عروض مسرحية ومعارض فنية احتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ

بعد «يوم شادي» و«عمنا صلاح جاهين»

نجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
نجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
TT

عروض مسرحية ومعارض فنية احتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ

نجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
نجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)

من وحي «الحرافيش» و«زقاق المدق» و«الكرنك» و«ثرثرة فوق النيل» و«بداية ونهاية» و«أحلام فترة النقاهة» تظهر أعمال فنية جديدة ما بين مسرح ومعارض فنية وورش للكتابة، في احتفالية خاصة تقيمها وزارة الثقافة المصرية لأديب نوبل نجيب محفوظ تحت عنوان «محفوظ... في القلب».

أعلنت وزارة الثقافة بدء الاستعداد لتنفيذ سلسلة من الأنشطة الثقافية في جميع مواقعها، في 16 أبريل (نيسان) المقبل، احتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ، وتمتد الأنشطة لتشمل عدداً من المواقع التابعة للوزارات والمؤسسات الأخرى؛ تقديراً لدوره البارز في تعزيز الهُوِيَّة المصرية. وفق بيان للوزارة، الاثنين.

تأتي هذه الاحتفالية امتداداً للمبادرة التي أطلقتها وزارة الثقافة لتعزيز الهوية المصرية، عبر الاحتفاء بالرموز الثقافية، بهدف تذكير الجميع بإسهاماتهم الفنية والثقافية، وأثرهم في إثراء الهُوِيَّة المصرية، وأعلنت الوزارة أنه تم الاحتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ، ليس فقط باعتباره مبدعاً مصرياً أقرَّ العالم بتفرُّده، بل لدوره البارز في تصوير المجتمع المصري في فترات مهمة من تاريخه، مما ساعد على فهم طبيعة الهُوِيَّة المصرية في مواجهة التغيرات الاجتماعية والسياسية.

ومن أعمال نجيب محفوظ التي تحول معظمها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية»، و«بداية ونهاية» و«الحرافيش» و«ميرامار» و«السمان والخريف» و«حديث الصباح والمساء» و«أفراح القبة».

العديد من أعمال نجيب محفوظ تحولت إلى أعمال سينمائية (وزارة الثقافة المصرية)

وذكر البيان أن أعمال محفوظ جسدت الهوية المصرية، وأكدت أن هذه الهوية ليست مجرد انعكاس لحضارة قديمة، بل هي مزيج معقد من تاريخ طويل وتواصل بين الأجيال، وساهمت أعماله الأدبية والفنية في تشكيل الوعي المصري، وظلَّت مصدر إلهام للأجيال الجديدة.

وحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب عام 1988، ووصفت اللجنة، التي منحته الجائزة، أعماله بـ«الأصالة» وقالت إنه «أثرى المكتبة العربية بإنتاجه الغزير الذي تجاوز خمسين عملاً، وقد ترجم إلى معظم لغات العالم، بل تحول كثير منها إلى أعمال سينمائية».

ورحل محفوظ عن عالمنا في 30 أغسطس (آب) 2006، عن عمر يناهز 95 عاماً.

نجيب محفوظ في مكتبته (أرشيفية)

وكانت تلك السلسلة من الفعاليات قد احتفت من قبل بالمخرج الراحل شادي عبد السلام، في إطار نشاط أُطلق عليه «يوم شادي... لعزَّة الهوية المصرية»، كما تم الاحتفاء بالفنان صلاح جاهين في إطار نشاط أُطلق عليه «عمنا... صلاح جاهين».

وخلال الاحتفاليتين الماضيتين تم تنظيم عدد من المعارض الفنية ومعارض الكاريكاتير التي تحمل بصمة المخرج شادي عبد السلام وفيلمه «المومياء»، وكذلك أفلامه الأخرى التي تتناول الحضارة المصرية القديمة، كما تم تنظيم معرض وأكثر من احتفالية للشاعر والفنان الراحل صلاح جاهين، بعضها تضمنت رسوماته الكاريكاتورية، وكذلك عرض «الليلة الكبيرة» من تأليفه.


مقالات ذات صلة

معرض كاريكاتير في القاهرة يحتفي بحائزي «نوبل» من ثلاث قارات

يوميات الشرق نجيب محفوظ وطاغور في عمل واحد (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

معرض كاريكاتير في القاهرة يحتفي بحائزي «نوبل» من ثلاث قارات

ضمن احتفالية «محفوظ في القلب... لعزة الهوية المصرية»، نظَّمت الجمعية المصرية للكاريكاتير بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، معرضاً فنياً بعنوان: «ثلاث قارات».

محمد الكفراوي (القاهرة)
ثقافة وفنون الكاتب البيروفي والمرشح الرئاسي عن الجبهة الديمقراطية البيروفية آنذاك ماريو فارغاس يوسا يلوّح لأنصاره بعد مؤتمر صحافي أشاد فيه بسياسة السوق المفتوحة التي انتهجتها الحكومة العسكرية التشيلية 19 أغسطس 1989 (أ.ف.ب)

رحيل ماريو فارغاس يوسا... حائز «نوبل» وعملاق الأدب اللاتيني

تُوفي الكاتب البيروفي الحائز جائزة نوبل للآداب، وأحد أعلام الأدب بأميركا اللاتينية، والكاتب في صحيفة «الشرق الأوسط»، ماريو فارغاس يوسا، يوم الأحد، عن 89 عاماً.

«الشرق الأوسط» (ليما)
العالم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

نتنياهو: سنتذكّر دائماً دور الرئيس كارتر في اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر

غداة وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، بدور كارتر في إحلال السلام بين إسرائيل ومصر.

«الشرق الأوسط» (القدس)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر (أ.ف.ب)

في تعليق نادر... «لجنة نوبل» تنعى كارتر: عمل بلا كلل من أجل السلام والديمقراطية

قالت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام، اليوم، إن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، يستحق الإشادة، لـ«جهوده التي استمرت عقوداً» لإيجاد حلول سلمية للصراعات.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية للمرة الأولى... لجنة «نوبل» تتواصل عبر الفيديو مع الإيرانية نرجس محمدي

للمرة الأولى... لجنة «نوبل» تتواصل عبر الفيديو مع الإيرانية نرجس محمدي

تحدثت لجنة نوبل للمرة الأولى مع الإيرانية نرجس محمدي، التي حازت جائزتها للسلام لعام 2023 وأُفرِج عنها موقتاً في بلادها لأسباب طبية.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

معرفة أكثر الأفلام تحقيقاً للنجاح الجماهيري باتت صعبة بمصر

أبطال فيلم «ولاد رزق 3» مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
أبطال فيلم «ولاد رزق 3» مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
TT

معرفة أكثر الأفلام تحقيقاً للنجاح الجماهيري باتت صعبة بمصر

أبطال فيلم «ولاد رزق 3» مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
أبطال فيلم «ولاد رزق 3» مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)

لأسباب عدة، باتت قائمة «الأفلام الأكثر إيراداً في تاريخ السينما المصرية» متغيرة مع مرور السنوات، لدرجة أن القائمة باتت تضم أفلاماً تم عرضها خلال السنوات الخمس الماضية فقط، متجاهلة أفلاماً أخرى حققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً لافتاً لكبار النجوم خلال العقود الماضية، في ظل اعتماد منتجين مصريين على «أرقام» الإيرادات وحدها للتأكد على الصدارة التاريخية.

قائمة الأفلام الأكثر إيراداً في تاريخ السينما المصرية يتصدرها فيلم «ولاد رزق 3» لأحمد عز وعمرو يوسف بإيرادات تجاوزت 265 مليون جنيه (الدولار يساوي 49.95) في البنوك، فيما يحل ثانياً فيلم «سيكو سيكو» لعصام عمر وطه دسوقي بإيرادات 175 مليون جنيه في 7 أسابيع عرض منذ انطلاقه بالصالات المصرية في موسم عيد الفطر الماضي.

وتضم القائمة على الترتيب أفلام «بيت الروبي» لكريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز بنحو 129 مليون جنيه، و«الحريفة 2» لنور النبوي بأكثر من 127 مليون جنيه، و«كيرة والجن» لكريم عبد العزيز وأحمد عز بأكثر من 117 مليوناً، و«الفيل الأزرق 2» لكريم عبد العزيز ونيللي كريم بأكثر من 103 ملايين جنيه، وهو العمل الذي عرض عام 2019.

لقطة من فيلم «بيت الروبي» (الشركة المنتجة)

ويتفق متخصصون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» على أن تغير القائمة بشكل مستمر يرجع لعدة أمور، من بينها التضخم، وزيادة أسعار التذاكر، وعدد الشاشات السينمائية، ومدة بقاء الأفلام في الصالات السينمائية.

وسجلت عدة أفلام سينمائية منذ نهاية القرن الماضي قفزات في شباك التذاكر، من بينها فيلم «إسماعيلية رايح جاي» لمحمد هنيدي ومحمد فؤاد، الذي حقق إيرادات بلغت 15 مليون جنيه عام 1997 (الدولار كان يساوي وقتها 3.33 جنيه).

ويعتبر المنتج المصري صفي الدين محمود أن الاعتماد على أرقام شباك التذاكر أمر غير منصف، لأن الأفلام التي ستنتج بعد 10 سنوات ستكون الأعلى إيراداً، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أفلاماً حققت إيرادات في دور العرض لكنها توقفت عند هذه المرحلة، وأخرى حققت إيرادات ربما تكون أقل من الأولى لكنها لا تزال قابلة لإعادة البيع، وتحقيق عوائد من المنصات والشاشات».

الملصق الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

ويؤكد الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة «وجود دراسة اقتصادية توضح الأفلام الأكثر مشاهدة بالصالات السينمائية، وفق وضع جميع المتغيرات في حسابها، سواء فيما يتعلق بعدد صالات العرض وقت طرح الفيلم وعدد السكان وسعر التذكرة، بالإضافة إلى مدة بقاء الفيلم بالصالات، وإجمالي ما حققه من إيرادات؛ وهي أمور لا تقدم في أي إحصائيات جديدة ترتبط حصراً بالإيرادات الأسبوعية أو السنوية التي يتم إعلانها».

وأوضح أن ثمة أفلاماً قدمت في فترات سابقة ربما تكون الأكثر مشاهدة بالصالات السينمائية، من بينها فيلم «غزل البنات» لنجيب الريحاني عام 1949، أو «حمام الملاطيلي» الذي استمر في الصالات لفترة طويلة، وأعيد عرضه في دور عرض الدرجة الأولى، بعد إعلان بطلته شمس البارودي ارتداء الحجاب ثم النقاب.

صناع «ولاد رزق 3» في العرض الخاص للفيلم - (الشركة المنتجة)

وأشار إلى «أن أكثر من فيلم استمر بالصالات لفترات طويلة ويمكن أن يكون بحسبة موضوعية بقائمة أكثر الأعمال إيراداً على غرار (خلي بالك من زوزو)، الذي استمر لأكثر من عام في الصالات السينمائية، و(أبي فوق الشجرة) لعبد الحليم حافظ الذي استمر لفترة طويلة بالصالات أيضاً».

رأي يدعمه المستشار الإعلامي للشركة العربية للإنتاج والتوزيع، عبد الجليل حسن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار الأفلام الأكثر نجاحاً وجماهيرية وفق إيراداتها فقط أمر غير دقيق، فهذا الحساب مرتبط بعدد شاشات العرض، والمقاعد المتاحة لكل فيلم، والفترة التي يبقى فيها بالصالات، بالإضافة إلى عدد الحفلات التي عرض فيها، وعدد النسخ التي طرح بها».

أحمد عز وكريم عبد العزيز يحضران العرض الخاص لفيلم «كيرة والجن» بصالات السينما السعودية (تصوير صالح الغنام)

وأوضح حسن أن «هذه العملية الحسابية ستجعل أفلاماً عدة للفنان عادل إمام، على سبيل المثال، ضمن القائمة، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك توقيتات شهدت فيها الصالات السينمائية حفلات منتصف الليل وحفلات بعدها أيضاً بمواسم عدة، وهي أمور لعبت دوراً في زيادة إيرادات الأفلام، مع النظر إلى قيمة العملة وقت عرض الفيلم».

وانخفضت قيمة الجنيه المصري عدة مرات خلال العقود الثلاثة الماضية، ليتداول اليوم عند متوسط 50 جنيهاً للدولار، بعدما كان يساوي الدولار 3.33 جنيه مطلع الألفية الجديدة، فيما قفز سعر تذكرة السينما من متوسط يتراوح بين 5 و10 جنيهات في أواخر التسعينات إلى متوسط 100 و200 جنيه حالياً في غالبية دور العرض.

طه دسوقي وعصام عمر بطلا فيلم «سيكو سيكو» - حساب طه دسوقي على فيسبوك

ويرى الناقد الفني محمد عبد الرحمن أنه «لو حقق فيلم معين إيرادات كبيرة لكنه لم يغط تكلفة إنتاجه فإنه سوف يكون بذلك فيلماً خاسراً، كما أن الإيرادات لا تقتصر اليوم على شباك التذاكر في مصر فقط، بل في الدول العربية والعروض الخارجية، بجانب عائدات البيع للمنصات، وشركات الطيران، والقنوات التلفزيونية، وغيرها من مصادر الدخل».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب الإفصاح عن العائدات المكتملة للأفلام، بالإضافة إلى غياب الدراسات الاقتصادية عبر طريقة منصفة لقياس الإيرادات، سيؤديان إلى استمرار الظاهرة»، لافتاً إلى «أن الأفلام قبل عقد لم تكن تتكلف المبالغ نفسها التي تنتج بها اليوم، وبالتالي فإن العائدات نفسها ستتغير وفق المتغيرات الاقتصادية، وبالتالي فإن المقارنة بين الأفلام، وفق بند الإيرادات فقط، ليس دقيقاً».

ورغم ذلك يشير المنتج صفي الدين إلى إمكانية اعتبار أعداد التذاكر المبيعة لكل فيلم معياراً مؤقتاً باعتبارها تعطي دلالة رقمية لما حققه الفيلم في شباك التذاكر.

OSZAR »