ترمب ينجح في هزيمة هاريس ويعود إلى البيت الأبيض رغم كل العقبات

TT

ترمب ينجح في هزيمة هاريس ويعود إلى البيت الأبيض رغم كل العقبات

مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لإلقاء كلمة خلال حدث ليلة الانتخابات بمركز مؤتمرات بالم بيتش (أ.ف.ب)
مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لإلقاء كلمة خلال حدث ليلة الانتخابات بمركز مؤتمرات بالم بيتش (أ.ف.ب)

ثبتت صحة كل التكهنات والاستطلاعات التي أشارت على مدى الأشهر الماضية إلى أن انتخابات الرئاسة الأميركية ستحسمها الولايات المتأرجحة. ورغم أنها كانت حذرة جداً في تأكيد من الذي سيفوز: دونالد ترمب أم كمالا هاريس، فإن كثيراً من الخبراء عدّ الأمر مؤشراً على أن ترمب قد يكون في طريقه لتحقيق الفوز، في ظل عجز هاريس عن إحداث اختراق حقيقي في استطلاعات الرأي يكسر على الأقل هامش الخطأ الذي كان يلغي عملياً صعود أرقامها وهبوطها.

ومع توالي صدور النتائج الأولية، كان فوز ترمب بولايتي نورث كارولاينا وجورجيا في الساعات الأولى بعد بدء فرز الأصوات، مؤشراً كافياً على أنه كان في طريقه لتجديد ما حققه عام 2016، عندما هزم «المرأة» الثانية التي تحدته، مكتسحاً غالبية الولايات المتأرجحة، الواحدة تلو الأخرى. وبدا أن الديمقراطيين قد أساءوا تقدير قوة ترمب في ولايات الجدار الأزرق، على الرغم من أن الاستطلاعات كانت تشير إلى أن تقدمه في أوساط الذكور، قد يمكنه من التغلب على تقدم هاريس لدى الإناث وحرمانها من الاستفادة من هذه الشريحة الكبيرة في السباق.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال وصوله لبالم بيتش في فلوريدا لإلقاء خطاب النصر (أ.ب)

انقسام جندري

فقد تقدم ترمب على هاريس بين الرجال بنسبة 55 في المائة، مقابل 41 في المائة. ومع النتائج المتعادلة التي أظهرتها الاستطلاعات، كان الأمر كافياً لترمب لتحقيق التقدم، ويفوز بالفعل، في محاولته الثانية من ثلاث محاولات، مما يشير مرة أخرى إلى أن العديد من الناخبين يجدون صعوبة في تصور امرأة في البيت الأبيض. وحتى عندما هزم ترمب عام 2020، فقد نجح في استقطاب شريحة من الناخبين فاتتهم استطلاعات الرأي، وهم الشباب الذكور، الذين بدا أنهم هم من غذى الفجوة بين الجنسين، على حساب هاريس.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية (أ.ف.ب)

ترمب يتغلب على الصعوبات

وعلى الرغم من إنهاء فترة ولايته الأولى بوصفه واحداً من أقل الرؤساء شعبية في الخمسين عاماً الماضية بعد هزيمته عام 2020، وأعمال الشغب في 6 يناير (كانون الثاني) في مبنى الكابيتول، فإن نحو نصف الناخبين قالوا إنهم يوافقون على العمل الذي قام به بصفته رئيساً. ورغم الأعباء التي يحملها؛ من قضايا وإدانات جنائية، فقد تمكن من تجاوزها، وقدم نفسه للناخبين الغاضبين من اتجاه البلاد في عهد بايدن وهاريس. وبحسب آخر استطلاع جرى، الأحد، وجد 74 في المائة من الناخبين أن البلاد تسير في اتجاه خاطئ. وتشير التجارب أنه منذ عام 1980 إلى أنه إذا كانت استطلاعات الرأي تشير إلى هذه النسبة المرتفعة، فهذا يعني أن الحزب الحاكم سيخسر السباق الرئاسي، وهذا ما حصل.

الاقتصاد والهجرة

وبدا أن خطابه حول الاقتصاد قد وجد صدى كبيراً، وعبّر عن مدى قلق الناخبين، حيث قال 75 في المائة من الناخبين إن الاقتصاد في حالة سيئة. واستند ترمب إلى صورته بوصفه المرشح الأفضل قدرة للتعامل مع الاقتصاد، وخصوصاً في ولايات الجدار الأزرق، بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، حيث تضرر الناخبون بشدة بسبب التضخم. كما استطاع الترويج لخططه بشأن الرسوم الجمركية وخططه للترحيل الجماعي، مهاجماً في الوقت نفسه هاريس، بسبب مواقفها المتغيرة بشأن التكسير الهيدروليكي، وهي قضية سياسية رئيسية في ولاية بنسلفانيا بسبب صناعة الغاز الطبيعي المؤثرة فيها.

كما شكلت الهجرة قضية رئيسية حددت خطابه السياسي، ولقيت صدى أيضاً في ولايات الجدار الأزرق، بعدما نجحت تهديداته وتحذيراته من الفوضى التي تشكلها الهجرة غير الشرعية، ومبالغته في تصوير أن الناخبين قد يجدون أنفسهم محاصرين في مجتمعاتهم، في حض الناخبين على التصويت له.

ولاء الناخبين لترمب

كما أثبت ترمب قدرته على الاحتفاظ بالولاء الشديد من شريحة كبيرة من الناخبين، رغم كل الهفوات والقضايا التي رفعت ضده. فقد نجا مراراً وتكراراً من النكسات، مثل هزيمته في المناظرة أمام هاريس، والضجة التي أثيرت بعد تجمعه في نيويورك، والإهانات التي أطلقت ضد البورتوريكيين والناخبين السود واليهود والفلسطينيين، التي كان من الممكن أن تسقط أي مرشح آخر تقريباً.

شاحنة صغيرة عليها صورة تدعم المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متوقفة في سبرينغفيلد بأوهايو (رويترز)

وعلى الرغم من اتهامه بأن خطابه خلال حملته الانتخابية وقبلها، مثير للجدل وللانقسام، لكن ما لا يمكن إنكاره، أنه تمكن من بناء تحالف هو الأكثر تنوعاً عرقياً من أي مرشح رئاسي جمهوري في السنوات العشرين الماضية. فقد اكتسب شعبية بين اللاتينيين وفاز عام 2020 بفارق 28 في المائة منهم، في أماكن مثل فلوريدا وجنوب تكساس، ويرجح أن يكسب أصواتاً إضافية في كل من أريزونا ونيفادا أيضاً. كما عدّ تحسن أداء ترمب مع الناخبين السود واللاتينيين سبباً لفوزه في جورجيا ونورث كارولاينا. وهو الأمر الذي فشلت هاريس في تحقيقه، ولم تتمكن من الحفاظ على التحالف الذي بناه بايدن للفوز بجورجيا قبل أربع سنوات، فضلاً عن أن النتيجة لم تكن متقاربة بينهما أيضاً.


مقالات ذات صلة

ضربة إيران... مخاوف تحيط بصمود «مقامرة ترمب الكبرى»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (د.ب.أ)

ضربة إيران... مخاوف تحيط بصمود «مقامرة ترمب الكبرى»

الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على إيران في الآونة الأخيرة، ربما تمثل أكبر مقامرة لترمب حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ ترمب خلال التقاط صورة جماعية لزعماء دول «الناتو» في لاهاي بهولندا وإلى جانبه ملك وملكة البلاد (إ.ب.أ)

ترمب: «سي إن إن» الكاذبة و«نيويورك تايمز» الفاشلة تشوهان إنجازنا في إيران

جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء التأكيد على أنّ الضربة العسكرية التي شنّتها قواته على إيران الأحد «دمّرت بالكامل» المواقع النووية الثلاثة.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
شؤون إقليمية حارس أمن في شارع بطهران أمس مع بدء سريان اتفاق وفق النار بين إيران وإسرائيل (رويترز)

ترمب يضغط لتثبيت وقف النار

مارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وذلك بعدما هدد تبادل الاتهامات في الساعات الأولى بخرق الهدنة التي أُبرمت.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
شؤون إقليمية قاذفة «بي 2» أميركية في قاعدة ويتمان الجوية بولاية ميسوري (رويترز)

ترمب يبلغ نتنياهو بألا يتوقع مزيداً من العمليات الهجومية الأميركية

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بألا يتوقع المزيد من العمليات العسكرية الهجومية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلوح من داخل سيارة لدى وصوله لحضور اجتماع زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي (رويترز)

ترمب يصل إلى هولندا للمشاركة في قمة «الناتو»

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى هولندا، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

ويتكوف: المحادثات بين أميركا وإيران «واعدة»

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (رويترز)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (رويترز)
TT

ويتكوف: المحادثات بين أميركا وإيران «واعدة»

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (رويترز)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (رويترز)

قال ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط أمس الثلاثاء إن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران «واعدة» وإن واشنطن تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد.

وقال ويتكوف في مقابلة مع فوكس نيوز «إننا نتحدث بالفعل مع بعضنا البعض، ليس فقط بشكل مباشر ولكن أيضا عبر وسطاء. أعتقد أن المحادثات واعدة. ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران».

وأضاف «يتعين علينا الآن الجلوس مع الإيرانيين والتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأنا واثق للغاية في أننا سنحقق ذلك».

وتجري إيران والولايات المتحدة منذ أبريل (نيسان) محادثات غير مباشرة بهدف إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي. وتقول طهران إن برنامجها مخصص للأغراض السلمية، بينما تقول واشنطن إنها تريد أن تضمن ألا تتمكن إيران من صنع سلاح نووي.

وأعلن ترمب وقفا لإطلاق النار بين حليفة الولايات المتحدة إسرائيل وخصمها الإقليمي إيران بهدف إنهاء حرب جوية اندلعت في 13 يونيو حزيران بقصف إسرائيل لإيران. وأثار النزاع قلقا في منطقة هي بالفعل على المحك منذ بدء حرب إسرائيل في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية، وتقول إن حربها ضد إيران تهدف إلى منعها من تطوير أسلحتها النووية الخاصة. وإيران طرف في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بينما إسرائيل ليست كذلك.

وقصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية مطلع الأسبوع، وردت إيران باستهداف قاعدة أميركية في قطر يوم الاثنين، قبل أن يعلن ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

 

 

 

 

 

OSZAR »