ستورناراس من «المركزي الأوروبي»: خفض الفائدة في يونيو ثم توقف مؤقت

لين: واثق من اعتدال تضخم الخدمات

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT

ستورناراس من «المركزي الأوروبي»: خفض الفائدة في يونيو ثم توقف مؤقت

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

قال يانيس ستورناراس، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إن البنك يتوقع خفض أسعار الفائدة في منطقة اليورو مرة أخرى في يونيو (حزيران)، يلي ذلك توقف مؤقت.

وكان البنك المركزي الأوروبي قد خفض أسعار الفائدة للمرة السابعة خلال العام الماضي في أبريل (نيسان)، محذراً من أن النمو الاقتصادي سيتأثر بشدة بالرسوم الجمركية الأميركية، ما عزز التوقعات بمزيد من تخفيف السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة، وفق «رويترز».

ونقل عن ستورناراس، محافظ البنك المركزي اليوناني، قوله لصحيفة «كاثيميريني»: «أعتقد أننا سنخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في يونيو، ثم أتوقع توقفاً مؤقتاً». وأكد أولي رين، رئيس البنك المركزي الفنلندي، في تصريحات للصحيفة ذاتها: «نعتمد على نهج اتخاذ القرارات بناءً على البيانات. فإذا أكدت البيانات والتحليلات الاقتصادية الحالية توقعات استقرار التضخم وتباطؤ النمو إلى حد ما، فإن الرد المناسب في يونيو سيكون مواصلة التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة».

وأضاف رين: «بعد يونيو، سنواصل اتخاذ القرارات بناءً على البيانات في كل اجتماع، خصوصاً في ظل الأجواء المشحونة بعدم اليقين بسبب التطورات الجيوسياسية والحروب التجارية».

من جهته، قال فيليب لين، كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، يوم الجمعة، إن البنك واثق من أن التضخم المرتفع في قطاع الخدمات سيبدأ في التراجع خلال العام الحالي، مما سيساعد على إعادة معدل نمو الأسعار الإجمالي إلى الهدف المرجو البالغ 2 في المائة.

وأشار لين في محاضرة له: «نشهد تسويات منخفضة جداً لعقود الأجور هذا العام، بل وأدنى للعام المقبل، ما يعزز ثقتنا في أن تضخم الخدمات سيبدأ في التراجع.

ومع ذلك، حذر من أن الصدمات أصبحت أكثر تكراراً في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى تحركات كبيرة هذا العام في أسعار الصرف وأسعار الطاقة، تعود جزئياً إلى التغيرات الكبيرة في نظام التجارة العالمي.


مقالات ذات صلة

لاغارد تنتقد تصريحات ترمب «الفظيعة» بشأن الاتحاد الأوروبي

العالم كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي تلقي كلمة حول «دور أوروبا في عالم مجزأ» في برلين، ألمانيا 26 مايو 2025 (أ.ب)

لاغارد تنتقد تصريحات ترمب «الفظيعة» بشأن الاتحاد الأوروبي

انتقدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الاثنين، «اللغة الفظيعة» التي يستخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد كريستين لاغارد أثناء حضورها لإلقاء محاضرة بمدرسة هيرتي في برلين... 26 مايو 2025 (رويترز)

لاغارد: اليورو مرشح لأن يكون بديلاً عملياً للدولار

قالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، يوم الاثنين، إن اليورو يمكن أن يتحول إلى بديل عملي للدولار الأميركي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد يواكيم ناغل رئيس البنك المركزي الألماني يتحدث في اجتماع مجموعة السبع في كندا 22 مايو 2025 (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: أسعار الفائدة لم تعد عائقاً أمام النمو

قال يواكيم ناغل، عضو مجلس السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو لم تعد تُشكّل عائقاً أمام النمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (بانف - فرانكفورت )
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يلمّح لتوقف وشيك بعد خفض شبه محسوم للفائدة في يونيو

من المتوقَّع أن يُقدم البنك المركزي الأوروبي على خفض أسعار الفائدة مجدداً في يونيو (حزيران)، لكن تتزايد المؤشرات التي تدعو إلى التريُّث بعد ذلك.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد ماريو سينتينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في لشبونة (أرشيفية - رويترز)

سينتينو: «المركزي الأوروبي» قد يخفض الفائدة دون «المستوى الحيادي»

قال ماريو سينتينو، عضو مجلس السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، إن البنك قد يضطر إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى ما دون المستوى «الحيادي».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)

«نيبون» للاستحواذ على «يو إس ستيل»... بمباركة ترمب وإدارة أميركية

أحد مصانع شركة «يو إس ستيل» الأميركية في ولاية بنسلفانيا الأميركية (رويترز)
أحد مصانع شركة «يو إس ستيل» الأميركية في ولاية بنسلفانيا الأميركية (رويترز)
TT

«نيبون» للاستحواذ على «يو إس ستيل»... بمباركة ترمب وإدارة أميركية

أحد مصانع شركة «يو إس ستيل» الأميركية في ولاية بنسلفانيا الأميركية (رويترز)
أحد مصانع شركة «يو إس ستيل» الأميركية في ولاية بنسلفانيا الأميركية (رويترز)

في خطوة تعكس مزيجاً من الانفتاح الاقتصادي والاعتبارات الأمنية، أعلنت مصادر مطلعة أن شركة «نيبون ستيل» اليابانية ستتمم صفقة استحواذها على شركة «يو إس ستيل» الأميركية بسعر 55 دولاراً للسهم، وبقيمة إجمالية تبلغ نحو 14 مليار دولار، بحسب ما نقلته شبكة «سي إن بي سي» الأميركية.

وتأتي هذه الصفقة بعد حصولها على الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رغم معارضته السابقة، وكذلك معارضة من إدارة بايدن السابقة، ما يمثل تحولاً لافتاً في الموقف السياسي تجاه الاستثمارات الأجنبية بالقطاعات الاستراتيجية.

وفي جانب من التفاصيل، أعلن السيناتور الأميركي ديف ماكورميك أن الصفقة ستتضمن تعيين رئيس تنفيذي أميركي لشركة «يو إس ستيل»، بالإضافة إلى تشكيل مجلس إدارة بغالبية أميركية. والأهم من ذلك، أنه سيتم توقيع «اتفاق أمني وطني» مع الحكومة الأميركية يمنحها «سهماً ذهبياً»، وهو أداة سيادية تتيح لها الاعتراض على قرارات معينة ضمن مجلس الإدارة.

وأوضح ماكورميك أن نيبون ستيل وافقت على ضخ استثمارات بقيمة 14 مليار دولار في «يو إس ستيل»، تتضمن تطويراً لمرافق الشركة في «مون فالي» بولاية بنسلفانيا. وهذا الاستثمار من المتوقع أن يحفظ 10 آلاف وظيفة قائمة، ويوفر 10 آلاف وظيفة جديدة في قطاع البناء، خصوصاً مع خطط إنشاء فرن قوسي إضافي.

ومن الناحية الاقتصادية، تمثل الصفقة دفعة قوية لقطاع الصلب الأميركي من حيث التحديث التكنولوجي، وضمان الاستدامة التشغيلية دون المساس بالسيادة الإدارية. ويعد الاحتفاظ بالمقر الرئيس في بيتسبرغ وتعيين قيادة أميركية ترسيخاً للطابع الوطني للشركة حتى بعد دخول الشريك الأجنبي، مما يهدئ المخاوف المرتبطة بالأمن القومي وسلاسل الإمداد الاستراتيجية.

وباتت السياسة الأميركية تجاه الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً من دول حليفة مثل اليابان، تتسم بمزيد من «المرونة المشروطة». فبينما حظرت إدارة بايدن الصفقة سابقاً، أعادت إدارة ترمب مراجعتها ضمن رؤية تعد الاستثمار الياباني في الصناعات الثقيلة بمثابة «شراكة وليس تهديداً».

ويرى مراقبون أنه ينبغي على المستثمرين مراقبة كيفية تنفيذ الضمانات الأمنية والإدارية، خصوصاً ما يتعلق بـ«السهم الذهبي» الأميركي الذي سيكون سابقة تنظيمية فريدة من نوعها. كما يستوجب من المسؤولين في قطاعات مماثلة الاستفادة من هذا النموذج الذي يجمع بين السيادة التشغيلية والانفتاح على رؤوس الأموال الأجنبية.

أما صناع السياسات، فعليهم التفكير في كيفية تعميم آليات مشابهة في قطاعات استراتيجية أخرى لضمان تدفق الاستثمارات مع الحفاظ على السيطرة الوطنية، بحسب الخبراء. وصفقة استحواذ «نيبون ستيل» على «يو إس ستيل» تمثل نموذجاً جديداً من الشراكات الاقتصادية ذات البعد السيادي. وبينما تفتح الباب أمام استثمارات ضخمة وتطوير صناعي، فإنها تؤكد أيضاً قدرة الولايات المتحدة على صياغة نماذج تضمن أمنها القومي دون عرقلة النمو الاقتصادي. ومع اقتراب إتمام الصفقة، تبقى الأنظار موجهة نحو كيفية تفعيل الضمانات الأميركية، واستثمار الزخم الاقتصادي الناتج عنها.

OSZAR »