الابتسامة... كيف ستبدو أسناننا في المستقبل؟

الذكاء الاصطناعي يستقرئ مستقبل طب الأسنان

الابتسامة... كيف ستبدو أسناننا في المستقبل؟
TT

الابتسامة... كيف ستبدو أسناننا في المستقبل؟

الابتسامة... كيف ستبدو أسناننا في المستقبل؟

في عالم تتسارع فيه التقنيات، لم يعد الجمال مقتصراً على البشرة أو الشعر، بل دخلت الأسنان عصراً جديداً من الابتكار. وبحلول عام 2045، لن تكون زيارة طبيب الأسنان فقط لعلاج التسوّس أو الخلع، بل ستتحول إلى طقس تجميلي متكامل يعكس الرفاهية والهوية الشخصية.

من الطب إلى الجمال

وفي مقالة مثيرة للإعلامية المتخصصة في شؤون التجميل الطبي، الصحافية لوسي ماكواير، نُشرت في مجلة «فوك للأعمال» (Vogue Business) في 14 أبريل (نيسان) 2025 بعنوان: «كيف ستبدو أسناننا عام 2045؟»، ذكرت أنها استشارت برنامج الذكاء الاصطناعي المفتوح «OpenAI GPT-4o»، كما استشارت عدداً من شركات طب الأسنان المتخصصة في إدخال الذكاء الاصطناعي بطب الأسنان، بالإضافة إلى استشارة عدد من أساتذة طب الأسنان في جامعة لندن والأكاديمية البريطانية لتجميل الأسنان؛ وكانت هذه الخلاصة: «من الطب إلى الجمال: ثورة في مفهوم الأسنان».

لطالما ارتبطت العناية بالأسنان بالطب الوقائي أو العلاجي، لكنّ الآن هناك تحولاً هائلاً نحو النظر إلى الأسنان بصفتها عنصراً جمالياً يجب الاعتناء به بنفس دقة العناية بالبشرة.

وتتوقع التقارير أن تصبح الأسنان جزءاً من الروتين التجميلي اليومي، بفضل التقنيات المتطورة التي تسمح بتحقيق نتائج مثالية دون ألم أو تدخل جراحي كبير.

وسيتجسّد التقدم في هذا المجال بأبرز الابتكارات والتطورات الآتية:

• عدسات فائقة الرقة. من أبرز الابتكارات التي نتوقع انتشارها هو استخدام العدسات التجميلية (veneers) فائقة الرقة التي لا تتطلّب برد الأسنان الطبيعي، كما هو الحال في هذه الأيام؛ مما يحافظ على بنيتها ويمنحها مظهراً طبيعياً جذاباً، بسبب تطور تقنية «النانو» حينها بشكل كبير.

• تجديد بالخلايا الجذعية. تشير التوقعات إلى أن تجديد أنسجة اللثة التي تترهل أو تلتهب بسبب أمراض اللثة أو الأسنان المفقودة باستخدام الخلايا الجذعية سيصبح ممارسة شائعة، مما يفتح الباب أمام علاج الشيخوخة الفموية وتعويض التآكل الطبيعي للأسنان بطرق طبيعية بالكامل.

• عيادات الأسنان تتحول إلى منتجعات تجميلية. لن تكون العيادات في المستقبل مجرد أماكن للمعالجة، بل ستكون أقرب إلى المنتجعات الصحية، حيث تقدم خدمات، مثل: «ديتوكس الفم» (تنقية الفم من السموم) الذي يستخدم «البروبيوتيك» أو «البكتيريا الحميدة» لتنقية الفم من البكتيريا الضارة، بالإضافة إلى علاجات بالضوء الأزرق أو الأحمر لتحفيز صحة اللثة وقتل البكتيريا المسببة لأمراضها. كما سيتم تطوير أجهزة الليزر الناعم لقتل جرثومة اللسان التي تفرز مركبات كبريتية طيارة تتسبّب برائحة فم كريهة. وهكذا فسيتمتع الكل بابتسامة جذابة ولثة صحية ورائحة فم عطرة.

الابتسامة الهادئة: جمال غير معلن

وفي مقابل موضة الابتسامات البيضاء اللامعة المنتشرة حالياً فإن خوارزمية الذكاء الاصطناعي تشير إلى أن في 2045 سيظهر توجه جديد نحو ما يُعرف بـ«الابتسامة غير المكتشفة»، وهي عبارة عن تحسينات تجميلية خفية لا تُكتشف بالعين المجردة. والهدف هنا ليس أن يعرف الآخرون أنك خضعت لتجميل، بل أن تبدو ابتسامتك طبيعية ومتناسقة بلا تكلف؛ بحيث يقول من يراها أولاً لحاملها: وجهك أصبح أجمل، ما السبب؟ ماذا فعلت؟

وتغيّر وسائل التواصل الاجتماعي قواعد اللعبة؛ إذ إن منصات مثل: «إنستغرام» و«تيك توك» أصبحت ساحة مفتوحة لمحتوى العناية بالأسنان، حيث تنتشر مقاطع فيديو تشرح إجراءات تبييض الأسنان، واستخدام التقويم الشفاف، وحتى مراجعات للعدسات التجميلية. وهذا الانتشار خلق جيلاً أكثر وعياً واهتماماً بجمال الفم؛ مما شجّع الأطباء والشركات على الاستثمار في تقنيات أكثر أناقة وأقل إزعاجاً. وهكذا يتوقع الخبراء أن وسائل التفاعل الاجتماعية ستقدّم دوراً أكبر في توعية المجتمع وفي تحديد خيارات العلاجات الترفيهية للفم.

وخلاصة القول: أسناننا في المستقبل لن تكون فقط دليلاً على الصحة، بل بطاقة تعريف جمالية تعبّر عن أسلوب حياتنا وتوجهاتنا الشخصية. وبينما كانت العناية بالأسنان تُعدّ في السابق رفاهية للبعض، فإن السنوات المقبلة قد تجعل منها ضرورة؛ مثل: استخدام كريمات الوقاية من الشمس أو «السيروم» الليلي. وستختفي بعض تخصصات طب الأسنان؛ مثل: زراعة الأسنان وصناعتها بسبب التطور المتكامل في الخلايا الجذعية وتقنية «النانو». كذلك فإن تخصصات أشعة الأسنان وأمراض الفم ستعوّض عنها خوارزميات الذكاء الاصطناعي. كما يتوقع أن يؤدي التطور الهائل الذي سيشهده علم تقنيات المناعة وتطور فهمنا لمنع انشطار الخلايا السرطانية إلى القضاء بشكل كامل على سرطان الفم والحنجرة. كما أن علماء المناعة سوف يتوصلون إلى الحلول لمعالجة جميع أنواع تقرحات الفم بشكل كامل.


مقالات ذات صلة

من خلية إلى نبض... كاميرا ترصد اللحظة الأولى لقلب يتكوَّن

يوميات الشرق تكنولوجيا قد توفّر رؤى جديدة حول عيوب القلب الخلقية (جامعة كلية لندن)

من خلية إلى نبض... كاميرا ترصد اللحظة الأولى لقلب يتكوَّن

في حدث غير مسبوق، تمكّن العلماء من تصوير لحظة بداية تشكُّل القلب باستخدام صور مدهشة بتقنية الفاصل الزمني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي حركة مواطنين في أحد شوارع العاصمة الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

«أطباء بلا حدود» تعلن استئناف أنشطتها بمستشفى «بشائر» في جنوب الخرطوم بالسودان

أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، الأحد، أنها ستستأنف أنشطتها في مستشفى «بشائر» التعليمي الواقع في جنوب الخرطوم بعد توقف استمر 4 أشهر.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
صحتك أظهر بحث حديث أن الغسالات المنزلية غالباً ما تفشل في تعقيم الملابس (موقع بيكسلز)

باحثون: غسل الملابس في المنزل لا يعقِّم ملابس الأطباء

حذَّر باحثون من أن العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يغسلون ملابس العمل في المنزل، ربما يساهمون دون قصد في انتشار حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

يوميات الشرق الحبّ بمرتبة النُبل (أ.ب)

أمٌ تتبرَّع بكليتها... وابنتها تردّ الجميل بالعباءة البيضاء

اضطُرَّت أمبريال براون لسنوات إلى تعليق أحلامها بأن تصبح ممرضة، بسبب مرض في الكلى هدَّد حياتها وجعلها عاجزة مؤقتاً... إليكم قصتها.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
صحتك مكعبات من الثلج تظهر داخل كوب (د.ب.أ)

هل من الآمن استخدام الثلج لعلاج الحروق؟

قبل ظهور الطب الحديث، كانت العلاجات المنزلية للحروق تتطلب استخدام منتجات موجودة عادة في المطبخ، بما في ذلك الزبدة أو الزيت، وبياض البيض والثلج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

5 طرق لتحسين تواصلك فوراً باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

5 طرق لتحسين تواصلك فوراً باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي
TT

5 طرق لتحسين تواصلك فوراً باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

5 طرق لتحسين تواصلك فوراً باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

إلى جانب التدقيق النحوي والتصحيح الإملائي، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي اليوم مساعدتك في شحذ وتبادل الأفكار وتبسيط وتحسين رسائلك. ما عليك سوى معرفة كيفية استخدامها بشكل صحيح، كما كتبت د. أندريا فوينيكي (*).

بريد إلكتروني وعرض تقديمي

سواء كنت تكتب بريداً إلكترونياً مهماً، أو تُعدّ عرضاً تقديمياً ذا أهمية كبيرة، أو تُعدّ مقالاً قيادياً فكرياً، فإن قدرتك على التواصل بوضوح وإقناع لم تكن يوماً أكثر أهمية. كما أنها لم تكن في السابق مدعومة بالتكنولوجيا مثلما هي اليوم.

الآن، يستخدم الجميع الذكاء الاصطناعي للتدقيق الإملائي والنحوي، وأيضاً للحصول على مرادفات للكلمات. ولكن، هل أنت مستعد للارتقاء بتواصلك إلى مستوى أعلى مع الذكاء الاصطناعي؟

شحذ الأفكار بذكاء

إليك 5 طرق أستخدمها لتحسين تواصلي. وإليك أيضاً تصوراتي لتشجيع المديرين التنفيذيين ورواد الأعمال الذين أدربهم على فعل الشيء نفسه.

1. شحذ وتبادل الأفكار بذكاء أكبر. هل تحدق في شاشة فارغة؟ يستطيع الذكاء الاصطناعي توليد قوائم أفكار، واستكشاف زوايا بديلة، ومساعدتك على تجاوز المأزق.

يمكنك تحفيزه بعبارة: «أعطني 10 خيارات عناوين لهذه الفكرة» أو «ما هو الرأي المخالف لهذا الموضوع؟» أو «كيف يمكن للرئيس التنفيذي شرح هذا الأمر بلغة واضحة؟».

غالباً ما أستخدم أنا الذكاء الاصطناعي لمساعدتي في توليد القوائم. إذا كنتُ أُنتج حلقة «بودكاست» حول «ثماني طرق لإظهار الحضور التنفيذي»، فسأبدأ بإنشاء قائمتي الخاصة. ثم أقارنها بقائمة أخرى أنشأها الذكاء الاصطناعي. تعامل مع الذكاء الاصطناعي كمتعاون إبداعي، ليس كمؤلف، بل كشريك فكري سيساعدك على تحسين محتواك.

الاستعارات والملخصات

2. ابتكر استعارات جذابة. هل تبحث عن طريقة مضمونة للارتقاء بتواصلك؟ يمكن أن يساعدك استخدام الاستعارات في توضيح رسالتك وجعلها أكثر جاذبية ورسوخاً. الجزء الصعب هنا هو التوصل إلى الاستعارة المثالية.

إليك ما أفعله. ابدأ بسؤال الذكاء الاصطناعي: «اذكر 10 استعارات لوصف (مفهوم معقد)». ثم، من قائمة النتائج، حدد اثنين أو ثلاثة متقاربين، واطلب تعديلات حتى تجد واحداً. عند إنجازه بشكل جيد، يمكن أن تصبح الاستعارة الرائعة محور عرضك التقديمي أو خطابك الرئيسي.

3. لخّص وحدّد عدد الكلمات. قال الكاتب والمخترع الفرنسي بليز باسكال مقولته الشهيرة: «كنت سأكتب رسالة أقصر، لكن لم يكن لديّ وقت». ها نحن ذا بعد 300 عام نجد أنفسنا عند نفس هذه الحالة.

بفضل الذكاء الاصطناعي، لم تعد بحاجة للاختيار بين الإيجاز والكفاءة. يمكنك الآن استخدام الذكاء الاصطناعي لتضييق عدد كلمات مستنداتك بسرعة. ما عليك سوى تحميل مستندك وتحديد عدد الكلمات المطلوب. وبالطبع، لا تزال بحاجة إلى تدقيق وتحرير المستند الأقصر.

يمكنك أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملخصات. على سبيل المثال، في أعلى رسالتك الإلكترونية المطولة، ابدأ بملخص TLDR بمساعدة الذكاء الاصطناعي (طويل جداً؛ لم أقرأه: too long; didn't read).

إذا طُلب منك تقديم وصف موجز لخطابك الرئيسي، فما عليك سوى تحميل ملاحظاتك. وبالمثل، أستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدتي في كتابة أوصاف حلقات «البودكاست» الخاص بي. يشبه الذكاء الاصطناعي وجود محرر مدمج بالكمبيوتر يعمل بسرعة.

تحسين «نبرة النصوص»

4. حسّن «نبرة نصوصك». نبرة صوتك قد تُحسّن أو تُفسد تواصلك. إليك اقتراحي لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدتك في تحسين نبرة كتابتك. أولاً، حدد ثلاث «صفات للنبرة»، مثل رسمي، ومهني، وداعم، وودود، ومتعاطف. ما هي نبرتي المفضلة؟ «ذكي».

بمجرد تحديد النبرة، أحث الذكاء الاصطناعي على تقديم اقتراحات لتحسين النبرة بناءً على هذه الصفات. يمكن أن يُحدث هذا التغيير البسيط فرقاً كبيراً، خاصةً عندما تكون المخاطر كبيرة أو تكون المشاعر قوية.

5. احصل على ملاحظات فورية. قبل الضغط على زر الإرسال أو قبل الصعود إلى المنصة، اطلب من الذكاء الاصطناعي أن يتصرف كقارئك أو مستمعك. حفزه بسؤال: «ما الأسئلة التي قد يطرحها جمهوري بعد قراءة هذا؟» أو «ما أجزاء هذه الرسالة التي قد تكون غير واضحة أو غير مريحة؟» يمكن أن يساعدك هذا النوع من حلقة التغذية الراجعة على توقع الاعتراضات، وتوضيح رسالتك، وتحسين أسلوب توصيلها.

بعض التحذيرات قبل الانغماس في تحسين الذكاء الاصطناعي

إليك بعض التذكيرات لمساعدتك على تحسين كيفية استخدامك للذكاء الاصطناعي:

* ابدأ دائماً بأفكارك الخاصة، حتى لو كانت نقاطاً موجزة. الذكاء الاصطناعي موجود للتحسين، وليس للاختراع.

* حافظ على طابع شخصي في التواصل الشخصي. استخدم الذكاء الاصطناعي للهيكلة أو الاقتراحات، لكن علاقاتك تستحق هيمنة صوتك الحقيقي.

* تحقق جيداً من كل شيء. لا يزال الذكاء الاصطناعي يُبالغ في خداعك، إذ إن مصداقيتك تعتمد على الدقة.

* متخصصة في وسائل الاتصال، «مانسيوتو فنتشرز»، خدمات «تريبيون ميديا».

OSZAR »