«العجول الهربانة»... استعادة مطاردات موسمية بين مصريين وأضاحيهم

مقاطع فيديو تحظى باهتمام «سوشيالي» وتعليقات «ساخرة»

وزارة الزراعة أعلنت استيراد رؤوس الماشية (وزارة الزراعة المصرية)
وزارة الزراعة أعلنت استيراد رؤوس الماشية (وزارة الزراعة المصرية)
TT

«العجول الهربانة»... استعادة مطاردات موسمية بين مصريين وأضاحيهم

وزارة الزراعة أعلنت استيراد رؤوس الماشية (وزارة الزراعة المصرية)
وزارة الزراعة أعلنت استيراد رؤوس الماشية (وزارة الزراعة المصرية)

وكأنه أصبح طقساً سنوياً ينتظره مستخدمو «السوشيال ميديا» بشغف، فمع حلول عيد الأضحى، ينتظر كثيرون «فيديوهات العجول الهربانة»، وتم تداول كثير من الفيديوهات التي تضم مشاهد مفزعة أحياناً، وفي أحيان أخرى تبدو كوميديةً لعجول تجري وراء الناس، في شوارع مصر.

حظيت هذه المقاطع بانتشار كبير، وتصدَّرت «التريند» في مصر، الخميس والجمعة، تحت وسم «العجول الهربانة»، من بينها مقطع فيديو من الإسكندرية (شمال القاهرة) لأحد العجول الذي يبدو أنه كان يتم تجهيزه للأضحية، قبل أن يهرب من أصحابه وينزل إلى البحر.

وتوالت التعليقات حول الفيديو، فمنهم مَن كتب أن «العجل يستطيع العوم أفضل ممَّن يطاردونه»، وآخر كتب تعليقاً يؤكد فيه ضرورة مراعاة الضوابط الشرعية لذبح الأضاحي، وأهمها وضع غمامة على عينَي الأضحية.

وعلق متابعون على مقاطع فيديو أخرى تتضمَّن مطاردات بين الأهالي والعجول في شوارع مصر، قائلين: «رجعنا لكم بفيديوهات العجول الهربانة، كل عام وأنتم بخير». وتوالت التعليقات «الساخرة» من بعض الأشخاص الذين ظهروا في المقاطع، منها تعليق على أحد الأشخاص بعد أن كان يمشي بثبات وفي يده حبل لمحاولة السيطرة على العجل الطليق، ثم فجأة يجري هارباً بعيداً عن العجل، ليقول أحدهم: «هل هذا الشخص هو مَن كان يريد السيطرة على العجل؟!».

ونشرت قنوات تلفزيونية فيديوهات للعجول الهاربة، من بينها محاولة للسيطرة على عجل في البحيرة.

ويرى المتخصص في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي أن تريند «العجول الهربانة» بات ضيفاً سنوياً في كل عيد أضحى على شاشات المصريين الرقمية، لكن عدداً لا بأس به من مقاطع الفيديو المنتشرة تكون قديمة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «البعض يهتم بذكر هذه التفصيلة، والآخر يتعامل معها وكأنها طازجة البث، ولا يهتم إلا بغرض كسب ما لذ وطاب من إعجابات ومشارَكات تحظى بها حساباته عبر منصات التواصل الاجتماعي من تفاعلات».

جانب من مطاردات لأحد العجول في البحر بالإسكندرية (من مقطع فيديو على «يوتيوب»)

ويتابع الخبير في «السوشيال ميديا»: «خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي تتعامل بذكاء مطوريها لتقدم وجبةً شهيةً للمتابع من الرائج الذي يحصد الفكاهة والسخرية في هذه الحالة، وهو ما يناسب يوميات عيد الأضحى، ثم سرعان ما يخفت الأمر بظهور (تريند) جديد».

ويأتي هذا «التريند» في ظل ارتفاع أسعار اللحوم هذا العام مقارنةً بالعام الماضي، فبلغ متوسط سعر الكيلوغرام بمحلات في القاهرة نحو 500 جنيه، بينما وصل سعره العام الماضي إلى 400 جنيه، بينما انتشرت شوادر بيع اللحوم المدعومة من جهات مختلفة، ومن نواب بالبرلمان في أماكن متفرقة بالقاهرة والمحافظات الأخرى، بسعر بين 250 و300 جنيه للكيلوغرام.

وبينما تصاعدت وتيرة السخرية من الفيديوهات التي انتشرت حول مطاردات بين الأضاحي والأهالي، عدَّها بعض المتابعين قليلةً ونادرةً، وتعبِّر عن حالة من المزاح والسخرية التي ينشد بها البعض التسلية والضحك، حتى لو كانت قديمة.

وكانت وزارة الزراعة المصرية قد طرحت أكثر من 12 ألف رأس من الأضاحي البلدية الحية (الأبقار، والجاموس، والأغنام، والماعز) بأسعار مخفَّضة من خلال المزارع المنتشرة بمحافظات الجمهورية، وفق بيان للوزارة.

وأعلن وزير الزراعة استيراد أكثر من 158 ألف رأس من العجول الحية، إضافة إلى أكثر من 46 ألف رأس من الجمال وأكثر من 16 ألف رأس من الأغنام؛ بغرض الذبح الفوري والطرح للمواطنين في الأسواق والمنافذ بأسعار مخفَّضة، خصوصاً في فترة عيد الأضحى وزيادة الإقبال على اللحوم.


مقالات ذات صلة

«الإفتاء المصرية» تحذِّر من التندُّر على «العجول الهاربة»

يوميات الشرق أحد فيديوهات «العجول الهربانة» المنتشرة على «السوشيال ميديا» (إكس)

«الإفتاء المصرية» تحذِّر من التندُّر على «العجول الهاربة»

دخل مسؤولون بدار الإفتاء المصرية على خط «التريند» الشائع منذ يومين بعنوان «العجول الهربانة»، والذي تداوله مستخدمو «السوشيال ميديا» تزامناً مع حلول عيد الأضحى.

محمد الكفراوي (القاهرة)
خاص شواطئ الإسكندرية تستقبل الزوار (محافظة الإسكندرية)

خاص مصر: «فسحة العيد» تجافي النوادي والملاهي لحساب الشواطئ و«المولات»

اصطحب المهندس الأربعيني تامر فرج، (يعمل في إحدى شركات المحمول) بحلوان، (جنوب القاهرة) ابنتيه اللتين تدرسان في المرحلة الإعدادية إلى إحدى الأسواق التجارية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
خاص «سناب»: عيد الأضحى محطة رقمية رئيسية مع ارتفاع كبير في التفاعل والاستهلاك والمحتوى المرتبط بالتسوّق والاحتفال (غيتي)

خاص خلال عيد الأضحى... كيف يغيّر «سناب شات» سلوك التسوّق والتفاعل في السعودية؟

يشهد عيد الأضحى ذروة رقمية في السعودية، حيث يبرز «سناب شات» بوصفه منصة رئيسية للتسوّق والتفاعل بفضل العدسات التفاعلية والمحتوى المحلي والمبدعين.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق مسرحية «حكايات الشتا» تعرض خلال عيد الأضحى (البيت الفني للمسرح)

10 عروض مسرحية في عيد الأضحى بمصر

ترفع مسارح مصر الستار عن عشرة عروض مسرحية خلال عيد الأضحى، من بينها «الأرتيست»، و«حكايات الشتا»، و«مملكة الحواديت»، ضمن برنامج وزارة الثقافة المصرية للاحتفال.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق شوارع مصر تشهد إقبالاً متوسطاً على شراء الملابس (الشرق الأوسط)

إقبال متوسط على شراء ملابس العيد في مصر

لم يجد سعيد عبد الكريم، الموظف بإحدى الشركات الخاصة، سوى تخيير أبنائه بين السفر لقضاء عطلة الصيف في منطقة ساحلية، وبين شراء ملابس جديدة للعيد.

أحمد عدلي (القاهرة )

هل تتأثر «الانتعاشة السياحية» المصرية بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني؟

تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
TT

هل تتأثر «الانتعاشة السياحية» المصرية بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني؟

تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)

في أولى تداعيات التصعيد الإسرائيلي - الإيراني أعلنت الحكومة المصرية تأجيل افتتاح «المتحف المصري الكبير» لنهاية العام الحالي، كما شكلت مصر غرفة عمليات لمتابعة التداعيات المتلاحقة للتصعيد الإسرائيلي - الإيراني الأخير. وتباينت الآراء بشأن تأثير الأحداث على ما حققته القاهرة من «انتعاشة سياحية»، في الآونة الأخيرة، راهنين حجم التأثير على الإيرادات السياحية بمدى تصاعد التوترات في المنطقة.

وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، السبت، تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من العام الحالي، وقال، في تصريحات صحافية، إن «الحكومة تضع كل السيناريوهات في حال تصاعد الصراع».

وأوضحت وزارة السياحة والآثار، في إفادة رسمية السبت، أنه «في ضوء تطورات الأحداث الإقليمية الراهنة، فقد تقرر إرجاء الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي كان مقرراً في الثالث من يوليو (تموز) المقبل»، مشيرة إلى أنه «سيتم تحديد موعد جديد للافتتاح الرسمي للمتحف خلال الربع الأخير من العام الحالي، على أن يتم الإعلان عنه في الوقت المناسب، وذلك بعد التنسيق مع جميع الجهات المعنية لضمان تنظيم فعالية تليق بمكانة مصر السياحية والثقافية على الساحة الدولية».

ووفق الإفادة فإن «هذا القرار أيضاً جاء انطلاقاً من المسؤولية الوطنية للدولة المصرية، وحرصها على تقديم حدث استثنائي عالمي في أجواء تليق بعظمة الحضارة المصرية وتراثها الفريد، وبما يضمن مشاركة دولية واسعة تواكب أهمية الحدث».

توقعات متباينة بشأن تأثر السياحة في مصر بالتصعيد الإيراني - الإسرائيلي (الشرق الأوسط)

وكان من المقرر إغلاق المتحف منتصف الشهر الحالي تمهيداً للافتتاح، لكن في ضوء التأجيل، سيواصل المتحف استقبال زائريه في المناطق التي شهدت افتتاحاً تجريبياً منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى اقتراب موعد الافتتاح الرسمي الجديد.

وسبق أن تأجل افتتاح المتحف أكثر من مرة، بسبب تداعيات جائحة (كوفيد - 19)، وحرب غزة. ويعرض المتحف للمرة الأولى المقتنيات الكاملة للفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر (تشرين الثاني) 1922، إضافة إلى مجموعة مميزة من الآثار المصرية. وكانت مصر تتوقع أن يساهم المتحف في تنشيط السياحة وزيادة عائداتها.

وعلى صعيد التداعيات السياحية للتصعيد، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، في إفادة رسمية مساء الجمعة، عن تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الحركة السياحية بمختلف المقاصد المصرية في ضوء التداعيات المتلاحقة الناتجة عن تطورات الأوضاع الإقليمية.

أهرامات الجيزة (الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار)

وبحسب الإفادة فإن «غرفة العمليات التي يتابع عملها وزير السياحة والآثار شريف فتحي تتولى التنسيق مع الجهات المعنية داخل مصر وخارجها بشأن حركة الطيران وعودة حجاج السياحة البريين، وتضم ممثلين عن الإدارات المركزية لشركات السياحة، والمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، إلى جانب وحدة الطيران بالوزارة».

كما «تتابع الغرفة أيضاً أوضاع السائحين الموجودين في مصر من مختلف الدول التي تم إغلاق مجالاتها الجوية تأثراً بالأحداث»، وفق الإفادة التي أكدت أن «وزيري السياحة والآثار والطيران المدني المصريين يتابعان المستجدات من كثب، للوقوف على أي تطورات».

وشهدت منطقة الشرق الأوسط إغلاقاً واسعاً لعدد من المجالات الجوية الحيوية بعد بدء الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية في إيران فجر الجمعة. ما أدى إلى شلل مؤقت في حركة الطيران، خصوصاً في أجواء، إسرائيل، وإيران، والعراق، والأردن، وسوريا.

وأوضح مصدر مطلع بوزارة السياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزارة تتابع تطورات المشهد الإقليمي لتقييم تأثيره على حركة السياحة»، مشيراً إلى أنه «حتى الآن لم يتم إلغاء أي حجوزات سياحية». وقال: «مصر استطاعت على مدار العام الماضي تجاوز اضطرابات جيوسياسية كان من المتوقع أن تلقي بظلالها على معدلات السياحة».

ولا يعتقد الخبير السياحي محمد كارم أن حركة السياحة في مصر ستتأثر بالتصعيد الأخير. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة السياحة بين مصر وكل من إيران وإسرائيل ليست كبيرة»، لكنه أشار إلى أن «مدناً مثل طابا ونويبع قد تشهد تراجعاً في الإشغالات الفندقية وهذا أمر طبيعي مرتبط بالأحداث».

أحد مباني القاهرة التاريخية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أشارت تقارير إعلامية مصرية إلى «إغلاق نحو 90 في المائة من المنشآت السياحية (فنادق وكامبات) في مدينتي طابا ونويبع الواقعتين بسيناء على شاطئ البحر الأحمر وتراجع معدل الإشغالات الفندقية في شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء نتيجة الحرب على غزة».

في المقابل، توقع الخبير السياحي أحمد عبد العزيز أن «تتأثر حركة السياحة القادمة لمصر، لا سيما إذا تصاعدت الأحداث أكثر من ذلك». وقال إن «التأثر لن يكون بسبب خوف الناس من السفر بل بسبب إيقاف الرحلات في بعض مطارات دول المنطقة».

وأوضح عبد العزيز أن «عدداً من الرحلات لم تتم منذ بدء التصعيد بسبب إيقاف حركة الطيران في مطارات عربية، بالأردن والعراق».

وبينما أشار عبد العزيز إلى أن تحذيرات السفر الدولية بشأن التوترات في المنطقة لا تشمل مصر، قال إن «عدداً من البرامج السياحية الدولية لا سيما تلك القادمة من أميركا اللاتينية تكون برامج ثلاثية تشمل الأردن وإسرائيل ومصر»، متوقعاً أن «تشهد هذه البرامج تراجعاً في الفترة المقبلة ما سيؤثر بالتبعية وبشكل غير مباشر على عائدات السياحة المصرية».

واستقبلت مصر، وفق بيانات رسمية، 15.7 مليون سائح خلال عام 2024، ما يُعدّ أعلى رقمٍ تحققه البلاد في تاريخها. وقال رئيس الوزراء المصري في إفادة رسمية في فبراير (شباط) الماضي: «لولا الاضطرابات الإقليمية التي تحيط بمصر لارتفع هذا الرقم إلى 18 مليون سائح».

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (الشرق الأوسط)

وأكد كارم أنه على مدار العام الماضي ورغم الاضطرابات السياسية في المنطقة شهدت مصر «انتعاشة سياحية» ما يؤكد أنها «لن تتأثر بالتصعيد الأخير»، على حد قوله.

وتجاوزت السياحة المصرية اضطرابات تشهدها المنطقة مسجلة أرقاماً قياسية هذا العام. ووفق إفادة لمجلس الوزراء المصري، سجلت أعداد السياحة الوافدة للبلاد زيادة بنسبة 25 في المائة منذ بداية العام الحالي.

مدينة القاهرة التاريخية تجتذب الكثير من السائحين (الشرق الأوسط)

وكانت مصر تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 عبر استراتيجية أعلنتها الحكومة سابقاً، لكنها عادت وعدلت الاستراتيجية ورحّلت هدفها إلى عام 2031.

ويعد قطاع السياحة ركناً أساسياً للاقتصاد المصري، ومصدراً مؤثراً في توفير العملة الصعبة، وفرص العمل. ووفق بيانات البنك المركزي المصري بلغت عائدات السياحة خلال عام 2024 نحو 15.3 مليار دولار، مقابل 14.1 مليار دولار في 2023.

OSZAR »