قصة حبّ بين «محمد» تامر حسني، و«عفاف» هنا الزاهد، يسعى بطلاها للزواج، لكن حياتهما لا تسير كما يحاولان التخطيط لها، مع العقبات المستمرة التي تواجههما، فالحبيب فني هواتف، والحبيبة تقوم بتصوير ونشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها لا تحقق شهرة كبيرة من خلال عملها.
على مدى 95 دقيقة، تدور أحداث الفيلم الكوميدي الاجتماعي «ريستارت» الذي يعود من خلاله تامر حسني للسينما بعد غياب عامين، في العمل الذي كتبه أيمن بهجت قمر، وأخرجته سارة وفيق، وشاركت في بطولته هنا الزاهد، وباسم سمرة، وميمي جمال، ومحمد ثروت، مع ظهور شرفي للفنانة إلهام شاهين بشخصيتها الحقيقية في الأحداث.
عبر الانخراط في عالم المؤثرين بمواقع التواصل الاجتماعي والسعي نحو تحقيق الأرباح من خلالها على حساب الحياة الشخصية، يطرح الفيلم مواقف وقصصاً متعددة للأبطال، توضح التنازلات التي تقدمها العائلات عندما تقرر التربح من مقاطع الفيديو، وهي تنازلات مرتبطة بتغير الطباع الشخصية من أجل إرضاء المتابعين.
ويرى الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، أن «الفيلم لم ينجح في تقديم الفكرة التي يتناولها بشكل فني مبتكر أو مختلف، بل اعتمد على التناول السهل والمباشر، ما أفقد العمل عمقه الفني وأضعف أثره الدرامي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا مانع من تقديم فكرة سبق تقديمها، لكن بصورة مختلفة، وهو ما لم يحققه (ريستارت)».
وأوضح أن «الفيلم اعتمد على مجموعة من المواقف المتلاحقة التي تهدف إلى إثارة الضحك من خلال (إفيهات) مبالغ فيها، دون أن يتم دمجها بسلاسة داخل حبكة درامية محكمة»، لافتاً إلى أن الكوميديا في الفيلم جاءت مباشرة وسطحية، وكان الهدف منها إثارة الضحك اللحظي فقط، دون بناء حقيقي للمواقف.
وأشار إلى أن «الشخصيات لم تُبْنَ بالشكل الكافي، وهو ما أبرز التحولات الدرامية بشكل ضعيف وغير مبرر في كثير من الأحيان، ما جعل الأحداث تفقد قوتها وتتكرر في شكل مشاهد منفصلة أكثر من كونها سرداً مترابطاً»، معتبراً أن «المخرجة سارة وفيق لم تقدم رؤية إخراجية واضحة، بل اكتفت بتنفيذ السيناريو كما هو، دون أن تحاول تقديم مشاهد تحمل لمسة فنية خاصة أو توظيف بصري مبتكر»، على حدّ تعبيره.
لكن الناقد محمد عبد الخالق يرى أن «الفيلم يقدم تجربة جماهيرية ناجحة إلى حدّ كبير، ويمثل استمراراً لنهج تامر حسني في اختيار موضوعات تمسّ الواقع اليومي للجمهور، خاصة الشباب»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل طرح قضية الإدمان الرقمي وهوس الشهرة بطريقة سلسة وقريبة من الناس، من دون الوقوع في فخّ التعقيد أو التنظير، وهو ما يجعله فيلماً مناسباً للجمهور الباحث عن الترفيه».
ووفق عبد الخالق، فإن «أحد أهم عناصر قوة الفيلم هو الفكرة التي بُني حولها، وهي الدخول إلى عالم المؤثرين الرقميين وما يصاحبه من تحديات نفسية واجتماعية، وهذا من حسن اختيارات تامر حسني الفنية، إذ استطاع أن يقدم شخصية قريبة من جمهوره، تعكس الصراع بين الطموح الذاتي والانجرار خلف الصورة الرقمية»، مشيراً إلى أن السيناريو كتبه أيمن بهجت قمر بلغة خفيفة ومباشرة، تناسب طبيعة الجمهور المستهدف.
عبد الخالق أشاد بفريق عمل الفيلم، ورأى أن الكيمياء الواضحة بين تامر حسني، وهنا الزاهد، ومحمد ثروت، وباسم سمرة أعطت للعمل دفعة قوية، وساهمت في خلق مشاهد تلقائية وطبيعية، مشيداً بتوظيف بعض الأغاني داخل السياق الدرامي، خصوصاً أن تامر حسني يجيد الربط بين الغناء والتمثيل بطريقة تخدم القصة.
وينافس الفيلم في شباك التذاكر خلال موسم «عيد الأضحى» مع فيلم «المشروع x» لكريم عبد العزيز، الذي طرح قبل 10 أيام تقريباً، بالإضافة إلى فيلم «أحمد وأحمد» الذي يشارك في بطولته أحمد السقا وأحمد فهمي، وأُعلن عن عرضه خلال الموسم عقب الانتهاء من تصويره مؤخراً.
ويرى عبد الخالق أن «(ريستارت) يمتلك مقومات النجاح الجماهيري، خصوصاً مع توقيت طرحه، فالجمهور في العيد وموسم الصيف يبحث عن أعمال ترفيهية تحمل بعض الرسائل، وهو ما يقدّمه الفيلم دون افتعال».
ورغم انتقاداته لبعض الجوانب الفنية، لم ينكر الشناوي أن «ريستارت» قد يحقق إيرادات مرتفعة في شباك التذاكر، مع وجود اسم تامر حسني على البوستر، وهو نجم شباك له قاعدة جماهيرية كبيرة، وبموسم لا توجد فيه منافسة قوية بشباك التذاكر.