قالت منظمة «أطباء بلا حدود» الطبية الخيرية، اليوم (الخميس)، إن الأطباء في قطاع غزة يتبرعون بالدم لإنقاذ مرضاهم بعد مقتل عشرات الفلسطينيين بالرصاص في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية.
ونظّم مئات من موظفي المنظمة تحركاً احتجاجياً في جنيف الخميس، معبرين عن إدانتهم لـ«عسكرة» المساعدات الإنسانية في قطاع غزة من جانب إسرائيل.
وحمل المحتجّون لافتة كبيرة كُتب عليها «غزة: كل الخطوط الحمراء تمّ تجاوزها»، مطالبين بإنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل، والسماح بوصول المساعدات الكافية التي يعتمد عليها سكان القطاع الفلسطيني.
وقال المدير العام للمنظمة في سويسرا ستيفن كورنيش، لوكالة «رويترز» خلال المظاهرة: «يحتاج الناس إلى أساسيات الحياة... ويحتاجون أيضاً إليها بكرامة».
وأضاف: «إذا كنت تخاف على حياتك، وتركض مع الطرود التي تفتح، فهذا شيء يفوق كل ما رأيناه من قبل... لقد قتلت هذه الهجمات العشرات... لقد تُركوا ينزفون على الأرض».
وقال كورنيش إن العاملين في أحد المستشفيات التي تعمل فيها منظمة «أطباء بلا حدود» اضطروا إلى التبرع بالدم، لأن معظم الفلسطينيين الآن يعانون من سوء التغذية لدرجة لا تسمح لهم بالتبرع.
وسمحت إسرائيل لمؤسسة «غزة الإنسانية» الخاصة بالبدء في توزيع المواد الغذائية بغزة الأسبوع الماضي، بعد أن أغلقت القطاع بالكامل أمام جميع الإمدادات منذ بداية مارس (آذار).
وتقول سلطات غزة إن 102 فلسطيني على الأقل قُتلوا وأصيب نحو 500 آخرين، في أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات من مواقع توزيع الأغذية في الأيام الثمانية الأولى.
وقال شهود إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الحشود. وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حركة «حماس» هم المسؤولون عن إطلاق النار، رغم اعترافه الثلاثاء، بعد مقتل 27 شخصاً على الأقل، بأن قواته أطلقت النار على «المشتبه بهم» الذين اقتربوا من مواقعها.
وكان الطاقم الطبي التابع لمنظمة «أطباء بلا حدود» في مقدمة من شهدوا الفوضى المحيطة بتوزيع المساعدات التي تقدّمها مؤسسة «غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة.
وقالت ميكاييلا سيرافاني رئيسة «أطباء بلا حدود» في سويسرا: «استقبلنا العديد من الجرحى بعد توزيع المساعدات، وجرى ذلك في جو من الذعر والعنف».
وخسرت منظمة «أطباء بلا حدود» 11 من العاملين معها بقطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقالت في بيان: «فقط وقف إطلاق النار الدائم وفتح حدود قطاع غزة بشكل فوري أمام المساعدات الإنسانية، خصوصاً الغذاء والإمدادات الطبية والوقود، يمكن أن يخفّفا من هذه الكارثة المفتعلة».