخرى، تعود فكرة «السفر إلى مواقع التصوير»، أو زيارة مواقع تصوير البرامج والأفلام المفضلة، إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين على الأقل، عندما كان لسلسلة أفلام «سيد الخواتم» الفضل وراء تدفق الزوار المهووسين على نيوزيلندا.

إلا أن هذا الاتجاه بدأ الظهور بقوة على نحو خاص خلال السنوات الأخيرة، مع أحداث مثل تنظيم حفلات على طراز «بريدجيرتون» ورحلات الفتيات المستوحاة من «إميلي في باريس» إلى الريفييرا الفرنسية. عام 2023، بدأت شركة السفر الفاخر «بلاك توميتو» تقديم تجارب متميزة، مثل الجولات الخاصة ذات الطابع الخاص بأفلام جيمس بوند، بما في ذلك سباق القوارب السريعة على نهر التيمز، مقابل 18 ألفاً و500 دولار وما فوق.

إلا أنه في الماضي، كان عشاق زيارة مواقع التصوير يزورون في الغالب الأماكن التي شاهدوها بالفعل في أفلامهم أو برامجهم المفضّلة. ومع انطلاق الموسم الثالث من «اللوتس الأبيض»، فإنهم يستعدون اليوم للانطلاق.

عن ذلك، قال الممثل البريطاني جيسون إيزاك، أحد نجوم الموسم الجديد، إنه فُوجئ عندما سمع أن عشاق زيارة أماكن التصوير بدأوا في التوجه بالفعل إلى كوه ساموي.

وقال: «لم أكن أدرك أن هذا كان شيئاً ناجحاً بالفعل».

وأضاف إيزاك، الذي تحدّث عبر الهاتف في أثناء توجهه لحضور العرض الأول للموسم الجديد في لوس أنجليس، إنه تمكّن من القيام ببعض الاستكشافات الخاصة به خلال أكثر من شهرين قضاهما في كوه ساموي للتصوير. وذكر زيارة المعابد، ورحلات المشي لمسافات طويلة بين الشلالات، والتدليك والتدريب على الملاكمة التايلندية بوصفها بعض أبرز الأحداث. وقال: «ساموي مكان رائع ومتنوع وثري، علاوة على أنه زاخر بالجمال المذهل».

إلا أنه حذّر من أن التدفق المتوقع للزوار والتطوير المصاحب ستكون له جوانب سلبية كذلك، ما يعكس موضوع الأثرياء والفقراء المنسوج في المسلسل. ورغم أن المكان الجميل، فإنه لا يخلو من «الفقر والحرمان»، كما قال. وأضاف: «سيشاهد الزوار الكثير إذا كانوا فضوليين وأبقوا أعينهم مفتوحة».

يعرف تي، النجار من شاطئ تشاوينغ، جيداً ما جلبه التغيير إلى الجزيرة. ويتذكر عندما كان طفلاً، كانت رؤية أجنبي تشكل حدثاً كبيراً. في ذلك الوقت، لم تكن التلال مغطاة بفيلات مملوكة للمغتربين، ولم تكن الطرق مليئة بالمتاجر التي تبيع الماريغوانا، والتي جرى إلغاء تجريمها في تايلند عام 2022.

إلا أنه في الوقت نفسه، بدا تي، الذي تعلّم اللغة الإنجليزية في أثناء عمله لدى مطور عقارات بريطاني يبني تلك الفيلات نفسها، عملياً بشأن التغييرات.

وقال إن هؤلاء السياح والمغتربين يجلبون المال إلى الجزيرة، وأكد أنهم «يمكنهم أن يفعلوا ما يريدون».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

الخطيب: بحلول 2030 ستصبح السياحة بأهمية النفط لاقتصاد السعودية

الاقتصاد وزير السياحة السعودي متحدثاً في «منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي» (الشرق الأوسط)

الخطيب: بحلول 2030 ستصبح السياحة بأهمية النفط لاقتصاد السعودية

أكد وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، أن القطاع سيكون مساوياً للنفط في مساهمته بالناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يُشكّل قلب بوينس آيرس (أ.ف.ب)

مصعد داخل مسلّة يفتح أفقاً بانورامياً في سماء بوينس آيرس

أصبحت ممكنة زيارة المسلّة الشهيرة في بوينس آيرس بواسطة مصعد يوفر إطلالة بانورامية على المدينة من هذا المَعْلم الذي يُشكِّل مكاناً للتجمّعات...

«الشرق الأوسط» (بوينوس آيرس)
سفر وسياحة بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)

قائمة «كوندي ناست ترافيلر» لأفضل الفنادق والمطاعم والسفن السياحية في الشرق الأوسط لعام 2025

كشفت «كوندي ناست ترافيلر» عن قائمتها السنوية التاسعة والعشرين المرتقبة، التي تحتفي بأفضل الفنادق والمنتجعات والمطاعم والسفن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
سفر وسياحة نويبع .. ملاذك للراحة والإستجمام حيث تعانق الماء مع الجبال (وزارة الشباب والرياضة - فيسبوك)

نويبع... واحة عشّاق الاستجمام والاستمتاع بالطبيعة

إذا كنت تتمتع بروح المغامرة وترغب في الاستجمام وسط الطبيعة، فلن تجد أفضل من الذهاب في رحلة تخييم إلى نويبع؛ فهي وجهتك لسياحة المعسكرات في مصر

نادية عبد الحليم (القاهرة)
سفر وسياحة دفع رسوم إضافية لقاء وزن الحقائب الزائد مكلفة جدا (غيتي)

الوزن... مشكلة السفر الأزلية

حرفياً ومجازياً، تُعدّ الأمتعة عبئاً ثقيلاً على السفر الجوي.

إيلين جلوساك (نيويورك)

قائمة «كوندي ناست ترافيلر» لأفضل الفنادق والمطاعم والسفن السياحية في الشرق الأوسط لعام 2025

بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)
بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)
TT

قائمة «كوندي ناست ترافيلر» لأفضل الفنادق والمطاعم والسفن السياحية في الشرق الأوسط لعام 2025

بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)
بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)

كشفت «كوندي ناست ترافيلر» عن قائمتها السنوية التاسعة والعشرين المرتقبة، التي تحتفي بأفضل الفنادق والمنتجعات والمطاعم والسفن السياحية الجديدة حول العالم.

يُبرز هذا الدليل الشامل، الذي جمعته الإصدارات العالمية الثمانية لمجلة «كوندي ناست ترافيلر»، بما في ذلك إصدار الشرق الأوسط، أبرز افتتاحات قطاع الضيافة خلال العام الماضي، مُقدماً للقراء مجموعة مُلهمة من الأماكن التي تُشكل مستقبل السفر.

فندق دار طنطورة ذا هاوس (الشرق الأوسط)

وتُعزز قائمة هذا العام مكانة الشرق الأوسط بوصفها قوة سياحية عالمية؛ حيث تضم العديد من الوجهات الإقليمية المتميزة في المنطقة العربية.

من بين أبرز معالم الشرق الأوسط المدرجة في قائمة الأفضل لعام 2025 (2025 هوت ليست):

نجوما في السعودية (الشرق الأوسط)

فندق دار طنطورة ذا هاوس، العلا، المملكة العربية السعودية - مشروع ترميم آسر على ضوء الشموع بقيادة المهندسة المعمارية المصرية شهيرة فهمي، يُعيد الحياة إلى واحة العلا العريقة.

نجوما، محمية ريتز كارلتون، جزر أمهات، المملكة العربية السعودية - ملاذ منعزل مُضاء بالنجوم على البحر الأحمر، يمزج بين الطبيعة البكر والحياة الفاخرة.

ديلانو في دبي (الشرق الأوسط)

ديلانو دبي، جزيرة بلوواترز، الإمارات العربية المتحدة - إعادة تصور جريئة وعصرية لمشهد الضيافة في دبي.

رويال منصور الدار البيضاء، المغرب - معلم جديد مبهر يمزج بين سحر فن الآرت ديكو والتراث المغربي.

فندق رويال منصور في المغرب (تصوير: سيريل روبن)

بالإضافة إلى إنجازاتها الفندقية، تفخر المنطقة بالابتكار في مجال الطهي؛ حيث حاز مطعم سفرة مريم، المطعم الفلسطيني في دبي، مكانة مرموقة بين أفضل المطاعم الجديدة في العالم.

وانضمت السفينة السياحية المصرية أماليليا، وهي سفينة سياحية نيلية فاخرة تديرها شركة «أما ووتروايز»، إلى القائمة المرموقة لأفضل السفن السياحية الجديدة.

وصرحت سيلينا دينمان، رئيسة المحتوى التحريري لـ«كوندي ناست ترافيلر الشرق الأوسط»: «يواصل الشرق الأوسط إعادة تعريف مستقبل السفر من خلال مزيج من الضيافة الاستثنائية والثقافة والابتكار. ومن المثير للغاية أن نرى وجهات إقليمية لا يتم تمثيلها فحسب، بل يتم الاحتفاء بها عالمياً من خلال شبكة (كوندي ناست ترافيلر) العالمية التابعة لمجموعة (كوندي ناست) الإعلامية العالمية. ومع ترحيب منطقتنا بمزيد من الفنادق والمطاعم والتجارب العالمية، نتطلع إلى سرد هذه القصص بالتفاصيل الدقيقة والشغف والأصالة التي تستحقها».

لطالما كانت قائمة «كوندي ناست ترافيلر» المميزة مرجعاً موثوقاً به للمسافرين المميزين، ويضع اختيار هذا العام معياراً جديداً لما هو ممكن في مجال السفر العالمي والإقليمي. من ملاذات صحراوية رومانسية، ومنتجعات البحر الأحمر الرائدة، إلى أساطير حضرية مُعاد ابتكارها وتجارب طهي حميمة، تُلهم أحدث الوجهات في الشرق الأوسط شغف السفر والاستكشاف على حد سواء.

OSZAR »