أردنيون عالقون في الخارج يلجأون إلى مصر للعودة براً

مع استمرار غلق المجال الجوي بسبب المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية

اضطر أردنيون للسفر براً عبر مصر عقب إغلاق المجال الجوي (مجلس الوزراء المصري)
اضطر أردنيون للسفر براً عبر مصر عقب إغلاق المجال الجوي (مجلس الوزراء المصري)
TT

أردنيون عالقون في الخارج يلجأون إلى مصر للعودة براً

اضطر أردنيون للسفر براً عبر مصر عقب إغلاق المجال الجوي (مجلس الوزراء المصري)
اضطر أردنيون للسفر براً عبر مصر عقب إغلاق المجال الجوي (مجلس الوزراء المصري)

لم يكن كامل جمال، الموظف الحكومي الأردني، الذي سافر لتشجيع منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم 2026 أمام نظيره العماني، يتوقع أن تطول إجازته عالقاً غير قادر على العودة للمملكة الأردنية بسبب إغلاق المجال الجوي.

حصل جمال على تأشيرة السلطنة لمدة 10 أيام كي يمضي إجازة العيد مع زملائه هناك، على أن يعود للأردن في الأسبوع التالي، لكن قبل يوم من موعد طائرته بدأت الهجمات الإسرائيلية على إيران ليغلق المجال الجوي أمامه.

يقول جمال لـ«الشرق الأوسط» إنه قضى 4 أيام عالقاً في عدة مطارات بعدما حجز أكثر من رحلة ترانزيت إلى الأردن من مسقط، لكن في كل مرة يتم إلغاء الرحلة الأخرى وتعيده شركات الطيران إلى مسقط، حتى وجد طائرة إلى القاهرة عبر الدوحة، ليبدأ رحلة برية من العاصمة المصرية إلى مدينة نويبع التي سيستقل منها عبّارة لمدة 3 ساعات من أجل الوصول إلى ميناء العقبة في الأردن.

جمال هو واحد من أكثر من 20 أردنياً حملهم باص إحدى الشركات المصرية في رحلة اعتيادية من القاهرة إلى طابا مروراً بمدينتَي دهب ونويبع المطلة على شاطئ البحر الأحمر، لكن الرحلة التي تستغرق عادة أقل من 9 ساعات استغرقت نحو 13 ساعة بسبب إجراءات التفتيش والتدقيق الأمني.

البعض فضّل القيام برحلة من القاهرة إلى نويبع المطلة على شاطئ البحر الأحمر لدخول الأردن (مجلس الوزراء المصري)

بالقرب من جمال كان يجلس رامي رائد، الشاب العشريني الذي عاد من تركيا بعد احتفاله بخطبة شقيقه الأصغر وبرفقته والده والعريس وعمه ونجل عمه، فالعائلة الصغيرة التي سافرت من عمان إلى إسطنبول في رحلة كان يُفترض أن تعود بهم السبت الماضي، تقطعت بها سبل العودة بشكل كامل، ولم يكن أمامهم سوى طريقين للعودة العاجلة في ظل وجود ارتباطات لديهم في عمان.

يقول رامي لـ«الشرق الأوسط» إن استمرار إلغاء جميع الرحلات لعدة أيام دفعهم إلى التفكير في العودة براً، ولم يكن أمامهم سوى العودة إما عن طريق سوريا، وهو خيار لم تعتبره الأسرة الأفضل أمنياً، أو عبر مصر بعدما وجدوا تذاكر طيران إلى مطار القاهرة، فكان قرارهم السفر والبدء في الرحلة البحرية.

يشير رامي إلى أنهم فوجئوا خلال الرحلة باشتراط الحصول على تذكرة حجز مسبق للمركب الذي سينقلهم للأردن؛ ما دفعهم إلى حجزه عبر الإنترنت من خلال الموقع الإلكتروني في ظل رغبتهم في العودة سريعاً.

أما أحمد، وهو طبيب أسنان أردني، فجاء إلى مصر بعد عطلة عيد الأضحى مباشرة من أجل حضور مؤتمر طبي، لكن إغلاق المجال الجوي حال دون عودته برفقة صديقه الشاب؛ ما دفعهما لاتخاذ قرار العودة براً، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الرحلة البرية ستستغرق أكثر من 24 ساعة» للوصول إلى منزله في العاصمة الأردنية، في حين «لم تكن تستغرق الرحلة الجوية بين القاهرة وعمان أكثر من ساعة».

وبحسب مصدر أمني مصري تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن تعليمات أمنية صدرت بتشديد الرقابة الأمنية، وتجنب حدوث تجمعات وزحام على العبّارات واللانشات العاملة بين مصر والأردن، بعدما لوحظ في الأيام الماضية زيادة أعداد الأردنيين بصورة كبيرة.

وقال المصدر، رافضاً ذكر اسمه، إن الإجراءات المستحدثة تتضمن فقط الحصول على حجز فندق لليوم التالي حال لم تكن العبّارة متاحة في نفس اليوم، وحجزاً مؤكداً ومدفوعاً للأفراد العابرين، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات بدأ تطبيقها مؤخراً لأهداف تنظيمية، وحتى الآن لا توجد أي مشاكل في تطبيقها باستثناء طول فترة الانتظار في بعض الأحيان إلى حين إنهاء هذه الإجراءات.

ويبلغ متوسط سعر تذكرة السفر بالعبّارة عبر نويبع للأردنيين نحو 60 دولاراً (الدولار يساوي 50.1 جنيه مصري في البنوك)، وتستغرق قرابة 3 ساعات، في حين يصل سعر السفر بالقارب السريع من طابا إلى الأردن نحو 80 دولاراً للفرد، مع اشتراط الوجود قبل السفر بنحو 3 ساعات لإنهاء الإجراءات.


مقالات ذات صلة

بعد القصف... ما مصير البرنامج النووي الإيراني؟

شؤون إقليمية ملصق معروض لمنشأة فوردو لتخصيب الوقود في إيران خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون 26 يونيو 2025 (رويترز)

بعد القصف... ما مصير البرنامج النووي الإيراني؟

أضرت الضربات الأميركية والإسرائيلية بمنشآت نووية إيرانية، وأخرت برنامج طهران المثير للجدل مؤقتاً، لكن الغموض لا يزال مستمراً بشأن مصير اليورانيوم المخصب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً الاثنين بمناسبة المؤتمر الدولي الرابع للتمويل الذي استضافته مدينة إشبيلية الإسبانية (رويترز)

ماكرون مواظب على التواصل مع إيران ويطرح عليها 6 مطالب

6 مطالب رئيسية طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصاله الجديد مساء الأحد مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، وتتناول جانبين من العلاقات بين باريس وطهران.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والبريطاني ديفيد لامي خلال إفادة صحافية مشتركة عقب لقائهما في أنقرة (الخارجية التركية)

توافق تركي - بريطاني بشأن جملة من القضايا الدولية والإقليمية

أبدت تركيا وبريطانيا توافقاً في الآراء بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية واتفقتا على المضي في تعزيز العلاقات بمختلف المجالات وفي مقدمتها الاستثمار

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أنقاض مبنى تابع لسجن إيفين بالعاصمة الإيرانية طهران 29 يونيو 2025 (خدمة نيويورك تايمز) play-circle

إيران تربط استئناف التفاوض بضمانات «أمنية» من واشنطن

شدَّدت إيران على استعدادها للحوار بشرط ضمانات بعدم التعرض لهجمات أميركية، في حين أكدت الولايات المتحدة توقف المحادثات مع طهران وعدم تقديم أي عرض حالياً.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تستعد للإقلاع لشن ضربات على إيران 17 يونيو 2025 (الجيش الإسرائيلي) play-circle

إسرائيل تخطط لاستثمار حروبها لتعزيز مبيعات أسلحتها

تخطط إسرائيل للفوز بمناقصات عدّة لتصدير الأسلحة واستثمار استخدامها في حروبها ضد إيران، وغزة، ولبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الدبيبة يطالب بالتحقيق في تزوير «مليارات الدنانير»

رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة مجتمعاً مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي مساء الأحد (المجلس الرئاسي الليبي)
رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة مجتمعاً مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي مساء الأحد (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

الدبيبة يطالب بالتحقيق في تزوير «مليارات الدنانير»

رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة مجتمعاً مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي مساء الأحد (المجلس الرئاسي الليبي)
رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة مجتمعاً مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي مساء الأحد (المجلس الرئاسي الليبي)

وسط غضب وتساؤلات في الأوساط الليبية، طالب رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، النائب العام «بفتح تحقيق شامل، لمحاسبة كل المتورطين في جريمة تتعلق بتزوير مليارات الدنانير».

وعدّ الدبيبة أن إقرار المصرف المركزي بوجود فارق 3.5 مليار دينار زائدة عن الكمية المطبوعة رسمياً في فئة الـ50 ديناراً التي سحبها مؤخراً يثبت صدق تحذيراته بشأن وجود عملات مزوَّرة أُغرقت بها السوق الليبية لشراء العملة الصعبة. والدولار يساوي 5.93 دينار في السوق الرسمية.

وقال الدبيبة في بيان مساء الأحد: «الأمر خطير ويمسّ أساس الاستقرار الاقتصادي وحياة الناس ولقمة عيشهم».

وكان المصرف قد أعلن «اكتشاف تجاوزات مالية خطيرة في فئة 50 ديناراً (الإصدار الثاني، المطبوع في روسيا)»، موضحاً أنه «تم تسجيل فرق بقيمة 3.5 مليار دينار بين الكمية الرسمية المصدرة، البالغة 6.65 مليار دينار، والمبالغ الموردة إليه من المصارف التجارية، التي بلغت 10.211 مليار دينار».

وأكد المصرف في بيان أن هذه الكميات «لم تُسجل في سجلات إدارة الإصدار ببنغازي، ولم تخضع لقانون المصارف»، ما عدّه «استيلاءً غير مشروع أضر بالاقتصاد الوطني، وأسهم في انخفاض قيمة الدينار الليبي، وارتفاع الطلب على العملات الأجنبية في السوق الموازية».

ولفت إلى أن «طباعة كميات كبيرة من العملة خارج المصرف المركزي، أسهمت أيضاً في زيادة مخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب».

وأكد المصرف تقديم بلاغ للنائب العام وإخطار مجلس النواب، مشيراً إلى أن النتائج النهائية ستُعلن بعد استكمال عمليات الفرز.

على الصعيد السياسي

من جهة أخرى، ناقشت ستيفاني خوري، نائبة رئيسة بعثة الأمم المتحدة الخاصة بليبيا، مع عضو مجلس النواب الهادي الصغير عمل البعثة على صياغة خريطة طريق لعملية سياسية يقودها الليبيون وتُيسرها الأمم المتحدة.

ستيفاني خوري نائبة رئيسة بعثة الأمم المتحدة مع عضو مجلس النواب الليبي الهادي الصغير (البعثة الأممية)

وأكد الجانبان، بحسب بيان أصدرته البعثة يوم الاثنين، على أهمية «المشاركة الليبية الفاعلة في صياغة هذه الخريطة لتعزيز التوافق الوطني، وإنهاء الوضع القائم الذي لم يعد قابلاً للاستمرار»، كما «اتفقا على مضاعفة الجهود لتلبية تطلعات الليبيين إلى الأمن والاستقرار والتنمية في ظل مؤسسات موحدة وتحظى بالشرعية».

في غضون ذلك، ووسط مخاوف من «خطر انهيار الهدنة»، وعودة الاشتباكات في العاصمة طرابلس، باشر وكيل وزارة العدل ورئيس جهاز الشرطة القضائية، علي إشتيوي، مهامه من المقر الجديد للجهاز، رغم استمرار رفض قوة «جهاز الردع» تنفيذ قرار إقالة سلفه، في ظل تحشيدات عسكرية.

وأعلنت حكومة «الوحدة» أن إشتيوي ناقش في اجتماع عقده مساء الأحد مع ضباط وأعضاء الشرطة القضائية سير العمل بالمرافق التابعة للجهاز، والتحديات التي تواجه الكوادر العاملة، إضافة إلى «استعراض الخطط المستقبلية الهادفة إلى تطوير الأداء الجهاز».

صورة وزعها جهاز الشرطة القضائية في طرابلس لتولي رئيسه الجديد عمله

وأكد إشتيوي في بيان، ضرورة التوقف عن التعامل مع أي إجراءات أو معاملات تصدر عن الرئيس السابق، مع الالتزام الكامل بالانتقال إلى المقر الجديد للجهاز بدءاً من الاثنين، محذراً كل من يخالف هذا التوجيه بتعريض نفسه للمساءلة القانونية والتأديبية.

وكان أعضاء جهاز الشرطة القضائية قد أعلنوا في بيان مؤخراً عن رفضهم لقرار الدبيبة تكليف إشتيوي الملقب بـ«السريعة» لرئاسة الجهاز مع الاحتفاظ بمهامه الحالية، خلفاً لصبري هدية.

بدوره، عدّ «حراك أبناء سوق الجمعة»، الأرتال التي تتحرك يومياً في شوارع العاصمة طرابلس «محاولة استعراض فارغة، غرضها بث الرعب». وأضاف في ساعة مبكرة من صباح الاثنين أن «طرابلس عصية، ولن يدخلوها إلا على جثث رجالها».

وكان الدبيبة قد بحث، مساء الأحد، مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي الأوضاع الأمنية في مختلف مناطق البلاد، والتحديات التي تواجه الملف الأمني، وسبل تعزيز التنسيق بين المؤسسات المعنية للحفاظ على الاستقرار، ومواجهة أي محاولات لزعزعة الأمن.

وبحسب بيان حكومي، فقد «تم التأكيد على أهمية استمرار العمل المشترك لتطوير أداء الأجهزة الأمنية، في إطار استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الاستقرار ودعم مؤسسات الدولة في أداء مهامها».

OSZAR »