في مشهد مؤثر ونادر جمع بين التناقض والجمال، التقى أطول كلب في العالم «ريجي» وأصغر كلبة «بيرل» في موعد لعب ودّي بمدينة أيداهو فولز الأميركية؛ حيث جسَّد اللقاء رسالة محبة تقول إن الصداقات لا تعترف بالحجم أو الشكل.
الكلبان، وكلاهما يحمل رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة «غينيس»، قدما من ولايتين مختلفتين داخل الولايات المتحدة، وفقاً لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.
«ريجي»، كلب من فصيلة «الدنماركي» العظيم، يبلغ طوله أكثر من متر، ويعيش مع عائلته في أيداهو، في حين لا يتجاوز ارتفاع «بيرل» من نوع «شيواوا» حاجز التسعة سنتيمترات، وتعيش في ولاية فلوريدا.
صداقة رغم التباين
وعلى الرغم من الفرق الكبير في الحجم بين الكلبين -بما يعادل تقريباً طول غيتار- فقد اندمج «ريجي» و«بيرل» بسرعة مدهشة. وفور لقائهما، عبَّرا عن ترحيب فوري بهزّ الذيل والاستكشاف الودي، ثم جلسا معاً على الأريكة؛ حيث خفض «ريجي» جسده ليكون أقرب إلى مستوى صديقته الصغيرة التي راحت تركض فوق ساقيه بحماسة.
قصتان ملهمتان خلف الكلبين
بدأت قصة «ريجي» عندما تبنّاه صاحبه سام، وهو مجرد جرو صغير في قطيعه. لم يكن يتوقع أن يتحول هذا الصغير إلى أطول كلب في العالم، لكنه نما بسرعة، وأدهش الجميع بحجمه وشخصيته المحبة، ورغم ضخامة بنيته لا يزال سام يراه طفلاً كبيراً يعشق اللعب، ويمطر من حوله باللعق والحب.
أما «بيرل»، فكانت بمثابة شعاع نور لعائلة سيمبلر، بعد أن واجهت الأم فانيسا وزوجها تحديات صحية جعلتهما يلجآن لحيوان أليف يمنحهما الدفء العاطفي. وعلى الرغم من حجمها المتناهي الصغر، فإن بيرل تتمتع بشخصية قوية، وهي مولعة بالموضة وتختار ملابسها يومياً من خزانة تفوق في مساحتها خزانة صاحبتها!
مشاهد دافئة ولحظات لا تُنسى
خلال الزيارة التي امتدت يومين، ركضا ريجي وبيرل في الحديقة، واستمتعا باستكشاف المنزل معاً، في حين جلس سام وفانيسا يتبادلان القصص الطريفة عن تحديات العناية بكلاب ذات أحجام غير معتادة.
قال سام مازحاً: «يظن الناس أن الكلاب الصغيرة فقط مرهقة في العناية... لكن ريجي يثبت أن الكلاب الكبيرة يمكن أن تكون أكثر إرهاقاً».
واتفقت فانيسا مع هذه النظرة، مضيفة: «كلاهما مختلف في الحجم، لكنهما متشابهان في الروح. في النهاية، هما مجرد طفلين محبّين».
لقاء برسالة إنسانية
بعيداً عن الطرافة، حمل اللقاء رسالة إنسانية عميقة حول الرفق بالحيوانات، وأهمية دمجها في الحياة الأسرية، لا بصفتها حيوانات أليفة فحسب، بل بوصفها أفراداً حقيقيين من العائلة.
قال سام بتأثر: «ريجي لا يدرك كم هو مميز... لكن إذا استطاع أن يسعد شخصاً واحداً فقط، فهذا يكفي... هذه طريقة رائعة لتكريم هذه الكائنات الجميلة، التي تستحق أن تُحتفى بها».
أما فانيسا فاختتمت اللقاء برسالة حب: «من خلال الصور واللحظات التي شاركناها، نأمل أن يشعر الآخرون بمدى الجمال في هذه الكائنات... هم أكثر من مجرد حيوانات... إنهم أرواح صغيرة تُضيء حياتنا».