كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على عاداتك الغذائية؟

استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يؤثر على عادات الشخص الغذائية (رويترز)
استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يؤثر على عادات الشخص الغذائية (رويترز)
TT

كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على عاداتك الغذائية؟

استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يؤثر على عادات الشخص الغذائية (رويترز)
استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يؤثر على عادات الشخص الغذائية (رويترز)

اقترحت عدة أبحاث علمية حديثة أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يؤثر بالسلب على عادات الشخص الغذائية.

وأظهرت دراسة أجريت في سبتمبر (أيلول) أن كل ساعة إضافية من الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات وفي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بارتفاع احتمالات ظهور أعراض اضطراب الأكل.

ووفقاً لدراسة أخرى أجريت عام 2023، فإن المراهقين الذين يقضون وقتاً أطول على الإنترنت هم أكثر عرضة للتنمر الإلكتروني، وهو عامل خطر آخر للإصابة باضطراب الأكل.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قال الدكتور جيسون ناغاتا، الأستاذ المشارك في طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن الشراهة في مشاهدة وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤثر أيضاً على الشراهة في تناول الطعام.

وقد وجدت دراسته التي أجراها عام 2021 أن كل ساعة إضافية من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بزيادة خطر الإصابة باضطراب نهم الطعام بنسبة 62 في المائة.

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بزيادة خطر الإصابة باضطراب نهم الطعام (رويترز)

فما سبب ارتباط وسائل التواصل الاجتماعي باضطرابات الأكل؟

قال ناغاتا إن هناك عدداً من العوامل المسببة لهذه العلاقة، بما في ذلك المقارنات، حيث تنتشر على هذه المواقع صور الأجسام التي تبدو مثالية والتي يشعر الشخص بأنه من المستحيل تقليدها، فيصاب بالاكتئاب واليأس اللذين يدفعانه لتناول الطعام بنهم وشراهة.

ومن جهتها، ترى إيرين بيريلي، الأستاذة في مركز رينفرو الأميركي لعلاج اضطرابات الأكل، أن السبب قد يرجع لفكرة انتشار الأفكار الخاطئة بشأن الطعام الصحي على مواقع التواصل، التي يتبعها المراهقون دون تفكير، الأمر الذي يؤثر عليهم سلباً فيما بعد.

هل حان الوقت لحذف تطبيقات التواصل الاجتماعي؟

قالت بيريلي إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست السبب الوحيد لاضطرابات الأكل، وحظرها ليس ضرورياً دائماً.

ومن جهتها، ترى جينيفر رولين، مؤسسة مركز اضطرابات الأكل في روكفيل بولاية ماريلاند أن تقليل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي لأطول فترة ممكنة قد يساعد المراهقين خصوصاً على تفادي اضطرابات الأكل.

وأضافت: «من المهم أن نكون على دراية بكيفية استخدام كل شخص لمواقع التواصل، وما إذا كان تأثيرها السلبي عليهم ينتج عن عوامل بعينها، مثل متابعة حسابات معينة على سبيل المثال، حيث يمكن في هذه الحالة إلغاء متابعة هذه الحسابات بدلاً من حذف تطبيقات التواصل كلها».

ومن ناحيته، قال ناغاتا إنه المهم أن يفكر الأشخاص جيداً في المحتوى الذي يرونه ويتابعونه على مواقع التواصل، وكيف يؤثر فيهم وفي مشاعرهم.

وأكد على ضرورة عدم تصفح هذه المواقع أثناء تناول الطعام، مشيراً إلى أن هذا الأمر يزيد من اضطرابات الأكل دون أن ندري.


مقالات ذات صلة

خلال عيد الأضحى... كيف يغيّر «سناب شات» سلوك التسوّق والتفاعل في السعودية؟

خاص «سناب»: عيد الأضحى محطة رقمية رئيسية مع ارتفاع كبير في التفاعل والاستهلاك والمحتوى المرتبط بالتسوّق والاحتفال (غيتي)

خلال عيد الأضحى... كيف يغيّر «سناب شات» سلوك التسوّق والتفاعل في السعودية؟

يشهد عيد الأضحى ذروة رقمية في السعودية، حيث يبرز «سناب شات» بوصفه منصة رئيسية للتسوّق والتفاعل بفضل العدسات التفاعلية والمحتوى المحلي والمبدعين.

نسيم رمضان (لندن)
المشرق العربي عراقجي يتناول العشاء بمنطقة خان الخليلي مع 3 وزراء خارجية مصريين سابقين يوم الاثنين (منصة إكس)

جولة عراقجي في القاهرة الفاطمية تثير تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل

أثارت جولة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة الفاطمية، وتناوله الطعام مع نخب سياسية مصرية، تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً مسبباً لاضطرابات الأكل (رويترز)

منصات التواصل الاجتماعي تعزز الاضطرابات الغذائية

تعزّز منصات التواصل الاجتماعي الاضطرابات الغذائية لدى الفئات الشابة التي تُعدّ ضعيفة أصلاً تجاه هذه المسائل، وتعقّد مرحلة تعافيها منها

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق إطلاق تجمّع الصحافة الفرنكوفونية في لبنان من حرم جامعة القديس يوسف (الشرق الأوسط)

محاربة التضليل الإعلامي... على طاولة «تجمّع الصحافة الفرنكوفونية»

التضليل الإعلامي آفة مهنة الصحافة، والمجتمع أول من يسدّد الضريبة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق «لابوبو»... الدمية التي تغزو الأسواق حالياً (إكس)

في عشق «لابوبو»... دميةٌ ذات وجهٍ مُريب تغزو الأسواق والعقول

ما دمية «لابوبو»؟ وكيف تحوّلت إلى ظاهرة يلاحقها الكبار والصغار؟

كريستين حبيب (بيروت)

«غيبلي»... 40 عاماً من السحر المرسوم يدوياً

رسوم على حافة الموت والحياة (أ.ف.ب)
رسوم على حافة الموت والحياة (أ.ف.ب)
TT

«غيبلي»... 40 عاماً من السحر المرسوم يدوياً

رسوم على حافة الموت والحياة (أ.ف.ب)
رسوم على حافة الموت والحياة (أ.ف.ب)

يحتفل استوديو الرسوم المتحركة الياباني «غيبلي»، هذا الشهر، بذكرى مرور 40 عاماً على تأسيسه، حصل خلالها على جائزتَي «أوسكار» واستقطب أجيالاً من المعجبين المُخلصين الذين انبهروا بقصصه الفريدة المرسومة يدوياً وعالمه البصري الآسر.

تأسَّس استوديو «غيبلي» عام 1985 على يد هاياو ميازاكي وإيساو تاكاهاتا الذي توفي عام 2018، واستحال ظاهرة ثقافية عالمية بفضل روائعه مثل «ماي نايبر توتورو» (جاري توتورو) عام 1988، و«سبيريتد أواي» (المخطوفة) عام 2001.

في هذا السياق، تقول مارغوت ديفال، البالغة 26 عاماً ومن محبّي أعمال «غيبلي»، إنّ «القصة آسرة والرسوم جميلة. ربما أشاهد (المخطوفة) 10 مرات سنوياً حتى اليوم».

لن يعود استوديو «غيبلي» كما كان بعد تقاعد ميازاكي (أ.ف.ب)

وحاز نجاح «غيبلي» أخيراً جائزة «أوسكار» ثانية عام 2024 عن فيلم «ذي بوي أند ذي هيرون».

وبفضل الطابع المميّز لهذه الأعمال المفعمة بالحنين إلى الماضي، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً بصور «بأسلوب غيبلي»، مُولّدة بواسطة أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي من «أوبن إيه آي»، ما أعاد إشعال الجدل حول حقوق الملكية الفكرية.

وفي مقابلة أجرتها معه أخيراً «وكالة الصحافة الفرنسية»، أوضح غورو ميازاكي، نجل هاياو، أنّ تاكاهاتا وميازاكي اللذين ينتميان إلى «جيل شهد الحرب»، أدرجا عناصر قاتمة في قصصهما.

وأضاف: «لا تقتصر الأمور على الجوانب الجميلة فقط، وإنما هناك أيضاً المرارة وأشياء أخرى مُتداخلة بشكل جميل في القصص»، متحدثاً عمّا يشبه «رائحة موت» تنبعث من هذه الأفلام.

وقال غورو ميازاكي: «بالنسبة إلى الشباب الذين نشأوا في زمن السلم، من المستحيل ابتكار عمل يحمل المعنى والنهج والموقف نفسه الذي يحمله جيل والدي».

40 عاماً من عوالم «غيبلي» (أ.ف.ب)

حتى «جاري توتورو» يُعدّ فيلماً «مخيفاً» من بعض النواحي، إذ يستكشف الخوف من فقدان الأحبّة.

وتتفق سوزان نابير، الأكاديمية في ماساتشوستس ومؤلِّفة كتاب «عالم ميازاكي»، مع هذا التفسير.

في استوديو «غيبلي»، ثمة غموض وتعقيد، وقبولٌ لحقيقة أن النور والظلام غالباً ما يتعايشان، على عكس الرسوم المتحركة الأميركية التي تفصل بوضوح بين الخير والشر.

على سبيل المثال، فيلم «ناوسيكا أميرة وادي الرياح»، عام 1984، الذي يُعدُّ أول أفلام «غيبلي»، لا يحتوي على «شرير» حقيقي.

كان هذا الفيلم الروائي، الذي تُبدي فيه أميرة مستقلّة اهتماماً بحشرات عملاقة وغابة سامّة، وفق نابير، «جديداً جداً... بعيداً كل البُعد عن الصور النمطية المعتادة». وأضافت: «كان بعيداً كل البُعد عن صورة المرأة السلبية التي تحتاج إلى إنقاذ».

هاياو ميازاكي حصل على جائزتَي «أوسكار» واستقطب أجيالاً من المعجبين (أ.ف.ب)

تُصوّر أفلام «غيبلي» أيضاً عالماً يحافظ فيه البشر على صلة عميقة بالطبيعة وعالم الأرواح، كما في «الأميرة مونونوكي» عام 1997. فهذه الحكاية التي تتناول فتاة صغيرة ترعرعت على يد إلهة ذئب تحاول حماية غابتها من تهديد البشر، «فيلم جاد ومظلم وعنيف»، وفق سوزان نابير التي تضيف أنّ أعمال الاستوديو الياباني «تتميَّز ببُعد بيئي وروحاني، وتبرز أهميتها في السياق الحالي لتغيُّر المناخ»، مشيرة إلى أنّ الرجلين كانا أيضاً «ملتزمين سياسياً بشكل كبير».

تلفت ميوكي يونيمورا، وهي أكاديمية مقيمة في طوكيو ومتخصّصة في ثقافة الرسوم المتحركة، إلى الغنى الكبير في أفلام «غيبلي». وتقول: «مع كل مشاهدة، تكتشف شيئاً جديداً. لهذا السبب يشاهد بعض الأطفال فيلم (توتورو) 40 مرة».بدورها، تؤكد يونيمورا أنّ هاياو ميازاكي وإيساو تاكاهاتا استطاعا استحداث عوالم أصلية مثل هذه، بفضل انفتاحهما على الثقافات الأخرى.

استوديو بنى نفسه على الهشاشة والدهشة (أ.ف.ب)

من بين المؤثرين عليهما: الكاتب أنطوان دو سانت إكزوبيري، والمخرج بول غريمو، والفنان الكندي فريديريك باك الحائز جائزة «أوسكار» عن فيلم «الرجل الذي زرع الأشجار» عام 1987.

درس تاكاهاتا الأدب الفرنسي؛ ما كان له دورٌ حاسمٌ في مسيرته الفنية، كما تقول يونيمورا، مضيفةً: «كلاهما يقرأ بنَهَم، ما يُفسّر موهبتهما في الكتابة وسرد القصص».

في فيلم «ناوسيكا»، استلهم هاياو ميازاكي من الأساطير اليونانية وأعمال عدّة، منها «السيدة التي أحبّت الحشرات»، وهي قصة يابانية من القرن الـ12.

ووفق الأستاذة الأكاديمية: «لن يعود استوديو (غيبلي) كما كان بعد تقاعد ميازاكي، ما لم تظهر مواهب مماثلة».

OSZAR »