يفتتح العرض المسرحي المصري - البولندي «بين السماء والأرض» الدورة الثانية من مهرجان «ستيفي بولند» للمونودراما، المقرر إقامته في مدينة كراكوف البولندية خلال الفترة من 15 إلى 18 مايو (أيار) الحالي، بمشاركة 6 عروض مسرحية بخلاف عرض الافتتاح الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية.
ويتولى إدارة المهرجان فريق مسرحي مصري - بولندي بشراكة مع مهرجان «شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي»، برئاسة المخرج المصري مازن الغرباوي، بينما تضم اللجنة العليا للمهرجان مسرحيين من عدة دول منهم د.ماريجونا بيكتسى من كوسوفو، وإدموند هيومارى من ألبانيا.
والعروض المشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان هي الإماراتي «قطرة»، والإنجليزي «موكب الشفقة»، واليوناني «انشقاق»، بجانب العرض البولندي «ماريلا»، والعرض الهندي - البولندي «شظية الشمس»، وهي العروض التي تناقش قضايا اجتماعية مختلفة.
وقال رئيس المهرجان المخرج مازن الغرباوي إن النسخة الثانية تمثل محطةً مهمةً تُجسد ثمار التوسع الأوروبي لفروع المهرجان، وتعكس نتائج إيجابية لأطر التعاون والشراكات التي أسسها مهرجان «شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي»، مشيراً إلى أن هذه الجهود تسهم في ترسيخ مكانة المهرجان ضمن أبرز الفعاليات المسرحية العالمية، وتفتح آفاقاً واسعةً أمام شباب المسرحيين من مصر والعالم العربي للاطلاع على أحدث الاتجاهات والتجارب المسرحية الدولية.
ويمنح المهرجان 7 جوائز متنوعة بين التمثيل والإخراج والأداء، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيما سيعلن عن أسماء أعضاء المحكمين قبل انطلاق الدورة الجديدة.
وأكدت عضو «اللجنة العليا للمهرجان» الدكتورة إنجي البستاوي لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة المهرجان تلقت العديد من طلبات المشاركة خلال فتح باب التقدم، لكن استقرت على العروض المختارة بشكل نهائي لمراعاة التنوع الجغرافي وجودة الأعمال المعروضة باعتبار أن المهرجان يهدف لتحقيق تبادل ثقافي بين الفرق المختلفة بما يساعدهم على تقديم مزيد من العروض.
ونشرت إدارة المهرجان بوستر الدورة الثانية، الذي صممه الفنان علي عبد الرحمن، حيث يتوسطه النصب التذكاري الأشهر في بولندا بمدينة كراكوف، الذي يتوجه تمثال الشاعر والمفكر القومي آدم ميكيفيتش، أحد أبرز رموز الأدب البولندي في القرن التاسع عشر إبان الاحتلال الأجنبي.
يجسد التمثال روح الوطنية والحرية والدعوة لإحياء الهوية البولندية، وتحيط به أربعة تماثيل أصغر تمثل مفاهيم الوطنية، والعلم، والشعر، والشجاعة، كما أُدرجت في التصميم التيمة البصرية الرئيسية لـ«مهرجان شرم الشيخ الدولي» - أجنحة أيقونة السلام - تعزيزاً لهوية المهرجان واستمرارية لرسالته الفنية والثقافية.
وعرض الافتتاح «بين السماء والأرض» من تأليف وإخراج المسرحي المصري زين رشاد، فيما يتعاون بالبطولة مع ممثلين بولنديين وتدور أحداث العرض حول صراع العدالة والانتقام مع طرح أسئلة عميقة حول الغفران والمسؤولية الإنسانية من خلال الأحداث التي تطرح أفكاراً متعددةً.
ويعد العرض الإماراتي «قطرة» لفرقة مسرح الفجيرة الذي كتبه ويقوم ببطولته فارس البلوشي ويخرجه سعيد الهرض العرض الخليجي الوحيد المشارك في المهرجان، وسبق أن شارك بعدة مهرجانات، من بينها مهرجان «أيام القاهرة الدولي للمونودراما» الذي أقيم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحصد المركز الثاني في تقييم لجنة التحكيم.
وقال الناقد المسرحي المصري باسم صادق لـ«الشرق الأوسط»، إن المهرجان يمثل خطوة استثنائية نحو ترسيخ حضور المسرح العربي على الساحة الأوروبية، ويعكس نضج الرؤية عبر تعزيز مفهوم الشراكات العابرة للحدود، ومد جسور فنية وثقافية بين الشرق والغرب، مشيراً إلى أن عرض الافتتاح الشرفي دليل على إيمان القائمين على المهرجان بأهمية التبادل الفني الحقيقي، بعيداً عن مجرد التمثيل الشكلي، بل عبر تفاعل إبداعي يعكس هموم الإنسان في كل مكان.
وأضاف أن المشاركات المتنوعة تثري المهرجان وتمنحه بعداً عالمياً، وتتيح لجمهور المسرح في أوروبا أن يتفاعل مع تجارب درامية متعددة تُعالج قضايا إنسانية كبرى، مشيداً بحرص إدارة المهرجان على بناء هوية بصرية خاصة، تستلهم من رموز الثقافة البولندية مثل تمثال آدم ميكيفيتش، وتدمجها بعناصر بصرية عربية مثل «أجنحة أيقونة السلام»، وهو ما يعكس روح المهرجان كملتقى حضاري وفني.