«كلمة الضحية من بعد الموت».. الذكاء الاصطناعي يُعيد صوت قتيل ليواجه قاتله في المحكمة

صورة الراحل كريستوفر بيلكي في منزل والدته (أ.ب)
صورة الراحل كريستوفر بيلكي في منزل والدته (أ.ب)
TT

«كلمة الضحية من بعد الموت».. الذكاء الاصطناعي يُعيد صوت قتيل ليواجه قاتله في المحكمة

صورة الراحل كريستوفر بيلكي في منزل والدته (أ.ب)
صورة الراحل كريستوفر بيلكي في منزل والدته (أ.ب)

في مشهد غير مسبوق، عاد رجل أميركي قُتل في حادثة غضب مروري قبل ثلاث سنوات، ليُلقي بيانه أمام المحكمة، لكن هذه المرة عبر تقنية الذكاء الاصطناعي. وفقاً هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

ففي ولاية أريزونا، شهدت قاعة المحكمة لحظة مؤثرة عندما ظهر كريس بيلكي، الذي قُتل عام 2021 إثر إطلاق نار عند إشارة مرور، في مقطع فيديو أُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي ليتحدث بصوته وملامحه، موجّهاً رسالة إلى قاتله خلال جلسة النطق بالحكم.

عائلة بيلكي، التي لجأت للتقنيات الحديثة لتخليد ذكرى فقيدها، جمعت تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو وصوراً له، لتنتج عبر الذكاء الاصطناعي نموذجاً يحاكي شخصيته وصوته بدقة.

وصرّحت شقيقته، ستايسي وايلز، بأن الكلمات التي نطق بها النموذج الاصطناعي كُتبت بعناية لتعكس شخصية شقيقها المسامحة.

قال النموذج لبيلكي أمام المحكمة: «إلى غابرييل هوركاسيتاس، الرجل الذي أطلق النار عليّ، من المؤسف أننا التقينا في تلك الظروف. في حياة أخرى، ربما كنا سنصبح أصدقاء... أنا أؤمن بالغفران، وبإلهٍ يغفر».

أثنى القاضي تود لانغ، الذي ترأس الجلسة، على الاستخدام الأخلاقي والمؤثر للتقنية، مؤكداً أنه لمس صدق الرسالة رغم مشاعر الغضب المبررة من العائلة. وأصدر حكماً بالسجن عشر سنوات ونصف السنة على هوركاسيتاس بعد إدانته بالقتل غير العمد.

هذه الحادثة أثارت ردود فعل متباينة. ففي حين عدَّها البعض خطوة إنسانية وتكنولوجية لافتة، أعرب آخرون عن مخاوف أخلاقية وقانونية.

وأشار القاضي الفيدرالي المتقاعد بول غريم، إلى أن التقنية استُخدمت في سياق قانوني مقبول، لا سيما أن الحكم لم يُصدر أمام هيئة محلفين.

لكنّ ديريك ليبن، أستاذ أخلاقيات الأعمال في جامعة «كارنيغي ميلون»، حذّر من فتح الباب أمام تلاعب محتمل، متسائلاً: «هل سنضمن دوماً أن ما يُقال يعكس حقاً ما كان الضحية ليقوله؟».

رغم الجدل، أكدت العائلة أنها استخدمت التقنية بمسؤولية. تقول وايلز: «مثلما يمكن استخدام المطرقة للهدم أو البناء، اخترنا أن نبني شيئاً يمنح شقيقي الكلمة الأخيرة».

هذا الاستخدام غير المسبوق للذكاء الاصطناعي في القضاء قد يكون بداية لعصر جديد، لكنه في ذات الوقت يُسلّط الضوء على التحديات الأخلاقية والتشريعية التي تنتظر المجتمعات مع ازدياد حضور التقنية في أدق تفاصيل الحياة والموت.


مقالات ذات صلة

«آرك سيرش» متصفح ذكي يغير قواعد البحث على الإنترنت

تكنولوجيا يمثل «Arc Search» جيلاً جديداً من المتصفحات الذكية يجمع بين الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام (أبل)

«آرك سيرش» متصفح ذكي يغير قواعد البحث على الإنترنت

يتيح ميزة المكالمة مع الذكاء الاصطناعي للإجابة الصوتية، مع حظر تلقائي للإعلانات، ودعم الترجمة، وسرعة في الوصول للمعلومة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد ألتمان وسميث يدليان بشهادتهما في مجلس الشيوخ الأميركي حول تعزيز تفوق واشنطن في سباق الذكاء الاصطناعي (رويتر)

كبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي يبحثون في الكونغرس سبل التفوق على الصين

تسعى لجنة التجارة في مجلس الشيوخ، التي يترأسها السيناتور الجمهوري تيد كروز، إلى إزالة العوائق التنظيمية أمام تطوير الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا «غوغل» تواجه تهديداً وجودياً مع تراجع البحث التقليدي وظهور أدوات ذكاء اصطناعي تقدم إجابات فورية ما قد يهدد نموذجها الإعلاني (أ.ف.ب)

تراجع البحث في «سفاري» يكشف عن تحول عالمي في سلوك المستخدمين

لأول مرة منذ 22 عاماً، مسؤول في شركة «أبل» يكشف عن تراجع عمليات البحث داخل متصفح «سفاري».

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
العالم البطريرك المسكوني برثلماوس (أ.ب)

زعيم الكنيسة الأرثوذكسية: الإيمان هو الضامن الوحيد للبشرية ضد «حكم الروبوتات الوشيك»

قال الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم إن الإيمان الديني ينبغي أن يكون ضمانة للبشرية في ظل التقدم التكنولوجي السريع وما وصفه بـ«حكم الروبوتات الوشيك».

«الشرق الأوسط» (أثينا)
تكنولوجيا مكالمات الاحتيال بالذكاء الاصطناعي… تزداد ذكاءً

مكالمات الاحتيال بالذكاء الاصطناعي… تزداد ذكاءً

صياغة بيانات وتسجيلات احتيالية مُوجهة بشكل شخصي مسروقة من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، والمنتديات الإلكترونية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

جامعة واشنطن توقف 21 طالباً عن الدراسة بسبب احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين

جانب من مظاهرات الطلاب في جامعة واشنطن لقطع روابطها مع شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات (رويترز)
جانب من مظاهرات الطلاب في جامعة واشنطن لقطع روابطها مع شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات (رويترز)
TT

جامعة واشنطن توقف 21 طالباً عن الدراسة بسبب احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين

جانب من مظاهرات الطلاب في جامعة واشنطن لقطع روابطها مع شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات (رويترز)
جانب من مظاهرات الطلاب في جامعة واشنطن لقطع روابطها مع شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات (رويترز)

أعلنت جامعة واشنطن، أمس الأربعاء، إيقاف 21 طالباً عن الدراسة على خلفية اعتقالهم في وقت سابق من هذا الأسبوع لاحتلالهم مبنى هندسياً خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ووفقاً لبيان أصدرته الجامعة، فقد تم أيضاً منع الطلاب الذين اقتحموا مبنى الهندسة المتعددة التخصصات في سياتل مساء الاثنين الماضي مطالبين الجامعة بقطع علاقاتها مع شركة بوينغ، من دخول جميع أنحاء حرم جامعة واشنطن.

وأضافت الجامعة أنه قد تم أيضاً منع 13 شخصاً، تم اعتقالهم ولكنهم ليسوا طلاباً، من دخول الحرم الجامعي في سياتل.

وقالت الجامعة إن الاقتحام أدى إلى «أضرار كبيرة» في المبنى والمعدات الموجودة فيه. كما تم أيضاً إشعال النيران في عدة حاويات للنفاية خارج الجامعة.

وذكرت صحيفة «سياتل تايمز» أن شركة بوينغ تبرعت بأكثر من 100 مليون دولار لجامعة واشنطن منذ عام 1917، بما في ذلك 10 ملايين دولار لمبنى الهندسة.

وتعد شركة بوينغ مورداً رئيسياً للجيش الإسرائيلي، وقد تلقت إسرائيل مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة تفوق أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية.

OSZAR »