قناع أميرة ثاج من الذهب الأثري الخالص

عُثِر عليه في المنطقة الشرقية بالسعودية

قناع جنائزي مصدره ثاج، القرن الأول للميلاد، متحف الرياض الوطني
قناع جنائزي مصدره ثاج، القرن الأول للميلاد، متحف الرياض الوطني
TT

قناع أميرة ثاج من الذهب الأثري الخالص

قناع جنائزي مصدره ثاج، القرن الأول للميلاد، متحف الرياض الوطني
قناع جنائزي مصدره ثاج، القرن الأول للميلاد، متحف الرياض الوطني

أشهر القطع الذهبية الأثرية التي خرجت من المواقع الأثرية السعودية هي تلك التي عُثِر عليها في موقع عين جاوان وموقع ثاج في المنطقة الشرقية من المملكة، وأكثر هذه القطع إثارة قناع جنائزي من الذهب الخالص، يُعرف إعلامياً باسم «قناع أميرة ثاج».
تقع ثاج في شمال شرقي المملكة، على بعد نحو 95 كلم من مدينة الجبيل غرباً، وعلى بعد نحو 150 كلم من مدينة الظهران شمالاً، وسط وادٍ ضحل يمتدّ على الطريق التي كانت تسلكها قديماً القوافل التجارية المتجهة جنوباً إلى اليمامة والأفلاج ومنها إلى وادي الدواسر، ثم إلى نجران، بين جنوب الجزيرة العربية، وجنوب الدولة البابلية.

في مطلع القرن الماضي، قصد النقيب المستكشف وليم هنري شكسبير هذا الموقع يوم كان يعمل على رسم خرائط للمناطق الشمالية من الجزيرة العربية، وزاره من بعده عدد من الباحثين، أشهرهم الكولونيل والمؤرخ هارولد دكسون وزوجته فيوليت في مطلع الأربعينات، وعالم الآثار الأميركي بول لاب في مطلع الستينات. في 1968، أجرت بعثة دانماركية أول الأعمال الميدانية والحفريات الاختبارية في هذا الموقع. وبعد 10 سنين، شرع فريق من هيئة الآثار والمتاحف السعودية في دراسته خلال تنفيذه المرحلة الثانية لمسح المنطقة الشرقية، ثم أجرى فيه حملة تنقيب في 1983، تبعتها حملة أخرى في العام التالي.

خرجت مستوطنة ثاج من الظلمة إلى النور، وتوالت الاكتشافات الأثرية فيها، وتبيّن أنها كانت من أهم المدن البرية في هذه المنطقة، وقيل إنها الجرهاء، تلك المدينة التي ذكرها الجغرافيون القدماء، وغالوا في الحديث عن ثرواتها، غير أنها اندثرت، وأضحت لغزاً بعدما عجز البحّاثة عن التعرّف إلى موقعها. عمرت ثاج وازدهرت على مدى ستة قرون من الزمن، كما تشهد أطلالها وما خرج منها من آثار، لكن بريقها خبا في القرن الرابع للميلاد، حين فقدت الطرق التجارية في الخليج العربي دورها، إثر صعود الفرس، وسيطرتهم على وادي الرافدين.
تواصلت أعمال التنقيب في هذه المستوطنة المهجورة، وفي نهاية القرن العشرين، استكشف فريق من الإدارة العامة للآثار التلال التي تقع في شرق الموقع، وقادهم هذا الاستكشاف إلى مدفن بُنيت جدرانه من الحجر الجيري المقطوع يضمّ كنزاً أُطلِق عليه لاحقاً اسم «كنز ثاج»، وأُطلِق على صاحبته اسم «أميرة ثاج».
بدأ هذا الاكتشاف مع ظهور قطع صغيرة من الذهب، تبعه ظهور قطع دائرية معدنية، اتضح أنها تمثّل أركان سرير جنائزي شكّل تابوتاً لصبية مجهولة الاسم. هكذا، ظهرت تباعاً الحلل الخاصة بهذا التابوت، تمثّلت في قناع وكفّ وشرائط ورقائق من الذهب، إضافة إلى مجموعة من العقود والأقراط والأساور والخواتم. رُفع السرير بقوائمه المتمثلة في أربعة تماثيل أنثوية من الرصاص تتبع الطراز الإغريقي، وعُثر تحت بقايا الجثمان على ثلاث أوان معدنية متآكلة. حوى هذا الكنز ثلاثة عقود ثمينة، يحمل واحد منها في وسطه فصّاً من الياقوت نُقش عليه وجه امرأة صيغ بأسلوب واقعي رفيع. كذلك، حوى هذا الكنز ثلاث أساور ذهبية كانت تحيط بساعد الصبية الأيسر، وخاتمين ذهبيين كانا يزيّنان أصابع يدها اليسرى. يحمل الخاتم الأول فصّاً نُقشت عليه صورة تمثل أرتميس، ربّة الصيد والبتولية والخصوبة في الميثولوجيا اليونانية. ويحمل الثاني فصّاً نُقشت عليه صورة تمثّل وجهاً جانبياً لرجل يصعب تحديد هويّته.

حضر جثمان «أميرة ثاج» على هذا السرير مع مجموعة كبيرة من الرقائق الذهبية، أكبرها القناع الذي يبلغ طوله 17 سنتيمتراً، والكف التي يبلغ طولها 15 سنتيمتراً. استقرّت ثلاث من هذه الرقائق على جمجمة صاحبة القبر، واستقرت قطعة رابعة على الحوض. كذلك، أحيط الجثمان بأكثر من ثمانين قطعة. زُيّنت معظم هذه الرقائق بزخارف نباتية، وزُيّنت ثلاث منها بصورة تمثّل سيد أرباب الأكروبوليس، زيوس، منتصباً وممسكاً صولجانه بيده اليسرى، ونسره بيده اليمنى. كما زُيّنت واحدة منها بصورة نسر.
يحمل هذا القناع الذهبي ملامح وجه نُقشت بشكل ناتئ، وفقاً لأسلوب غلبت عليه المعالجة الهندسية المختزلة. يبدو هذا الأثر فريداً من نوعه في ميراث الجزيرة العربية المتعدّد الأشكال والأنواع، غير أنه ينتمي في الواقع إلى تقليد راسخ ظهر أوّلاً في العالم اليوناني القديم. تعود أقدم نماذج هذا التقليد إلى مدينة موكناي الأثرية، في إقليم بيلوبونيز، وتتمثّل في خمسة أقنعة جنائزية تعود إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، تمثّل مجموعة فريدة مستقلّة لا نجد ما يماثلها في زمنها.

بعد أكثر من ألف عام، بعيداً من موكناي، ظهرت هذه الوجوه من جديد في مقدونيا القديمة، حيث شكّلت تقليداً محلّياً راسخاً تمثّل في مجموعة من أربعة وعشرين قناعاً، خرجت من ست عشرة مقبرة توزعت على الجزء الشمالي الشرقي من جمهورية اليونان وما بات يُعرف اليوم بجمهورية مقدونيا الشمالية، إضافة إلى مناطق حدودية من بلغاريا. تعود هذه الأقنعة إلى عهد الأسرة الأرجيدية التي بدأت مع مؤسّسها بيرديكاس الأول في القرن السابع قبل الميلاد، وانتهت بموت الإسكندر الرابع في 310 قبل المسيح. لا تنفصل هذه الأقنعة عن الحلل الذهبية التي ترافقها، وهي حلل عديدة، أبرز عناصرها أكفّ ذهبية، ورقائق من الذهب تستقر على أعضاء معيّنة من الجثامين، وعلى مواقع محدّدة من الأكفان.
إضافة إلى الأقنعة الأربعة والعشرين التي قام البحاثة بدراستها وتوثيقها، تحضر مجموعة أخرى مشتّتة تعود كما يبدو إلى العالم المقدوني القديم. يمتدّ هذا التقليد إلى خارج العالم المقدوني، ويجد صداه في مجموعة أخرى مشتّتة، تتبع الطقس نفسه. تعود هذه المجموعة إلى الشرق الأدنى، وإلى الساحل الفينيقي تحديداً، ومصدرها صيدا وجبيل، ومدن أخرى مجاورة، مثل بعلبك وحمص. ويبدو أن هذا التقليد بلغ نواحي أخرى من الشرق الأوسط، كما يشهد قناعان من نينوى في شمال العراق، دخلا المتحف البريطاني.
في الخلاصة، يشكّل كنز أميرة ثاج امتداداً آخر لهذا التقليد وصل إلى الجزيرة العربية، مع العلم بأنّ هذا الكنز يُنسب إلى القرن الميلادي الأول، أي إلى مرحلة دخل فيها هذا التقليد مرحلة الاندثار في الأراضي التي شهدت انبعاثه وازدهاره من قبل.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«مهرجانات بيت الدين» تعود بـ«ديوانية الحب» و«مدن النرجس»

فرقة ليبام تختتم المهرجانات (لجنة مهرجانات بيت الدين)
فرقة ليبام تختتم المهرجانات (لجنة مهرجانات بيت الدين)
TT

«مهرجانات بيت الدين» تعود بـ«ديوانية الحب» و«مدن النرجس»

فرقة ليبام تختتم المهرجانات (لجنة مهرجانات بيت الدين)
فرقة ليبام تختتم المهرجانات (لجنة مهرجانات بيت الدين)

تحول المؤتمر الصحافي للإعلان عن عودة «مهرجانات بيت الدين»، بعد توقف قسري بسبب الحرب الإسرائيلية، الصيف الماضي، إلى عيد احتفالي، في وزارة السياحة في بيروت، ظهر اليوم (الأربعاء).

تحول المؤتمر الصحافي للإعلان عن عودة «مهرجانات بيت الدين»، بعد توقف قسري بسبب الحرب الإسرائيلية، الصيف الماضي، إلى عيد احتفالي، في وزارة السياحة ببيروت، ظهر اليوم (الأربعاء).

إضافة إلى الصحافيين والفنانين الذين جاءوا يتحدثون عن أعمالهم التي سيقدمونها، كان وزير الثقافة غسان سلامة، ووزير الإعلام بول مرقص، ووزيرة السياحة لورا لحود، وأعضاء لجنة المهرجانات حاضرين.

عبّرت لحود عن غبطتها برؤية هذه الصالة الزجاجية في وزارة السياحة تزدحم بمواعيد الآتين للإعلان عن برامجهم. هذا مؤشر على عودة الحياة إلى فرحها، موضحة: «إننا في (بيت الدين) نستعيد الذاكرة، والأهم تلك القدرة على الاحتفال بالتنوُّع».

أما وزير الثقافة، غسان سلامة، فقد جاء إلى المؤتمر بمفاجأة استحقت تصفيقاً حاراً، وهي أن لجنة متخصصة ستبدأ بالكشف على قصر بيت الدين التاريخي الذي هو أحد أهم المعالم الأثرية اللبنانية، وتقام به المهرجانات، لتفحص احتياجاته، والتحضير لإطلاق عملية ترميم بعد أن أُهمل طويلاً.

وشرح سلامة أنه قد تمكن من تأمين دعم خارجي لذلك. تلك لفتة أفرحت الجميع. وكان للوزير سلامة كلمة تذكَّر فيها كيف أن هذه المهرجانات انطلقت قبل 41 سنة، أي قبل 5 سنوات من توقف الحرب الأهلية، أي أن «المهرجان بدأ بينما كنا نتحارب، وهذا أمر في غاية الأهمية»، مثنياً على الأنامل الدمشقية أي رئيسة المهرجانات، وصاحبة المبادرة، نوار جنبلاط، التي عرفت كيف تفصل السياسة عن الثقافة.

ورأى سلامة ضرورة ألا تركض الثقافة وراء السياسة، وأن جنبلاط أعطت نموذجاً لذاك الفصل الضروري، والمساحة اللازمة للمباعدة بين أمرين، لكل منهما رؤيته الخاصة.

أما وزير الإعلام، بول مرقص، فشرح أن لبنان كله في مهرجان متواصل منذ تم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكلت حكومة. فرغم كل الظروف الصعبة ها هو يُولَد كل يوم.

وتحدثت رئيسة المهرجانات، نورا جنبلاط، عن برنامج لبناني وعربي وعالمي يبدأ يوم 3 من يوليو (تموز)، ويستمر لمدة شهر، تتخلله سهرات موسيقية، وغنائية، وأوبرا، ورقص، إضافة إلى معرضين فنيين.

الحفل الأول، في الثالث من يوليو (تموز)، أمسية أوبرالية مميزة، مع جي ناي بريدجز، مغنية الميزو سوبرانو الأميركية الشهيرة، الملقبة بـ«بيونسيه الأوبرا» الحائزة على جائزتي «غرامي»، يُقام في الساحة الداخلية للقصر التاريخي.

يتضمن ريبرتوارها المتميز أدواراً بارزة في أعمال ملحنين مشهورين، مثل بيزيه، وماهلر، وموزارت، وبيتهوفن، ورافيل، وفيردي، وبرنشتاين.

وفي القسم الثاني من الأمسية، ستُقدم أعمال معاصرة لبرنشتاين وجيرشوين وآخرين.

أما ليلة الافتتاح الكبير في الباحة الرئيسية للقصر التاريخي، في العاشر من الشهر، فستكون بصحبة سيدات الطرب الثلاث: جاهدة وهبة، ولبانة القنطار، وريهام عبد الحكيم.

«ديوانية حب» اسم هذا العمل الجامع الذي وُضع خصيصاً لمهرجانات بيت الدين، برؤية فنّية من إعداد وتوقيع جاهدة وهبة؛ حيث سيتحوّل مسرح بيت الدين وميدانه التاريخي إلى قصيدة غنائية ومجلس طربي مبتكر نابض بالعراقة والرقيّ، مع ثلاثة من أهم نجمات الغناء العربي، من لبنان وسوريا ومصر. كل منهن ستغني من ريبرتوارها، وكذلك من الأرشيف العربي الأصيل، بالعودة إلى أغنيات العمالقة: أم كلثوم، أسمهان، وديع الصافي، فيروز، عبد الحليم حافظ، ليلى مراد، وصباح.

كل ذلك بمرافقة أوركسترا من 25 عازفاً، تضم ضيوفاً من أبرز الموسيقيين اللبنانيين والعرب، على رأسهم عازف التشيللو الشهير، أحمد طه، في عرضٍ مُرصّعٍ برؤية فنّية خلّابة ومعاصرة.

عشاق العود سيكونون على موعد مع المايسترو نصير شمة ومجموعة من أساتذة الموسيقى العالمية في الثامن عشر من يوليو، يعزفون منفردين ومجتمعين، في عمل متناغم يحمل اسم «مدن النرجس». 14 موسيقياً من جنسيات مختلفة مع شمة في هذا العمل يقدمون تحت إشرافه حواراً ثقافياً استثنائياً يعزز رسالة المحبة القوية، من خلال أنماط موسيقية متنوعة تعكس ثراء الثقافات العالمية.

وبعد أن قدمت 5 عروض في «كازينو لبنان» خلال الشهر الحالي، ستنتقل مسرحية «كلو مسموح» الغنائية الاستعراضية الفكاهية إلى «بيت الدين» خلال الصيف، ليكون لها عرض سادس وسابع هناك يومَي 23 و24 من يوليو. تلعب الدور الرئيسي فيها الفنانة كارول سماحة، إلى جانب روي الخوري، الذي يخرج العمل ويدرب الراقصين. وهو عمل مسرحي عالمي عُرِض في برودواي بثلاثينات القرن الماضي، وبقي يُعرض بين أميركا وبريطانيا، حتى وصل إلى لبنان بنسخة معربة، فكهة، بقالب عصري غنائي ممتع.

أما الحفل الأخير، في 24 يوليو، فتقدمه أوركسترا ليبام الوطنية للنفخ والإيقاع، ويضم 37 موسيقياً شاباً ببرنامج موسيقي راقص من جميع أنحاء العالم (من أميركا اللاتينية إلى أوروبا، ويختتم في لبنان). سترافق العديد من المقطوعات رقصات مصمَّمة خصيصاً من قِبل مدرستي الرقص، مازن كيوان وسحر.

وكما كل سنة، يتزامن مع المهرجان معرضان فنيان، أحدهما يقيمه صالح بركات صاحب الغاليري الذي يحمل اسمه في بيروت، تحية للزهور في لوحات الفنانين اللبنانيين الكبار. أما المعرض الثاني، فهو جوّال يحمل عنوان «مناظر متحركة».

OSZAR »