اكتشاف وعاء أثري غامض يعود لآلاف السنوات في بريطانياhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5147081-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A-%D8%BA%D8%A7%D9%85%D8%B6-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%84%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7
اكتشاف وعاء أثري غامض يعود لآلاف السنوات في بريطانيا
يحتضن بقايا «سفينة الشبح» المدفونة من القرن السابع
بقايا «دلو بيزنطي» تعود للقرن السادس (ناشونال ترست)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
اكتشاف وعاء أثري غامض يعود لآلاف السنوات في بريطانيا
بقايا «دلو بيزنطي» تعود للقرن السادس (ناشونال ترست)
عثر علماء الآثار على عنصر رئيسي لقطعة أثرية غامضة في موقع «ساتون هوو»، التابع للصندوق الوطني البريطاني في مقاطعة سوفولك بإنجلترا، وهو الموقع الشهير باحتضانه دفن «سفينة الشبح» الأنجلوساكسونية من القرن السابع، التي اكتُشفت داخل تل بين عاميْ 1938 و1939، وفق «سي إن إن» الأميركية.
وأذهلت بقايا «دلو بيزنطي»، الذي يعود إلى القرن السادس، الباحثين منذ اكتشاف أجزائه مصادفة بواسطة جرافة عام 1986. ولطالما تساءل الباحثون عن غرض استخدام تلك القطعة الأثرية، المزيَّنة بمشهد صيد في شمال أفريقيا يضم محاربين وأسلحة متنوعة وأُسوداً وكلاب صيد. ويعتقد الخبراء أن الدلو يعود إلى الإمبراطورية البيزنطية، وقد صُنع في أنطاكية (تركيا الحالية)، قبل أن ينتقل إلى الساحل الشرقي لبريطانيا بعد قرن تقريباً.
وأسهمت عمليات الحفر والتنقيب، التي جرت عام 2012، في العثور على مزيد من أجزاء الجسم المعروف باسم «دلو برومزويل»، لكن قاعدة الوعاء الكاملة بقيت لغزاً تماماً، شأنه شأن الغموض المحيط بسبب وجوده في موقع أنجلو ساكسوني.
وقد اقتربت، الآن، أحجية دلو «برومزويل» من الاكتمال، حيث كشفت أعمال تنقيب جديدة، خلال صيف العام الماضي، عن وجود كتلة ترابية تحتوي على أجزاء إضافية من الدلو. وكشفت عملية التحليل الدقيق لها عن القاعدة الكاملة للوعاء، التي تضم زخارف تُكمل تفاصيل الأقدام والمخالب والدروع الخاصة بالأشكال المصوَّرة، بالإضافة إلى الوجه المفقود لأحد المحاربين.
كما عثر الفريق على المحتويات المدهشة للدلو، والتي شملت بقايا ورفات محترقة لحيوانات وبشر، مما يسلط مزيداً من الضوء على سبب دفن الوعاء. ووجد الباحثون، إلى جانب العظام المحروقة، «مشطاً» سليماً بشكلٍ غير متوقع قد يحوي حمضاً نووياً يعود لشخصية مرموقة دُفنت قبل أكثر من ألف عام.
«الأب» على الخشبة... صراع الوجود والسلطة بين المرأة والرجلhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5152541-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B4%D8%A8%D8%A9-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%84
على مدى ساعة، تابع رواد مسرح «مونو» في بيروت أحداث مسرحية «الأب»، وهي تراجيديا كلاسيكية مقتبسة عن نص للكاتب السويدي أوغست ستريندبرغ.
تولّى الكاتب والمخرج غارسيس كنعان تعريب العمل، وأُسندت الأدوار الرئيسية إلى جوليان شعيا، وجوانا طوبيا، وميلسيا عزيز، وميليسا حجيج. تسلّط المسرحية الضوء على الصراع الأزلي بين الرجل والمرأة حول الوجود والسلطة، حيث تبرز قوة المرأة المستمدّة من أمومتها في مواجهة هشاشة الرجل المأسور بشكّه.
تتناول «الأب» العلاقة الزوجية الشائكة (الشرق الأوسط)
يجسّد جوليان شعيا شخصية «أدولف»، الأب الممزّق بين رغبته في إثبات أبوّته لابنته التي يحبها، وبين الشكوك التي تنهشه تحت وطأة زوجته «لورا» (جوانا طوبيا)، التي تمارس عليه القهر بأساليب خفية حتى تدفعه إلى حافة الجنون.
تمكّن جوليان شعيا، بأدائه المتقن، من أسر انتباه جمهور المسرح، مجسّداً شخصية الأب الغارق في صراع داخلي قاتل. يتأرجح أداؤه بين لحظات الانفجار والانكسار؛ يخرج عن طوره حيناً في مواجهة مكر زوجته، ويعلو عليها حيناً آخر، قبل أن يتحوّل في مشاهد مؤثّرة إلى طفل محروم من الحب والحنان، تتكشّف عبره هشاشة الإنسان خلف قناع القوة.
ويقول جوليان شعيا لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الدور تطلّب منه جهداً استثنائياً، مضيفاً: «إنه من أصعب الأدوار التي خضتها في مسيرتي المسرحية. سبق أن جسّدت شخصيات متنوعة على الخشبة، غالبيتها تنتمي إلى الكوميديا الاجتماعية، لكن (الأب) نقلني إلى عالم مختلف تماماً، عالم التراجيديا القاسية والموجعة في آنٍ واحد».
جوليان شعيا تفوّق على نفسه بأداء محترف (الشرق الأوسط)
يتألّم مشاهد المسرحية مع جوليان شعيا ويتعاطف معه، فينغمس في متاهات قصة تعود إلى حقبة تاريخية بعيدة. ويبدو كما لو أن الممثل الشاب عاش تجربة مشابهة أو يحمل في ذاكرته قصصاً قريبة من هذا الألم. لكنه يوضح في حديثه أن أداءه كان نابعاً من الإحساس وحده، قائلاً: «لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع، لا من قريب ولا من بعيد. لم أعِش تجربة مماثلة، ولم أسمع بحكايات تتناول مأساة أبٍ مقهور. كل ما فعلته هو أنني رسمت صورة ذهنية لهذا الأب، وانطلقت منها لأعبّر عن حالته الاجتماعية والإنسانية بمشاعر صادقة. لقد بلغ في معاناته حدّ الجنون، وكان التحدّي بالنسبة إلى أن أظلّ متحكّماً في حالته النفسية، كي لا تنفلت مني التفاصيل، وأن أقدّمها بوعي تام ومن دون أي مبالغة».
تفتح المسرحية نافذة على قضايا الطلاق، والعلاقات الزوجية المتوترة، وحقوق كلٍّ من الزوج والزوجة تجاه الآخر، كما تُسلِّط الضوء على التأثير العميق لهذه الخلافات على الأطفال، إذ تخلّف في نفوسهم عُقداً نفسية وكوابيس ترافقهم منذ الطفولة.
تُسخّر الزوجة الخادمة والطبيب المعالج لخدمة مخطّطاتها، في حين يغرق الزوج في حالة من الضياع، يعجز عن الخلاص منها تحت وطأة شكوك متصاعدة تسيطر عليه. يشعر بأن الجميع من حوله يتآمرون عليه، حتى إنهم يبدأون بتصديق الكذبة التي حبكوها ضدّه.
عُرضت مسرحية «الأب» ضمن مسابقة «جوائز مونو» المسرحية، حيث حصدت الجائزة الفضية، في حين نالت مسرحية «رقم 23» للمخرجة بيا خليل الجائزة الذهبية.
ويعلّق جوليان شعيا على هذا الفوز قائلاً إن الجائزة تُعدّ بمثابة تقدير جماعي لفريق العمل بأكمله، مضيفاً: «هي تدفعني إلى مزيد من الإصرار والتمسّك بمشواري ممثلاً مسرحياً. أطمح إلى أن أنمو مع هذه المهنة، وأن تكون مصدر رزقٍ واعتزاز لي».
يفضّل شعيا مسرح الكوميديا السوداء على غيره (الشرق الأوسط)
عمل كاتب ومخرج المسرحية، غارسيس كنعان، على اقتباسها وفقاً للأسلوب السائد في القرن الـ18. ويؤكّد: «لم نحاول تحديث النص أو إدخال عناصر تعكس التطوّر العلمي؛ لأن الأحداث تدور في حقبة لم تُحرز فيها تلك الاكتشافات بعد، لذا حافظنا على القالب المسرحي الأصلي كما صاغه كاتبها ومخرجها».
لا شكّ في أن «الأب» مسرحية من النوع الثقيل، قد لا تروق لكلّ الشرائح الاجتماعية، لما تحمله من خطّ تراجيدي يجعلها ضمن الأعمال الكلاسيكية.
وعندما سُئل جوليان شعيا عمّا إذا كان يفضّل هذا النوع على غيره، أجاب: «أنا شغوف بمهنتي إلى أقصى حد، وأحبّ المسرح بكلّ أشكاله وتصنيفاته، لكن لو أُتيحت لي فرصة كتابة مسرحية، فاختياري سيكون للكوميديا السوداء، وأيضاً للأعمال التي تحمل الفكاهة حتى وإن كان موضوعها تراجيدياً. فأنا من محبّي المسرح الكوميدي عموماً، وأفضّل أن أرى جمهور الصالة يضحك بدلاً من العكس».
بالنسبة إلى جوليان شعيا، المسرح ليس مجرّد وسيلة للترفيه والتسلية، ويعلّق قائلاً: «يدخل بعضهم هذا العالم من هذا الباب فقط، لكنني أرى أن المسرح ضرورة، إذ يأخذنا إلى عالم فني جميل تتجدّد معه أفكارنا، ونرتقي بثقافة تُغني خلفيتنا الاجتماعية والفنية. بعد مشاهدة مسرحية (الأب)، يخرج المشاهد محلّلاً بعض مشاهدها، حاملاً ذكريات تثقيفية منها. لا يمكن للمسرح أن يُرضي جميع الأذواق، لكنه قادر على ترك أثر عميق في الناس، فتُرسّخ في ذاكرتهم تجربتهم مع الخشبة، سواء أحبّوا العمل أو رفضوه».