تقدّمت الحكومة اليونانية بدعوى قضائية ضد عملاق الملابس الرياضية «أديداس»، بسبب عرض ضوئي مثير للجدل، اُستخدمت فيه طائرات من دون طيار، رُوّج فيه لمنتَج رياضي في سماء أثينا، حيث ظهرت صورة حذاء عملاق بدت وكأنها «تركُل» موقع الأكروبوليس الأثري، رمز الحضارة اليونانية، مما اعتُبر استخداماً تجارياً غير مصرح به لهذا المعلم التاريخي، حسب صحيفة «ميترو» اللندنية.
وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي طائرات من دون طيار مضيئة تشكل صورة حذاء، مع وجود قلعة أثينا القديمة في الخلفية، كما ظهر شعار الخطوط الثلاثة لـ«أديداس»، إلى جانب عبارة «Feel Fast» باستخدام الأضواء.
وقالت وزيرة الثقافة اليونانية، لينا مندوني، الجمعة، إن العرض استخدم الأكروبوليس لأغراض تجارية في انتهاك للقانون الوطني، مشيرة إلى أن ذلك حدث دون الحصول على موافقة وزارة الثقافة.
وفي تصريح لإذاعة «سكاي» المحلية، قالت مندوني: «الأمر بدا وكأن حذاء (أديداس) يركُل الأكروبوليس»، مضيفة: «لقد تم بالفعل رفع دعوى قضائية ضد المسؤولين عن ذلك».
ومن جانبها، قالت شركة «أديداس» في بيان أصدرته، إنه «قد تم الحصول على جميع التصاريح اللازمة والالتزام بها»، مؤكدة أنه «لم يتم استخدام أي صورة لنصب الأكروبوليس في الإعلان أو لأي أغراض أخرى».
وقد تولّت شركة «Essence Mediacom» تنظيم العرض الضوئي بوصفه جزءاً من حملة إعلانية لـ«أديداس». وتشير بعض التقارير إلى أن الشركة تقدمت بطلب للحصول على الإذن في 30 أبريل (نيسان) الماضي، وتمت الموافقة على العرض مقابل رسوم «لا تتجاوز 380 يورو (423 دولاراً) فقط».
وقد تم إطلاق الطائرات من دون طيار من مبنى «زابيون» الكلاسيكي الحديث، الذي تديره لجنة معينة من الدولة تحت إشراف وزارة الاقتصاد الوطنية.
وتابعت مندوني: «كان ينبغي على إدارة زابيون الحصول على موافقة وزارة الثقافة قبل منح مثل هذا التصريح»، مشيرة إلى أن هناك «انتهاكاً لقانون التراث الأثري».
ويُذكر أن القوانين التي تنظم استخدام المواقع الأثرية في اليونان، التي يعود تاريخ العديد منها إلى أكثر من 2500 عام، تُعتبر صارمة للغاية.
ويقع الأكروبوليس على تلة في أثينا، وقد تم بناؤه في عام 432 قبل الميلاد تكريماً لآلهة أثينا، ويُعد من أكثر المواقع الأثرية زيارة في العالم.
وقد اتهم حزب «باسوك» المعارض، الحكومة بالإهمال، قائلاً: «لا يمكن التعامل مع الأكروبوليس، وهو رمز عالمي للثقافة والديمقراطية، كخلفية للاستخدام التجاري».