الحوثيون: لن نتوقف عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر... وتصريحات ترمب ليست دقيقة

الدخان يتصاعد فوق المباني إثر الغارات الجوية الإسرائيلية في صنعاء (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد فوق المباني إثر الغارات الجوية الإسرائيلية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون: لن نتوقف عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر... وتصريحات ترمب ليست دقيقة

الدخان يتصاعد فوق المباني إثر الغارات الجوية الإسرائيلية في صنعاء (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد فوق المباني إثر الغارات الجوية الإسرائيلية في صنعاء (إ.ب.أ)

تعهّد الحوثيون في اليمن، الثلاثاء، برد «مزلزل» على إسرائيل التي أكّدوا أنهم سيواصلون توجيه ضربات لها رداً على القصف الإسرائيلي، بدون أي إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة الذي أعلنته عُمان.

وتوعّد رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط برد «مزلزل ومؤلم لن يكون بمقدور العدو الإسرائيلي تحمّله»، وذلك في بيان أشار إلى أن الضربات «ستستمر». وكانت إسرائيل قصفت الثلاثاء بنى تحتية يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك المطار ومحطات طاقة في صنعاء، لليوم الثاني على التوالي رداً على إصابة مطار تل أبيب بصاروخ أطلقه المتمردون الموالون لإيران.

من جهته، نفى متحدث باسم جماعة الحوثي اليمنية، اليوم (الثلاثاء)، تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الجماعة تعهدت بوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر.

وقال المتحدث الحوثي محمد البخيتي لـ«بلومبرغ» إن تصريحات ترمب «ليست دقيقة»، مضيفاً أن الجماعة لن توقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر، التي تقول إنها تأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.

كان الرئيس الأميركي قد قال إن جماعة الحوثي تعهدت بوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، وإن الولايات المتحدة ستصدق ذلك، وستوقف قصفها للحوثيين على الفور.

وأضاف ترمب: «الحوثيون يقولون إنهم لا يريدون القتال، ولن يهاجموا السفن بعد الآن. سأصدق حديث الحوثيين... وسنتوقف عن قصفهم على الفور».

وفي وقت لاحق، قال القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى إنه إذا قررت الولايات المتحدة «الانسحاب من المعركة»، فهذا جيد، لكن «إسناد» غزة لن يتوقف بحراً وجواً حتى وقف الحرب.

يأتي ذلك بعد أن نفّذت إسرائيل في وقت سابق اليوم غارات جوية استهدفت مطار صنعاء، ما أدّى إلى تعطيل المطار عن العمل، وذلك رداً على هجوم شنّه الحوثيون على مطار بن غوريون في وسط إسرائيل، يوم الأحد.

وجاء الهجوم على مطار صنعاء، بعد أن شنّت إسرائيل هجوماً استهدف ميناء الحديدة في غرب اليمن، أمس (الاثنين).

وتنفذ الولايات المتحدة عملية عسكرية موسعة ضد الحوثيين، أسفرت بحسب الجماعة اليمنية عن مقتل وإصابة العشرات.

وتشنّ جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دعماً للفلسطينيين في غزة. وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل التجارة العالمية.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً أطلق من اليمن

شؤون إقليمية بطارية الدفاع الجوي الأميركية «ثاد» (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي ضربات إسرائيل دمرت مطار صنعاء الخاضع للحوثيين (أ.ب)

السفارة الأميركية تدخل على خط السخرية من مزاعم النصر الحوثية

نفى زعيم الحوثيين الاستسلام لأميركا، داعياً أتباعه للتظاهر احتفالاً بما وصفه بـ«الفشل» الأميركي، وهو ما دفع سفارة واشنطن للسخرية من مزاعم النصر الحوثي.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي حطام طائرة يمنية في مطار صنعاء إثر ضربات إسرائيلية (رويترز)

الحكومة اليمنية تحمل الحوثيين مسؤولية دمار الطائرات في صنعاء

حمّلت الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية مسؤولية دمار طائرات الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء إثر القصف الإسرائيلي لجهة احتجاز الطائرات بشكل غير قانوني.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الإناث أكثر الفئات حرماناً من الالتحاق بالتعليم والوصول إلى الخدمات (الأمم المتحدة)

مليون طفل يمني يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها

يواجه اليمن، في عامه العاشر من الصراع، أزمة حادة على صعيد الحماية والجوانب الإنسانية في وقت تُضاعف فيه التضاريس الوعرة من صعوبة الوصول إلى الخدمات.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جندي أميركي يتفقد مجموعة من القنابل على سطح حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي) play-circle

تقرير: الحرب على «الحوثي» كلفت أميركا أكثر من مليار دولار

ذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» نقلاً عن مصادر أن الضربات التي أمر الرئيس الأميركي بتوجيهها ضد جماعة «الحوثي» اليمنية كلفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السفارة الأميركية تدخل على خط السخرية من مزاعم النصر الحوثية

الحوثيون فرضوا قبضة مشددة على السكان في مناطق سيطرتهم واعتقلوا المئات بذريعة التخابر مع واشنطن (إ.ب.أ)
الحوثيون فرضوا قبضة مشددة على السكان في مناطق سيطرتهم واعتقلوا المئات بذريعة التخابر مع واشنطن (إ.ب.أ)
TT

السفارة الأميركية تدخل على خط السخرية من مزاعم النصر الحوثية

الحوثيون فرضوا قبضة مشددة على السكان في مناطق سيطرتهم واعتقلوا المئات بذريعة التخابر مع واشنطن (إ.ب.أ)
الحوثيون فرضوا قبضة مشددة على السكان في مناطق سيطرتهم واعتقلوا المئات بذريعة التخابر مع واشنطن (إ.ب.أ)

نفى زعيم الجماعة الحوثية في اليمن، عبد الملك الحوثي، الاستسلام للولايات المتحدة، داعياً أتباعه للتظاهر، الجمعة، احتفالاً بما وصفه بـ«الفشل» الأميركي، وذلك بعد يومين من توقف حملة ترمب ضد الجماعة بناءً على وساطة عمانية.

وفي حين يزعم قادة الجماعة الحوثية بانتصارهم في مواجهة أميركا، دخلت سفارة واشنطن لدى اليمن على خط السخرية على حسابها في منصة «إكس» تأكيداً للضربات الموجعة التي تكبدتها الجماعة، وأجبرتها على الالتزام بعدم تهديد الملاحة.

ونشرت السفارة رسماً كاريكاتيرياً يظهر سيارة علقت في الوحل، وشخصاً يرتدي الزي اليمني يسأل سائقها عما إذا كانت سيارته عالقة، فيرد السائق بالقول «مدري» (لا أدري)، وهي الكلمة التي فرضتها الجماعة على السكان في مناطقها أيام الضربات ضمن سياسة التعتيم على خسائرها.

وعلّقت السفارة تحت الرسم الكاريكاتيري بالقول: «في بعض الأحيان تكون الحقيقة واضحة جداً، ولا يمكن إخفاؤها».

وبعد نحو 8 أسابيع من الضربات، أعلن ترمب، الثلاثاء الماضي، استسلام الحوثيين، ووقف الضربات عليهم، وقال: «تلقينا أخباراً جيدة جداً الليلة الماضية. أعلن الحوثيون أنهم لم يعودوا يريدون القتال أو على الأقل أعلنوا لنا أنهم لا يريدون القتال بعد الآن».

وأضاف ترمب: «سنوقف القصف، وقد استسلموا. والأهم من ذلك أننا سنصدق كلمتهم، وهم يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن، وهذا هو الهدف الذي نريده مما كنا نفعله».

وعلى أثر تصريحات ترمب، أعلنت سلطنة عمان أن جهودها أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والجماعة الحوثية، وأن الاتفاق جاء بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها مع الجانبين بهدف تحقيق خفض التصعيد.

دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة إسرائيلية على محطة كهرباء خاضعة للحوثيين (رويترز)

وأوضح البيان العماني بالقول: «في المستقبل، لن يستهدف أي من الطرفين الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة، وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي».

ولقي وقف النار ترحيباً سعودياً وخليجياً وعربياً، في حين أكد الحوثيون استثناء إسرائيل من الاتفاق، وهو ما يُنذر بردود انتقامية من تل أبيب في حال تعرضت لأي هجمات جديدة، على غرار ما حدث من تدمير لميناء الحديدة ومطار صنعاء وبقية منشآت الطاقة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.

عشرات الهجمات

وادّعى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه، الخميس، أن قوات جماعته نفذت 131 عملية عسكرية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل منذ منتصف مارس (آذار) الماضي في سياق ما تقول الجماعة إنه «إسناد للفلسطينيين في غزة».

وقال الحوثي «إن عمليات جماعته المساندة لغزة بلغت منذ منتصف مارس (آذار) أكثر من 131 عملية نفذت بـ253 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة». كما زعم مهاجمة إسرائيل هذا الأسبوع بـ10 صواريخ وطائرات مسيرة.

حفرة ضخمة قرب مطار بن غوريون الإسرائيلي إثر انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (أ.ب)

واعترف زعيم الجماعة المدعومة من إيران باستقبال 1712 ضربة جوية وبحرية على جماعته منذ أطلق ترمب حملته، وقال: «كان هناك تصعيد واضح (...) لإسناد العدو الإسرائيلي، ولكنه فشل فشلاً ذريعاً، ولم يؤثر على قدراتنا العسكرية، ولم يوقف العمليات، ولم يؤثر على الإرادة الشعبية».

ونفى الحوثي الاستسلام لأميركا عقب إعلان وقف إطلاق النار، ووصف تصريحات ترمب حول هذا الخصوص بأنها في سياق «التهريج الذي يُعرف عن ترمب»، وقال: «إزاء الفشل وصل الأميركي إلى خيار أن يوقف هذا الإسناد حسبما أعلن عنه وأبلغ به أشقاءنا في سلطنة عمان».

وكان ترمب قد أمر ببدء الحملة ضد الحوثيين، وتوعدهم بـ«القوة المميتة» لإرغامهم على وقف تهديد الملاحة ومهاجمة السفن.

دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة إسرائيلية على محطة كهرباء خاضعة للحوثيين (رويترز)

وشملت الضربات بدرجة أولى صعدة؛ حيث معقل الجماعة الرئيس وصنعاء ومحيطها والحديدة، ثم الجوف ومأرب وعمران في المقام الثاني، إلى جانب ضربات استهدفت بشكل أقل ذمار والبيضاء وإب وتعز والمحويت وحجة.

ووفق مراقبين يمنيين وبيانات للجيش الأميركي، تمكنت الضربات من تكبيد الحوثيين خسائر ضخمة في العتاد، ومئات العناصر، بينهم قادة ميدانيون، غير أن الجماعة فرضت تعتيماً كبيراً على خسائرها في سياق سعيها للحفاظ على معنويات أتباعها.

OSZAR »