أزمة «هولوغرام» عبد الحليم بـ«موازين» تعيد الجدل بشأن ملكية إرث «العندليب»

أسرة الفنان الراحل تهدد باللجوء للقضاء... وإدارة المهرجان تؤكد «قانونية الحفل»

«العندليب» مع نجل شقيقه محمد شبانة طفلاً (صفحة محمد شبانة على «فيسبوك»)
«العندليب» مع نجل شقيقه محمد شبانة طفلاً (صفحة محمد شبانة على «فيسبوك»)
TT

أزمة «هولوغرام» عبد الحليم بـ«موازين» تعيد الجدل بشأن ملكية إرث «العندليب»

«العندليب» مع نجل شقيقه محمد شبانة طفلاً (صفحة محمد شبانة على «فيسبوك»)
«العندليب» مع نجل شقيقه محمد شبانة طفلاً (صفحة محمد شبانة على «فيسبوك»)

ما زال الجدل قائماً حول الحفل «الهولوغرامي»، المنتظر لـ«العندليب»، عبد الحليم حافظ، والمقرر إقامته يوم الاثنين المقبل ضمن فعاليات الدورة الـ20 من مهرجان «موازين»، التي تقام حالياً في العاصمة المغربية الرباط.

وبينما تهدد أسرة الفنان الراحل باللجوء إلى القضاء للحفاظ على حقها بشأن ملكية «إرث» «العندليب»، تؤكد إدارة المهرجان قانونية الحفل، وإقامته في موعده المحدد، بحضور المنتج محسن جابر مالك شركة «عالم الفن»، وفق مصدر بالمهرجان لـ«الشرق الأوسط».

الملصق الترويجي للحفل الهولوغرامي للعندليب عبد الحليم حافظ (حساب المهرجان على «فيسبوك»)

وبدأت الأزمة عقب إعلان صفحات المهرجان على مواقع التواصل عن الحفل، وكتبت تعليقاً على الملصق الترويجي جاء فيه: «حين يمتزج الفن بالتكنولوجيا... يعود أحد عمالقة الطرب ليحيي الزمن الجميل، بصيغة لا تشبه إلا المستقبل».

وأثار الإعلان حفيظة أسرة العندليب، التي أعلنت أنها بصدد مقاضاة القائمين على المهرجان، والشركة المنفذة للحفل، عبر بيان صحافي أكد أن الأسرة ليست على علم بأي عرض من هذا النوع، ولم يتم التواصل، أو الاتفاق معها بشأن استخدام اسم أو صورة عبد الحليم.

وأكد البيان أن «جميع الحقوق المتعلقة باسم وصورة عبد الحليم محفوظة بشكل حصري لشركة واحدة تم التعاقد معها رسمياً، وأي استخدام لهذه الحقوق دون الرجوع إليها يعرض مرتكبيه للمساءلة القانونية».

بدورها ردت إدارة مهرجان «موازين»، في بيان رسمي، أوضح أن الشركة التي تم الاتفاق معها لتقديم العرض بالأساس ليست مغربية خالصة، وهو ما دفع القائمين عليه لمراجعة موقفهم، خصوصاً أن الدعم الفني والمالي الوطني موجه بالأساس للمؤسسات المحلية.

ونوهت إدارة المهرجان أن «الحفل لا يتضمن استخدام صورة حقيقية، أو مقاطع أرشيفية أصلية لعبد الحليم، بل يعتمد على شخص شبيه، وهو ما لا يستدعي موافقة الورثة».

وأوضحت الشركة المنفذة أن «الحفل يتم وفق تعاقد قانوني مع المنتج محسن جابر»، مشيرة إلى أنها حريصة على احترام الحقوق الأدبية والفنية، وأن كل الخطوات تمت بشكل قانوني ورسمي قبل الإعلان عن الحفل.

أزمة الإرث الفني لـ«العندليب» مستمرة (ورثة عبد الحليم حافظ)

وتعليقاً على الجدل الدائر حول الحفل أكد الناقد الفني المصري أحمد السماحي أن «ما تفعله أسرة عبد الحليم يسيء له بشكل كبير»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأسرة مهمومة بالناحية المادية، أكثر من المعنوية أو الأدبية للعندليب». على حد تعبيره.

وأشار السماحي إلى أن «الأسرة ليس لها حق المطالبة بأي عائد مادي من المهرجان»، لافتاً إلى أن «عبد الحليم رمز وقيمة، و(موازين)، يكرمه من خلال هذه التقنية الحديثة، واستعادة روائعه، أمام جيل جديد من الشباب الذين لا يعرفونه».

وعقب الإعلان رسمياً عن إقامة الحفل، أصدرت أسرة «العندليب»، بياناً جديداً أوضح أن الحفل، الذي سيقام رغم الإنذارات، وعدم الحصول على التصريحات، مخالف لقانون الملكية الفكرية، الذي ينص على أن اسم وصورة أي فنان لا يتم عرضها إلا بموافقة الشخص نفسه إذا كان على قيد الحياة، أو ورثته فيما بعد.

وأكد بيان الأسرة أن «العائلة رفضت التعامل مع الشركة المنظمة للحفل المنتظر لأنها تسيء لكل الفنانين من حيث الشكل والصورة وجودة الصوت، حيث تم التعاقد مع شركة أخرى عرضت على (موازين)، إقامة الحفل في البداية، لكن بشروط تقنية معينة تسمح لهم بإخراجه بأحسن جودة ممكنة، لكنهم رفضوها».

وهددت الأسرة بمقاضاة المهرجان، والشركة المنفذة للحفل؛ للتعدي الواضح والمقصود على حقوق الورثة وإقامته من دون الرجوع إليهم رغم الإنذارات والتحذيرات، كما طالب البيان، بمقاطعة الحفل لأنه يسيء لحليم ولكل رموز الفن العربي، خصوصاً أن الشركة المنفذة أظهرته من قبل بشكل مضحك وكارتوني لا يليق به وبجماهيريته. على حد تعبيرها.

صورة نشرها محمد شبانة للتدليل على «الإساءة للعندليب» في حفل هولوغرامي سابق

ويؤكد الشاعر والناقد الفني المصري فوزي إبراهيم، أمين عام جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الجمعية غير مسؤولة عن الحق المادي لأسرة عبد الحليم لأن القانون يسمى بـ«حق المؤلف»، وهو الحق الأصيل، ويندرج تحت اسم المؤلف، والمبتكر، ومؤلف وملحن الأغنية، لكن حق المطرب يندرج تحت مسمى «الحق المجاور»، وهو المستفيد من هذا الابتكار، بمعنى أن المطرب مؤدي لهذا الابتكار، لذلك يطلق عليه حق مجاور للحق الأصيل، فلو لم يكن الابتكار الأصلي موجوداً فلن يكن له أي حقوق.

وأكد أنه «من حق أسرة عبد الحليم الاعتراض على إقامة الحفل».

وتعد أزمة «هولوغرام» العندليب بمهرجان «موازين» المغربي حلقة مكررة في مسلسل ملكية حقوق الفنان الراحل، فقد نشبت أزمة كبيرة بين المُنتج محسن جابر، وأسرة العندليب عام 2021، حول حقوق ملكية الإرث الفني إذ تبادل الطرفان الاتهامات عبر بيانات صحافية، قدم خلالها كل طرف أدلة تزعم أحقيته بحقوق الملكية في أعمال الفنان الراحل، وما زالت بعض القضايا المتعلقة بهذا الشأن منظورة أمام القضاء.


مقالات ذات صلة

حمو بيكا يُجدد الجدل بشأن «تحريم الغناء» بعد وفاة زميله

يوميات الشرق أحمد عامر وحمو بيكا (حساب بيكا على فيسبوك)

حمو بيكا يُجدد الجدل بشأن «تحريم الغناء» بعد وفاة زميله

جدد مطرب المهرجانات المصري حمو بيكا الجدل بشأن «تحريم الأغاني» بعد مطالبته بحذف أغنيات المطرب الشاب الراحل أحمد عامر من المنصات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الموسيقار محمد عبد الوهاب

عائلة عبد الوهاب تكشف عن مسلسل جديد يوثّق سيرة الموسيقار الكبير

كشفت عائلة الموسيقار محمد عبد الوهاب عن انطلاق العمل على إنتاج مسلسل درامي جديد يتناول سيرة موسيقار الأجيال، ويهدف إلى توثيق إرثه الموسيقي والسينمائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق حديث أنغام عن «تعرضها للظلم» أثار تفاعلاً (حسابها على فيسبوك)

بكاء أنغام خلال تعليقها على «أزمة شيرين» يثير تفاعلاً في مصر

أثار بكاء الفنانة المصرية أنغام وتأثرها خلال الرد على الشائعات التي ترددت عن وقوفها خلف الانتقادات التي طالت مواطنتها شيرين عبد الوهاب تفاعلاً واسعاً في مصر.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق شيرين عبد الوهاب قدمت العديد من أغانيها بحفل «موازين» في المغرب (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)

«الموسيقيين المصرية» لتكريم شيرين عبد الوهاب بعد جدل «موازين»

أعلن نقيب الموسيقيين بمصر، مصطفى كامل، دعمه للفنانة شيرين عبد الوهاب، والاحتفاء بمسيرتها، بالتزامن مع الجدل الكبير الذي أثير أخيراً عقب حفل «موازين».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الغناء هو المُحرِّك (سيبا)

طبيبة أسنان فرنسية تتفرَّغ للغناء

أعلنت نجمة النسخة الفرنسية من برنامج «ستار أكاديمي»، مارين دوبلاس، أنها ستضع مهنة طبّ الأسنان بين قوسين، مؤقتاً، وتتفرَّغ لموهبتها الفنّية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

برنامج لتحسين أداء الأطفال المصابين بعُسر القراءة

عُسر القراءة يؤثر في قدرة الطفل على القراءة بطلاقة ودقة (جامعة كاليفورنيا)
عُسر القراءة يؤثر في قدرة الطفل على القراءة بطلاقة ودقة (جامعة كاليفورنيا)
TT

برنامج لتحسين أداء الأطفال المصابين بعُسر القراءة

عُسر القراءة يؤثر في قدرة الطفل على القراءة بطلاقة ودقة (جامعة كاليفورنيا)
عُسر القراءة يؤثر في قدرة الطفل على القراءة بطلاقة ودقة (جامعة كاليفورنيا)

أظهرت دراسة تجريبية - برازيلية أن برنامجاً يعتمد على أنشطة حسية - حركية ممتعة يمكن أن يُحدث تحسناً ملحوظاً في سرعة القراءة، والانتباه، والثقة بالنفس لدى الأطفال المصابين بعُسر القراءة.

وأوضح الباحثون من جامعة ولاية ساو باولو أن التدخلات التي تدمج بين الحركة، والتفاعل الاجتماعي، والأنشطة المعرفية قد تعزّز قدرات القراءة بشكل فعّال، حتى خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «Applied Neuropsychology: Child».

ويُعد عُسر القراءة اضطراباً شائعاً في التعلم يؤثر على قدرة الفرد على القراءة بطلاقة ودقة، رغم تمتعه بمستوى طبيعي من الذكاء والدافعية. وغالباً ما يظهر في مرحلة الطفولة، ويتجلى في صعوبة تمييز الحروف، وتهجئة الكلمات، وربط الحروف بالأصوات. ويعاني المصابون عادة صعوبةً في تثبيت النظر على الكلمات أثناء القراءة؛ ما يؤدي إلى بطء في الفهم.

وشملت الدراسة 11 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً، جميعهم يعانون عُسر القراءة. خضع الأطفال لتدريبات منتظمة مرتين أسبوعياً لمدة شهرين، بواقع 60 دقيقة لكل جلسة. وتضمنت التدريبات أنشطة ترفيهية تدمج بين المهارات الحركية والاجتماعية والمعرفية؛ بهدف تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن حركة العين والانتباه والفهم.

تحسن ملحوظ

وبعد انتهاء البرنامج، سجل الأطفال تحسناً ملحوظاً في سرعة القراءة، حيث انخفض الوقت اللازم لقراءة النصوص؛ ما يدل على تطور في كفاءة حركة العين وفهم الكلمات. كما لاحظ المعلمون وأولياء الأمور تحسناً كبيراً في مستوى الانتباه داخل الصفوف الدراسية، حيث أصبح الأطفال أكثر تفاعلاً واهتماماً بالمحتوى التعليمي.

وإلى جانب التحسن الأكاديمي، أظهرت التقييمات ارتفاعاً ملحوظاً في الثقة بالنفس والشعور بالرفاه النفسي لدى الأطفال، وهو ما يُعزى إلى إدراكهم الذاتي للتقدم الذي أحرزوه في مهارات القراءة.

وعلى الرغم من أن البرنامج لم يُظهر تأثيراً كبيراً على المهارات الحركية الدقيقة (مثل تنسيق اليد)، فإن الباحثين يرجعون ذلك إلى أن التدريبات لم تركز بشكل خاص على هذا الجانب.

ويعتقد الفريق البحثي أن تنشيط القشرة الدماغية، المسؤولة عن الوظائف المعرفية العليا، مثل التفكير واللغة والذاكرة، كان عاملاً مهماً في تحسين الانتباه؛ ما ساعد بدوره في تسريع القراءة، حتى خلال فترة قصيرة نسبياً من التدريب.

وقال الباحثون إنه «رغم العدد المحدود للمشاركين، تُشير النتائج إلى أن التحديات الحركية والمعرفية يمكن أن تساهم في تحسين أداء القراءة، خصوصاً من خلال تحسين حركة العين».

وأضافوا: «لاحظ المعلمون أن الأطفال أصبحوا أكثر انتباهاً وتفاعلاً في الصف، إلى درجة دفعت بعض أولياء الأمور إلى التساؤل عمّا تغيّر في روتين أبنائهم».

وأشاروا إلى أن عُسر القراءة غالباً ما يُشخّص بعد سن العاشرة، وهي مرحلة يكون فيها الأطفال قد تجاوزوا الفترة الحرجة لتطور الطلاقة في القراءة والمهارات الحركية؛ ما يجعل التدخل المبكر بالغ الأهمية.

OSZAR »