توريثٌ فنيّ أم مجرّد استعراض؟ النجوم يشرّعون الخشبة لأبنائهم

توريثٌ فنيّ أم مجرّد استعراض؟ النجوم يشرّعون الخشبة لأبنائهم
TT

توريثٌ فنيّ أم مجرّد استعراض؟ النجوم يشرّعون الخشبة لأبنائهم

توريثٌ فنيّ أم مجرّد استعراض؟ النجوم يشرّعون الخشبة لأبنائهم

أقلّ ما يُقال عن إطلالة بلو آيفي كارتر إلى جانب بيونسيه على المسرح في افتتاح جولتها الموسيقية، أنها سرقت الأضواء من والدتها، أو كادت تفعل. فالابنة الكبرى للفنانة الأميركية، وزوجها المنتج جاي زي، قدّمت عرضاً راقصاً محترفاً أذهل النقّاد والـ70 ألف شخصٍ المتجمهرين في ملعب «صوفي» في كاليفورنيا.

ربما يرى البعض في قرار بيونسيه أن تضع ابنتها البالغة 13 عاماً تحت الأضواء ظلماً للفتاة، أو مخططاً تسويقياً للوالدة. إلّا أن جدّة بلو آيفي، تينا نولز، سبق أن تحدّثت إلى شبكة «بي بي سي» قائلةً إنّ ابنتها بيونسيه لا تُرغم أولادها على شيء، وإنّ حفيدتها منغمسة في الفنون، وترغب في احترافها بإرادتها الخاصة.

لم تكن تلك الوقفة الأولى لبلو آيفي على الخشبة، فقد سبق أن افتتحت جولة والدتها العالمية قبل عامَين. كما أنها غالباً ما ترافق والدَيها إلى الاحتفالات الفنية الحاشدة، وتطلّ إلى جانبهما على السجّادات الحمراء.

اعتادت بلو آيفي أن ترافق والدَيها إلى الاحتفالات الفنية منذ الصغر (أ.ف.ب)

ويبدو أنّ بلو آيفي ليست النجمة الواعدة الوحيدة في عائلة كارتر، إذ استقبلت بيونسيه على المسرح كذلك ابنتها الصغرى رومي (7 سنوات). خلت إطلالة رومي من الحركات الراقصة، لكنّ الفتاة انشغلت بالتلويح للجمهور، وبدت مستمتعة جداً بلعبة الأضواء.

ليست بيونسيه الفنانة الوحيدة التي شرّعت المسرح لأولادها، فقد سبقها إلى ذلك كثيرون من بينهم مادونا، وأندريا بوتشيللي، وجنيفر لوبيز، وكريس مارتن، وغيرهم. منهم مَن فعل ذلك في حركة عفويّة، ومنهم مَن تعمّد الأمر، لأنّ مواهب أبنائهم تستحقّ التفاتةً من الجمهور العريض.

بيونسيه مع والدتها وابنتيها في افتتاح جولتها الموسيقية الجديدة (إكس)

بينك تحلّق مع ابنتها

على خطى والدتها بينك، تسير ويلو سيج هارت (13 عاماً) بثبات. فمنذ السابعة من عمرها بدأت الفتاة المشاركة في مشاريع غنائية. أما انطلاقتها الفعلية فكانت إلى جانب أمّها في أغنية Cover Me In Sunshine التي حطّمت الأرقام القياسية. شكّلت مشاركة هارت أحد مفاتيح نجاح العمل، وهي كانت حينها في التاسعة.

بعد سنة على إطلاق الأغنية، أطلّت ويلو على مسرح جوائز «بيلبورد». لكنّ تلك الإطلالة لم تكن اعتياديّة، فهي تدلّت بحبل من السقف إلى جانب والدتها.

تعرّف عن نفسها اليوم كمغنّية، وهي متأثرة جداً بوالدتها إلى درجة أنها قصّت شعرها الطويل واستبدلت به تسريحة قصيرة مشابهة لتلك التي تعتمدها بينك. ويبدو أنّ الأخيرة هي الداعمة الأولى لابنتها، بما أنها غالباً ما تطلّ وإياها في حفلاتها.

«جينة الأداء»

والدُها هو المغنّي مارك أنطوني، أما والدتها فهي نجمة الاستعراض والتمثيل جنيفر لوبيز. كان لا بدّ لإيمي مونيز بالتالي أن تبرع على المسرح، وهذا ما أثبتته خلال إطلالاتٍ عدة إلى جانب لوبيز. كانت إحدى أبرز تلك الإطلالات قبل 5 سنوات في عرض الـ«سوبر بول»، وكانت إيمي حينها في الـ12 من العمر.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Mahsa (@mahsa97jlo69)

علّقت لوبيز بفخرٍ على تلك الإطلالة مؤكّدةً أنّ ابنتها لم تكن خائفة، «فهي لديها جينة الأداء، وتشعر بالارتياح أمام الجمهور». غير أنّ لوبيز وأنطوني، ورغم موهبة ابنتهما، لا يدفعانها باتّجاه عالم الغناء، والفن، تاركَين لها حرية الاختيار.

الفنانة جنيفر لوبيز وابنتها إيمي البالغة 17 عاماً (إنستغرام)

أليشيا وإيجبت

عام 2019 وخلال إحدى إطلالاتها المباشرة، دعت المغنية الأميركية أليشيا كيز ابنها إيجبت إلى المسرح. كان الطفل حينها في الـ9 من العمر، وقد رافق والدته عزفاً على البيانو فيما كانت تؤدّي أغنية Raise a Man المهداة إليه. وكانت تلك المرة الأولى التي يطلّ فيها إيجبت عازفاً أمام الجمهور، ليتبيّن أنه متأثر بوالدته التي تحترف العزف على البيانو إلى جانب الغناء.

كريس مارتن يوسّع الفريق

فاجأ مغنّي فريق «كولدبلاي» كريس مارتن جمهوره المحتشد في إنجلترا عام 2016، بأنه استعان بكَورسٍ خارج عن المألوف. أربعة أطفال وقفوا خلف الميكروفون ليردّدوا مع مارتن وفريقه أغنية Up & Up. وسرعان ما تبيّن أنّ اثنَين منهم هما آبل وموزس، ولدا مارتن من زوجته السابقة الممثلة غوينث بالترو.

منذ ذلك اليوم، تكرّست موهبتهما الموسيقية، إذ كرّر مارتن التعاون معهما في ألبومَي الفريق عامَي 2019 و2021. وضع موزس وآبل صوتيهما على أغنيتَين، كما شاركت آبل في كتابة الأغنية التي جمعت والدها بسيلينا غوميز.

ماريا كاري والذريّة الموهوبة

موروكان ومونرو ضيفان شبه دائمَين على حفلات والدتهما ماريا كاري. وقد اختارت المغنية الأميركية أشهر أغانيها All I Want For Christmas Is You لتعرّف من خلالها الجمهور على توأمها عام 2018، وهما كانا آنذاك في الـ7 من العمر.

وغالباً ما تفاجئ كاري جمهورها في الحفلات، وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، بإطلالاتٍ غنائية لطيفة لموروكان، ومونرو، اللذَين يعزف كلٌ منهما على آلة موسيقية.

@tomasmier

mariah carey brought out her kids Monroe and Moroccan for a cute interlude during her show at the Hollywood Bowl #mariahcarey#mariahcareyfans#mariahcareykids#moroccancannon @Mariah Carey

♬ original sound - tomás mier

مواهب آل بوتشيللي

للتينور الإيطالي أندريا بوتشيللي ولدان من زواجه الأول، وابنة من زواجه الثاني. ماتيو المولود عام 1997 اعتاد أن يتشارك المسرح مع والده، وقد سلكت ابنته فيرجينيا (13 سنة) الطريق ذاته قبل سنوات لتنضمّ إلى أبيها وأخيها على المسرح. كما أصدرت العائلة ألبوماً غنائياً مشتركاً بمناسبة عيد الميلاد عام 2022.

فريق مادونا

يوم أطلقت جولتها العالمية من لندن عام 2023، دعت المغنية مادونا إلى المسرح 5 ضيوف مميّزين. إلى البيانو، جلست ابنتُها ميرسي عازفةً فيما كانت والدتها تغنّي. وهكذا فعل ابنها ديفيد باندا، إنما على آلة الغيتار. أما التوأم إستير وستيللا فانضمّتا إلى صفوف الراقصين. ولم تغب الكبرى لورديس عن العرض مقدّمةً المساندة لوالدتها.

 

مادونا وأولادها بعد الحفل الذي جمعهم عام 2023 (إنستغرام)

ويتني وبوبي

من بين اللحظات المؤثرة التي جمعت شخصية مشهورة بأحد أبنائها على المسرح، اللحظة التي انضمّت فيها بوبي كريستينا براون إلى والدتها المغنية ويتني هيوستن. كانت بوبي في الخامسة من العمر، وقد شاركت أمّها أغنية My Love is Your Love في مشهدٍ خلّده التاريخ، خصوصاً بعد أن توفّيت الأم وابنتها بفارق سنوات قليلة، وبالطريقة ذاتها.

وحده الذي عكس المشهد كان الممثل والمغنّي ويل سميث، إذ هو مَن انضمّ إلى ابنه جايدن على المسرح بينما كان يغنّي الراب.


مقالات ذات صلة

أسبوع «يوروفيجن» ينطلق وسط احتجاجات على مشاركة إسرائيل

ثقافة وفنون من فعاليات حفل افتتاح مسابقة «يوروفيجن» في بازل (إ.ب.أ)

أسبوع «يوروفيجن» ينطلق وسط احتجاجات على مشاركة إسرائيل

انطلقت مسابقة الأغنية الأوروبية «يوروفيجن» في شوارع مدينة بازل السويسرية، الأحد، بموكب احتفالي تحت أشعة الشمس، ليبدأ بذلك أسبوع من الاحتفالات قبل الحفل النهائي.

«الشرق الأوسط» (بازل)
يوميات الشرق المطرب السوري قدم العديد من الأغاني في دبي (إنستغرام)

المطرب السوري ناصيف زيتون: ألبومي القادم سيضم 5 أغنيات مصرية

أعلن الفنان السوري ناصيف زيتون عن تحضيره لألبوم جديد يضم 5 أغنيات مصرية، وأبدى سعادته بالحفل الذي أحياه، أخيراً، في دبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو دياب في حفل الكويت (صفحته على «فيسبوك»)

عمرو دياب ينهي جولته الخليجية ويعلن طرح ألبوم في عيد الأضحى

اختتم الفنان المصري عمرو دياب جولته الغنائية في منطقة الخليج بحفل جماهيري أقيم على مسرح «الأرينا» في العاصمة الكويتية، الخميس، وسط حضور حاشد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تارا الدغيثر كمَن تُمسك بمصباح صغير في دهليز واسع (صور الفنانة)

الفنانة السعودية تارا الدغيثر... حارسة الصوت وناسجة الذاكرة

تمشي على خيط رفيع يربط بين مَهمّتين: العمل القيمي في تنسيق المعارض وتطوير مناهج السرد، والغناء بوصفه فعلاً حميمياً أو نوعاً من الرجاء الذي يُعيد ترميم الذاكرة.

فاطمة عبد الله (الشارقة)
يوميات الشرق يفتتح «موسيقيات بعبدات» فعالياته في 17 مايو الحالي (المهرجان)

«موسيقيات بعبدات» تعود في الربيع بأنغام لبنانية وأردنية

على غير عادته هذا العام، يُطلق مهرجان «موسيقيات بعبدات» فعالياته في فصل الربيع، بعدما اعتاد إقامتها في الخريف في نسخه السابقة.

فيفيان حداد (بيروت)

مصر لمتابعة تطوير موقع «التجلي الأعظم» في سيناء

دير سانت كاترين في جنوب سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
دير سانت كاترين في جنوب سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر لمتابعة تطوير موقع «التجلي الأعظم» في سيناء

دير سانت كاترين في جنوب سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
دير سانت كاترين في جنوب سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)

في إطار متابعة تنفيذ مشروع تطوير «موقع التجلي الأعظم»، في مدينة سانت كاترين بسيناء، اجتمع وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري شريف الشربيني مع مسؤولي الوزارة والجهاز المركزي للتعمير والشركات المنفذة؛ للوقوف على ما نُفِّذ.

ومن بين الأعمال التي تمت متابعة تنفيذها مبنى وساحة السلام، وتطوير منطقة وادي الدير، وإنشاء النزل البيئي الجديد في منطقة وادي الراحة، وإنشاء المنتجع الفندقي بالزيتونة، ووجّه الوزير بالانتهاء من الأعمال بالمدة الزمنية المقررة، وفق بيان للوزارة، الاثنين.

كما يجري تطوير مركز المدينة التراثي القائم من مسجد الوادي المقدس، وتطوير المحال القائمة وإنشاء محال جديدة، وتطوير وادي الأربعين. وأكد وزير الإسكان ضرورة الاهتمام بالزراعات وتكثيف مناطق المسطحات الخضراء.

واستعرض الاجتماع الموقف التنفيذي لمحطات المعالجة في المدينة التراثية والزيتونة وطريق كمين النبي صالح حتى مبنى الزوار بطول 9 كم وعرض 10 أمتار.

ويستهدف مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم إحياء المنطقة الأثرية بمدينة سانت كاترين لتنشيط السياحة الدينية والبيئية من خلال مشروعات تبلغ تكلفتها نحو 4 مليارات جنيه (الدولار يعادل 50.48 جنيه مصري).

ويرى خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار في المجلس الأعلى للثقافة مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي في جنوب سيناء السابق، أن مشروع التجلي الأعظم هو مشروع نموذجي بكل المقاييس لشموله كل الأطراف في مدينة سانت كاترين المستهدفة والمرتبطة بالمشروع، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين اجتمعوا بهذه الأطراف قبل تنفيذ المشروع في 21 يوليو (تموز) 2020 بتوجيهات القيادة السياسية لوضع خطة المشروع بما يتوافق مع معايير (اليونيسكو) باعتبار مدينة سانت كاترين مسجلة تراثاً عالمياً عام 2002 وهم مفتشو الآثار بالمنطقة ورهبان الدير وأهالي سيناء القائمون على الخدمات السياحية وطب الأعشاب والمنتجات البدوية ومسؤولو البيئة بالمدينة والجهات الحكومية، وبدأ التنفيذ الفعلي لـ14 مشروعاً عام 2021».

جانب من مشروع التجلي الأعظم (مجلس الوزراء المصري)

وأوضح ريحان أن «المشروع يهدف إلى إنشاء مزار روحاني على جبل موسى وجبل التجلي وإحياء مسار نبي الله موسى، واستثمار كل المقومات السياحية في مدينة سانت كاترين خصوصاً، وسيناء عامة، على مساحة مليوني متر مربع ما بين جبل موسى وجبل سانت كاترين».

ويعدّ مشروع التجلي الأعظم إحدى نقاط الانطلاق لسياحة المسارات الروحية، وهي أغلى أنواع السياحة في العالم، وفق ريحان، ويأتي «التجلي الأعظم» ضمن 3 مشروعات كبرى في هذا الصدد بمصر، تشمل أيضاً «مسار العائلة المقدسة» و«مسار آل البيت».

ويشهد الموقع الذي يجري تطويره اهتماماً كبيراً من الوزارات المعنية، لما يمثله من قيمة تاريخية وأثرية وبيئية، إذ أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في تصريحات سابقة، أن البعدين البيئي والتراثي تمت مراعاتهما منذ البداية في تنفيذ أعمال التطوير، لأن المنطقة هذه مُسجلة في منظمة «اليونيسكو»، كما أنها محمية طبيعية.

و«يهدف المشروع إلى إحياء المسارات الروحية والدينية وتقديم تجربة سياحية متميزة في سانت كاترين بجنوب سيناء»، وفق الخبير السياحي محمد كارم، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «المشروع يتضمن المدينة التراثية، وسيتم إحياء الطابعين الديني والسياحي للمنطقة، من خلال إنشاء مجمَّع سكني يُحاكي النمط المعماري التراثي، بالإضافة إلى أماكن للحرف اليدوية ومساحات لعرض الفنون التراثية والمنتجات اليدوية»، لافتاً إلى أن «أهمية مشروع التجلي الأعظم تكمن في البُعد الروحي؛ نظراً لأن سانت كاترين تعد من أكثر الأماكن المقدسة في العالم التي تربط بين الديانات السماوية الثلاث، ما يُعزِّز مكانتها بوصفها مقصداً سياحياً عالمياً للسياحة الدينية والبيئية وسياحة التأمل، واستقطاب فئات جديدة من السائحين من شرق آسيا وأوروبا».

OSZAR »