مهرجان «كان» يمنح سعفته الذهبية لفيلم إيراني‬

المخرج الإيراني  جعفر بناهي (وسط) محتفلاً بالسعفة الذهبية (أ.ف.ب)
المخرج الإيراني جعفر بناهي (وسط) محتفلاً بالسعفة الذهبية (أ.ف.ب)
TT

مهرجان «كان» يمنح سعفته الذهبية لفيلم إيراني‬

المخرج الإيراني  جعفر بناهي (وسط) محتفلاً بالسعفة الذهبية (أ.ف.ب)
المخرج الإيراني جعفر بناهي (وسط) محتفلاً بالسعفة الذهبية (أ.ف.ب)

على نحو فاجأ كثيرين من المتابعين لمهرجان كان السينمائي، ذهبت السعفة الذهبية إلى فيلم «كان مجرد حادث» للإيراني جعفر بناهي.

وتمكّن المخرج البالغ 64 عاماً من حضور مهرجان كان للمرة الأولى منذ 15 عاماً، وتسلّم جائزته من رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش.

واحتفى المهرجان بانتهاء دورته الثامنة والسبعين بمنح جوائزه السبع الأولى في إطار المسابقة الرسمية إلى نخبة من الأفلام التي عرضها خلال أيامه الأحد عشر. ففاز «قيمة عاطفية» لواكيم تراييه (نروج) بالجائزة الكبرى، وتم منح فيلمين جائزة لجنة التحكيم بالتساوي وهما «صراط» لأوليفر لاكس (إسبانيا) و«صوت السقوط» لماشا سالنسكي (ألمانيا).

وكما توقع كثيرون، نال الممثل ووغنر مورا جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم البرازيلي «العميل السري»، بينما نال مخرج الفيلم كليبر مندوزا فيلو جائزة أفضل إخراج. أما جائزة أفضل ممثلة فنالتها ناديا ميللتي عن «الأخت الصغيرة» للمخرجة الفرنسية (من أصل تونسي) حفيصة حرزي (فرنسا). وتم منح جائزة خاصّة لـ«انبعاث» لي غان (الصين). أما جائزة أفضل سيناريو فكانت من نصيب الأخوين جان - بيير ولوك داردين «الأم الشابّة» (بلجيكا).

وكانت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، التي ترأست لجنة التحكيم لهذه الدورة، قد أثنت على الأفلام التي شوهدت ووصفتها بأنها كانت مدعاة لنقاشات عديدة.

الفيلم الإيراني الفائز بشهادة عديدين من النقاد ليس أفضل أفلام المخرج بناهي، لكن لجنة التحكيم كان لها رأي آخر.


مقالات ذات صلة

انقطاع الكهرباء عن نيس الفرنسية بعد واقعة مماثلة في كان

أوروبا الكهرباء انقطعت عن نحو 45 ألف منزل وعن مطار مدينة نيس (بلدية نيس عبر «فيسبوك»)

انقطاع الكهرباء عن نيس الفرنسية بعد واقعة مماثلة في كان

شهدت مدينة نيس الفرنسية، الواقعة على ساحل الكوت دازور، انقطاعاً في التيار الكهربائي عزته السلطات إلى عمل تخريبي، وذلك غداة واقعة مماثلة في مدينة كان.

«الشرق الأوسط» (نيس)
ثقافة وفنون المخرج الإيراني جعفر بناهي يحمل جائزة السعفة الذهبية (إ.ب.أ)

مخرج إيراني معارض يحصد السعفة الذهبية في مهرجان «كان»

فاز المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي، السبت، بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي، عن فيلمه «مجرد حادث» الزاخر بالانتقادات للسلطات في طهران.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا أشخاص يسيرون أمام محطة قطار كان في أثناء انقطاع التيار الكهربائي في جنوب غربي فرنسا (أ.ف.ب)

يشمل «كان»... انقطاع واسع للكهرباء في جنوب شرقي فرنسا

انقطع التيار الكهربائي عن جنوب شرقي فرنسا بما يشمل مدينة كان ومحيطها، اليوم السبت، وهو اليوم الأخير لمهرجان «كان» السينمائي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
سينما «عائشة لا تستطيع الطيران بعيداً» (مهرجان «كان»)

الأفلام العربية في «كان»... فرصة فوز لم يتحقق

تعتمد السينمات العربية، أكثر من أي وقت مضى، على عرض إنتاجاتها في المهرجانات الدولية.

محمد رُضا (كان)
سينما «المصيطبة» (فيستيڤال سكوب)

شاشة الناقد: بطلات تحت سطح الحياة

المصيطبة - فيلم قصير يستحق الإعجاب، تسرد فيه المخرجة بصوتها ذكرياتها عن منطقة «المصيطبة» في العاصمة اللبنانية بيروت

محمد رُضا (كان)

معرفة أكثر الأفلام تحقيقاً للنجاح الجماهيري باتت صعبة بمصر

أبطال فيلم «ولاد رزق 3» مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
أبطال فيلم «ولاد رزق 3» مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
TT

معرفة أكثر الأفلام تحقيقاً للنجاح الجماهيري باتت صعبة بمصر

أبطال فيلم «ولاد رزق 3» مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
أبطال فيلم «ولاد رزق 3» مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)

لأسباب عدة، باتت قائمة «الأفلام الأكثر إيراداً في تاريخ السينما المصرية» متغيرة مع مرور السنوات، لدرجة أن القائمة باتت تضم أفلاماً تم عرضها خلال السنوات الخمس الماضية فقط، متجاهلة أفلاماً أخرى حققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً لافتاً لكبار النجوم خلال العقود الماضية، في ظل اعتماد منتجين مصريين على «أرقام» الإيرادات وحدها للتأكد على الصدارة التاريخية.

قائمة الأفلام الأكثر إيراداً في تاريخ السينما المصرية يتصدرها فيلم «ولاد رزق 3» لأحمد عز وعمرو يوسف بإيرادات تجاوزت 265 مليون جنيه (الدولار يساوي 49.95) في البنوك، فيما يحل ثانياً فيلم «سيكو سيكو» لعصام عمر وطه دسوقي بإيرادات 175 مليون جنيه في 7 أسابيع عرض منذ انطلاقه بالصالات المصرية في موسم عيد الفطر الماضي.

وتضم القائمة على الترتيب أفلام «بيت الروبي» لكريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز بنحو 129 مليون جنيه، و«الحريفة 2» لنور النبوي بأكثر من 127 مليون جنيه، و«كيرة والجن» لكريم عبد العزيز وأحمد عز بأكثر من 117 مليوناً، و«الفيل الأزرق 2» لكريم عبد العزيز ونيللي كريم بأكثر من 103 ملايين جنيه، وهو العمل الذي عرض عام 2019.

لقطة من فيلم «بيت الروبي» (الشركة المنتجة)

ويتفق متخصصون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» على أن تغير القائمة بشكل مستمر يرجع لعدة أمور، من بينها التضخم، وزيادة أسعار التذاكر، وعدد الشاشات السينمائية، ومدة بقاء الأفلام في الصالات السينمائية.

وسجلت عدة أفلام سينمائية منذ نهاية القرن الماضي قفزات في شباك التذاكر، من بينها فيلم «إسماعيلية رايح جاي» لمحمد هنيدي ومحمد فؤاد، الذي حقق إيرادات بلغت 15 مليون جنيه عام 1997 (الدولار كان يساوي وقتها 3.33 جنيه).

ويعتبر المنتج المصري صفي الدين محمود أن الاعتماد على أرقام شباك التذاكر أمر غير منصف، لأن الأفلام التي ستنتج بعد 10 سنوات ستكون الأعلى إيراداً، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أفلاماً حققت إيرادات في دور العرض لكنها توقفت عند هذه المرحلة، وأخرى حققت إيرادات ربما تكون أقل من الأولى لكنها لا تزال قابلة لإعادة البيع، وتحقيق عوائد من المنصات والشاشات».

الملصق الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

ويؤكد الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة «وجود دراسة اقتصادية توضح الأفلام الأكثر مشاهدة بالصالات السينمائية، وفق وضع جميع المتغيرات في حسابها، سواء فيما يتعلق بعدد صالات العرض وقت طرح الفيلم وعدد السكان وسعر التذكرة، بالإضافة إلى مدة بقاء الفيلم بالصالات، وإجمالي ما حققه من إيرادات؛ وهي أمور لا تقدم في أي إحصائيات جديدة ترتبط حصراً بالإيرادات الأسبوعية أو السنوية التي يتم إعلانها».

وأوضح أن ثمة أفلاماً قدمت في فترات سابقة ربما تكون الأكثر مشاهدة بالصالات السينمائية، من بينها فيلم «غزل البنات» لنجيب الريحاني عام 1949، أو «حمام الملاطيلي» الذي استمر في الصالات لفترة طويلة، وأعيد عرضه في دور عرض الدرجة الأولى، بعد إعلان بطلته شمس البارودي ارتداء الحجاب ثم النقاب.

صناع «ولاد رزق 3» في العرض الخاص للفيلم - (الشركة المنتجة)

وأشار إلى «أن أكثر من فيلم استمر بالصالات لفترات طويلة ويمكن أن يكون بحسبة موضوعية بقائمة أكثر الأعمال إيراداً على غرار (خلي بالك من زوزو)، الذي استمر لأكثر من عام في الصالات السينمائية، و(أبي فوق الشجرة) لعبد الحليم حافظ الذي استمر لفترة طويلة بالصالات أيضاً».

رأي يدعمه المستشار الإعلامي للشركة العربية للإنتاج والتوزيع، عبد الجليل حسن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار الأفلام الأكثر نجاحاً وجماهيرية وفق إيراداتها فقط أمر غير دقيق، فهذا الحساب مرتبط بعدد شاشات العرض، والمقاعد المتاحة لكل فيلم، والفترة التي يبقى فيها بالصالات، بالإضافة إلى عدد الحفلات التي عرض فيها، وعدد النسخ التي طرح بها».

أحمد عز وكريم عبد العزيز يحضران العرض الخاص لفيلم «كيرة والجن» بصالات السينما السعودية (تصوير صالح الغنام)

وأوضح حسن أن «هذه العملية الحسابية ستجعل أفلاماً عدة للفنان عادل إمام، على سبيل المثال، ضمن القائمة، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك توقيتات شهدت فيها الصالات السينمائية حفلات منتصف الليل وحفلات بعدها أيضاً بمواسم عدة، وهي أمور لعبت دوراً في زيادة إيرادات الأفلام، مع النظر إلى قيمة العملة وقت عرض الفيلم».

وانخفضت قيمة الجنيه المصري عدة مرات خلال العقود الثلاثة الماضية، ليتداول اليوم عند متوسط 50 جنيهاً للدولار، بعدما كان يساوي الدولار 3.33 جنيه مطلع الألفية الجديدة، فيما قفز سعر تذكرة السينما من متوسط يتراوح بين 5 و10 جنيهات في أواخر التسعينات إلى متوسط 100 و200 جنيه حالياً في غالبية دور العرض.

طه دسوقي وعصام عمر بطلا فيلم «سيكو سيكو» - حساب طه دسوقي على فيسبوك

ويرى الناقد الفني محمد عبد الرحمن أنه «لو حقق فيلم معين إيرادات كبيرة لكنه لم يغط تكلفة إنتاجه فإنه سوف يكون بذلك فيلماً خاسراً، كما أن الإيرادات لا تقتصر اليوم على شباك التذاكر في مصر فقط، بل في الدول العربية والعروض الخارجية، بجانب عائدات البيع للمنصات، وشركات الطيران، والقنوات التلفزيونية، وغيرها من مصادر الدخل».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب الإفصاح عن العائدات المكتملة للأفلام، بالإضافة إلى غياب الدراسات الاقتصادية عبر طريقة منصفة لقياس الإيرادات، سيؤديان إلى استمرار الظاهرة»، لافتاً إلى «أن الأفلام قبل عقد لم تكن تتكلف المبالغ نفسها التي تنتج بها اليوم، وبالتالي فإن العائدات نفسها ستتغير وفق المتغيرات الاقتصادية، وبالتالي فإن المقارنة بين الأفلام، وفق بند الإيرادات فقط، ليس دقيقاً».

ورغم ذلك يشير المنتج صفي الدين إلى إمكانية اعتبار أعداد التذاكر المبيعة لكل فيلم معياراً مؤقتاً باعتبارها تعطي دلالة رقمية لما حققه الفيلم في شباك التذاكر.

OSZAR »