موجة الفستق تغزو الحلويات في مصر

سعره المرتفع يخلق «البيستاشيو الكاذب»

كيكة الهبة بالبيستاشيو تحولت إلى ترند
كيكة الهبة بالبيستاشيو تحولت إلى ترند
TT

موجة الفستق تغزو الحلويات في مصر

كيكة الهبة بالبيستاشيو تحولت إلى ترند
كيكة الهبة بالبيستاشيو تحولت إلى ترند

ما بين صواني الكنافة ولفائف الكرواسون وصولاً إلى «الكشري الحلو»، حتى المشروبات، استطاع الفستق الحلبي أو «Pistachio» أن يجد لها مكاناً في عالم الحلويات.

لم يعد وجوده مقتصراً على التزيين أو حشو الحلويات الشرقية التقليدية مثل البقلاوة والكنافة، بل أصبح مكوناً أساسياً في العديد من الوصفات العصرية.

بنظرة سريعة يمكن ملاحظة أن معظم أصناف الحلوى تقريباً أصبحت تقدم بطعم «البيستاشيو»، من الكيك إلى الآيس كريم والكرواسون، وأيضاً المشروبات. الآن بات من الملاحظ أن العديد من المقاهي والمحال تضيف مشروب «البيساتشيو فرابيه» إلى قوائمها، الذي يعتمد على تكثيف شراب الفستق مع اللبن والثلج، وحتى المخابز بدأت في ابتكار حلويات مُحشوة بكريمة «البيستاشيو» في استجابة للإقبال عليها.

الإكلير يقدم بصوص الفستق إلى جانب الشوكولاتة

موضة جديدة يبدو أن هذا الإقبال الذي تحوّل لحالة من الهوس، قد تجاوز كونه مجرد تفضيل شخصي، وتحوّل إلى ظاهرة تعكس كيف تلعب الموضة الغذائية دوراً في تشكيل الاختيارات، وهو تعبير يستخدمه محمد السيد، شيف معجنات وحلويات، يقدم حلوى «الدوناتس» المحشوة بكريمة «البيستاشيو» في المتجر الذي يعمل به.

يقول الشيف المصري لـ«الشرق الأوسط»: «(البيستاشيو) صار موضة في عالم الحلويات، تماماً كما كانت تحظى نكهة كريمة بسكويت اللوتس باهتمام كبير قبل سنوات».

صوص البيستاشيو صار من الإضافات المفضلة للحلويات

ويرى أن «(البيستاشيو) مرتبط بصورة ما بفكرة الفخامة والرقي؛ لأن الفستق بالأساس هو نوع من المكسرات مرتفعة السعر، وقد صعدت شعبيته بشكل كبير بعد الشهرة التي حققتها (شوكولاته دبي) وتم تقليدها في شتى أنحاء العالم، خصوصاً ربط الكنافة بالفستق كمُكوّن للحشوات».

ويضيف: «إلى جانب الحشوات التقليدية كالكاسترد والشوكولاته، انضمت كريمة الفستق كحشوة في قائمة المخبوزات، أو حتى في كعك العيد كما شاهدنا هذا العام، وهذا كله جعل هناك اتجاهاً كبيراً لتصنيعه».

الاهتمام بـ«البيستاشيو» تحوّل إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل أو حتى في الأفلام المصرية. ففي فيلم «الحريفة» الكوميدي الذي عُرض هذا العام، يُفاجأ أحد أبطال الفيلم الذي ينتمي لطبقة فقيرة، أن طلبة إحدى الجامعات الأجنبية الخاصة يشترون قطعة الكرواسون المحشوة بـ«البيستاشيو» بما يقارب 400 جنيه مصري، فيقرر تصنيع الكرواسون وحشوه بـ«البيستاشيو الصناعي»، ليبيع قطعة الكرواسون بسعر منخفض، فيجذب قطاعاً أكبر من الطلبة للشراء، وترتبط عندها شعبيته بـ«كرواسون البيستشايو».

آيس كريم بطعم البيستاشيو يجتاح الأسواق

يشير الشيف المصري هشام إسماعيل إلى أن هناك استجابة كبيرة في السوق لنجاح ثنائي «البيستاشيو» والكنافة المستوحى من تركيبة شوكولاته دبي، «صار هناك آيس كريم بالفستق والكنافة، والكرواسون المحشو بعجينة (البيستاشيو)، وحتى أطباق الحلوى التي تعتمد على التركيبات الجديدة والكثيفة، مثل (الكشري الحلو) الذي يمثل طبقات من الأرز باللبن والكنافة والكثير من صوص (البيستاشيو) والشوكولاته، وكذلك (كيكة هبة دبي) التي تُعد من الأطباق الثقيلة التي تحتوي على طبقات من الكعك وصوص الشوكولاته و(البيستاشيو) والكنافة»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

الفستق الكاذب ويتراوح سعر كيلو الفستق في مصر حالياً من 700 إلى 3000 جنيه (الدولار يساوي 50.46 جنيه)، ويختلف السعر بناءً على النوع، وحجم الحبة، وإذا ما كان محمصاً أو مقشراً، ومكان البيع.

حلوى الدونتس بالبيستاشيو

ومن بين الوصفات التي تقدمها الشيف ليلى عبد التواب لمتابعيها على «غروب» الطبخ الخاص بها على «واتساب»، هي وصفة مُفصلة لخطوات صناعة «الفستق الكاذب»، تقول ليلى لـ«الشرق الأوسط»: «الأطفال والجيل الجديد يميلون لتجربة أصناف الحلويات الجديدة الذي يشاهدونها بكثرة على (تيك توك)، وعلى رأسها هذه الأيام الحلويات التي تستخدم طبقات كثيفة من صوص (البيستاشيو)، ويكون في العادة صناعياً ومليئاً بالزيوت المهدرجة الضارة، لذلك فأنا أقدم وصفتي تلك لتواكب هذا الترند ولكن بمحاولة لاجتناب أخطاره الصحية بتصنيعه منزلياً».

تقدم ليلى مقادير محددة لما تطلق عليه الفستق الكاذب الذي يستبدل بالفستق مرتفع السعر الفول السوداني، وتقول: «نُحضّر كيلوغراماً من الفول السوداني ونطحنه طحناً خشناً دون أن يصبح ناعماً، ثم نضعه في وعاء كبير ونضيف إليه نقطتين من لون الطعام الجيلاتيني الأخضر أو كمية صغيرة من البودرة الملونة بعد تذويبها في نحو نصف كوب من الماء، بالإضافة إلى ملعقة صغيرة من خلاصة نكهة الفستق المتوفرة لدى العطارين، ونقلّب المكونات جيداً حتى تتجانس، ثم نترك الخليط جانباً لمدة ساعتين ليكتسب الطعم واللون، وبعد ذلك نفرده في صينية وندخله الفرن حتى يتحمّص، وعند إخراجه نتركه يبرد تماماً، ثم نطحنه مرة أخرى للحصول على القوام المطلوب. أما كريمة الفستق فتقول إنه يمكن إعدادها بإضافة «جبن كريمي مع الفستق الكاذب والفانيليا، والزبدة، وهي وصفة صحيّة في النهاية وكذلك موفرة اقتصادياً إلى حد كبير».


مقالات ذات صلة

مطعم «أم»... نبع الحنان في كل طبق

مذاقات مازة شهية (الشرق الاوسط)

مطعم «أم»... نبع الحنان في كل طبق

في قلب العاصمة البريطانية، وبين زحام المطاعم العالمية، يبرز المطبخ اللبناني وجهةً تحمل عبق الشرق ونكهاته الغنية.

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات  طبق "جمبري بِل بِل" خيار غني لمحبي الماكولات البحرية من "MENTA"

«مينتا»... تجربة جديدة للطعام الإيطالي في مصر بمذاق «النعناع»

في إيطاليا، ينمو النعناع في كل مكان، تزرعه ربات البيوت في صناديق على النوافذ، أو في حدائق المنازل

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات طبق مميز من تنفيذ الشيف ألان الجعم (الشرق الاوسط)

الجعم: عبّرت للرئيس عون عن حماسنا لمشاركة لبنان بنجاحاتنا

يعدّ الشيف ألان الجعم أول طاهٍ لبناني يحصد نجمة «ميشلان» عن أطباق مطعمه «ألان عزام الجعم» في باريس.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات ادي مسعد مؤسس "swiss butter" (الشرق الاوسط)

إدي مسعد لـ«الشرق الأوسط»: الإنجاز هدفي منذ الصغر

يمثّل إدي مسعد واحدة من أجمل قصص النجاح اللبنانية التي طالت العالمية. جدّي بخطواته ومتمسك بالـنظام، كقاعدة أساسية في عمله، استطاع أن يحرز الفرق.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات تاتشيغوي سوشي أكيرا (الشرق الاوسط)

دليلك لأفضل مطاعم السوشي في طوكيو

تضم العاصمة اليابانية العديد من الخيارات الرائعة، بدءاً من المطاعم ذات الميزانية المحدودة إلى المطاعم الفاخرة للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مطعم «أم»... نبع الحنان في كل طبق

مازة شهية (الشرق الاوسط)
مازة شهية (الشرق الاوسط)
TT

مطعم «أم»... نبع الحنان في كل طبق

مازة شهية (الشرق الاوسط)
مازة شهية (الشرق الاوسط)

في قلب العاصمة البريطانية، وبين زحام المطاعم العالمية، يبرز المطبخ اللبناني وجهةً تحمل عبق الشرق ونكهاته الغنية. فيُعرف هذا المطبخ بتنوع أطباقه، وتوازن مكوناته، وجاذبيته لكل من يبحث عن وجبة شهية وصحية في آنٍ معاً. خلال زيارتي الأخيرة لمطعم لبناني «أم» في بارنز الوادعة على نهر التيمس بلندن، كانت الفرصة سانحة لاكتشاف كيف تُترجم هذه السمعة الرفيعة إلى تجربة حقيقية على الطاولة، من جودة الطعام وتقديمه، إلى الأجواء العامة والخدمة. في هذا التقييم، أشارككم انطباعاتي الكاملة عن الزيارة.

الشيف صلاح زنيط (الشرق الاوسط)

اسم «أم» يعني «الأم» بالعربية، وهذا ما أراداه صاحب المطعم بيار حبيقة والشيف صلاح زنيط؛ ليعكس روح الدفء والحنان التي يقدمها المطعم لزواره وتقديم مأكولات تشبه الأطباق منزلية التحضير التي تقوم بطهيها الأمهات.

تتميز الديكورات الداخلية بألوان مستوحاة من البحر الأبيض المتوسط، فيطغى عليها الأخضر الزيتوني الذي يرمز إلى بساتين الزيتون اللبنانية، والألوان الترابية التي تعكس جمال الطبيعة، وتضفي الإضاءة الهادئة واللوحات الفنية لمسة من الأناقة والحميمية على المكان، وتنير الطاولات مصابيح صغيرة وخافتة النور باللون الذهبي.

إنارة خافتة تزين الطاولات (الشرق الاوسط)

من اللحظة الأولى لدخول المطعم، تشعر بدفء الضيافة اللبنانية. التصميم الداخلي يعكس روح البيت الشرقي الأصيل، الجلسات مريحة وتمنح إحساساً بالخصوصية، مع موسيقى خلفية ناعمة تُضفي على الجو طابعاً حميمياً دون أن تزعج الحديث. وهناك جلستان خارجيتان أيضاً لمحبي الجلوس في الهواء الطلق، واحدة منها مسقوفة؛ ما يجعل الجلوس فيها ممكناً ولو كان الطقس ممطراً.

تتوزع على الجدران رسومات ولوحات تعكس روح البلدات والقرى اللبنانية، وهي ممهورة بريشة الفنانة اللبنانية ميراي بستاني المعروفة باستخدامها الألوان الزاهية وترجمة نمط الحياة اليومية اللبنانية في رسومات جميلة تبعث الناظر على الشعور بفرح الألوان.

مسك الختام في "أم" حلوى لبنانية على أصولها (الشرق الاوسط)

طاقم الخدمة كان ودوداً للغاية، سريع الاستجابة، ويحرص على شرح مكونات الأطباق لمن لا يعرف المطبخ اللبناني جيداً، خاصة وأن أغلبية سكان «بارنز» هم إنجليز وتُعرف هذه المنطقة بكونها أشبه بقرية صغيرة في قلب لندن، وتنتشر في شارعها الرئيس البوتيكات الصغيرة والمقاهي، فأضاف «أم» رونقاً لهذه المنطقة؛ لأنه أصبح مقصد المقيمين في المنطقة وعنوانهم المفضل للطعام.

لائحة الطعام متنوعة وتضم كل ما يشتهر به المطبخ اللبناني من مقبلات ساخنة وباردة، أطباق رئيسة، وحلويات تقليدية.

مقبلات لذيذة (الشرق الاوسط)

بدأنا بطبق مشترك من «المزة» اللبنانية، اشتمل على الحمص، المتبل، التبولة، الفتوش، وورق العنب المحشي. كانت النكهات متوازنة والبهارات المستخدمة دقيقة دون مبالغة. الحمص كريمي بقوام مثالي، والمتبل بنكهة مدخنة لذيذة وتفنن الشيف الرئيس في المطعم صلاح زنيط ببعض الوصفات التقليدية مثل الحمص فأضاف إليه الفطر أو المشروم؛ ما زاده نكهة تتناغم مع الحمص والطحيني. من الأطباق اللذيذة أيضاً «كفتة بالصنوبر» و«فتة باذنجان»، جميع الأطباق قُدمت بشكل جذاب وكانت مطهية بإتقان. ومن الأطباق التي ننصح بها أيضاً ورق العنب المحشي، وكتف لحم الضأن المطهو بتوابل خمس بهارات مع أرز البخاري، وكرات اللحم «داوود باشا» مع أرز الشعيرية والسمكة الحرة والكبة باللبن الساخن، واللافت في هذا الطبق الأخير أنه كان خفيفاً جداً ولذيذاً بالوقت نفسه؛ فهو من الطبخات اللبنانية التقليدية ويقدم مع الأرز بالشعيرية.

سمكة حرة ببهارات خاصة بها (الشرق الاوسط)

ولمحبي الحلوى، يمكنهم تذوق الكنافة والمهلبية والفستق الحلبي مع الآيس كريم، وجميع أصناف الحلوى كانت على قدر كبير من الجودة، خصوصاً الكنافة التي جاءت مقرمشة من الخارج وناعمة من الداخل مع القطر المعتدل الحلاوة.

يشار إلى أن نجاح مطعم «أم» يعتمد على التناغم الواضح في علاقة الشراكة في العمل وعشرة العمر والصداقة التي تربط ما بين بيار حبيقة الذي يمتلك خبرة واسعة في إدارة المطاعم، حيث كان يدير مطعم «فخر الدين» و«عبد الوهاب» بلندن، بالإضافة إلى تأسيسه مطعم «وردة» في شمال لندن عام 2012 وما بين الشيف صلاح زنيط، الذي أمضى أكثر من 25 عاماً في تقديم المأكولات اللبنانية في لندن ولبنان ودول أخرى.

OSZAR »