أميركا تفرض عقوبات على ثالث مصفاة صينية خاصة بسبب النفط الإيراني

خلال عملية فحص ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين - 9 مايو 2022 (رويترز)
خلال عملية فحص ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين - 9 مايو 2022 (رويترز)
TT

أميركا تفرض عقوبات على ثالث مصفاة صينية خاصة بسبب النفط الإيراني

خلال عملية فحص ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين - 9 مايو 2022 (رويترز)
خلال عملية فحص ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين - 9 مايو 2022 (رويترز)

فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الخميس، عقوبات على مصفاة نفط صينية خاصة وشركات تشغيل موانٍ في الصين بسبب شراء النفط الإيراني، قبل جولة رابعة متوقَّعة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مصفاة شركة «خبي شينهاي للكيماويات»، وثلاث شركات لتشغيل محطة في ميناء دونغ ينغ في إقليم شاندونغ الصيني. وقالت الوزارة إن هذه الكيانات اشترت أو سهّلت توصيل نفط إيراني قيمته مئات الملايين من الدولارات.

وهذه هي ثالث مصفاة صينية مستقلة تستهدفها إدارة ترمب بعد إعادة فرض سياسة «أقصى الضغوط» التي تهدف إلى حرمان إيران من عائدات صادرات النفط والضغط عليها لإبرام اتفاق لكبح برنامجها النووي والتوقف عن تمويل جماعات مسلحة في الشرق الأوسط.

وقال سكوت بيسنت وزير الخزانة الأميركي في بيان: «الولايات المتحدة عازمة على تكثيف الضغوط على جميع عناصر سلسلة إمدادات النفط الإيرانية لمنع النظام من جني الإيرادات لتعزيز أجندته المزعزعة للاستقرار».

ومن المرجح أن تعقد أحدث جولة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة خلال مطلع الأسبوع المقبل في العاصمة العُمانية.

وقالت مصادر مطلعة إن العقوبات السابقة التي فُرِضت على اثنتين من شركات التكرير الصينية الصغيرة لشرائهما النفط الإيراني تسببت في صعوبات في الحصول على النفط، مما دفعهما إلى وقف شراء النفط الخام وبيع المنتج تحت أسماء أخرى.

وقالت ثلاثة مصادر إن هذه العقوبات بدأت أيضا في ردع مصافي التكرير الصينية المستقلة الأكبر حجماً عن شراء النفط الخام الإيراني.

وشركة «شينهاي» مقرها مدينة سانغتشو الصينية الساحلية، وهي من أكبر شركات التكرير المستقلة في الصين خارج مجموعة شركات التكرير المستقلة المتمركزة في مقاطعة شاندونغ. وتعمل مصفاتها بطاقة 120 ألف برميل يومياً، وتضم مصنعاً للبيتومين بطاقة سنوية 5 ملايين طن، وتبلغ حصتها من استيراد الخام 74 ألف برميل يومياً، وهي من بين الأكبر بالنسبة لمصانع في الحجم نفسه.

وقال ليو بينغيو المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن «تعارض الصين بشدة دائماً ما تفعله الولايات المتحدة من سوء استخدام للعقوبات أحادية الجانب غير القانونية، وممارسة الولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية».

وأضاف: «على الولايات المتحدة التوقف عن التدخل في التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين الصين وإيران وتقويضه».

والشركات التي فرضت عليها وزارة الخزانة عقوبات هي «شركة باوجانغ المحدودة للخدمات اللوجستية والتخزين»، و«شركة ميناء شاندونغ جينجانغ المحدودة»، و«شركة ميناء شاندونغ باوجانغ الدولي المحدودة».

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الشركات تدير محطة في ميناء دونغ ينغ استقبلت أكثر من مليون برميل من النفط الإيراني من ناقلات أسطول الظل.

وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة عقوبات على عدد من الشركات والسفن وقادة السفن الذين قال إنهم سهَّلوا شحنات النفط الإيرانية، ضمن «أسطول الظل» الإيراني من الناقلات.

وتجمد العقوبات أصول المدرجين على القائمة في الولايات المتحدة، وتمنع الأميركيين من التعامل معهم.

وفُرضت العقوبات أيضاً على «شركة ستار توينكل المحدودة للشحن»، و«شركة هونغ كونغ برايم المحدودة للتجارة»، و«شركة إمبريس كيو المحدودة»، و«شركة نيشو لاينز إنكوربوريتد»، و«شركة بروبيتوس فوريفر المحدودة للتجارة»، و«شركة سكادي المحدودة». كما صُنفت الناقلات «ستار توينكل 6»، و«إل إيه إم دي»، و«إس كيه إيه دي آي»، و«إمبالاس»، و«بيج ماج»، و«ثين» ممتلكاتٍ محظورة.

وقال أحد المحللين إن أحدث العقوبات الأميركية تدريجية.

وقال فرناندو فيريرا مدير خدمة المخاطر الجيوسياسية لدى مجموعة رابيدان للطاقة «تضغط العقوبات المفروضة اليوم على المستوردين الصينيين، لكنها لا تشكل نقطة تحول بالنسبة للصادرات الإيرانية؛ إذ تواصل إدارة ترمب التوقف عن استهداف الشركات المملوكة للدولة الصينية».

وأضاف: «إذا رفضت بكين الحد من الواردات، فأنا أظنّ أن واشنطن ستواصل تكثيف العقوبات واستهداف كيانات أكثر حساسية».


مقالات ذات صلة

محمد بن سلمان يستقبل ترمب لدى وصوله إلى الرياض

الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمطار الملك خالد في الرياض (واس) play-circle 01:32

محمد بن سلمان يستقبل ترمب لدى وصوله إلى الرياض

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، صباح الثلاثاء، الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير خلال مؤتمر صحافي في جنيف (رويترز)

الاتفاق التجاري الأميركي - الصيني يرطب العلاقات ويلوّن الأسواق العالمية بالأخضر

أدى الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى ترطيب العلاقات بينهما وإلى إعادة اللون الأخضر إلى الأسواق المالية العالمية التي ارتفعت مؤشراتها بنسب عالية.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مجموعة من المتظاهرين البيض يرفعون لافتات شكر لترمب لمنحهم اللجوء إلى أميركا (أ.ف.ب)

مواطنون من ذوي البشرة البيضاء من جنوب أفريقيا يصلون إلى أميركا بعد منحهم وضع اللجوء

توجهت المجموعة الأولى المكونة من 49 مواطناً أبيض من جنوب أفريقيا، الذين منحهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب وضع اللجوء، إلى الولايات المتحدة اليوم (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
خاص شعار شركة «بوينغ» (رويترز) play-circle 00:57

خاص «بوينغ»: استثماراتنا في السعودية تتوسع... والتوطين محور رئيس للشراكة

أكد كيرك شولتز، المدير الإقليمي الأول لتطوير الأعمال الدولية لدى شركة «بوينغ» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن استثمارات الشركة في السعودية تشهد توسعاً.

خاص رجل يقف تحت علمَي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية في ساحة بمدينة جدة بالسعودية (أ.ب)

خاص بين «رؤية 2030» و«ستار غيت»... الذكاء الاصطناعي محور تحالف سعودي - أميركي جديد

تدخل السعودية وأميركا مرحلة تعاون استراتيجي جديدة تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي، بين «رؤية 2030» السعودية ومشروع «ستار غيت» الأميركي العملاق.

عبير حمدي (الرياض)

«الطيران المدني الدولي» تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط الطائرة الماليزية في 2014

حطام طائرة الرحلة «إم إتش 17» المنكوبة (أرشيفية - رويترز)
حطام طائرة الرحلة «إم إتش 17» المنكوبة (أرشيفية - رويترز)
TT

«الطيران المدني الدولي» تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط الطائرة الماليزية في 2014

حطام طائرة الرحلة «إم إتش 17» المنكوبة (أرشيفية - رويترز)
حطام طائرة الرحلة «إم إتش 17» المنكوبة (أرشيفية - رويترز)

أعلنت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) الاثنين، أنّ روسيا مسؤولة عن تحطم طائرة الرحلة «إم إتش 17» التي أسقطت فوق أوكرانيا قبل 10 سنوات، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصاً.

وخلص مجلس المنظمة التابعة للأمم المتحدة والتي يقع مقرّها في مونتريال بكندا، إلى أنّ الشكاوى التي قدّمتها أستراليا وهولندا بشأن رحلة الخطوط الجوية الماليزية «كانت قائمة على الواقع والقانون»، في أول قرار يتّخذه مجلس المنظمة «بشأن جوهر النزاع بين دول أعضاء».

وأوضحت المنظمة في بيان أنّ «روسيا الاتحادية لم تحترم التزاماتها بموجب القانون الجوي الدولي خلال تدمير طائرة الرحلة (إم إتش 17) التابعة للخطوط الجوية الماليزية في 2014». ولفت البيان إلى أنّ هذا أول قرار يتّخذه مجلس المنظمة «بشأن أساس نزاع بين دول أعضاء»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

حطام طائرة الرحلة «إم إتش 17» المنكوبة (أرشيفية - أ.ف.ب)

والطائرة وهي من طراز «بوينغ 777» أُسقطت في 17 يوليو (تموز) 2014، أثناء توجّهها من أمستردام إلى كوالالمبور بعدما أصابها صاروخ أرض-جو روسي الصنع من طراز «BUK» أثناء تحليقها في سماء منطقة يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا. وقُتل جميع ركاب الطائرة وأفراد طاقمها وعددهم 298 شخصاً، بينهم 196 هولندياً و43 ماليزياً و38 أسترالياً. وفي 2022، حكم القضاء الهولندي على 3 رجال، بينهم روسيان، بالسجن مدى الحياة لدورهم في هذه المأساة، لكنّ موسكو رفضت باستمرار تسليم أيّ مشتبه بهم.

قُتل جميع ركاب الطائرة وأفراد طاقمها وعددهم 298 شخصاً وبينهم 196 هولندياً و43 ماليزياً و38 أسترالياً (رويترز)

ونفت روسيا باستمرار أيّ ضلوع لها في الواقعة. وتعليقاً على قرار منظمة الطيران المدني الدولي، قالت الحكومة الأسترالية في بيان، إنّ «هذه لحظة تاريخية في السعي إلى الحقيقة والعدالة والمساءلة لضحايا تحطم الطائرة (MH17) وعائلاتهم وأحبائهم». وأضاف البيان أنّ الحكومة الأسترالية تدعو لاتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة هذا الخرق.

الطائرة كانت من طراز «بوينغ 777» أُسقطت في 17 يوليو (تموز) 2014 أثناء توجّهها من أمستردام إلى كوالالمبور (رويترز)

وتابعت الحكومة الأسترالية في بيانها: «ندعو روسيا إلى تحمّل مسؤوليتها النهائية عن هذا العمل المروّع من العنف وتصحيح سلوكها الفظيع، كما يقتضي القانون الدولي». بدوره، رحّب وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب بالقرار الذي لن «يمحو حزن ومعاناة» أقارب الضحايا، لكنّه «خطوة مهمة نحو الحقيقة والعدالة».

OSZAR »