خبيرة: الكرملين حذر حيال شكاوى المجندين الروس

مجندون روس يحتجون برسالة عبر الفيديو يوجهونها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (تلغرام)
مجندون روس يحتجون برسالة عبر الفيديو يوجهونها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (تلغرام)
TT

خبيرة: الكرملين حذر حيال شكاوى المجندين الروس

مجندون روس يحتجون برسالة عبر الفيديو يوجهونها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (تلغرام)
مجندون روس يحتجون برسالة عبر الفيديو يوجهونها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (تلغرام)

يعد اللجوء إلى السلطة السياسية العليا أسلوباً معتاداً في المجتمع الروسي، ولكنه غير مسبوق في مسرح الحرب، في إشارة إلى شكاوى المجندين المدنيين الروس عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن ظروف تجنيدهم، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
لفت التقرير إلى أنه تم تداول مقاطع فيديو لجنود روس (لمجندين مدنيين)، يعبّرون عن محنتهم على الجبهة في أوكرانيا منذ أسابيع عدة على شبكات التواصل الاجتماعي. يقول بعضهم: «لقد تم إرسالنا إلى المسلخ»، متحدّين فلاديمير بوتين بشكل مباشر، مستنكرين نقص الذخيرة، وغياب التحضير والأوامر الملغاة.
يقول مجندون من مناطق كالينينغراد ومورمانسك وأرخانغيلسك: «نحن بشر، ولسنا لحوماً»... وقال بعضهم إنهم استخدموا أسلحة من الأربعينات. هؤلاء المحتجون هم مجندون يتوجهون بكلامهم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه أو إلى حاكمهم الإقليمي.
ترى الباحثة آنا كولين ليبيديف، المحاضرة في العلوم السياسية بجامعة باريس نانتير، والمتخصصة في مجتمعات الدول الناشئة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، في حديثها ﻟ«لوفيغارو»، أن «انخفاض الروح المعنوية لدى هؤلاء المجندين، لا يعكس صورة عامة في الجيش الروسي لدى القوات الروسية المحترفة». وترى أن «مقاطع الفيديو التي يتم تداولها تتعلق بشكل أساسي بالمدنيين الذين تم حشدهم، والذين تحضّروا بشكل موجز، وأُعطوا أهدافاً غامضة، وحصلوا على تدريب قتالي محدود للغاية. تعكس مقاطع الفيديو هذه، فوضى كبيرة بدلاً من ضعف معنويات القوات الروسية. فالمجندون خائفون من الظروف التي أُرسلوا إليها على الجبهة».
وأشارت ليبيديف إلى أن تجاوز التسلسل الهرمي العسكري الروسي عبر شبكات التواصل الاجتماعي ليس عملية كلاسيكية لدى القوات الروسية، لكنها تحصل لأن تعبئة المدنيين غير مسبوقة، إذ يعود تاريخ آخر مرة تم فيها تجنيد مدنيين للحرب في روسيا إلى الحرب العالمية الثانية.
وعما إذا كانت طلبات المجندين المحتجين ستلقى استجابة، تقول ليبيديف: «يمكن أن تكون هذه الشكاوى حساسة جداً بالنسبة للسلطات، لا سيما السلطات المحلية، ومنهم حكام الأقاليم الذين أناطت بهم السلطة المركزية مسؤولية كل ما يحدث في ما يتعلق بالتعبئة العسكرية».
ولفتت إلى أن الوجهة الثانية للاحتجاجات هي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قد يتصرف بسخط، وقد يوجه التعليمات إلى وزارة الدفاع والمناطق للتحرك. فمنذ «كوفيد»، فوضت السلطة المركزية كثيراً للمناطق؛ لتبدو السلطة المركزية فوق الشبهات.
وتؤكد ليبيديف أن ما يجب الوقوف عنده، هو أن بوتين لم يُفقد المحتجين مصداقيتهم. وتقول في هذا الإطار: «نحن لا نرى حالات تمت فيها محاكمة العائلات (المحتجة على ظروف التجنيد) بتهمة تشويه سمعة الجيش الروسي، على الرغم من أن أي انتقاد على شبكات التواصل (للجيش أو للحرب) يمكن أن يعاقب عليه جنائياً (في روسيا)». وتخلص الباحثة إلى أنه «في خصوص المحتجين، تكون القوة المركزية متنبّهة لأنها تعلم أن الحشد العسكري لا يحظى بشعبية كبيرة، وأن الشرارة يمكن أن تجعل الوضع ينفجر بسرعة».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


الأمم المتحدة: 138 مليون طفل في سوق العمل تحت ظروف قاسية وخطرة

طفلان من بنغلاديش يعملان على قارب صغير لجمع القمامة من نهر بويرىغانجا (إ.ب.أ)
طفلان من بنغلاديش يعملان على قارب صغير لجمع القمامة من نهر بويرىغانجا (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة: 138 مليون طفل في سوق العمل تحت ظروف قاسية وخطرة

طفلان من بنغلاديش يعملان على قارب صغير لجمع القمامة من نهر بويرىغانجا (إ.ب.أ)
طفلان من بنغلاديش يعملان على قارب صغير لجمع القمامة من نهر بويرىغانجا (إ.ب.أ)

أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن نحو 138 مليون طفل عملوا في حقول العالم ومصانعه عام 2024، محذرة بأن القضاء على عمالة الأطفال قد يستغرق مئات السنين في ظل التقدم البطيء المسجل حالياً.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» قبل 10 سنوات، وعند اعتماد أهداف التنمية المستدامة، فقد تبنت دول العالم هدفاً طموحاً يتمثل في القضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025.

وكتبت منظمتا «يونيسف» و«العمل الدولية» في تقرير مشترك: «انتهت المدة... لكن عمالة الأطفال لم تنتهِ».

في العام الماضي، كان 137.6 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و17 عاماً يعملون؛ أي نحو 7.8 في المائة من إجمالي الأطفال في تلك الفئة العمرية، وفقاً للبيانات التي تُنشر كل 4 سنوات.

وعلى الرغم من ضخامة هذا الرقم، فإنه يمثل انخفاضاً مقارنة بعام 2000، عندما كان 246 مليون طفل مضطرين للعمل؛ غالباً لمساعدة أسرهم الفقيرة.

وبعد ارتفاع مُقلق بين 2016 و2020، انعكس هذا الاتجاه مع انخفاض عدد الأطفال العاملين بمقدار 20 مليون طفل في عام 2024 مقارنة بالسنوات الأربع السابقة.

وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لـ«يونيسف» إنه جرى تسجيل «تقدم كبير» في الحد من عدد الأطفال المُجبرين على العمل، «لكن ما زال عدد كبير جداً منهم يكدحون في المناجم والمصانع والحقول، وغالباً ما يؤدون أعمالاً خطرة للبقاء على قيد الحياة».

وأفاد التقرير بأن 40 في المائة من نحو الـ138 مليون طفل العاملين في 2024 كانوا يؤدون أعمالاً خطرة جداً «من المرجح أن تُعرّض صحتهم أو سلامتهم أو نموهم للخطر».

وعلى الرغم من بعض البوادر المشجعة، فإن المدير العام لـ«منظمة العمل الدولية»، جيلبير هونغبو، قال: «يجب ألا نغفل عن حقيقة أنه ما زالت أمامنا طريق طويلة نقطعها قبل أن نحقق هدفنا المتمثل في القضاء على عمالة الأطفال».

61 % بالزراعة

وقالت كلوديا كابا، الخبيرة في «يونيسف»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه بمعدل الانخفاض الحالي في عمالة الأطفال، سيستغرق القضاء عليها «مئات السنين». وأضافت أنه حتى لو ضاعفت الدول وتيرة التقدم المُسجل منذ عام 2000 أربع مرات، «فإننا سنصل إلى عام 2060» من دون أن يكون قد تحقق الهدف المنشود.

وخلص التقرير إلى أن التقدم المُحرز ضمن فئة الأطفال الأصغر سناً يحدث ببطء شديد. ففي العام الماضي، كان نحو 80 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عاماً يعملون؛ أي نحو 8.2 في المائة من إجمالي الأطفال في تلك الفئة العمرية.

ومع ذلك، فإن كابا تقول إن العوامل المجتمعية التي تُقلل من عمالة الأطفال معروفة جيداً، ومنها بشكل رئيسي مجانية التعليم وإلزاميته، وإنها لا تسهم في تجنيب الصغار عمالة الأطفال فقط، بل «تحميهم من ظروف العمل الخطرة أو غير اللائقة عندما يكبرون».

وأضافت أن عاملاً آخر هو «تعميم الحماية الاجتماعية» يعدّ وسيلةً للتعويض أو لتخفيف الأعباء عن الأسر والمجتمعات الضعيفة.

لكن تخفيض تمويل المنظمات العالمية «يهدد بتراجع المكاسب التي تحققت بشق الأنفس»، كما قالت كاثرين راسل.

ولفت التقرير إلى أن قطاع الزراعة هو الأكثر استخداماً لعمالة الأطفال (61 في المائة من إجمالي الحالات)، يليه قطاع العمل المنزلي والخدمات الأخرى (27 في المائة)، ثم قطاع الصناعة (13 في المائة، بما في ذلك التعدين والتصنيع).

وما زالت منطقة «أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى» الأشد تضرراً؛ إذ يبلغ عدد الأطفال العاملين فيها نحو 87 مليون طفل.

أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فسجلت أكبر تقدم، مع انخفاض عدد الأطفال العاملين فيها من 49 مليوناً في عام 2000 إلى 28 مليوناً في 2024.

OSZAR »