أمٌّ تُطوّر يداً اصطناعية لابنها المُصاب بعيب خلقي

يستمتع هايدن توماس الآن بلعب التنس مع أخته مادلين

هايدن توماس بجوار أمه اختصاصية العلاج الطبيعي (جامعة فلوريدا الدولية)
هايدن توماس بجوار أمه اختصاصية العلاج الطبيعي (جامعة فلوريدا الدولية)
TT

أمٌّ تُطوّر يداً اصطناعية لابنها المُصاب بعيب خلقي

هايدن توماس بجوار أمه اختصاصية العلاج الطبيعي (جامعة فلوريدا الدولية)
هايدن توماس بجوار أمه اختصاصية العلاج الطبيعي (جامعة فلوريدا الدولية)

نجحت اختصاصية العلاج الطبيعي في كلية نيكول ويرثيم للتمريض والعلوم الصحية بجامعة فلوريدا الدولية بالولايات المتحدة، أماندا توماس، وفريقها البحثي، في تطوير برنامج تمارين جديد يتضمَّن استخدام يد اصطناعية تعمل بالطاقة الجسدية.

وساعد البرنامج ابنها، هايدن توماس، المُصاب بعيوب خلقية في أطرافه العلوية على تحسين حركته والتنسيق بين تحركاته والتحكُّم فيها بشكل أفضل.

ويُقدِّم البرنامج، المُصمَّم لمساعدة المرضى على إدارة مَهمّاتهم اليومية بشكل أفضل، أملاً في خيارات علاجية أكثر ملاءمة وفاعلية لجهة التكلفة للأطفال الذين يعانون عيوباً خلقية في الأطراف العلوية.

ووفق بيان صدر، الجمعة، حظيت الدراسة باهتمام عالمي منذ نشرها في مجلة «هاند ثيرابي».

وسعى الباحثون إلى تقييم نتائج استخدام طرف اصطناعي ثلاثي الأبعاد مع برنامج تمارين منزلي باستخدام يد اصطناعية مطبوعة ثلاثية الأبعاد في تحسين نطاق الحركة والوظيفة المُدركة للطرف العلوي ومدى قوته، والتنسيق بين أجزائه من جانب، وباقي أجزاء الجسم من جانب آخر، وضمان تحقيق التكامل الحسي بين هذه الأطراف.

ويستمتع هايدن توماس، البالغ 11 عاماً، بلعب التنس الآن مع أخته مادلين. حتى إنه يستطيع إرسال الكرات بسلاسة ويسر، كما يمكنه الاعتماد على أطرافه العلوية في أداء عدد من الوظائف الروتينية المعتادة، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى برنامج التمارين الجديد الذي يتضمَّن استخدام يد اصطناعية مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تعمل بطاقة الجسد.

وتحسَّنت قوة هايدن ونطاق حركته وتنسيقه بين تحرّكاته بشكل ملحوظ. وقد صُنعت يده المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في استوديوهات «ميامي بيتش» بجامعة فلوريدا الدولية، كما عُدِّل نمط اليد ليُصبح بحجم يد البالغين بمساعدة مهندسي الطب الحيوي بالجامعة.


مقالات ذات صلة

جهاز «إسفنجي» يحوّل الهواء إلى ماء في دقائق

يوميات الشرق الجهاز يستخدم مادة خشبية شبيهة بالإسفنج لامتصاص الماء من الهواء وإطلاقه في كوب (المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن)

جهاز «إسفنجي» يحوّل الهواء إلى ماء في دقائق

طوّر مهندسون من المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن بأستراليا، بالتعاون مع باحثين صينيين، جهازاً قادراً على جمع الماء من الهواء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا النظام الجديد يمكن توسيعه ليشمل نحو 100 لغة (جامعة ماكاو)

سمّاعات ذكية تترجم لعدة متحدثين في وقت واحد

طوّر باحثون من جامعة واشنطن الأميركية نظام سماعات رأس ذكية يمكنها ترجمة حديث عدة أشخاص في الوقت نفسه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا شعار شركة «أوبن إيه آي» معروض على هاتف جوال مع صورة على شاشة حاسوب مُولّدة بالذكاء الاصطناعي (أ.ب)

هل ستلغي محادثات الذكاء الاصطناعي الآلية تعلّم اللغات الأجنبية؟

مع تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي، يوماً بعد يوم، يتساءل العديد من طلاب المدارس عما إذا كانوا لا يزالون بحاجة فعلاً إلى تعلم اللغات الأجنبية.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
أوروبا البابا ليو الرابع عشر يلتقي مجمع الكرادلة في قاعة المجمع الجديد في الفاتيكان (أ.ب) play-circle

البابا للكرادلة: يجب مواصلة إرث فرنسيس الثمين

حدَّد بابا الفاتيكان، ليو الرابع عشر، رؤيته بشأن البابوية، ووصف الذكاء الاصطناعي بأنه تحدٍ رئيسي أمام البشرية.

«الشرق الأوسط» (روما)
خاص التوأم الرقمي لم يعد مجرد محاكاة بل أصبح بيئة ذكية حية تتخذ قرارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي (أدوبي)

خاص «التوأمة الرقمية» من «ساس»: ذكاء اصطناعي يحاكي ويتعلّم ويقرر

في «ساس إنوفيت 2025»، كشفت شركة «ساس» عن التوأم الرقمي كأداة ذكية حية تتعلم وتتنبأ وتُحاكي الواقع، مدعومة بالذكاء الاصطناعي والبيانات اللحظية.

نسيم رمضان (أورلاندو - الولايات المتحدة)

«أصداء الصيف»... لوحات تغمسك في بحر الذكريات اللبنانية

بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
TT

«أصداء الصيف»... لوحات تغمسك في بحر الذكريات اللبنانية

بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)

في معرضها الفني «أصداء الصيف»، تنقل الفنانة التشكيلية روزي دانيال زُرقة البحر اللبناني وهدوء أمواجه إلى اللوحات، مستخدمة ريشة تنبض بالحياة والفرح. تُشعرك أعمالها وكأنك تغطس في أعماق المياه، مستمتعاً بنضارتها ودفئها.

ما إن تدخل صالة العرض في مركز «ريبرث بيروت» بالجميزة، حتى تُدرك أنك على موعد مع صيف لبناني استثنائي، لطالما جذب الزائرين وألهم المبدعين حول العالم بجماله ومشهديته.

التشكيلية اللبنانية روزي دانيال (الشرق الأوسط)

من خلال لوحاتها، تنقل دانيال رائحة الصيف اللبناني، وشمسَه الدافئة، ونسماته العليلة. يظهر البحر المتوسّط بهويته الزرقاء، مُزداناً بصور أطفال يلهون، وصيادي سمك، وهواة التزلج على المياه. تقول الفنانة إنها أرادت من خلال هذه الأعمال توثيق لحظات لا تُنسى من صيف لبنان الذي يسكن ذاكرتها.

وتوضح روزي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه اللوحات وليدة مشاعر دفينة ومحورها فصل الصيف. أترجم فيها ذكرياتي معه؛ فصلٌ يُعلِن قدوم اللمة العائلية ويمنحنا لحظات راحة تضحك فيها الطبيعة فرحاً».

تتوزع أعمال روزي على صالات المعرض، مستحضرة أجواء الصيف اللبناني بكل تفاصيله، في لوحات زيتية تُجسِّد مشاهد طبيعية مرتبطة بالبحر. نرى فيها حركة المدِّ والجزر وتوتراً بصرياً بين الثبات والتغيُّر.

من شاطئ بلدة حالات، ترسم أحفادها وهواة التزلج على المياه بتقنية الأكريليك. وتنتقل بنا إلى طقوس الساحل المتقلِّبة، في حين تجتمع لوحات صغيرة على طاولة خشبية توثِّق يوماً صيفياً من الشروق حتى المغيب، بريشة دافئة تُعبِّر عن الحنين.

اللهو والتسلية في بركة السباحة (الشرق الأوسط)

تضيف روزي: «أرسم مشاعر الحنين ليوم على الشاطئ، وأُضفي عليها ألواناً دافئة وفاتحة تعكس وقع البحر وتأثيره عليّ».

تحمل لوحاتها عناوين تجمع بين السكينة والفرح، أو تصف حالات الطبيعة على الشاطئ. نرى «ليلة هادئة» بزورق صياد يطفو في السكون، و«طبقات الأزرق» تُمثّل خلطة ألوان رسمتها أنامل الطبيعة ببحر هائج، في حين تعكس لوحة «في غمرة المياه» فرحة حفيدها يغوص في بركة سباحة. وفي أعمال مثل «بعد العاصفة» أو ثلاثية «مراحل الغروب»، تمنح الريشة حرية للصَّمت ليُعبِّر عن نفسه، وتُحلِّق فوق بيوت مدينة جبيل، وتغوص في أعماق البحر في لوحتي «ما قبل» و«ما بعد».

تُنوِّع روزي في تقنيات الرسم بين الزيت والأكريليك والـ«ميكسد ميديا»، وتقول: «لا أستند إلى الخيال في لوحاتي، بل أسترجع لحظات فرح عشتها في أغسطس (آب)، حين تلتقي العائلة على شاطئ حالات، ونصنع ذكريات خالدة».

يعود جزء من ريع المعرض لمبادرة «ريبرث بيروت» (الشرق الأوسط)

وتتابع روزي: «أكتفي أحياناً بالألوان الزيتية، ومرات أمزجها بالأكريليك لأضفي لمعة مياه البحر الزرقاء. ألواني تنبع من مزاج البحر الذي لا يُمكن التنبؤ به؛ يهيج أحياناً، ويهدأ أحياناً أخرى حتى إن مياهه تكاد لا تتحرَّك. إنها لحظات أريدها أن تبقى معلّقة على الجدران عبر الزمن».

تصف روزي البحر بأنه محطة سنوية لا يمكن تفويتها، فتغوص في مشاهده المتعددة، مرّة وهو واسع يحتضن كل شيء، ومرّة أخرى وهو ساكن يغرق في الصمت.

يُنظم المعرض الدكتور طوني كرم، ويُخصص جزءاً من ريعه لمبادرة «ريبرث بيروت» التي تُعنَى بإعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة.

وتختم روزي قائلة: «أردت من أعمالي أن تبثَّ الأمل وتمنح زائر المعرض طاقة إيجابية. نحن مقبلون على صيف واعد، فلتكن هذه اللوحات وسيلة نغسل بها تعبنا وهمومنا».

OSZAR »